أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الدين جاء لكى نعبد الله وليس البشر















المزيد.....



الدين جاء لكى نعبد الله وليس البشر


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4230 - 2013 / 9 / 29 - 20:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان هناك رجلان عندهما نفس المرض ويقيمان فى نفس الغرفة في أحد المستشفيات وكان سرير الرجل الأول بجانب النافذة و الثاني بجانب الباب وكان الرجل الأول يصف للرجل الثاني جمال المنظر والطبيعة الخلابة والأشجار المثمرة ....وكذلك البجعات التي تلعب في الماء، وكان الرجـل الثاني يغمض عينيه ويتخيل كل ما يصفه له الرجل الأول.... وبعد فترة من الزمن توفي الرجل الأول فسأل الرجل الثاني إحدى الممرضات قائلاُ: كيف لرجل يجلس بجانب النافذة ويستمتع بكل هذا الجمال أن يموت؟!...فأجابته الممرضة إنه كان ضريراً ولا يرى، وكان يصف لك هذه الاشياء من أجل التسلية وتمضية الوقت لا أكثر ولا أقل !!!..وكما يقول الفيلسوف دافيد هيوم : (العقل عبد للرغبات والشهوة... العقل عبد للمعتقد).... لذلك الإنسان عدو ما يجهل، والنفس أمارة بالسوء... تأنس لما تهوى، وتعشق ما تعرف... منا من يؤمن بأول فكرة او جماعة تصادفه دون تفكير... يقبل كل ما يعضدها، ويرفض كل ما يخالفها... يدافع عنها بماله وعياله وحياته... يكفّر من يرى غير ما يراه، أو يؤمن بغير ما يؤمن به... لذلك حين ارتفعت ولا تزال ترتفع فى ميدان التحرير وفي الانتخابات السياسية والنقابية في مصر رايات مضمونها ( الإسلام هو الحل، إسلامية إسلامية) انهم يرون أن الدين والسياسة وجهان لعملة واحدة، وأن تلك الأقوال تعبير عاطفي عن شعارات الإخوان المسلمين القديمة، بأن الإسلام دين ودولة ، مصحف وسيف... الخ... مما لا أشك فيه أن وراء ما ذكرت من دعاوى وشعارات ترفعها تلك الجماعات المتأسلمة قناعة لديهم تتمثل في إن المجتمع المصري مجتمع جاهلي أو بعيد عن صحيح الدين !!..إنني هنا سأترك أحداث التاريخ تبرر، لماذا لم يعد نظام الخلافة يصلح لنا...وذلك ليس بمناسبة فوز الإسلاميين وحصولهم على السلطة التى قاتلوا من اجلها كثيرا ثم فقدوها فى لمح البصر !! وليس من اجل الاسلام ورفعة شأنه وتغيير وجهة نظر الغرب الى الاسلام انه دين يحض على الارهاب والقتل !!..فهل قمنا بالثورة لكي يحكمنا خليفة قابع على أريكته عليه ثيابا خضر من سندس وإستبرق وأساور من فضة، محاطا بالجواري والغلمان والعبيد؟.... وهل نظام الخلافة يصلح لنا اليوم بعد هذا الكفاح المرير للحاق بالحضارة الإنسانية، وبناء دولتنا المدنية؟!!!.. لذلك سوف أترك أحداث التاريخ تجيب على هذا السؤال، وسأترك الحكم للقراء النبهاء اما الاغبياء فيمتنعون !!...

هل تعلم عزيزى القارىء بأن المطبعة أو الطابعة قد دخلت مصر بعدما أخترعها جوتنبرج بحوالي 300 عام وكان السبب الرئيس من الخوف من إدخالها هو الخوف من العبث بنسخ القرأن الكريم وطباعة أي نسخ قد يخطيء النساخ في نقلها.... لذلك لانحتاج لكثير من البصيرة لنري أن الفارق الزمني بيننا وبين الغرب الحديث هو هذه الثلاثة قرون التي قررنا أن نتأخر فيهم بإرادتنا بسبب الخوف من موروثاتنا القبلية الجاهلة التى أظهرت الدين وكأنه ضعيف يحتاج إلي دفاع البشر عنه ونسينا أن للدين إله يدافع ويحافظ عليه من الفتنة أو الضياع!! ....لذلك المشكلة الكبري والأساسية في المجتمعات العربية والإسلامية هي عدم مناقشة الدين وفهم موروثاته التي توارثناها بكل ما فيها سواء من فتن وحروب وقتل وسفك دم وما فيها من حوادث وقصص ينتدي لها الجبين خجلا، لمحاولة لحجب الحقائق التي تعترينا وتعرينا اذا ما صارحنا بها أنفسنا ... أو قل هو الخوف من أن يترك الناس الدين، علي عكس ما حدث لكل الديانات السماوية منها والوضعية والتي كانت موضع إنتقاد ونقد وتشكيك وتثبيت علي مدار تاريخها دون أن نري ان أصحاب هذه الأديان يخافون من أن تندثر أو تتأثر ديانتهم بالمناقشة والتفنيد، ولعل المسيحية من أكثر الديانات التي تعرضت للنقد والتشكيك مرة ومرات من كل الأمم والأديان التي مرت بها ، وها هي المسيحية جاورت العديد من الأمم والممالك التي أندثرت ومازلت الديانة باقية لأن أتباع الدين فضلوا العقل علي النقل وفضلوا الكلمة علي الترهيب وحمل السلاح، والتي شهد لها أمير الشعراء أحمد شوقي عندما قال :
يا فاتح القدس خل السيف ناحية *** ليس الصليب حديدا كان بل خشبا...
