أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسيبة عبد الرحمن - لماذا حملة الاعتقالات في سوريا ؟














المزيد.....

لماذا حملة الاعتقالات في سوريا ؟


حسيبة عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1209 - 2005 / 5 / 26 - 10:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قامت أجهزة الأمن في سورية بحملة اعتقالات بدأتها ( بنزار رستناوي، علي العبد الله، ومحمد رعدون ) مالبثت وأخذت بالاتساع لتشمل إدارة منتدى الأناسي.
والسؤال المطروح ما هي أسباب الاعتقال؟ ولماذا ؟
قد لا يختلف الكثيرون حول النظام وطبيعته الاستبدادية والأمنية والتي تعني بالدرجة الأولى مصادرة الحريات العامة ( السياسية وغيرها) رغم كل ما يتردد عن تغير في سياسات السلطة نحو الداخل ( إغلاق ملف المعتقلين السياسيين…) بسبب الضغوطات الخارجية الأورو أمريكية على النظام حول العديد من الملفات ومنها ملف الحريات العامة . ومع قناعتنا أن ملف الحريات وحقوق الإنسان يأتي في نهاية المطالب الأمريكية إن لم يكن تزييلاً وتزييناً لها فقط لكن الضغوطات قد فسحت هوامش للعمل العام تزامن مع تغير في بنية فئة من البرجوازية البيروقراطية ( التي اعتمدت وما تزال تعتمد على نهب ثروات مؤسسات الدولة ) تحولت وتتحول نحو اقتصاديات السوق واللبرلة ضمن خصوصية تطور بنيتها الداخلية وقوانينها الخاصة بالتحول.
ومن نافل القول أن هذه البنية ستتغير تغيراً جذرياً بما يجعل ذلك مناقضاً للقوانين التي تحكم هذه الطبقة_ الإمساك بمفاصل السياسة والاقتصاد بالقمع _ ومحاولاتها لتبديل جلدها من الخارج كما تفعل الحية كي تبقي على جوهرها والذي يحصل الآن ليس أكثر من دلالة على ما نصف به الطبقة الحاكمة ومحاولاتها إجراء روتوشات لتلتحق بالمشروع الأمريكي الشرق أوسطي الجديد إذا قبلت الإدارة الأمريكية بها رغم الشعارات الوطنية البراقة التمسك بالحقوق الوطنية وغيرها كما يفعل الشقيق المصري الأكبر والذي شن حملة اعتقالات واسعة في نفس الفترة والسعودي الذي أصدر أحكاماً قاسية بحق الإصلاحيين السعوديين.
إذاً طبيعة النظام السوري لم تتغير من الجوهر والتي اتسمت طوال العقود المنصرمة بالفساد والنهب والقمع المعمم على المجتمع وفعاليته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكل ما حصل تحول من قمع شامل إلى قمع نخبوي حسب المرحلة ونشطائها ( ربيع دمشق، منتدى الاتاسي ..الخ ).
وهنا ندخل في خلفيات وخيوط أسباب الاعتقال وهو كما أعتقد الاقتراب من ملف الأخوان المسلمين وتعاطي القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية مع هذا الملف .
السلطة في سوريا تعتبر ملف الأخوان المسلمين خاصاً بها ولا يجوز لأي قوة أو فعالية الاقتراب منه أو منافستها عليه، وهي تعمل على حله وفق رؤيتها وآلياتها الخاصة_كما اعتبرت من قبل رياض سيف منافساً لها في البرنامج الليبرالي_ وهنا كما يقال بيت القصيد فعلي العبد الله ألقى كلمة الأخوان المسلمين في منتدى الأناسي ومحمد رعدون عقد مؤتمراً صحفياً عن أسباب وفاة المسالمة واتهم الأجهزة الأمنية في التسبب بوفاته وكان رعدون قد تابع ملف المنفيين من الأخوان العائدين إلى سوريا وما يتعرضون له من اعتقال رغم وعود السلطة لهم بالعودة دون المساس بهم فدخل محمد رعدون ضمن دائرة محظور السلطة أما إدارة منتدى الأناسي فقد رفضت التخلي عن دورها في تحمل الأعباء السياسية المترتبة على كلمة الأخوان المسلمين وتحميلها إلى علي العبد الله فاعتقلت الأجهزة الأمنية إدارة المنتدى .
