أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد العالي كركوب - الوضع العربي الراهن و نقد مفهوم الثورة














المزيد.....

الوضع العربي الراهن و نقد مفهوم الثورة


عبد العالي كركوب

الحوار المتمدن-العدد: 4233 - 2013 / 10 / 2 - 21:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الوضع العربي الراهن و نقد مفهوم الثورة

عرف العالم العربي و الإسلامي عدة مشاريع فكرية نهضوية بعد حصوله على الإستقلال و الـتخلص من سـيـطـرة الإسـتــعـمـار و الإمبريالية، فكان عنوانها البارز: "كيفية بناء الدولة الحديثة" وهذا ما شغل فكر كل من الجابري، العروي، طه عبد الرحمان، زكي نجيب محمود، فؤاد زكريا، عبد الوهاب المسيري .. و آخرون. لكن ما طبيعة السلطة السياسية في الدول العربية و الإسلامية؟
للإجابة على هذا السؤال نستحضر تصورين فلسفيين، و هما: تصور طوماس هوبز و ماكس فيبر، ثم تصور ماكيافيلي. فطوماس هوبز يرى أن غاية الدولة هي تحقيق الأمن و السلم اللذين كانا غائبين قبل إنشاء الدولة، و أن الحاكم يتمتع بسلطة مطلقة نظرا لأنه خارج التعاقد الاجتماعي، فهذا الأخير يتم بين المحكومين فقط… و بالنسبة لماكس فيبر فهو يشجع الدولة على استعمال العنف باعتباره مشروعا، و ذلـك لــمحافظتها على مـصالحها الذاتية و الموضوعية…
و بالعودة إلى بعض الدول العربية و الإسلامية ذات النظام الجمهوري كمصر، تونس، سوريا، و ليبيا… نجد أن ممارسة السلطة السياسية لا تخرج عن الإطار النظري الذي وضعه طوماس هوبز و ماكس فيبر.. أي أن هؤلاء الحكام يتمتعون بسلطة مطلقة، مما يجعلهم مستبدين و طغاة… فهاجسهم الوحيد هو ضمان بقاء الدولة و بقائهم هم أيضا في مراكزهم السياسية…
أما ماكيافيلي صاحب كتاب "الأمير" و الذي يتضمن نصائح مهمة لكل أمير أو ملك، فقد دعا بدوره إلى الملكية المطلقة التي تتحقق باعتماد الأمير على القوة و المكر الذي يصحبه الخداع "فعلى الأمير أن يكون قويا كالأسد، و ماكرا كالثعلب" و لكي لا يظهر مكره للناس يجب أن يستعمل أساليب الخداع و الـتمـويــه... و بالعودة إلى بعض الدول العربية و الإسلامية أيضا، خصوصا ذات النظام الملكي، نجد أن ممارسة السلطة السياسية لا تخرج بدورها عن الإطار النظري الذي وضعه ماكيافيلي...
بعد محاولتنا فهم طبيعة السلطة السياسية للأنظمة الـعـربـيــــة و الإسلامية، و ربط ذلك بالأحداث التي شهدتها بعض هذه البلدان في السنتين الأخيرتين بداية من 2011، نقف على إشــكــال آخـــر، و هو: هل يمكن وصف ما حدث في تونس، ليبيا، مصر...بالـثــورة؟
لمقاربة هذا الإشكال لا بد من استحضار دلالات مفهوم الثورة، ثم مرتكزات و أسس الثورة، و ذلك بمقارنة ما وقع في الدول المذكورة بأهم ثورتين عالميتين، و هما: الثورة الفرنسية سنة 1789، و الثورة البولشفية سنة 1917.