إذا نظرت إلى أين انتهت يده *** وكيف جاوز في سلطانه القطبا .........
علمت أن وراء الضعف مقدرة *** وأن للحق لا للقوة الغلبا ...........

لذلك أرى أن الأمة العربية والإسلامية لن تري النور ولن تري حضارة الإ إذا أفردت مساحات من النقاش والتنقيب علي كل ما هو موروث ننقي منه ما يفيدنا ونعترف بأخطاء أسلافنا فهم أجتهدوا ونحن سنجتهد، فنحن لا نريد أن نتوقف بالزمن عند 1400 عاماً مضوا ونقف بالدين في مرحلة جامدة صلبة لا تنفع البشرية في شيء ولا تقدم سوي كل ما هو رجعي وإرهابي ...... وكما قال شهيد التنوير الدكتور فرج فودة "الإسلام أعلي والإسلام أنزه والإسلام أبقي"، فكوننا نرفع كل شيء لله وأوامره ونقطع رقبة كل من يحاول التفكير ونصفه بالتكفير وأن نرهب الناس للبقاء في الدين بدون مناقشة وإقتناع هو أمر لن نشعره ونحن نغادر البشرية ونري أمتنا لا تقدم شيئاً سوي علم زغلول النجار وأوهامه وخزعبلات حسان والحويني وبول بعيرهم...والعالم يدرس السكني علي الكواكب وغزو الفضاء فى المستقبل !!! ونحن ما زلنا نؤمن بخرافات بول البعير والشفاء بالبردقوش والحجامة والكى بالنار وغيرها من خرافات وخزعبلات تجار الدين ومن على شاكلتهم !!!...فهل نقبل بالحوارومقارعة الحجة بالحجة ....بدلاً من إتهام أصحاب الفكر المستنير بإزدراء الأديان وتكفيرهم ؟؟!!.... الغريب فى الأمر أن المثقف المتحضر صاحب الفكر المستنيرومن على شاكلته هم الأكثر غيرة على دينهم من هؤلاء الحمقى ادعياء التدين الذين يظنون أنهم فقط حماة الدين من الكفرة و الملحدين !!...اننا نعيش فى مجتمعاتنا العربية ازمة فكر طاحنة .... اذا اختلفت مع اى انسان فى وجهة نظرك المطروحة فى موضوع ما واختلفت معه فى الرأى او لم تكن من رأيه .... فانه يلقى بك فى الشارع ويطعنك بالكلمات البذيئة التى تدل على التخلف الفكرى وفقر الدم الثقافى والمعرفى او يقتلك معنويا او ماديا .... هذا لو كان المختلف معه فردا عاديا , اما لو كان المختلف معه من رجال الدين فسيطلق عليك قنابل التكفير العنقودية ويتهمك بالخروج من الملة .... وكأنه رب العالمين .. فمشكلة كل مثقف ليست مع الله , بل مع رجال الدين الذين يجعلون انفسهم مكان الله ....فرجال الدين قد افسدوا حياة الناس فى كل العصور .... ومصائب الدنيا كلها بسبب الخلافات بين رجال الدين .... فالصراعات الدينية قد هدمت من الكرة الارضية اضعاف ما هدمته الزلازل والبراكين ....لذلك اذا اختلفت مع رجل دين يكون حكمه عليك هو انك (كافر) .... والتكفير هو : اعدام مؤجل لحين توافر الامكانيات والشروط .... اى لحين توافر من يقتنع وينفذ باطلاق الرصاص على شخص ما ....وهو يعلم تمام العلم ان من باض له الفتوى , منحه معها راحة الضمير , وأجر من غير المنكر بيده .... وهذا هو بعينه ما حدث مع المفكر المصرى فرج فودة .... لقد كفروه واخرجوه من الملة .... مع ان احكام الخروج عن الاسلام تكون بقول صريح ظاهر لايحتمل التأويل بوجه من الوجوه .... فاذا احتمل القول 99 وجها من التكفير , واحتمل وجها واحدا من الايمان يؤخذ بالوجه الواحد من الايمان , هذا اذا كان قول واضح وصريح .... فما بالك اذا كان الانسان لم يصدر منه قولة الكفر .... لانه ليس بعد الكفر تهمة , وعقوبة الكفر الموت كما يقولون , والموت آخر العقوبة .... ولكننا فى مجتمعاتنا العربية المتخلفة جعلنا الخلافات السياسية او خلافات الاجتهاد تصل الى حد الرمى بالكفر او الردة ... واذا لم نتصدى لهذا التيار التكفيرى فكل مسلم ممكن ان يصبح متهما فى اى وقت من الاوقات ....فالشجاعة تقاس بعداء الجبناء، والسمو يقاس بعداء الوضعاء، والرصاص هو التعبير العنيف عن منتهي الضعف....