ولا ندري إن كان مسلسل الاعتقال سيستمر أم أنه سيتوقف ومن سيطول فقد سبق للنظام وأن اعتقل نشطاء ربيع دمشق وها هو يكرر الحملة ثانية تجاه آخرين بهدف القضاء على الحراك المجتمعي السوري الذي يخشاه النظام ولذا كلما نشطت فعاليات وقوى المجتمع السوري السياسية والاجتماعية انقض النظام عليها وضربها كي لا تتطور من جهة ومن جهة ثانية يعيد إلى المجتمع الرعب والخوف كي يدفعه نحو الانكفاء من جديد.
وربما السؤال الذي لم يطرح بعد: كيف تجرأت السلطة السورية على اتخاذ قرار بحملة اعتقالات في وقت تعتبر السلطة السورية تحت الأضواء وفي المربع الأول للسياسة الأمريكية التي تتخذ من الحريات العامة وحقوق الإنسان أيديولوجية لضرب السلطات التي تخشى المشروع الأمريكي أن يطيح بها،هل هو بسبب ما تردد عن مساعدة النظام السوري للأمريكان في ضرب القائم ؟ أم أن النظام بدأ بحل ملفاته العالقة مع الأمريكان وتنفس الصعداء وكالمعتاد التنفس الداخلي يعني الاعتقال خصوصاً وقد تزامن اعتقال إدارة منتدى الأناسي مع إعلان كوفي عنان انسحاب سوريا من لبنان .أو صراع ما بين مؤسسات النظام نفسه وما تردد عن الخلافات والاصطفافات حول عودة رفعت الأسد إلى سوريا ؟ أم أن النظام أحرق مراكبه مع الأمريكان _ ولو أن هذا الاحتمال مستبعداً _ وبدأ يتصرف وفق بنيته القمعية خصوصاً وهو متأكد من أن محرك السياسة الأمريكية هو المصالح .
إن ما نحاول تحليله هو مجرد تكهنات فقط لأننا في بلد نعتمد التنجيم بدل التحليل والباطنية السياسية عوضاً عن المكاشفة والشفافية.
وإذا صدق سيناريو قبول الأمريكان بالأسد وهذا لا يتنافى مع البراغماتية الأمريكية وإنما يصدم التيار الذي أعتقد أن الولايات المتحدة لها موقف مبدئي من إسقاط النظام ولن تقبل به، وتعاطى هذا التيار مع القضايا المطروحة على هذا الأساس فأتت الاعتقالات الأخيرة ضربة لذلك التيار وللتيار الذي أعتقد أن النظام سيصلح فعلاً وسيفتح باب الحريات العامة ولعلنا أقل من سيصدم بالحالتين لأننا لم نراهن يوماً على الولايات المتحدة الأمريكية ولا على برنامج النظام الإصلاحي وإنما دعونا وندعو إلى النضال من أجل انتزاع الديمقراطية والحريات العامة من خلال تشكيل قطب مستقل عن النظام والأمريكان معاً كما سبق وطرحنا في عام 1980 أثناء الصراع المسلح ما بين الأخوان والسلطة .

حسيبة عبد الرحمن




#حسيبة_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي لجنة تنسيق نحتاج
- شهداء حزب العمل الشيوعي في سوريا
- الاعتداء بالضرب
- دولاب الزمن الحاضر
- رياض سيف قربان المشروع الليبرالي
- بانو راما عن اعتقال النساء


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسيبة عبد الرحمن - لماذا حملة الاعتقالات في سوريا ؟