أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد جابرى - محمد الدُرة فى إنتظار شهداء آخرين















المزيد.....

محمد الدُرة فى إنتظار شهداء آخرين


محمد جابرى

الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 18:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


ودرّةُ تصيرُ جيلاً من درر
من تقتلونَ ياحثالةَ البشر
آآآه
كل شموعِ عمرهِ اثنتا عشر
عادَ الولد
عادَ الولد
عاااادَ الولد
كأن روحاً قد سرت إلى الجسد
محمّد ذهبَ جناحهُ انفرد
عادَ الولد
هيّا اشهدو الى أي نجمة صعد
عادَ الولد
رُدّت له حياتهُ إلى الأبد
عادَ الولد



بهذه الكلمات رثى الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب "الدُرة" الطفل الذي مات في أحضان والده أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية، و نظرات عينه كانت تبوح بالخوف من المصير، ونظرات الأب تبوح بالخوف على الوطن.
كان الشهيد محمد جمال الدرة خارجا مع أبيه في شارع "صلاح الدين" بين نتساريم وغزة، فدخلا منطقة بها إطلاق نار عشوائي من قبل الصهاينة، قام الأب بسرعة بالاحتماء مع ابنه خلف برميل، استمر إطلاق النار ناحية الأب وابنه وحاول الأب الإشارة إلى مطلقي النار بالتوقف، ولكن إطلاق النار استمر ناحية الأب وابنه، وحاول الأب حماية ابنه من القصف، ولكنه لم يستطع، فأصابت عدة رصاصات جسم الأب والابن، وسقط محمد الدرة في مشهد حي نقلته عدسة مصور وكالة الأنباء الفرنسية لجميع العالم.
شهادة المصور الفلسطيني على الحادث
بدأ إطلاق النار من مصادر مختلفة، إسرائيلية وفلسطينية، لم تدم أكثر من 5 دقائق. بعدها، قد بدا لي جلياً أن إطلاق النار ناحية الطفل محمد وأباه من الجهة المعاكسة لهم. بشكل مُركّز ومتقطّع، إطلاق النار كان باتجاه مباشر ناحية الاثنان "الأب والطفل" وناحية المركزان "مراكز قوات حفظ الأمن الفلسطينية".
المراكز الفلسطينية لم تكن مصدر طَلَقَات الرَّصاص، لأن الطلقات من هذان المركزان قد توقف بعد الخمسة دقائق من الصمت، ولم يكن الطفل والأب مصابين وقتها "يقصد وقت الخمسة دقائق"، ولكن الإصابة وحالة الوفاة قد وقعت وقت الـ45 دقيقة التي تلتها.
يستطرد: أستطيع أن أجزم أن الطلقات التي أودت بمحمد الدرة وأبيه كانت من أبراج المراقبة الإسرائيلية المذكورة أعلاه، لأنه المكان الوحيد الذي من الممكن إطلاق النار تجاه الأب والطفل. إذاً من الناحية العقلية والمنطقية، وبسبب خبرتي الطويلة في تغطية مناطق الأحداث الساخنة ومناطق الاصطدام العنيفة وتمييز أماكن طلقات الرصاص، أستطيع التأكيد أن الطفل قد قتُلَ عمداً وبدون أي مراعاة وبأن الأب قد أُصيب بواسطة القوات المُحتلة.
رأى المراسل الفرنسي
وقد كتب تشارلس إندرلاين، مراسل قناة "فرانس 2" لاحقاً أنه قد بني استنتاجاته الأوليّة على أساس أن قوات الدفاع الصهيونية قد أطلقت النار على محمد الدرة، بحسب ما صرح به المصور طلال أبو رحمة، وقد أقسم أبو رحمة خطياً بأن ذلك ما حدث وقد بعث بالتقرير إلى منظمة حقوق الإنسان الفلسطينية في غزة بتاريخ أكتوبر من العام 2000، وهو على يقين بأن القوات الصهيونية أطلقت النار عمداً على الطفل وأبيه.
ووفقاً لما قاله أبو رحمة :"أنهم كانوا ينظفون المنطقة، بالتأكيد قد شاهدوا الأب، كانوا يصوبون ناحية الطفل، وذلك ما فاجأني، نعم، كانوا يطلقون النار تجاه الطفل، ليس لمرة واحدة بل لمرّات عديدة.
المصور قد صرّح بشهادته الخطيّة بأنه قد تم تنبيهه إلى الحادثة بينما الجزء الشمالي من الطريق يقود إلى نقطة وصل مع مستوطنة نتزاريم ، ويسمى بـ"نقطة وصل الشهداء".
قال أنه كان باستطاعته رؤية البرج العسكري الإسرائيلي في شمال نقطة الوصل، وفقط خلف شقة شابان فلسطينيان يسميان بـ "التوأم",و أيضاً في مقدور أبو رحمة رؤية مركز قوات الأمن الفلسطينية، والذي موقعه في جنوب نقطة وصل الشهداء، فقط خلف البقعة أمام الأب والطفل وهم يتنحّون على قارعة الطريق، لقد لاحظ أبو رحمة إطلاق النار من تلك الجهة أيضاً، ليس فقط "كما قال أبو رحمة"، خلال الوقت الذي كان يُطلق فيه النار على الطفل.
