أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - هروب محكوم بالاعدام 1956 للعملاق روبرت بيرسون: هنا تحت الاحتلال النازي عانى عشرة الاف رجل من ضحايا النازية














المزيد.....

هروب محكوم بالاعدام 1956 للعملاق روبرت بيرسون: هنا تحت الاحتلال النازي عانى عشرة الاف رجل من ضحايا النازية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4233 - 2013 / 10 / 2 - 23:46
المحور: الادب والفن
    


هروب محكوم بالاعدام 1956 للعملاق روبرت بيرسون: هنا تحت الاحتلال النازي عانى عشرة الاف رجل من ضحايا النازية
روبرت بيرسون(1901-1999) كان قد عرف باسلوبه الروحاني الزاهد،واعتبر النبي الذي مهد للموجة الجديدة،حيث قال عنه غودار ذات مرة بأنه افضل صانع افلام في فرنسا بعد رينوار...
هناك ثلاثة اشياء ساهمت في تكوين هذا المخرج الشكلي(في حياته المبكرة أي السنوات الأولى من عمره):
الكاثوليكية والفن بشكل عام وخبرته كسجين حرب سابق وبالاضافة إلى ذلك فقد عمل بيرسون كمصور فوتوغرافي،هذا على الرغم من انه كان يطلق على نفسه ميقنا تماما بذلك بانه(مسيحي ملحد).
قضى روبرت بيرسون فترة تجاوزت العام في مخيم للسجناء اثناء الاحتلال النازي لبلاده خلال فترة الحرب العالمية الثانية،وحقق ثلاثة عشر فيلما طويلا،وكان تركيز بيرسون المبدأي على الفصل اللغوي بين السينما والمسرح،ومن الممكن أن تُفهم افلام بيرسون ايضا كمبحث نقدي للمجتمع الفرنسي والعالم برمته،كما أن هناك لكنة كاثوليكية قوية في افلامه بالاضافة إلى استخدامه الدائم لممثلين غير محترفين،والحبكة السهلة في فيلمه هذا (فرار رجل) من الممكن أن تقرأ ككناية عن التقدم الغامض لعملية الخلاص(salvation).
اندريه تاركوفسكي (في كتابه النحت في الزمن) اعتبر بيرغمان بالاضافة إلى بيرسون مخرجاه المفضلان..
كلمة مكتوبة في استهلالية الفيلم(هنا تحت الاحتلال النازي عانى عشرة الاف رجل من ضحايا النازية،سبعة الاف منهم ماتوا ضحايا...مع موسيقى أوبرالية مصاحبة لهذا المشهد للموسيقار العالمي مودزارت.
هذه الموسيقى هي الوحيدة التي نسمعها خلال الفيلم كله،فبيرسون يتجه نحو سينما تأليفية محاولا دمجها إلى درجة الانصهار في واقع الحياة...كلها مقتضبة...نص وسيناريو متقشف...ممثلين غير محترفين...مشهدية قوية تدفع المشاهد إلى التركيز على البطل وتصرفاته أولا وأخيرا وبالعادة فأفلام بيرسون لها بطل مركزي واحد تنصب كل الاحداث عليه ومن حوله،ونستطيع القول أن كلا من بريسون ورينوار شكلا ما يعرف بالسينما الفرنسية الحقيقة مع المبدع الآخر مارسيل كارنيه...
فونتين من الشرطة الفرنسية السرية،سجين حرب نازي في حصن مولتون بمدينة ليون،ونحن بتنا نعرف أن بيرسون قضى وقتا من شبابه في معسكرات الاعتقال النازية لمدة 16 شهرا من مارس 1940.
فونتين يروى قصة حياته منذ بداية اعتقاله من قبل النازيين-في وقائع مبنية على قصة حقيقية-ويعتمد بيرسون على المونولج الداخلي اعتمادا كبيرا،معتمدا على فونتين نفسه في السرد...
يقول فونتين(مونولوج):كانت التهم الموجهة لي خطيرة،وإذا تابعت اغضابهم لم يعدموني رميا بالرصاص ويتابع:
خلال فترات الانتظار في الفناء الفت فكرة الموت...كنت افضل اعداما آنيا
هنا تبرز قدرة بيرسون المعروفة والشهيرة على ابراز المشاعر الداخلية للفرد...الحالة النفسية...الخوف..التوجه نحو الخلاص،أي وبالتالي التعبير عن الغريزة الغامضة للبقاء...
