أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إقبال الغربي - الشرعية -السحرية- أو اختطاف الديمقراطية.














المزيد.....

الشرعية -السحرية- أو اختطاف الديمقراطية.


إقبال الغربي

الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 21:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أثار خطاب الرئيس السابق محمد مرسي ،الذي كرر فيه عشرات المرات مصطلح الشرعية ،اهتمام علماء النفس أكثر من اهتمام رجال السياسة ‏.
فقد بدت كلمة "الشرعية" كلمة سحرية قادرة على تغيير الواقع و قوانينه.
فالتفكير السحري الذي يوجد عند الطفل و عند البدائي يتميز بعدم التفرقة بين الأفكار والأفعال، وبين الواقع والأحلام والخيالات، وبغياب السببية والمنطق، وبعدم القدرة على وضع احتمالات بديلة...
فهذا النمط من التفكير هو تفكير كلي الجبروت قائم على مقولة " كن فيكون" و الكلمة تتحول فيه إلى رقية قادرة على التحكم في المحيط و السيطرة عليه و بالتالي تتداخل الرقية بالتفكير لصناعة عالم من أحلام الخيال منفلت من كل عقال.
فالشرعية الانتخابية هي مصطلح لا يمكن فهمه إلا من خلال شبكة من مصطلحات الفلسفة السياسية تكون الجهاز المفاهيمي للمنظومة الديمقراطية الشاملة و المعقدة.

تعني الديمقراطية من حيث المبدأ المفهوم شعبيا: حكم الأغلبية, حيث أن الفريق الذي يملك اكبر عدد من الأصوات هو الذي يفوز وهو بالتالي الذي يمرر مشروعه وإرادته. وهكذا، عندما يقال أن "صناديق الاقتراع تكلمت" أو "ينبغي احترام إرادة الشعب"، فان التعبير عن إرادة الشعب يكون عادة عبر صوت الأغلبية.
بيد انه من المتفق عليه أيضا أن الديمقراطية هي شكل من أشكال الحكم تناط فيه السلطة العليا بالشعب مباشرة أو من خلال أشخاص يمثلون هذا الشعب بهدف الوصول إلى مجتمع تحرري يتسم بالمساواة في الحقوق والامتيازات.
و هذا يعني أن الديمقراطية ليست مجرد أداة للوصول إلى الحكم . و أن الانخراط في المنطق الديمقراطي يترتب عنه العديد من الالتزامات القانونية و الأخلاقية. وانه لا يمكن اختزال الديمقراطية في عملية الاقتراع العام و أن الاقتراع ليس سوى ركن إجرائي و بسيط من أركان المنظومة الديمقراطية الشاملة التي لا تقتصر على مجرد الانتخابات‏,‏ وإنما تقوم أساسا على منظومة من الأفكار والقيم التحررية مثل قبول وجود الآخر المختلف‏,‏ ونسبية الحقيقة‏,‏ واحترام الأغلبية للأقلية‏,‏ وقبول الأقلية لحكم الأغلبية‏,‏ وحريات الاعتقاد والتعبير والاختلاف‏.‏
و هنا لا يسعنا إلا أن نذكر أن تجارب القرن العشرين السياسية و ظهور أشكال الشمولية و الفاشية علمتنا أن سيادة الشعب يمكن أن تتحول إلى نقيض ما تنشده و هو ما يسمى "بطغيان الأغلبية".
و على هذا الأساس جاء مبدأ تقيد السلطة ومنعها من الاستبداد والتعسف وهو شرط أساسي لتحقيق الديمقراطية و حاجزا تخوفا من طغيان الأغلبية .
ففي عالمنا هذا لا يمكن مثلا للفريق الغالب أن يستعمل نفوذه لانتهاك حقوق المواطنين أو أن يتخذ قرارا يلغي الانتخابات أو أن يحرم الإضرابات العمالية أو أن يسن قوانين شاذة ضد الأقليات العرقية أو الدينية تنتهك منظومة حقوق الإنسان الدولية .
فهل من الواقعي مثلا أن يعيد الفريق الغالب و الذي يحض بكامل الشرعية القانونية إنتاج نظام الرق البغيض أو أن ينادي بإحياء أسواق الإماء و ملك اليمين بتعلية أن هذه النظم المقيتة هي مطالب شعبية .
قطعا لا . لان لسيادة الإرادة العامة حدود و خطوط حمراء تتمثل في حقوق الإنسان المؤسسة أخلاقيا و هنا يكمن التماسك الداخلي بين السيادة الشعبية من جهة و حقوق الإنسان من جهة أخرى لان ذلك هو الأمر الذي سينتج عنه بناء العقد الاجتماعي السليم و الدائم .
فمن الواضح أن الديمقراطية تضمن التعبير عن الإرادة الشعبية من خلال حكم الأغلبية، لكن من الواضح أيضا أنها يجب أن تضمن أن الغالبية لن تستخدم قوتها و نفوذها و سيطرتها على دواليب الدولة لانتهاك الحقوق الأساسية للأقلية . لذلك يجب أن تملك الأقلية، أي القوى السياسية التي ليست في الحكومة الحق في السعي لتصبح أغلبية وأن تمتلك جميع الحقوق اللازمة للتنافس في الانتخابات مثل حياد الإدارة و الأمن و الجيش و كذلك حق التعبير والتجمع والتنظم.
فالديمقراطية إذن و حقوق الإنسان هما متلازمان كوجه الورقة و قفاها . بل إن احترام هذه الحقوق هو الذي يعطي للديمقراطية شرعيتها النهائية و يحمي في نفس الوقت سيادة الشعب من الانزلاق في طغيان الأغلبية. و بتعبير آخر إن حقوق الإنسان يفترض منها أن تكون بمثابة سد شرعي يحول دون دوس الإرادة العامة ذات السيادة لفضاء الحريات الفردية على خد تعبير الفيلسوف هابرماس
ولهذا الغرض أفرزت النظم الديمقراطية مؤسسات إشراف ومراقبة رسمية وغير رسمية تراقب وتشرف على السلطات وتفحص إذا كانت هذه السلطات تعمل وفقا لمعايير المواطنة و حقوق الإنسان حتّى لا تقوم السّلطة الحاكمة باستغلال نفوذها بشكل سلبيّ، وهي:
أجهزة مراقبة رسمية مثل آلية الانتخابات و المحاكم الدستورية و مبدأ فصل السلطات
و أجهزة مراقبة غير رسمية مثل الرأي العام و وسائل الإعلام و المنظمات الحقوقية
التي تشرف على طريقة عمل و أداء السلطة و تنقد و تراقب الحكام و تمنع الاستبداد بحقوق الأفراد و الأقليات من طرف السلطة المتغولة.

