أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مختار سعد شحاته - رسالة إلى دارين.














المزيد.....

رسالة إلى دارين.


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 19:19
المحور: المجتمع المدني
    


إلى مصطفى تلميذي النجيب:
أعرف يا صغيري الذى جاء يشكو إليّ فعل الأيام؛ أنك لازلت صغيرًا على كل هذا الحزن، لكني أحسدك على هذا القلب البريء، ويكفي اختيارك لشخصى لتحكي لي، وتعلل بأنه بصيص الإنسان الذي لمحته بفطرتك في جنباتي، وأشفق عليك حين جئت خجلا تحكي لي. ربما كما قلت يا تلميذي النجيب، أقول ربما، فللقلب أفاعيل عجيبة، ولنا نحن معشر المعلمين والآباء فعال لا تقل عجبًا عما فعله قلبك فيك يا صغيري. وربما هنا لا أنفى بها شرفًا نالني حين استمعت إليك تشكو. لحظتها رأيت فطرتك تشكو مجتمعًا كاملا، صار له باع في التشوه، والغمط، والحيدة عن فطرتنا الأولى، وخب رتنا مع تلك السماء، التي يقولون بأننا موصولون بها بطرف الفعل الأول، وهو ما اشتكيته يا تلميذي النجيب.
كان أول جرائمي الحب:
قد أكون مجنونًا في نظر الزملاء حين أسديك نصيحتي، وهي للحقيقة ليست بنصيحة، إنما هي معرفتي عما اشتكيت لي منه، ولا أعرف كيف يمكن أن أكون سندًا لك؟!! حيرة مربكة، وصراعات مجتمعية وأبوية لا أساس لها تنازعتني يا "مصطفى"، كيف لي أن أفسر حربهم ضدك، حين أعلنت عن حبك لزميلتك "دارين"، ربما بتسميتكم تلك،؛ أكون قد خنت ثتك في، والتي –كما قلت- شجعتك للحديث معي، لكن يا صغيري، أنا مثلك كل تجاربي مكررة ومتوالية ولا تعدو كونها بعض الأثر لهذا المجتمع، فأنا –مدرسك- لا أملك جوابًا غير الذي قلته لك، دافع عما تشغر به، نمه، زده، واعلم أنه مقدر له ان يبني لا يهدم ولا يشغل عن بناء، وللحقيقة أعجب يا صغيري، فحين أذكر أنني في صغري في مثل سنك جعلوني أمثولة وأنموذجًا يعاقب على مثل فعله الجميع من الزملاء وقتها، متى تجرأ واحد منهم على التصريح بحبه، لك ان تضحك، ولك ان تعجب، كلهم يومها عاقبوني كوني أعلن عن هذا الذي بدا في التكون وقتها في قلبي الصغير، كلهم حرموه علي، وكلهم هناك في الخفاء حاولوا ممارسته، وهو ما أربكني حتى اللحظة، وربما اورثني عقدة لم اتخلص منها ولن اتخلص منها للأبد، وهي حاجتي للحب على الدوام.
أنا لا أذيع سرًا:
ربما اعترافي هنا صادم لك، لكن يا صغيري لا ضير منه، ولا أخفيك سرًا، ربما طورت المفهوم عندي ليشمل معنى أشمل، ربما تعدى معي الآن فكرة الأجساد والارواح كذلك، فانطلق إلى عالم الفعل بلا حدود ولا توصيف ولا شروط، كأنني أجتهد لجعله نمط حياة كاملة، لا يعنيني الأشخاص ولا الأفكار ولا الأرواح التي تحملها، إنما يعنيني ممارسة الفعل نفسه، وهو ما عانيت منه الأمرين في هكذا مجتمع، لكني للحقيقة لا أبالي، وأنطلق إلى حيث أجده، ربما حتى هنا في الافتراض او الحقيقة او الكتابة او غيرها من أي زمانكية أفلح في إيجادها للخلاص إلى الفعل.

