أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - وسام الفقعاوي - جمال عبد الناصر... حضور مُختلف.














المزيد.....

جمال عبد الناصر... حضور مُختلف.


وسام الفقعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 15:54
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


من خلال متابعة إحياء الذكرى ال 43 لرحيل الزعيم العربي جمال عبد الناصر، لاحظت ذاك الفارق الذي اتخذته تلك المناسبة هذا العام عن الأعوام السابقة، حيث كان حضوره مختلفاً بحق. وأولى صور ذاك الاختلاف الحضور الشعبي المصري والفلسطيني والعربي عموماً، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي خلّدت الذكرى سواء في الكتابة عنها أو تعميم صورته أو جعلها الصورة الشخصية أو رفع صوره في العديد من الميادين/العواصم العربية، إضافة إلى ما حفلت به الصحافة ووسائل الإعلام من تغطية للذكرى لم تكن معتادة من قبل، وصولاً للمشاركة الرسمية المصرية من قبل المؤسسات المصرية "الرئاسة والحكومة والجيش" إلى جانب الوفود الشعبية والحزبية والمجتمعية مع أسرته وأحفاده. بما يمكن أن نسميه -مرة أخرى- حقاً بالحضور المُختلف.
لماذا الحضور المُختلف، بعد كل محاولات تغييبه المستمرة لما يزيد عن أربعين عاماً، والتي لم تقف عند حد التغييب بل وصلت حد التشويه للرجل "مشروع وانجازات"؟! وعليه يترتب سؤال: كيف نضع الرجل في ميزان التقييم التاريخي؟.
أعتقد ليس بخافياً أن جمال عبد الناصر قد جرت محاولات متعددة لتغييبه/اغتياله قبل رحيلة في 28 أيلول 1970، وقفت خلفها أجهزة مخابرات دول كل من: بريطانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، والعدو الصهيوني، ولا أستبعد المشاركة العربية في بعضها!!!، لماذا عدم الاستبعاد ذلك؟، ففي كتابه "جمال عبد الناصر قائد ومسيرة"، يسرد حسن رجب: بأنه ليلة إعلان تأميم قناة السويس، وأثناء استقباله لملك العراق فيصل ورئيس وزرائه نوري السعيد، لم يُخفي أنطوني إيدن "هستيريته"، من هذا القرار، فكان رد زواره "لم يبق أمامك سوى طريق واحد، هو أن تضرب، وأن تضرب بعنف الآن، وإلا فسيكون كل شيء متأخراً". ففي ذات الليلة وبعد مغادرة زواره عقد مجلساً للحرب، ومما قاله فيه: "لن أسمح لناصر أن يضع يده على زورنا، لا بد من تدميره..."، فكنا أمام مشهد العدوان الثلاثي "البريطاني – الفرنسي – الإسرئيلي" في 29 أكتوبر 1956، حتى أن رحيله حتى اللحظة لا يزال سؤاله مفتوح: هل اغتيل أم توفي؟!.
على كل الأحوال، كان عبد الناصر قيد الاستهداف الدائم حتى بعد رحيله، فهل كان ذلك الاستهداف تغييباً لفكرة الثورة التي تجسدت في 23 يوليو 1952 أم لمشروعه في التحرر والانعتاق من الاستعمار والارتهان والتبعية، أم لبناء مصر الحديثة نظاماً وجيشاً وتعليماً وصناعة وتنويراً، أم لانحيازه للطبقات الشعبية المسحوقة من عمال وفلاحين وفقراء، ورفعه وممارسته للمساواة والعدالة الاجتماعية "ومحاولاته الاشتراكية"، أم لرفضه ومواجهته للصهيونية والإمبريالية والرجعية العربية أم لأنه آمن بالوحدة العربية وبدأها مع سوريا في 22 فبراير 1958؟!.
أعتقد جازماً أنه يقف وراء محاولات تغييب عبد الناصر حياً وبعد موته كل ما سبق ذكره، إضافة إلى شجاعته وحسه بالمسؤولية العالية وقدرته على تحملها/دفع ثمنها، ولعل تعبيرها الأبرز بالنسبة لي، هو تقديمه لاستقالته بعد هزيمة عام 1967، لكن المفارقة العجيبة أن الشعب العربي ومنه المصري والفلسطيني الخارج لتوه من الهزيمة "الذي يُفترض أنه منهك القوى"، خرج رافضاً الاستقالة وهتافه "هنحارب".
لا نبعد عن الحقيقة كثيراً لو لخصنا كل تلك السنوات من منتصف الخمسينيات من القرن المنصرم حتى يونيو 2013، عندما غَيّب "رئيس الإخوان المسلمين" محمد مرسي ثورة 23 يوليو وذكراها، الذي هو تغييب ضمني لمفجرها، في الوقت الذي لا نجافي الحقيقة أيضاً، أن جمال عبد الناصر كان حاضراً فعلياً في شعارات الحالة الثورية المصرية في 25 يناير، و30 حزيران، من خلال "عيش – حرية – كرامة إنسانية - عدالة اجتماعية"، بل وأبعد من ذلك كان حاضراً في اللحظة الثورية ذاتها في خطاباته وصوره؛ لكن الفارق أن عبد الناصر استطاع "هدم" نظام قديم وبناء نظامه الثوري الجديد الذي تم الاجهاز عليه من خلال الثورة المضادة المدعومة خارجياً "وما أشبه اليوم بالبارحة"، فهل تستطيع الحالة الثورية المصرية الوصول لبناء نظامها الثوري الجديد، استكمالاً لما بدأه عبد الناصر وخطفه الموت قبل استكماله؟!.
"إن كفاح أي شعب، جيلاً بعد جيل، بناء يرتفع حجر فوق حجر.. وكما إن كل حجر في البناء يتخذ من الحجر الذي تحته قاعدة يرتكز عليها، كذلك الأحداث في قصص كفاح الشعوب.. كل حدث هو نتيجة لحدث سبقه، وهو في نفس الوقت مقدمة لحدث ما زال في ضمير الغيب..." جمال عبد الناصر (فلسفة الثورة).