من يقرأ قصص الخلفاء من كتب المؤرخين القديمة تعطيه مادة غزيرة لأفلام الرعب والإجرام والجنس والوحشية التى يراها شبابنا على شاشة التلفزيون والسينما وعلى شبكة المعلومات العنكبوتية المعروفة بالأنترنت... هذا حديث ما كان أغناني عنه، لولا أنهم يتنادون بالخلافة، ليس من منطلق الدعابة أو المهاترة أو الهزل، بل من منطلق الجد والجدية والاعتقاد، فسيتدرجون مثلى إلى الخوض فيما يعرف ويعرفون، ويعلم وينكرون، وينكر ويقبلون، ليس من أجلهم، ولا حتى من أجل أجيال الحاضر التي من واجبها أن تعرف وتتعرف، وتعلم وتتعلم، وتفكر وتتكلم، بل قبل ذلك كله من أجل أجيال سوف تأتي في الغد، وسوف تعرف لنا قدرنا وإن أنكرنا المنكرون وسوف تنصفنا وإن أداننا المدينون، وسوف تذكر لنا أننا لم نجبن ولم نقصر، وأننا بقدر ما أفزعنا بقدر ما دفعنا المجتمع للأمام، وبقدر ما أقلقنا بقدر ما أستقر المجتمع في أيامهم، وبقدر ما واجهنا بقدر ما توجهوا هم إلى المستقبل.....موضوع عودة الخلافة الاسلامية قد يفتح باباً أغلقناه كثيراً وهو حقائق التاريخ، وقد يحيى عضواً أهملناه كثيراً وهو العقل، وقد يستعمل أداة تجاهلناها كثيراً وهي المنطق !!..فالباحث فى هذا الموضوع الشائك لا يهتم بالحدث في ذاته بقدر ما يعتني بدلالاته ويرى أنه بوفاة الرسول استكمل عهد الإسلام وبدأ عهد المسلمين.... وهو عهد قد يقترب من الإسلام كثيراً وقد يلتصق به، وقد يبتعد عنه كثيراً وقد ينفر منه، وهو في كل الأحوال والعهود ليس له من القداسة ما يمنع مفكراً من الاقتراب منه، أو محللاً من تناول وقائعه، وهو أيضاً وبالتأكيد ليس حجة على الإسلام، وإنما حجة للمطالبين بالحكم بالإسلام أو حجة عليهم، وسلاح في أيديهم أو في مواجهتهم، وليس أبلغ من التاريخ حجة، ومن الوقائع سنداً، ومن الأحداث دليلا.. ان من ينادى بعودة الخلافة الاسلامية يستهدف الحكم لا الآخرة، والسلطة لا الجنة، والدنيا لا الدين، ويتعسف في تفسير كلام الله عن غرض في النفوس ويتأول الأحاديث على هواه لمرض في القلب، ويهيم في كل واد، إن كان تكفيراً فأهلاً، وإن كان تدميراً فسهلا، ولا يثنيه عن سعيه لمناصب السلطة ومقعد السلطان، أن يخوض في دماء إخوانه في الدين، أو أن يكون معبره فوق أشلاء صادقي الإيمان....