علينا أن ننظر إلى القصة ضمن مناحي اخرى وافكار ذات علاقة اكثر بالفرد،وهذا لايعني أبدا أن بريسون مخرج فردي بل هو يركز على مشاعر الانسان بشكل عام من خلال فرد وهو يشابه في ذلك حالة المخرج الروسي تاركوفسكي ولكن ليس إلى درجة التطابق...
فالقصة ليست قصة هروب فقط،ولا يمكن النظر إليها في سرديتها المتقشفة جدا ضمن ذلك...هي ليست الخلاص من شاوشك بل هي القدرة على الاستمرار...مواجهة الحياة باساليب بسيطة ولكنها في نفس الوقت مهمة للاستمرار والبقاء....
وهنا تكون القصة ضدية بين الخير الانساني(العام) والشر الخاص(النازي)...بين البساطة في مواجهة التعقيد...-نستطيع القول بان الفيلم انتهى سوى من مونولوج داخلي يتحدث عن المشاعر وعن الهواجس الداخلية،والرغبات وخطة للهروب مع ملاحظة أن هناك تكثيف درامي للحدث برمته بحيث يتعامل معه بريسون وكأنه وحدة واحدة،كما أننا لا نستطيع القول أن للتدين أو الفكر الكاثوليكي دور كبير في الفيلم سوى من ملاحظات من الانجيل للعبادة أو للتبرك.
هناك اصوات المعدمين رميا بالرصاص ...أصوات الرصاص التي تطلق بين الحين والآخر ودوره في البناء النفسي للشخصيات ولاحقا سوف يحكم على فونتين بالاعدام رميا بالرصاص،بعد أن تراوده أفكار لقتل صبي كان قد شاركه في الغرفة متاخرا،ولكن بدلا من ذلك يثق به ويقومان بالهرب معا ..
هذا يشبه الواقعية النقدية عندما تقدم طرحا فكريا مبدأه أن الدين المسيحي يرفض ذلك ويطلب الخيار الانساني وأن الفطرة السليمة لا تقوم على الانانية...
هذه المبادئ التي يطرحها بيرسون كاضاءة لسينما قادمة...سينما أكثر عمقا وتميزا وتنوعا في تحليل الانسان ولا نستطيع القول عن هذه السينما المتقشفة التقليدية جدا في السرد قد تكون مشابه لسينما غودار الثورية.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المال 1983(روبير بيرسون): ...(السينما التي يمارسها بيرسون مج ...
- الأم والعاهرة 1973(جين يوستاش):عن شخصيات تعيش الفراغ الشديد, ...
- لانهاية 1985(كريستوف كيسلوفسكي):قصة يرويها رجل ميت
- الهاوي 1979:كريستوف كيسلوفسكي: التعلق بسينما وثائقية ذات معط ...
- الندبة 1976(كريستوف كيسلوفسكي):شاب سينمائي حقيقي لازال متعلق ...
- تعريف امرأة1982(مايكل أنجلو أنتونيوني): القضية الوجودية الحق ...
- نقطة زابرسكي1970(مايكل أنجلو أنتونيوني): مغامرة تختلف عن الم ...
- قتلة بالفطرة 1995(اوليفر ستون):عن مجنونان بريئان من الجنون ل ...
- 1966 مايكل أنجلو أنتونيوني: Blowe-pالانفجار أو تكبير الصورة: ...
- الصحراء الحمراء1964(مايكل أنجلو أنتونيوني): (حتى الطيور تعلم ...
- الخسوف 1962(مايكل أنجلو أنتونيوني):عن سينما غارقة في التفاصي ...
- Eros2004:مايكل أنجلو أنتونيوني وستيفن سوديربرج وونغ كار واي
- اسطورة 1900 جوسبي تورانتوري1999:حكاية شخص لم تلمس قدميه أرض ...
- سينما براديسو1990(جوسبي تورانتوري): حكاية افضل فيلم يتحدث عن ...
- الليل1961(مايكل أنجلو أنتونيوني): حوارات عابرة بين زوج وزوجت ...
- المغامرة 1960(مايكل أنجلو أنتونيوني): سينما اللاحدث،أو سينما ...
- الصرخة 1957(مايكل أنجلو أنتونيوني):التحليق فوق سينما واقعية ...
- الانعطاف الكامل 1997:أوليفر ستون يعرض جانب أمريكا الأسود
- حلم أريزنا 1993(امير كوستاريكا): .شخصيات هشة تنتظر الموت بشغ ...
- فيلم بين النساء أو الصديقات (The Girl Friend) مايكل أنجلو أن ...


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - هروب محكوم بالاعدام 1956 للعملاق روبرت بيرسون: هنا تحت الاحتلال النازي عانى عشرة الاف رجل من ضحايا النازية