إلى دارين:
اذهب لها يا "مصطفى"، قلها يا "أحبك يا دارين"، ولتقع السماء على الأرض، فقط قل لها "أحبك"، فأنت يا مصطفى يا صغيري، لا تعرف أن امرأة تلتفت إلى الوراء هي امرأة –ربما- تحب، أن امرأة تلفت الانتباه، هي امرأة تحب، أن امرأة تفتح لك شباكًا للحلم، هي امراة تحب، قلها لها يا "مصطفى"، ولا تفكر طكثيرًا في العواقب، فمهما قدمت من مبررات ستظل في عين الجميع هنا، غير منصف، ستظل في عين الجميع "قليل التربية"، ستظل في عين الجميع "فلاتي"، وهو ما يمكن أن يطلقه عليك هذا المجتمع حين تكبر، صدقني يا صغيري سيظل يطاردك أبدا بمسمياته تلك، دون ان يفكر لحظة في فعلك، وما ألم بك، فقط سيتحينون الفرص للقنص منك، واثبات هذا الفعل عليك، كانه عار، وللحقيقة هو عارهم أنهم ما عرفوه مثلك، ما ألفوه مثما تألفه، يا صغيري.. أنا لا أحرضك إلا على ممارسته، صدقني، ربما يكفيها فقط أن تخبرها بأنك تحب وفقط، يا مصطفي قل لها مباشرة بلا مواربة "بحبك يا دارين". ربما هي الأخرى توافق اختلافا مثل الذي فيك، أو لعلكما –انت ودارين- قد مسكما ما مسني من الجنون بالفعل نفسه، لذا فاحتملا يا صغيري، فكل ما ستعاينونه من معذبات لن يساوي لحظة واحدة من طهر ما شعرتما به، وإن شكك العالمين وحتى إن شكت هي في لحظة ما، يا مصطفى يا تلميذي النجيب، أنا الآن لا أفشي سرك، لكني مدين لك بشرف اعطيته لي حين جئت تحدثني بما بينك وبين "دارين" زميلتك التي تحب في فوضى عالم خلا من الحب.
دارين، أنا الآخر ربما لم أجلس معك جلوسي مع مصطفى لكني اعرف مقدار ما انغرس مما عرفته حين حكي لي عنك، ربما أنت الأخرى تجدين من تحكي له، فأنصفي حين تحكي، ولا تخافي، فقط اعلمي أن الحب هو أول خبرتنا الإلهية وأول فعل مارسته معنا السماء، فكانت أول ما خط في دفتر قراءتنا الإنسانية وشفرتنا الربانية التي حملت من روح الله الكثير.
أخيرً:
متى نعلم أولادنا ان الحب ليس خطيئة يستحقون العقاب عليها؟ ومتى نعرف انه أسمى ما في وجودنا به خُلِقنا، ولأجله دانت لنا المخلوقات.
مختار سعد شحاته.
Bo Mima
روائي.
مصر/ الإسكندرية.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أنت رااااجل-!!!
- حين تحاربك الحكومة والدولة مهما كان توجهها.
- -كابتشينو-. مجموعة قصص قصيرة جدا.
- مشروع -العاصمة السرية- أدبي/ فني/ وثائقي.
- صِورك
- بين نظريتين: الأنصاف والمؤامرة.
- الهامش/ القشرة
- يا صديقي.. لا تنس آمنين.
- وداع يليق.. رسالة خاصة إلى د/ البرادعي.
- ورقة شاي.. قصة قصيرة.
- مجرد كلااام.. نص بالعامية المصرية.
- الفكرة/ المرأة.. والمرأة/ الفكرة.
- حائط مبكى الثورة في العاصمة السرية.
- أنا جباااااااان.. وأنت الشجاع.. هذه كل الحكاية!!!
- العاطفة والسياسة
- مسلسلات رجالي دوت كوم/ قلش رخيص.. الحلقة الأولى: الصراحة راح ...
- معركة أخيرة فاصلة.
- -درس تاريخ-..عشر مقاطع من التاريخ، ومقطعان لأمي، ونهاية واحد ...
- حين يكتب التاريخ.
- عم موسى ليس نبيًا.. قصة قصيرة.


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مختار سعد شحاته - رسالة إلى دارين.