أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمين الزقرني - أسلحة الدين (1)















المزيد.....

أسلحة الدين (1)


أمين الزقرني

الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 20:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ميزان العدل
الإنسان المتيقّظ يرفض أن يضحي بطاقاته في الحياة من أجل قضيّة مُضيّعة و لا طائل منها كالدين. هو يدرك أن المرء لو أراد أن يزن الآثار الحسنة مقابل الآثار المؤذية للدين خلال الألف سنة الماضية لا غير، فإن الموازين ستسقط منهارة بشكل كبير من جانب "السيّئات". سيكون الأمر كألف طن للسيئات من الدين مقابل وزن حصاة لحسناته.
مفهوم الدين ككل يمثل وجهة نظر معاكسة تماما لأهداف الإنسان المتيقظ. و الأسباب هي التالية:
1/ الدين ينهك الحياة، يجعلها مكتئبة، ويتطلع نحو الموت. الإنسان المتيقّظ يتذوّق الحياة، الإثارة والفرح. لأنه يعلم أنه سيموت يوما ما، ولكن يعيش حياته وكأنه محارب إلى تلك اللحظة.
2/ تقريبا كل الأشياء التي من المفترض أن تجلب الفرح، الدهشة والإثارة إلى الكائنات البشرية يتم تدميرها عبر سم الفكر الديني.
وهكذا ، فمحبّة الواحد لجسده هي نرجسية، واللذة في النشاطات الجنسية المختلفة هي شهوة، والأكل والشرب هي شراهة، والفخر بالنفس أو بالإنجازات هو زهو، وتحقيق الأحلام و الطموحات دون الإحساس بالذنب هو جشع... كل هذه الأعمال الإنسانية الطبيعية و الممتعة تُعتبر "خطايا" من قبل أولئك الناس الذين يرغبون في السيطرة عليك. هي ليست خطايا في نظر "الله". فهو لم يخبرنا مطلقا عن وجهات نظره بشأن أي موضوع (رغم أن بعض الشخصيات التاريخية تزعم أن الله قد تكلّم مباشرة معها و أصدر لهم أوامر "ليمرّروها" لبقية البشر...).
3/ الدين يطالب بأن تضحّي بقيم حياتك (المال والوقت والجهد الخ) و لناس آخرين (عادة "الكهنة") تحت ستار (السلاح 4- الأكاذيب) التضحية بها إلى الله.
الأسلحة المستعمَلة من قبل المحتالين الدينيين هي 8 و هي على التوالي: القوّة، الخوف، الذنب، الأكاذيب، العدل، التضحية، الصورة، والاستحسان.
سوف ننظر بالتفصيل في كيفية استخدام هذه الأسلحة من قبل المحتالين الدينيين تباعا في هذا المقال و فيما يليه من مقالات.
السلاح 1- القوّة:
درس قصير في التاريخ: محاكم التفتيش بدأت من طرف فرديناند و إيزابيل (ملك وملكة إسبانيا) بـنيّة معاقبة اليهود و المسلمين الذين كانوا يمارسون عقيدتهم في الخفاء. تم بثّ رعب محاكم التفتيش (من قتل، تعذيب الخ) بمباركة كاملة من البابا سيكستوس الرابع -الرجل الذي كان في خط مباشر مع الله في ذلك الوقت.
ثم كانت هناك الحروب الصليبية (القرن 11)، وهي بالأساس لهو بإراقة دماء المسلمين "الكفرة". وضمنت مكانا في السماء لأولئك الذين شاركوا فيها! هذه ليست نكتة. الناس في ذلك الوقت يأخذون صك الضمان على محمل الجد، لأنه نابع من أعلى سلطة للكنيسة.
الاضطهاد الديني، الذي كان شائعا في الماضي، لا يزال مستمرا اليوم. هذا ما يحدث يوميا في جميع أنحاء العالم للناس بسبب انتمائهم الديني.
تمثل سوريا و لبنان اليوم الصراع الدموي مع الدين باعتباره موضوعها الرئيسي. والسلام لم يستقرّ إلى الآن...