مما لاشك فيه انه عندما يدرس الواحد منا التاريخ دراسة متقنة ودقيقة سيعرف أن الحكومات التي تسلطت على رقاب المسلمين باسم الخلافة والدولة الدينية كانت تعيش فسادا أخلاقيا وانهيارا دينيا كبيرا ... وأن الزمرة التي تشكل منهم بلاط الحكم تقلدوا اعلى المناصب وإمارة الولايات ومع ذلك لم يتورعوا من الولوج في أي عمل فاسد ومخالف لأصول الدين والأخلاق ... وما كانوا يمتنعون من ذلك حتى طغت عليهم الملاهي بشكل ملحوظ ، من معاقرة الخمور وتعاطيها وسهرات الطرب والغناء بحيث شاع الالتهاء بالطرب والغناء في أكثر البلاد الإسلامية خاصة مكة والمدينة اللتان تعتبران أهم مدن الإسلام ، ومنهما انتقلت إلى سائر المدن الأخرى ... رغم ان الطغمة الحاكمة وبلاط الخلافة تحكم باسم الدين والشريعة !!..الى جانب انهم اجتهدوا فى صياغة الحديث الشهير الذى يقول .. " الأئمــة من قريش " لدرجة انهم صاغوا هذا الشعار فى الشعر (فقال الشاعر كثير عزة : ألا إن الأئمة من قريش ** ولاة الحق أربعة سواء ) وتناقله العامة من المسلمون وصدقته ففعل فى السياسة ما فعل وساسوا الناس به وأستمروا يحكمون بهذا الحديث وهم فجرة يحكمون الناس باسم الدين وهم ابعد ما يكون عن الدين !!..تعالوا بنا نرى ماذا فعل ترجمان القرآن عندما تولى السلطة من خلال ما دار بين الخليفة علي بن ابن ابى طالب وواليه بالبصرة عبد الله بن عباس،ترجمان القرآن: علي : (أما بعد، فقد بلغني عنك أمر. إن كنت فعلته، فقد أسخطت ربك، وأخربت أمانتك، وعصيت إمامك، وخنت المسلمين... بلغني أنك جردت الأرض، وأكلت ما تحت يديك، فارفع إلى حسابك، واعلم أن حساب الله أشد من حساب الناس)...عند ذلك جمع ابن عباس ما تبقى من أموال في بيت المال، و قدرها نحو ستة ملايين درهم، ودعا إليه من كان في البصرة من أخواله من بنى هلال، وطلب إليهم أن يجيروه، حتى يبلغ مأمنه!!..ففعلوا، وحاول أهل البصرة مقاومتهم وناوشوا بنى هلال قليلاً... ثم أقنعوا أنفسهم بترك المال عوضاً عن سفك الدماء... ومضى ابن عباس بالمال، آمناً، محروساً، قريراً، هانئاً...حتى بلغ البيت الحرام في مكة، فاستأمن به، وأوسع على نفسه، واشترى ثلاثة جوار مولدات حور بثلاثة آلاف دينار... يقال لهن شادن وحوراء وفتون.. صدمة هائلة، لا لعلي فقط، بل لنا جميعاً في ابن عباس، ترجمان القرآن لقد اختلس او سرق بيت المال !!...

الخلافة كانت منذ بدايتها خلافة قرشية... الخلفاء الراشدون كانوا قرشيين،وكذلك الأمويين والعباسيين.... بذلك تكون قبيلة قريش قد حكمت المسلمين أكثرمن 900 سنة، بدون انقطاع حتى سقوط دولة المماليك في أيدي العثمانيين عام 918هجرية... بينما الخلافة الرشيدة لا تزيد عن25 سنة...لقد رأينا فى مصر وفى ظل حكم الاخوان على مدار أكثر من عام ونصف إستخدام إسم الله فى كثير من الأمور التى لا علاقة لها بالدين الإسلامى فى ذاته، بل انتشر إستخدامها فى النشاط السياسى فى مصر على سبيل المثال فى الدعاية السياسية وجذب التأييد والتعاطف لبعض المواقف التى ربما تتفق مع مصالح بعض الاطراف ابتداءا من الاستفتاء على التعديل الدستورى بنعم أو لا و أخيرا وليس بآخرا احداث سياسية كبيرة مثل الإنتخابات التشريعية والرئاسية التى اشترك بهم كلاعب رئيس دائما تيار يعرف بالإسلام السياسي والذى كون قطبيه الإخوان المسلمون من ناحية بزراعها السياسية "حزب الحرية والعدالة" وبعض القوى السلفية التى نظمت نفسها سياسيا فى "حزب النور السلفي" هذا بالطبع بجانب بعض التيارات الدينية التى تعود لأصول جهادية وسلفية التى كونت العديد من الاحزاب الصغيرة وحزب تكلم عن الإسلام المعتدل كحزب الوسط ذى الصبغة المدنية الذى كان تحت التأسيس من قبل الثورة بسنوات، واستخدام الدين فى الأغراض السابق سردها وتلوية طريقه لخدمة اهداف جماعات بعينها يضرب لنا المثل الأعلى لإستغلال الدين فى السياسة.....