أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - فى ذكرى رحيل الطاغية














المزيد.....

فى ذكرى رحيل الطاغية


عبدالله الدمياطى

الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتفق سائر الأمم والشعوب منذ فجر السلالات البشرية على جملة من المسلمات وحزمة من البديهيات التي تخضع بدورها إلى المنطق والفكر السليم ، ولعل أبسط تلك المسلمات والبديهيات التي تتفق بشأنها سائر الأمم وكافة الملل والنحل هو أمر الاتفاق على إدانة الشر والتنديد بأصحابه و لعن مرتكبيها أيا كانت انتمائهم أو أديانهم
ومن التاريخ يبين لنا انا سائر الأمم توحدت على إدانة الشر وتسمية الأشرار بأسمائهم وأفعالهم الاجرامية، ان كل شعب من شعوب الأرض له قادته ورموزه ومفكريه يحتفل بهم ويمجد ذكراهم، في الوقت الذي نجد فيه تلك الأمم تستذكر ماضي طغاتها من الحكام لتلعنهم وتذم أفعالهم وتحذر من مغبة الإذعان لأمثالهم، حتى تمنع من على شاكلتهم ومن يتبع سلوكهم الى الوصول الى سدة الحكم. فالأشرار لا ينتهون فهم موجودون في كل زمان ومكان ما بقي الليل والنهار
إلا ان الحال ينقلب رأسا على عقب بالنسبة لنا حيث يقع الخلاف والاختلاف حول طغاة وعتاة فاقوا قدماء الطغاة بما أقدموا عليه من فظائع يندى لها جبين الإنسانية ، لقد اختلفنا حول شخصيات موغلة في القبح والجرائم كان يستولي احدهم على الحكم ويزيح من كان قبله, يدعي الخير والنعيم للشعب ولكن سرعان ما يمارس استعباد وقمع الشعب، شخصيات أذاقوا شعوبهم وبال المر والأذى والظلم والتجبر، شخصيات مصابون بداء العظمة والنرجسية والسادية دفعة واحدة,
في بلادنا فقط يتباكون على الطاغية مدعين انه يمثل الرمز الحقيقي للوطن والأمة, والشعب, والقيم الإلهية, إذا كان كذلك وفق منطقكم فأي أمة من ورق تعيش على الشعارات والأكاذيب والأوهام ؟ وما الذى فعله الطاغية حتى تتعاطف كل هذه الجموع معه غير مصادرة أبسط حقوق التعبير وسحل كل معارض وقمع من لا يسبح بحمده وهتك عرض كل من يحلم بالحرية وينادى بها، وقصص التعذيب للمعتقلين في السجن الحربى كثيرة تقشعر بها الأبدان، فهؤلاء الطغاة لا يغتصبون السلطة والمال فقط في دولنا البائسة هم أيضاً يغتصبون الأجساد البشرية وأرواح الضحايا وشرفهم وإنسانيتهم .
علينا ان نتساءل ماهي الأسباب الكامنة وراء ظاهرة تمجيد الطغاة؟ لماذا دائما نصفق للحاكم للطاغية الذي يأتي من السماء على ظهر دبابة ويملئ الافكار بالأوهام والاكاذيب، القائد ذات القدرات الخارقة التي تلائم العقول التي عششت فيها الأوهام لماذا نترحم على طغاتنا ونحن نعلم والتاريخ يشهد ان نظام حكم الطاغية المقبور نظام مستبد وظالم يحكم بالنار والحديد على كل من ينادي بالحرية, عاش الشعب يعاني من الفقر والمرض والتهميش مسلوب الحرية والارادة مكمم الافواه كانت سمه حكمه هي الخوف والمذلة والجبن والانجرار والانصياع لحكومات الخوف البوليسية، فمجرد ان تفكر في الاعتراض او النقاش كان الإعدام هو الوسيلة الوحيدة لديه، فقد سالت انهار من الدماء الزكية على يد هذا الطاغية، لقد حول الشعب إلى قطيع من النعاج خوفاً وجبناً، هذا الطاغية كل ما يفعله هو ان يملئ الدنيا صراخاً مناديا بالقيم السامية والوطنيات الكاذبة والقوميات الفاشلة, لم يفعل شيء لشعبه ولا لوطنه فلم يدخل معركة الا وخسرها وخسر فيها قطعة من وطنة، وبعد هذا يقال له بطل القرن أي قرن وهو يحكم بالمعتقلات والسجون والتعذيب وبالقبضة الامنية، لقد زرع في كل بيت مصيبة، وفي كل عائلة قصة حزينة وقهراً لن ينسى، لقد رسخ في الوطن وطنية مفككة ممزقة وحرية مجهرية لا يمارسها المواطن إلا مرة واحدة تتجسد في قول كلمة نعم للزعيم الذي لا قبله ولا بعده زعيم
لا نتعجب فنحن نعيش في عصر العقول الخاوية، والضمائر الميتة عصر ترسم سياساته مجموعة من التافهين الأغبياء، ليس صعباً عليهم أن يحولوا الطغاة الى زعماء، فقد نجحوا هؤلاء في صناعة إعلامية تحويلية تحول الخزي إلى عز، والظلم إلى عدل، والباطل إلى حق، والاستبداد إلى حرية وديمقراطية، والهزيمةَ المنكرة إلى نصر مؤزر وتحول من كان السبب فى هزيمة ونكسة إلى زعيم تاريخي
اخيرا لا أدري متى سيقتلون أنفسهم هؤلاء الظلاميون ليغسلوا عارهم ؟



#عبدالله_الدمياطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرصاصة السحرية
- من سرق الثورة؟
- قضاء مصر الشامخ!!
- مصر والسودان أمال وطموحات
- قضاء مصر الفاسد
- الحوار المجتمعي
- أكرم من فينا
- فلتكن ثورة بناء
- ويسألونك عن المعارضة
- دستورك يا مصر
- الاعلام والثورة -1-
- الحرب على -التأسيسية
- عبيد الذل
- معبر رفح معاناة تتجدد
- محنة الإسلام
- استقلال الشخصية2
- عفوا أيها القضاة
- الإخوان المسلمين ومشروعهم السياسي كيف سيسهم الإخوان في بناء ...
- -روح الثورة -
- ثورة ومعاناة


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - فى ذكرى رحيل الطاغية