أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - يهوشوع بن نون يجلس في حضن المهندس الفلسطيني..!














المزيد.....

يهوشوع بن نون يجلس في حضن المهندس الفلسطيني..!


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يهوشوع بن نون يجلس في حضن المهندس الفلسطيني..!

شوقية عروق منصور


حين سافر الزعيم جمال عبد الناصر الى الاتحاد السوفيتي أول مرة كان برنامجه مليئاً بالزيارات للمصانع والقواعد العسكرية والمحطة الفضائية، التي كانت آنذاك قد اطلقت الى الفضاء رائد الفضاء يوري غاغارين. وما لفت نظر عبد الناصر هو ان الروس يفتخرون بإنجازاتهم، وعندما كانوا يعرضون عليه شيئاً، سواء قطعة سلاح أو منتوج او قطعة قماش أو سيارة أو .. أو، كانوا يؤكدون له أن هذا صنع في الاتحاد السوفييتي.
وعندما رجع الرئيس الراحل الى مصر كان المجتمع الادبي يثير العواصف والزوابع ضد الكاتب توفيق الحكيم، الذي اتهمه النقاد بسرقة رواية "حماري قال لي" للكاتب الاسباني خمبيز. وقاموا بتصوير كتاب خمبيز صفحة صفحة، وفي المقابل صفحة صفحة من كتاب الحكيم، حتى يثبتوا عملية السرقة. لكن الرئيس قام بإخراس السنة النقاد ومنع الخوض بهذه القضية، وقال: ذهبت الى الاتحاد السوفيتي وكلما رأيت شيئاً كانوا يتقدمون ويقولون "صنع في الاتحاد السوفيتي"، مع أنني أعرف أن أكثر الذي رأيته صنع في بلدان ثانية. الا انهم يفتخرون، وانتم تحاولون تحطيم كاتب أنا اعتز به وقد تأثرت بروايته "عودة الروح". ولاحقا بادر الى منحه "قلادة النيل" تقديرا له على ابداعه الادبي.
ورغم أننا نعرف أن الكاتب توفيق الحكيم طعن عبد الناصر وأطلق كتابه "عودة الوعي"، حتى ينهش تاريخه، ولم يتذكر حادثة سرقة الكتاب، مع أنه لا علاقة بين عبد الناصر وتوفيق الحكيم بيهوشوع بن نون الذي رجع الى اريحا عبر مشرع سياحي اقتصادي. الا أن الصورة التاريخية تمزقت ولم نجد من يجمع تفاصيلها الممزقة. فحين تعجب عبد الناصر من ثقافة الفخر والاعتزاز لدى السوفييت - وهذا قد يكون من اسباب نجاحهم وتفوقهم وانتصارهم - وجد أن هناك تفسخاً في ثقافة الاعتزاز والفخر بأنفسهم، وهناك عقدة الفشل لدى المصرين. فهم يسخرون ويحاولون تشويه أي نجاح، حتى لو أن كاتباً له باع طويل في الأدب. وأمام هذا الموقف كان لا بد من عبد الناصر أن يعطي ثقافة الفخر نبضاً وتنفساً حتى لا تصدأ النفوس، فثقافة الفخر تولد النجاح والانتصار والمقاومة.
لا نعرف أين هي السلطة الفلسطينية، حين أصر رئيس المجلس البلدي ومديرية الآثار في مدينة اريحا على اطلاق اسم يهوشوع بن نون على احدى الحدائق، واليافطة الضخمة المكتوبة بالخط العربي والانجليزي تستقبل السياح يومياً وتحاول رشوة الواقع. كأن يهوشوع بن نون ينام باطمئنان على مجده التاريخي والديني، والأخوّة الدينية بين الشعبين أقوى من السياسة الاحتلالية الاستيطانية..! نعم، مديرية الآثار الفلسطينية، ويتبعها المجلس البلدي في اريحا، لم يجدا اسماً وعناوناً عربياً وفلسطينياً الا اسم يهوشوع بن نون ليطلقوه على الحديقة في بلدهم اريحا..! كأن الاسماء العربية الفلسطينية انتهت، والشهداء خرجوا من الذاكرة، والمعارك قدمت استقالتها من كتب التاريخ الفلسطيني. في هذا الوقت بالذات، الذي تحاول اسرائيل فيه نهش كل شيء، يقفز يهوشوع بن نون لترسيخ الروايات اليهودية التراثية. قد يقولون انه من الانبياء والشخصيات الدينية، لكن عندما نعرف ان يهوشوع قاد حملة العبرانيين على فلسطين، وهو الذي طلب ان لا تغيب الشمس في معركته الاخيرة حتى يحقق انتصاره يوم الجمعة قبل الدخول في يوم السبت. وحقق له الله هذه الامنية، ودخل اريحا سنة 1195 قبل الميلاد، مدمرا اسوارها لقتل اهلها والقضاء على كل من فيها..!