و هنا لا يسعنا إلا أن نذكر أن تجارب القرن العشرين السياسية و ظهور أشكال الشمولية و الفاشية علمتنا أن سيادة الشعب يمكن أن تتحول إلى نقيض ما تنشده و هو ما يسمى "بطغيان الأغلبية"
على طريقة عمل و أداء السلطة و تنقد و تراقب الحكام و تمنع الاستبداد بحقوق الأفراد و الأقليات
________________________________________



#إقبال_الغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرش الجنسي ليس قضية جنسية بل هو مسالة سلطة و نفوذ
- الثورة التونسية بين الجهويات و العروشية
- الحقائق الخفية عن ثورة الحرية
- من يكترث لدم مسيحيي العراق و دموعهم في ارض الإسلام
- الاسلاموفوبيا :محنة و فرص
- التحرش الجنسي ضد المرأة :الإرهاب المخفي
- بشرى البشير و ردود الفعل السيكوباتية
- غزة ׃المأساة و اللعنة
- من روزا لكسمبورغ إلى نهلة حسين شالي مسلسل قتل النساء
- الاختلاف في الثقافة العربية الإسلامية: دراسة جندرية
- الفضاء الافتراضي للمرأة المسلمة : دراسة مضمون بعض المواقع ال ...
- في ذكرى 11 سبتمبر , العقل و اللاعقل
- الفتاوى الهاذية بين علم النفس و التراث الإسلامي
- رياح الأنوثة تهب على الفدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان
- تأملات جديدة حول الحجاب
- -ستار أكادمي- و -على الهواء- التداعيات السياسية و النفسية
- الثورة الجنسية : نداء إلى تطور دون تهور
- دفاعا عن الكلمة الحرة وعن حرية التعبير.
- المثقف الليبرالي والتعذيب
- مقاربة نفسية لفهم الطائفية و التطرف الديني


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إقبال الغربي - الشرعية -السحرية- أو اختطاف الديمقراطية.