أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح حمّاية - ربما التقسيم هو الحل .














المزيد.....

ربما التقسيم هو الحل .


صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 20:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حقيقة لا أدري لما تعلوا الأصوات دائما بالتهويل و التحذير في كل مرة تذكر فيها مسألة التقسيم الجغرافي في بلداننا ، فهل شعوب المنطقة سعيدة بهذه الوحدة التي تعيش في ظلها ؟ ، ثم هل هي حقا وحدة حتى يُفضل أن يتم الدافع عنها ؟ ( التقسيم على غرار ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز في عددها الأخير ).

برأيي إن هذا الحديث عن الوحدة المتوهمة التي يدافع عنها هو مجرد هراء سقيم ، فأغلب دولنا من الجلي أنها تعاني أزمة توافق بين مكوناتها الشعبية ، و حتى بالنسبة لسايس-بيكو التي يزعم البعض أنها قسمت المنطقة فهي قد كانت في الواقع أكثر سعة في تقديراتها ، لأنه بحسب ما نراه ، ولو ترك الأمر للمواطنين ليقرروا لكان الواقع أكثر فداحة .

إن اغلب التقسيمات التي تحدث عليها نيويورك تاميز على سبيلا المثال و لو دققنا فيها لوجدنا أنها منطقية في الواقع ، فلو نضرنا للبلدان التي عنيت بالأمر لوجدنا أن الأنظمة و الشعوب فيها فشلت في تحقيق الوحدة المجتمعية القائمة على الرضا بينها ، ما يعني أن التقسيم الذي دعت إلية نيويورك تايمز إنما كان لخدمت شعوب تلك البلاد لتقليل التناحر بينها ، وليس للنيل منها ، (وكذلك يمكن قراءة تقسيم سايس – بيكو الذي خدم شعوب المنطقة بحيث قلل حجم القمع الذي يمكن أن تتعرض له تحت حكم سلطة سلطنة أو خلافة شمولية كبيرة ) .

الحقيقة أن التقسيم قد يكون هو الحل الأمثل لمشاكل مجتمعاتنا ، فهذا التقسيم سيقلل لا محالة من حجم الصراعات بين طوائف و إثنيات تلك الدول (السودان نموذجا) وسيحرر ولو جزء بسيط من الشعب من الديكتاتورية ، أما بالنسبة لم يزعمون أن هذا التقسيم سيضعف هذه الدول بجعلها دويلات متناحرة ، فالرد هو : و هل هذه الدولة كانت قوية أصلا لتضعف ؟ ، ثم هل هي كانت غير مستقرة لتتزعزع ؟ ، وهل هي عاشت في ظل ديمقراطية و رفاهية وأمن حتى يجد المواطن شيئا يتحسر على خسارته .

إن اغلب بلداننا منهكة بصراعات إما علنية كالسودان و اليمن و العراق و لبنان ، او إما مستترة كباقي الدول ، لهذا فالتقسيم هو الحل الأمثل لتحرير المقموعين و المضطهدين فيها ، ومن أجل حقن الدماء التي تراق يوميا في هذه الصراعات .

إن التقسيم في الواقع يمنح شعوبنا فرصة اكبر للعدالة والحرية ، فمادامت هذه الشعوب أتبث فشلها في التعايش التعددي السلمي جنبا لجنب ، ومادام مواطنوها يصرون على اعتناق الأفكار الشمولية فالأفضل إذن أن تتقسم ، بل أن ينقسم كل من لا يمكنها التعايش معا ، فالوحدة المتوهمة ليست سوى فشل وصراعات و قمع مفرط و ارهاب في أحسن الأحوال .

الأحرى بمناهضي التقسيم وبدل أن يحشدوا لرفض تقرير الأقليات لمصريها أن يحاربوا الذهنية الأحادية داخل المواطن لنصرة قضيتهم ، فقد تبث وكما هو واضح أن المشكلة ليست في مخطط غربي شيطاني يحاول أن يقسم الشرق الأوسط ، بل هو في " ذهنيات شمولية رافضة للتعدد" تؤدي بهذه الدول إلى التمزق.

الذهن الأحادي يفتت الأوطان لتلاءم ذهنه الأحادي ، بينما الذهن التعددي ينشئ أوطانا كبرى بقدر رحابة عقله على تقبل الأفكار والمعتقدات مهما ما اختلفت وتنوعت .. على هذا فالسبيل لتوحيد المجتمعات والبلدان هو بجعل الذهنيات تعددية .





#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيلملي - أن تكون قاتلا خير من أن تكون عاشقا- .
- حول دعم أوربا للإخوان المسلمين .
- صحيفة الشروق تحتاج إلى التأديب .
- الشريعة لنا و ميثاق حقوق الإنسان للإسلاميين .
- الخيار الجزائري أم الخيار السوداني .
- الصحافة الجزائرية مصابة بمتلازمة ستوكهولم اتجاه الإسلاميين.
- لماذا الحفاظ على وباء الإسلاميين .
- دعوة لتصحيح الموقف الرسمي الجزائري من الثورة المصرية .
- قوة الإسلاميين مصدرها جهلكم .
- اهدموا دولة الإسلام في قلوبكم تهدم على أرضكم .
- افتضاح إخوان الجزائر ، أو بالأحرى بقايا الفيس المنحل .
- إسلاميو الجزائر و - إنقلاب - السحر على الساحر .
- الكلام عن مصر والمعني هو الجزائر .
- تحية جزائرية للشعب المصري .
- حنين إلى الجاهلية .
- متى تفكر الحكومة بعقلانية .
- حتى نقدر تضحيات جنودنا الأبرار .
- الإسلاميون كمرض .
- عن عظمة الإسلام وعن إنحطاطه .
- - في معنى الإساءة للإسلام- رسالة للسيدة خليدة تومي .


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح حمّاية - ربما التقسيم هو الحل .