وربما نرى فى التاريخ منذ بداية الأديان المعروفة كيف أستخدم الكهنة والقساوسة والدعاة لخدمة الحكام واستمرار سلطتهم وتسكين وتدجين شعوبهم واستمرار أديانهم ومذاهبهم وتقويتها بتقوية البلاد التى تأخذ بهذه المذاهب وبالتالى استمرار رجال الدين انفسهم وإضفاء هالة من القداسة عليهم، واحيانا ما تزايد ذلك بدخول بعض رجال الدين من ناحية السلطة الروحية على الشعوب الى السلطة السياسية بشكل مباشر مثلما حدث فى بعض الإمارات الأوروبية فى الماضى من تدخل الكنيسة فى إختيار بعض الأمراء.....وفى بلاد الشرق نرى النموذج الايرانى حديثا بعد الثورة على دولة الشاه التى عرفت بالثورة الاسلامية و تحكم رجال الدين بالسلطة واختيار الحاكم وسقوط ايران تحت وطأة الحكم الدينى بشكل مباشر كما حدث قبلها التحالف الشهير بين الأمير محمد بن سعود والداعية الدينى محمد بن عبد الوهاب فى الجزيرة العربية اللذين اتفقوا على أن تتم الدعوة لفكر بن عبد الوهاب وبالتالى لحكم آل سعود بالسيف والقوة إذا لزم الأمر وتتويج هذا التحالف السياسى الدينى بظهور المملكة العربية السعودية التى حكمت بعائلة آل سعود وأخذت بالفكر السلفى لإبن عبد الوهاب حتى وقتنا الحاضر....و كأن الصراع على السلطة السياسية دائما مرتبطة بتفرع العديد من المذاهب الدينية التى تدور فى فلك احقية الحكام بالحكم من زوايا الدين لإقناع الشعوب بحق حكامهم المقدس فى تملك رقابهم والدعوة التى تنجح فى الإستمرار هى التى غالبا ما ترتبط بحاكم قوي وسلطات واسعة !!....


وخير مثال على ذلك عمر بن الخطاب والتقديس الرهيب الذى تم احاطته به عبر قصص الرواة !!.. لذلك عندما تستدعى من الذاكرة ما تم حشوه فى ادمغتنا ونحن صغار عن شخصية عمربن الخطاب !!! ستقفز على الفور الصورة الذهنية المرسومة والمحفوظة في ذاكرتك عنه، والتى كونتها منذ نعومة أظافرك !!... وهذه الصورة فى الغالب مرتبطة بعدة معاني، منها علي سبيل المثال ؛ العدل والقوة والزهد.... وهذه المعانى محصنة بجدار سميك جداً من القداسة التي تكفل الموروث التاريخي بتشييده، كونه صحابي جليل، ومبشر بالجنة بحسب هذا الموروثالدينى والتاريخى ....لذلك تعالى معى عزيزى القارىء كى نناقش معني واحد من هذه المعاني في محاولة لإيصال ما أريد قوله ألا وهو الزهد العمرى !!... بداءة كل ذى بدء علمونا فى المدارس من خلال قميص عمر وجلبابه المرقع وثوبه القصير وغيرها من القصص التى تتحدث عن زهد عمر وتقشفه الزهد العمرى الذى كان مضرب الأمثال !!!...هذه القصص وغيرها هى ابلغ دليل على عجزنا عن مواجهة الحاضر ...لذلك نسعى للهرب منه عن طريق اللجوء للماضي، كحيلة دفاعية لعزاء النفس !!...فمثلا عندما عجزنا عن تطبيق الديمقراطية الغربية فى وقتنا الحاضر رجعنا لقصص الماضى كى نقول : المسلمون الاوائل من 1400 سنة كان لديهم شورى يعنى ديمقراطية !!!...فمثلا أمام عجزنا عن خلق فضاء من الحرية وإيجاد سبل لمحاججة الحاكم ومحاسبته، نستشهد بقصة المرأة التي حاججت عمر عندما قال : للمسلمين لا تزيدوا في المهور عن حد معين لكى يحل مشكلة المهور، فقامت امرأة واستشهدت بآية قرآنية، فنزل عمر علي رأيها وقال أصابت امرأة وأخطأ عمر... الى هنا والامور طبيعية ولا تشكك فى زهد عمر ولا تقواه !!... ولكن عليك وانت فى طريقك للتعرف عن قرب على شخصية عمر بن الخطاب أن تعرف بحسب ما جاء فى كتب التراث أن عمر بن الخطاب تزوج من بنت على ابن أبى طالب ،أم كلثوم. وكانت وقتها لا تزال طفلة صغيرة في سن حفيداته....