رستم مسخوط سلامة
الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 23:44
المحور:
الادب والفن
أشرقت الشمس كعادتها , رويداً رويداً يتقلص الظل , تتسلل أشعة الشمس بين الكتل الاسمنتية حتي تصل الي مقصدها , فتخترق شعره المسترسل , و تصل الي عينه و تمارس هوايتها في إزعاجه , فيستيقظ من سباته , يلقي نظرة علي مما حوله الشارع نفسه الرصيف نفسه لا شئ جديد , يسأل نفسه سؤال , ماذا أتي بي إلى هنا ! يجد رجله المبتورة فيتقن الإجابة , يصمت قليلا ثم يبتسم , يستعد ليستمتع بحمامه الشمسي ويصنع ظلا لكي لا يفسد رفيقه النائم , مستلقي علي الأرض يضع ما تبقي له من رجله علي رجله الأخرى مستمتعا بسنفونية العصافير , تدب الحركة في شارع . هو كما هو لا يغير من هيئته , الكل يسرع من خطواته يسابق بعضهم البعض , يتنافسوا علي ركوب (ميكروباص) يركب احدهم خلسه فيبتسم إلى الأخرىن ويخرج لسانه كعلامة علي النصر , وهو كما هو لا يغير من هيئته
من إزعاج البشر أتسيقط رفيقه و ذهب ليجد شئ يسد له جوعه , يميل يميناً ويساراً يحاول أن يهرب من حرارة الشمس الحارقة يفقد الأملِ ويلجأ الي سلاحه الأخير فيتبول في مكانه ,
سمع إطلاق نار تبعه نباح رفيقة الكلب فصرخ وغضب و لكن لا احد يبالي ,
دمعت عيناه و قد فقد من يؤنس وحدته علي يد بني جنسه .
تركت طفلة صغيرة امها و جائت إليه وتقول له
(لماذا أنت تبكي هل والديك تركك هنا و أنت لا تعرف عنوان البيت لاتقلق في غرفتي سرير يتسع لك) قبل أن تكمل الطفلة كلامها ,
صرخت الام في بنتها فسحبتها من يداها وهي تنظر إليه .
وفي مساء أغلق عيناه متمنيا إلا تزعجه أشعة الشمس مرة أخري .
#رستم_مسخوط_سلامة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