القوات الصهيونية كان تطلق النار على مركز قوات الأمن الفلسطينية ويوجد أيضاً مركز أخر على بعد 30 متراً, كان جلّ انتباه أبو رحمة على الطفل بواسطة شمس عودة، مصوّر لوكالة "رويترز"، والذي كان يقف بجانب محمد الدرة والأب جمال الدرة ,ثلاثتهم كانوا يحتمون بواسطة طوب إسمنتي .
ردود الأفعال
هذه الصورة أثارت اليهود المتطرفين في العالم الذين نظموا حملة ضد مدير مكتب "فرانس2" في القدس شارل انديرلان. ففي اليوم الثاني لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية "30 سبتمبر 2000"، التقط المصوّر الفلسطيني طلال أبو رحمة صوراً تظهر مقتل الطفل محمد الدرّة الذي كان مختبئًا ووالده خلف برميل في أحد شوارع غزة. هذا الفيلم أثار عاصفة من ردود الفعل المستنكرة للجريمة التي اعترفت إسرائيل بارتكابها.
قسوة هذه الصورة حوّلتها إلى "أيقونة" الانتفاضة الثانية، لأنها تفضح الممارسات الصهيونية في فلسطين, وتناقلها مناصرو القضية الفلسطينية بشكل كثيف ما شكل إزعاجًا لليهود المدافعين عن الكيان الصهيوني في العالم.
وبدأ العمل على تنظيم حملة تنفي الصورة وهدفت المحاولات الأولى إلى تحميل الفلسطينيين مسؤولية إطلاق النيران. وارتفعت الأصوات في إسرائيل مطالبة بالتحقيق في الحادث مجددًا لأن احتمال وفاة محمد الدرة بنيران فلسطينية يبقى قائمًا، مهما كان ضئيلاً.
إعادة التحقيق في الحادث لم تكن ممكنة لأن مسرح الجريمة كان قد مُحي عن خريطة غزة بعدما مسحته الدبابات الإسرائيلية. ناحوم شاحاف "فيزيائي يدير معملاً لصالح الجيش الصهيوني، وكان شكك سابقًا في الفيلم الذي يؤكد قيام "ايغال عامير" باغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين" تطوّع للعمل على تأكيد توّرط الفلسطينيين في قتل الدرة. وطلب في 19 سبتمبر 2000 من رئيس الوحدة العسكرية المسئولة عن الجريمة الجنرال "يوم توف ساميا" الموافقة على إعادة بناء مسرح مشابه للجريمة لكي يؤكد أن الجنود الصهاينة لا يمكنهم، من المكان الذي تواجدوا فيه، أن يكونوا هم من أصاب الدرة.
وبعد أيام قليلة صرّح مساعده يوسف دورييل لـ "سي بي أس" الأميركية بأن الوالد جمال الدرة ممثّل وأنه لم يكن يعلم أن ابنه سيقتل فعلاً لدواعي التمثيل, غير أن هذه التصريحات لم تحظ بأي متابعة جدية من الجيش الإسرائيلي بل إن رئيس الأركان الصهيوني آنذاك شاوول موفاز أكد أن التحقيق يقوم به الجنرال ساميا بشكل منفرد.
كان يمكن للموضوع أن ينتهي هنا , لكن في بداية العام 2002 أعدت "استير شابيرا" فيلماً وثائقياً لقناة ألمانية "ثلاث طلقات وطفل ميت" , يتبنى رواية شاحاف ودورييل للحادثة. هذا الفيلم تلقفه بعض اليهود الفرنسيين المدافعين بشراسة عن إسرائيل وبدؤوا حملة منظمة ضد "فرانس 2". فأعدت شكاوى تطالب ببث الشريط الكامل الذي التقطه طلال أبو رحمه، كما طالبت ببث الوثائقي الذي أعدته شابيرا.
خلال هذا الوقت كان انديرلان يتلقى تهديدات من متطرفين، ووضع منزله تحت الحراسة. وهو رفع دعوى تشهير أمام المحاكم الفرنسية ضد موقع إلكتروني .
الشهيد محمد الدُرة بانتظار شهداء آخرين حتى يسنح لهم بتحرير الأقصى والأراضى المحتلة والفك من براثن الاحتلال الصهيوني الواقع من صمت حكام وزعماء العرب والمسلمين.



#محمد_جابرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روح الزعيم -جمال عبدالناصر- تطالب باستعادة مدينة أم الرشراش ...
- ثلاثون عاما مرت على مذبحة -صبرا و شاتيلا - و الجناة مستمرون
- بعد مرور 44 عاماً .. حريق الاقصى بين الخمول و الانتفاضة
- واحد و ستون عاما مرت على إعدام شهداء الحركة العمالية خميس وا ...
- خمسة أعوام على رحيل شاعر الأراضى المحتلة .... محمود درويش
- سبعة عشر عاما على رحيل الشيخ إمام
- إسرائيل : إسحب منه إزازة الماية !
- نكبة من عزرائيل .. رحل مُعلمى
- الذكرى السادسة و السبعون لميلاد الرسام اللاذع ناجى العلى
- الفكر السائد عن اليساريين فى مصر
- ستة و سبعون عاما على رحيل المنظر الماركسى جرامشى
- ثورة الحسين و سلطة يزيد


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد جابرى - محمد الدُرة فى إنتظار شهداء آخرين