#وسام_الفقعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين: وطن للبيع.
- -قيادة المفاوضات-... هل لا زالت فلسطينية؟!.
- طرفي الانقسام وفلسطين الغائبة.
- أوسلو... ليس تاريخاً.
- الماركسية... خطر العقل.
- في غزة... الصحة للأغنياء فقط!!!.
- المصلحة القومية وفقدان الوطنية.
- ذهنية مؤامرة أم عقلية استعمار؟!
- إطلالة من بوابة الذكرى: في حضرة الشهيد مصطفى علي الزَبري -أب ...
- إطلالة من بوابة الذكرى: في حضرة الشهيد مصطفى علي الزَبري -أب ...
- إطلالة من بوابة الذكرى: في حضرة الشهيد مصطفى علي الزَبري -أب ...
- تساؤلات في الحالة الفلسطينية... (الجزء الرابع)
- محاولة إجابة، في ضوء احتدام الصراع في الواقع العربي والفلسطي ...
- تساؤلات في الحالة الفلسطينية... (الجزء الثالث)
- تساؤلات في الحالة الفلسطينية... (الجزء الثاني)
- تساؤلات في الحالة الفلسطينية... (الجزء الأول).
- زياد الدرعاوي (المخترع الفلسطيني) بانتظار (فلسطين أيدول)
- -انفلات إعلامي- أم منهجية مدروسة؟!
- تواصلاً مع الدكتور خضر عطية محجز.. احتراماً وإعلاءً لشأن الع ...
- فلسطين في الوعي الشعبي المصري


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - وسام الفقعاوي - جمال عبد الناصر... حضور مُختلف.