يدل مفهوم الثورة في مختلف دلالاته السياسية، الــفــكــريـــة، و الفلسفية على "التغيير الجذري الذي يلحق مستويات متعددة: كالسياسة، المجتمع، ثم الاقتصاد..." كما أن الثورة تنبني على أساس فكري ذو طابع نظري، فالثورة الفرنسية جاءت نتيجة عدة مواقف فكرية تمثلت في نظريات العقد الاجتماعي و عصر الأنوار (طوماس هوبز، ج. ج. روسو، ج. لوك، مونتسكيو، ديدرو، فولتير...) إضافة إلى أنها حملت التغيير الذي تمثل في تأسيس نظام جديد و هو النظام الرأسمالي، ومخلفة بنية اجتماعية تحصر في طبقتين: البرجوازية و البروليتاريا، و أرضية اقتصادية تتمثل في حرية السوق. أما الثورة البولشفية فارتبطت فكريا بالإطار النظري الذي وضعه عالم الاقتصاد و الاجتماع و الفيلسوف و السياسي الألماني كارل ماركس، فحملت بدورها جديدا تمثل في بروز نظام جديد هو النظام الاشتراكي الشيوعي، الذي يؤمن بالمساواة في كل شيء حتى على المستوي الاجتماعي...
و بالرجوع إلى المخاضات الشعبوية التي عرفها الشارع العربي، نجد أنها لا تستند على أساس فكري، كما أنها لا تحمل التغيير الحقيقي لكي يحق لنا وصفها بالثورة. إن التغيير الذي وقع هو تغيير أشخاص فقط و ليس تغيير بنيات، لأن المنظومة الإقتصادية، الاجتماعية، و السياسية لازالت ثابتة.
بعد مقاربتنا لطبيعة السلطة السياسية للدول العربية و الإسلامية التي شهدت ما سمي بالربيع العربي، و وقوفنا على دلالات مفهوم الثورة و أهم الثورات العالمية، خلصنا إلى القول أن تلك الدول لم تعرف ما يسمى "الثورة" وذلك لغياب الــشــرط الــذاتـي و الموضوعي.
وبعد كل هذا فإن ما شهدته مصر مؤخرا (الإنتفاضة ضد الرئيس محمد مرسي) يؤكد ما ذهبنا إليه، لأنه إذا حدثت الثورة فعلا في هذه البلاد، لما قام المواطنون بالاحتجاج من جديد ضد السلطة الحاكمة، فأساس الثورة هو التغيير نحو الأفضل و الانتقال إلى الديمقراطية الحقة.
و بهذا يجب معاملة الوقائع أخدا بأسبابها، و عدم الغلو في استعمال مفاهيم لا علاقة لها بما يقع، و لا تحتمل الاستمرار في توظيفها لهذا الغرض.
و الغريب في الربيع العربي أننا نجد الشعب ينقسم إلى شقين: الأول يدعم السلطة الحاكمة و الثاني يرفضها و يبتغي إطاحتها. ربما هذا يبدو عاديا، يمكن أن يكون كذلك لو أن المؤيدين للنظام ينتمون إلى نفس الفئة... لكن الغرابة تتمثل في دفاع فقراء على حكومة مستبدة لاشرعية، هدفها الأساس تحقيق مصالحها.
إن الثورة قطعا لم تحدث، و لن تحدث في أي بلد عربي في الوقت الراهن، و ذلك يرجع إلى غياب شروط قيامها، و أهمها الوعي الواقعي و المادي للحياة الاجتماعية و الاقتصادية... و هذه الأخيرة هي التي تحدد الأول، فكما قال كارل ماركس: "ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم الاجتماعي و الاقتصادي، بل إن هذا الأخير هو الذي يحدد وعيهم". إذن، هذا هو الوعي الحقيقي الذي يحملنا إلى بر التغيير، و ترسيخ قيم الديمقراطية و المضي نحو الحداثة الحقة، و ليس العولمة. إن الوعي الذي يوجد اليوم هو وعي زائف و وهمي يجعلنا نعيش على الخرافة و الأساطير و تمجيد التاريخ، رغم أن الإنسان قادر علي صناعة تاريخه، فشعار التغيير حسب ما ذهب إليه المفكر اللبناني مهدي عامل هو: "يا شعوب العالم استيقظوا من سباتكم الطويل، و تهيؤوا... ليس للثورة، بل للثقافة، لأن الثورة لا يمكن أن تقوم في غياب الثقافة".

عبد العالي كركوب



#عبد_العالي_كركوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد السياسي المعاصر: زمن بنكيران


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد العالي كركوب - الوضع العربي الراهن و نقد مفهوم الثورة