حيثما تنظر، فإن التعصب الديني يترصد بالضيط تحت السطح. وهكذا، يكره المسلمون المسيحيبن (والعكس بالعكس). هم لم يغفروا للمسيحيين بسبب الحروب الصليبية (منذ 900 سنة!). السنيّون يكرهون الشيعة، والعكس بالعكس، المالكيون يرتابون بشدة من الوهابيين. الوهابيون يمقتون الصوفيين والعكس بالعكس، الخ. الموضوع الثابت لدى المتديّنين هو الكراهية والخوف و الشك.
طبعا، فإن المتديّنين الحديثين ينظرون خلفا إلى هذه الجرائم الفظيعة التي ترتكب باسم الدين و يقولون إنها كانت مجرد انحرافات إنسانية وليس لها علاقة بالدين (وخاصة، لا علاقة لها بدينهم الذي يمثل الإيمان الحقيقي، الخ، الخ). في الواقع هذه الفظائع لها كل العلاقة بالدين، ولكن لا علاقة لها بالروحانية الحقيقية أو السعي للانسجام، والذي يتوهّم الدين أنه يمثله. في الواقع ، فإن الدين هو في الغالب، تعريفا، متنافر نظرا لطبيعته الانقسامية. يُتوقع منك الانضمام إلى مجموعة أو طائفة واحدة معينة (المذهب الحقيقي الوحيد، طبعا)، والتي بعد ذلك تستقطبك أوتوماتيكيا ضد "باقي البشر". "نحن" و "هم". يتم تصنيف بقية البشر بأنهم "عاصون"، "مضرّون"، "أشرار"، أو مجرد "ضالّين" عن الصراط المستقيم، و يمكن فقط أن يتم إنقاذهم" بدعوتهم و هدايتهم من طرفك أنت أو مجموعتك!
السلاح 2- الخوف:
الخوف ، في هذا السياق ، سيتم تعريفه على أنه شلل في الآن الحاضر بسبب القلق حول نوع من العقاب الحقيقي أو المتوهّم في المستقبل.
الخوف هو على الأرجح السلاح الرئيسي الذي يستخدمه المحتالون الدينيّون على مر القرون. يُستخدم الخوف الديني بلا رحمة لترهيب كتلة المؤمنين و دفعهم إلى التطابق. الخوف من الإدانة، والخوف من "الذهاب إلى الجحيم"، والخوف من يوم القيامة، والخوف من الرفض من قبل المؤسسة الدينية، والخوف من أن تكون قد وُجدت بسبب خطاياك، والخوف من الشيطان، و الخوف من الله، والخوف من طرح الأسئلة، والخوف من الإجابات (!)، والخوف من أن تواجه بنفسك أفكارك ومشاعرك الحقيقية بشكل يومي...
ك "كاهن"/"شيخ"، ماهي أفضل طريقة يمكنك بواسطتها بسط السيطرة على الجماهير سوى الادعاء بأن لديك خطا مباشر مع الله، و أنه قد أمدّك بتعليمات مفصّلة حول كيفية وجوب تصرّف الناس الآخرين؟ إذا لم يرقصوا على نغمتك الخاصة، يمكنك تهديدهم حينئذ بالعقاب الأبدي.
السماح لنفسك بأن تكون تحت تحكّم الخوف الديني يضمن أنك ستنفق قدرا كبيرا من طاقتك للّحظة-الراهنة سعيا للتطابق مع رغبات المحتال الديني. ببساطة، هي محاولة لتصبح "الصبي الشاطر" أو "الفتاة الحسنة". بينما تكون مشغولا بهذا الهراء، أنت لا تمتّع نفسك. هذا ما يرغب فيه المحتال بالضبط.
الإنسان المتيقظ هو حرّ تماما من الخوف لأنه لم يجمد في اللحظة الراهنة. بدلا من ذلك، هو يعيش في الحاضر، ويتمتع بكل لحظة رائعة وعفوية فور وقوعها. لا يفعل ذلك خوفا من "يوم القيامة"، ولا خوفا من "الله"، وذلك لأن الله-الشخص غير موجود . لديه ازدراء كامل لوهم "الله-الشخص" الذي يراقب البشر، وله مصلحة في شؤونهم. المتيقظ يقرّ هذا المفهوم كما هو- حكاية خرافية لا مناص منها اخترعها الناس الخائفون الذين لديهم قوة الشخصية ضئيلة أو معدومة. هؤلاء الناس هم غير قادرين على مواجهة الحقيقة الصارخة عن الواقع.
الحقيقة الصارخة
المتيقظ يفهم ويقبل هذه "الحقيقة الصارخة".
لاستخدام مثال غير مألوف، هو يدرك أن الكوكب بأسره يمكن أن يندثر غدا غبارا بواسطة كويكب كبير مارق (وهذا ليس مستحيلا، بالمناسبة). زوال الأرض لن يسبب أدنى رجفة في المخطط الكوني للأشياء.