في الواقع الاحتلالي كل شيء محسوب، من الكلمة الى الموقف الى الابتسامة الى اللقاءات الى عبارات التسامح الى تقاسيم الوجوه. لا يمكن فصل التصرفات والسلوكيات عن المعاناة اليومية والمصادرة، وعمليات التهميش لشعب ما زال يعيش تحت اللجوء والتشرد. لا يمكن النظر الى المحتل من عدة زوايا. هناك زاوية واحدة وحادة هي زاوية الاحتلال البغيض الخانق. فكيف نجر الرواية التاريخية اليهودية الى عقر بيتنا، ونعمل على تزيينها وتقديمها على شكل حديقة عامة ، ونحن نعرف ان الاحتلال يتمسك بشعرة وجرة يجدهما تحت تراب، يفتش عن منافذ دينية وتاريخية ينفذ منها كي يسرق الأرض والهواء والفضاء ويصادر حياة الفلسطينيين..؟!
أحد المؤرخين أكد، في لقاء تلفزيوني، أن العرب هم الذين يتمسكون بالمقامات اليهودية والأماكن التاريخية التي تتعلق بتاريخ اليهود. ويعملون على ترسيخها في الذهن الاحتلالي، وهي التي كانت سببا في الاستيلاء عليها من قبل اليهود تحت ذريعة الدين.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سمعنا أو قرأنا مرة عن حديقة أو مطعم أو شارع أو مؤسسة، أو أي مكان يطلقون عليه اسماً له علاقة بالعرب او بتاريخهم أو بالدين الاسلامي أو المسيحي؟! فلماذا في اريحا وغير اريحا تقومون باستدراج الاحتلال، عبر اطلاق اسماء يهودية على اماكن فلسطينية؟! من المؤكد بعد مئة سنة انهم سيدخلون مدينة اريحا بحجة مقام النبي يهوشوع بن نون...!!
ومن باب ثقافة الفخر، يحق للشعب الفلسطيني ان يقول: هذا الرجل منا ولنا، ونطالب الرئيس "ابو مازن" ان يمنح المهندس مروان عبد الحميد احد الاوسمة، التي يوزعها بصورة تدعو للتساؤل هل كل واحد يستحق أن نقدم له الوسام الفلسطيني؟!
حتى اليوم لم تكرم الرئاسة الفلسطينية المهندس مروان عبد الحميد، الذي حاز على رئاسة الفيدرالية العالمية للمهندسين التي تضم في عضويتها اكثر من 93 دولة، فيها اكثر من 20 مليون مهندس. فمن المؤكد ان تبوأ المهندس مروان الرئاسة يعيد الثقة للواقع الفلسطيني. لذا نقول للمسؤولين: اننا - الفلسطينيين - نستطيع النجاح والانتصار والتفوق والبروز بدون يهوشوع بن نون..!!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا الأمير ونحن حذاء السندريلا
- تعالوا نسافر بلا عودة..!!
- -غندرة مشي الفدائي غندرة-..!!
- حملة -اخبر ابنك- امام حملة -أنجب ابنك- رغم القضبان
- سلوى + سعاد = الرجاء اصمتا..!
- أنا ارتعب وأخاف اذن أنا موجود..!!
- رمضان بأي حال عدت يا رمضان..؟
- سعود وفضل نجوم -أمريكا أيدل-..!!
- بلدياتنا ومجالسنا المحلية العربية سلاحف انقلبت على ظهورها
- يارا واطوار يرفضن نكاح الجهاد
- ابن صفنا -جوجل- يتضامن مع العربي المتهم...!!
- القدس الشمالية لنا..!
- بكرا اعتقلوني..!!
- ثقافة الفهلوي في الزمن التراللي..!
- أصبح عندي الآن بندقية ... الى المقاطعة في رام الله خذوني معك ...
- نتنياهو يلحس البوظة وليفني تطالب بالدبس .. !
- اغتصاب بقرار شرعي..!
- العملاء حائرون، يتذمرون...!! ..
- يا بنت الكلب...!!
- دعوه نائماً .. !


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - يهوشوع بن نون يجلس في حضن المهندس الفلسطيني..!