فى بداية الامر عندما طلب عمر الزواج منها رفض على بن ابى طالب وكذلك الحسن والحسين إتمام الزواج، لكن في النهاية تم الزواج بعد إلحاح عمر بن الخطاب بسبب جمالها !!!.. اتركوا ما قاله الفقهاء عندما استشهدوا بهذه القصة في إباحة زواج القاصرات جانبا !!! واتركوا استشهادهم بهذه القصة عندما يقولون : أن صمت الطفلة مثل صمت الكبيرة معناه الرضا !!.. واتركوا أيضا استشهادهم بتلك القصة في إباحة التعدد فقط من أجل زيادة الشرف عن طريق النسب..... لأن الطفلة أم كلثوم محسوبة علي الطبقة الأرستقراطية في قريش، لانها من عائلة بني هاشم !!....اتركوا كل هذا اللغو الفقهى وتعالوا معى نركز فى مسألة واحدة هى لب القصيد ... مسألة المهر !! كم من المال دفعه عمر بن الخطاب الزاهد صاحب الثوب المرقع كى يتزوج الطفلة الصغيرة بنت الحسب والنسب ؟؟؟!!.. لقد دفع عمر بن الخطاب 40 ألف درهم .... تخيل !!..

ما الغلط فى هذا ؟ .. لايوجد أى غلط ... ما الحرام فى هذا ؟؟ لايوجد حرام على حسب كلام فقهاء السلاطين والحكام !!... لكن القضية من وجهة نظرى : كيف يدفع عمر بن الخطاب هذا المبلغ الكبير جدا فى طفلة وهو نفسه من كان يطالب الناس بعدم المغالاة فى المهور ؟؟!!... كيف تقبل عقولنا هذا التناقض الفظيع !! فكروا واعملوا عقولكم وستجدون الاجابة !!...ثم كيف للخليفة الزاهد الذى عرف بالزهد واشتهر به لانه كان زاهدا ومعرضا عن ملذات الحياة أن يلح وبرغم رفض العائلة القرشية الارستقراطية , على الزواج من طفلة في سن حفيداته؟ وينجح في نهاية الامر أنه يتزوجها بعد تقديم إغراءات مادية كبيرة !!... لذلك أقول ان : هذه القصة تتنافى مع شيئين هما :
1- هذه القصة تتنافى مع قصة الزهد في الدنيا المبالغ فيه والتى تم احاطة عمربن الخطاب بها !! لانه رجل كبير في السن، وأشتهي طفلة في سن حفيداته، وحارب من أجل أن يتزوجها....
2 - كما انها تتنافى مع قصة الزهد المادي وكل توابعها.... لانه لايعقل أن يدفع 40 ألف درهم مهر في الزوجة اللي كان ترتيبها رقم 7 من أصل 11 زيجة تزوجها عمر، ويترك جلبابه مرقعا مقطوعا !!.....ثم من أين له هذا المبلغ الكبير جدا ؟!! وكيف حصل عليه طبقا لقانون من أين لك هذا ؟!! وانت عمر الزاهد !!...
هنا تقفز فكرة كيف لرجل زاهد فى الدنيا بالشكل الذى سمعناه وتربينا عليه !! وفى نفس الوقت يتزوج 11 زوجة ... اذا فكرة الزهد هنا لاتستقيم ولا يقبلها عقل ومنطق !!... لذلك تبقى فرضية جدلية وحيدة هى : أن عمر ابن الخطاب مجرد بشر مثلنا
والكلام اللي سمعناه عن ملائكيته مجرد مبالغات وحديث خرافة !!... لان الصورة الذهنية المرتكزة فى الذاكرة عن عمر بن الخطاب تبقي صورة عكس الحقيقة تماماً، صورة لا تمت للواقع بصلة، صورة لأغراض مذهبية، وصراعات سياسية، وبفعل تراكم عوامل تاريخية عبر القرون، تشكلت وترسخت في العقل الجمعي، حتي صارت مسلمة من المسلمات....وبرغم أنها صورة زائفة تماماً.... وإثبات زيفها سهل الوصول إليه بالبحث، وبرغم أن عمر كان شخص عادي جداً مثلى ومثلك ، إلا أن مجرد حديثك عنه بصفته بشر، مجرد رجل له ما للرجال وعليه ما عليهم، أصبح بفعل هذه الصورة الزائفة المرتكزة بعمق فى العقل معضلة من المعضلات، قد تؤدي في نهاية الأمر للقتل....يعني من الممكن أن تتعرض للقتل أو بلغة الفقة "الحد" لأنك قلت أن عمر بن الخطاب بشر ، والذرائع والأدلة الفقهية كتير .. تخيل !!...وهكذا، أصبح وصف عمر بأنه بشر فرضية لا يقبلها مئات الملايين من المسلمين حول العالم، انتصارا لخرافات لا يقبلها عقل ولا تصمد أمام لغة منطق. والسبب : " التقديس" المبالغ فيه !!..