دعنا نتصوّر، في هذه اللحظة، أن مثل هذا النيزك كان في طريقه لهذا الكوكب، لنقل أنه بعيد مسافة عشرة أيام. هل تعتقد أن "الله" سيتدخّل في في آخر لحظة و يحرّف النيزك من مساره؟ بالطبع لا! إلا أن الناس ما زالوا يعتقدون في مثل الخيال على الرغم من حقيقة أنه ما من كائن خارق قد تدخل في أي وقت مضى في أي شأن إنساني.
رغم الصلوات و الاستجداءات، فإن "الله" قد سمح بوفاة عشرين مليون نسمة خلال الحرب العالمية الأولى وحدها (هل كان جميعهم خطاة ؟)، ثم أعاد هذه الحركة مع تكرار الأداء بعد عشرين عاما. كما أنه يسمح بالقتل والتعذيب والاغتصاب ، والتشويه، و الظلم والتجويع و الموت على نطاق عالمي.
هناك تفسيران لهذا. إما أن الله-الشخص غير موجود، وما من كائن خارق
قد تدخل مطلقا في شؤون الناس، أو أن الله-الشخص هو موجود، ولكنه يتحرك "بطرق غامضة".
الغياب الكامل والمطلق لأدلة بأن أي كائن خارق قد تدخّل مطلقا في كامل مسار التاريخ البشري، في قضية إنسانية واحدة، لا يمنع الجماهير من السعي للراحة بالصلاة لنيل مثل هذه المساعدة الشخصية. إنهم يفعلون ذلك لأنهم ضعفاء، يائسون و غير متلائمين.
المتيقظ لا يسعى إلى تغيير وجهة نظرهم. هو ليس (ولا أنا) في أي نوع من الحملات المعادية للدين. هو يدرك أن الأمر سيتطلّب الكثير الكثير من طاقات حياته الثمينة لإيقاظ أي من هؤلاء الناس، و على أي حال، فمن مصلحته أنهم نيام. المتديّنون هم مستغرقون في النوم بعمق. إنهم غير قابلين لأي جدال عقلاني. فهم غير متفتّحين للمنطق. و لا هم على استعداد للنظر في إمكانية أنهم على خطأ. هذا لأنهم مرعوبون من كشف الهراء في اعتقداتهم.
نار الجحيم:
يحض الأئمة و الكهنة رعاياهم على التصرف بطريقة معينة تألّما من نار جهنم الأبدية. قد تبتسم من الفكرة، ولكن الناس برتعبون حقا إذا كان الشيخ/الكاهن (الذي بعد كل شيء هو أقرب إلى الله منهم) يهدّدهم بهذه الطريقة - فيطيعوه. إذا فشلوا في الانصياع للأوامر و النواهي فسيقع تعذيبهم بالشعور بالذنب والحسرة على "الخطايا". و هنا ترى الأجندة السرية للدين، المضادة للحياة، و المضادّة للإنسان.
ملايين وملايين من الناس يعانون من الذنب البشع والكرب والإرهاب لأنهم (على سبيل المثال) استمنوا، أو تمتعوا في الواقع بممارسة الجنس، أو أفطروا في رمضان، أو عملوا في اليوم المقدّس، أو فعلوا واحدا من العديد من الأشياء الأخرى المحرمة/المعاصي. هم مازالوا يعانون الآن، اليوم، في جميع أنحاء العالم. يتم استغلال هذا الخوف الأساسي من قبل "الكهنة" الذين يستخدمونه للسيطرة بلا رحمة على "القطيع". إذا كان القطيع في بلد من العالم الثالث المحروم فسيتم سحب مخاوف "النار والرماد "القديمة من الخزانة كهيكل عظمي قديم وثرثرتها في وجوههم. إذا كان القطيع في منطقة ليبرالية حديثة، فسيتم استخدام المخاوف القديمة بمكر- يُلمَّح إليها بشكل غير مباشر، ولكنها تُستخدم مع ذلك. سوف يبعثون فيك القلق عمّا سيحدث عندما تموت. هل ستُحاكم بقسوة؟ هل ستتفوّق نقاط "الصبي الشاطر" على نقاط "الفتى المشاغب"؟ و إلا، فإنه محكوم عليك بالادانة الأبدية. ولكن إن تمكّنت من النجاة، فيمكنك آنئذ أن تتطلع إلى الأبدية في الجنة/السماء.



#أمين_الزقرني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو الدين؟
- أشكال الذنب السبعة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمين الزقرني - أسلحة الدين (1)