من ناحية أخرى أين حقوق الإنسان فى ظل الخلافة القرشية والظلم الواقع على اهل الذمة من خلال العهدة العمرية التى أجزم أن 90% من المسلمين لم يقرؤوا بنداً واحداً من بنودها والا سيكتشفون أنه عمر ليس بمتسامح ولا من دعاة السلام، ولا يحترم الإنسانية ولا العقائد الاخرى ، بل ويتفنن ويُغال في تحقير الناس وعقائدهم، طالما خالفوا عقيدته ....طوال قرون، دأبت كتب السيرة على ذكر عدل عمر، وزايد الفقهاء والخطباء ووعاظ السلاطين على الفاروق، مستشهدين بتلك الوثيقة المُهينة المُشينة، وكأنها وحي لا يأتيه الباطل، معتمدين على جهل وكسل العرب عامة والعامة خاصة، وأنه لن يتوجه أحد لقراءة بنود تلك العهدة، وسيكتفي بما تناقلته الألسن عنها، فالكلام هنا عن عمر، الفاروق، ولا يجوز بحال مراجعته والتأكد منه، وهو من هو كما يذكره التاريخ !!..هذة العهدة لاينطبق عليها لفظة وثيقة فالوثيقة بين طرفين يتفقان على بنودها !!..ولكنها شروط عمر التي وضعها من طرف واحد، طرفه هو، ليست محل نقاش أو مراجعة من قِبل الطرف الثاني، والطرف الثاني من هو!!، هو صاحب الأرض والتاريخ والحق !!..فشروط – العهدة العمرية - تمنع أهل الذمة – المسيحيين - من الآتي :
أن لا يُحدثوا – أي لا يقوموا ببناء كنيسة جديدة – في مدينتهم، ولا حولها، ولا ديرا ولا صومعة راهب، ولا يجددوا ما خرب منها – أي ليس من حقهم تجديد كنائسهم ودور عبادتهم – وهي قطعاً قابلة للخراب أو الإيذاء بفعل الآخرين أو الزمن أو الظروف الطبيعية من أمطار ومياه جوفية وعوامل نحت وتعرية، وقطعاً بحاجة للتجديد والصيانة مثلها مثل المسجد... وأن لا يمنعون كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين، ثلاث ليال يطعمونهم – أي أنه يحق لأي نطع لمجرد انه مسلم، التنطُع على الكنيسة والإقامة بها والأكل من قوتها الذي يصبح ويُمسي عليه الرهبان زراعة وحصدا ونحلاً – تربية النحل وجمع العسل - دون عناء من جانب قداسته، فقط لأنه مسلم ، يضمن له الفاروق العادل بوثيقته التاريخية السلمية، فندقاً ذميّاً مجانياً بخدمات الخمس نجوم... وألا يأوون جاسوساً وهي إهانة وتخوين بحق رجالات الدين المسيحي، وهم من قال بحقهم الله أنهم أقرب مودة للمسلمين وأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون...وأن لا يُعلمون أولادهم القرآن – وهو شرط أحمق لدين يرغب بالانتشار – ولكنه يبدو أنه يرغب فقط بنشر الدين بالجزية والسيف...وأن يوقروا المسلمين وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس أي أنه بإمكان أي جلف أو جاهل أو صعلوك، طالما أنه مسلم، أن يحتل مكان رجل كبير السن ولكنه مسيحى ومهذب ومحترم، فقط لأنه مسلم!..و أن لا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم في قلنسوة أو عمامة ولا نعلين أي يجب على المسيحي أن يمشي عاري القدمين في بيئة رملية صحراوية جافة وخشنة وقاسية وشديدة الحرارة ....


هل هذا هو ما تعبر عنه رحمة الإسلام وعدل الفاروق!!.. ولا فرق شعر – أي أن لا يفرقوا شعرهم كالمسلمون، وكان العرب من الرجال تعفي شعرها فلا تحلقه وتفرقه من المنتصف حتى ينسدل على جانبي الوجه وربما لامس الأكتاف، خلافاً للنساء ممن كن يعقصن شعرهن للخلف – أي أنه يجب على المسيحي ألا يُجاري المسلم في طريقة تصفيفه لشعره ما الحكمة من ذلك هل سيغضب فيرساتشي في عليائه ؟!!.. ولا يتسمون بأسماء المسلمين ولا يتكنوا بكناهم – وكأنك كنت بحاجة لذكر ذلك يا عمر، حتى لا يُسمّي المسيحيون أبناءهم محمد جرجس أو عمر مرقص!!..وأن لا يركبوا سرجاً – أي يترجلوا – يستخدمون أرجلهم - في ترحالهم وسفرهم كالعبيد وليس من حقهم استخدام الدواب في تنقلهم – ولا يتقلدوا سيفاً أو شيئاً من سلاح – أي أنه ليس من حقهم حمل سلاح للدفاع عن أنفسهم في حال مواجهة خطر بشري أو حيواني وارد في بيئة صحراوية كتلك...و أن لا ينقشوا خواتيمهم بالعربية – على اعتبار أن العربية مقدسة ويختص بها المسلمون المقدسون ولا يجوز للمشركين من أمثال المسيحيين استخدامها - وربما عليهم استخدام لغة واق الواق أو جزر القمر أو الآرامية عقاباً لهم، والتخلي عن العربية، لغتهم الأم ولغة شعبهم وتاريخهم وموطنهم وأرضهم !! ... اين العدل هنا أليس ذلك من سمات كل محتل يريد طمس هوية من يحتله باخراجه من لغته عن طريق فرض لغة المحتل عليه قسرا !!...وأن يجزوا مقادم رؤوسهم – أي أن يتخلصوا من شعر مقدمة الرأس - وهو إجراء عنصري ومتوحش، لا أذكر أن الإمبراطوريات الرومانية و الفارسية الوثنية، صنعته حتى مع عبيدها وليس رعاياها – وأن يشدوا الزنانير – الأحزمة – على منتصف ثيابهم – حتى يتميز مظهرهم عن مظهر المسلمين، وحتى لا يكون بإمكانهم إخفاء أو تهريب – طبقا لقناعة الفاروق العادل – ما يمكن إخفاءه أو تهريبه تحت ملابسهم، وكأنهم كلهم مشتبهون أو محل شبهة لجريمة لم تحدث بعد!!..ألا يُظهروا صليباً أو أي من كتبهم في طريق المسلمين ..وألا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً رغم أن نفس الناقوس كان وسيلة من وسائل جمع الناس للصلاة فى بدء تشريع الصلاة قبل أن يأتيه بلال بالآذان...أين لكم دينكم وليا دين !! ....و ألا يرفعوا أصواتهم في كنائسهم بالقراءة – أي أن يحولوا عقيدتهم إلى عقيدة سرية أو بلغة الإشارات – وألا يرفعوا مع أمواتهم أصواتهم – أي أنه ليس من حقهم التعبير عن حزنهم بالبكاء والنشيج، في حضرة الموت بكل جلاله وقسوته!!..اين العدل هنا !!فإن خالفوا شيئا مما شورطوا عليه، فلا ذمة لهم، وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاء – أي أنهم عبيد - بالمعني الحرفي للشروط - وليسوا رعايا – وكل السلام والتفاهم والتسامح عن العهدة العمرية، محض هراء وكذب وادعاء، والأولى بتلك العهدة أو الوثيقة أو الشريطة أن تمحى من التاريخ الاسلامى لانها تظهر مدى ظلمنا لغيرنا وعدم احترامنا لحقوق غيرنا حتى لو اختلفوا معنا فى معتقداتهم وآرائهم او اديانهم !!...

قد يتفق معى من يتفق أو يختلف معى من يختلف ولكنني ببساطة وبكل قلب نظيف وبكل عقل منفتح أقرأ التاريخ جيداً ..وأتفحصه وأدرسه بتأمل وحذر ...وعندما أمر على سيرة عمر بن الخطاب وأتدبر فيها ، وأحلل مواقفها ، فأني أقرء سيرته وحياته كقرائتي لكل إنسان سبقني في هذه الحياة وأخذ دوره منها وترك لنا بصمات ظاهرة ومميزة على مسيرة التاريخ ...أقرأها دون تشنج ودون حكم مسبق على تلك الشخصية !!... فنحن أمة تؤمن بقداسة الرجال وتؤمن بقداسة قصصهم وقداسة الكرامات والمعجزات والخوارق التى تجرى على ايديهم !!... من وجهة نظرى المعجزة الحقيقية ان تسأل وتتسائل وتتعلم وتستكشف وتستنتج وتجرب وتعكف على الدراسة حتى تستخرج مصلا يقى حياة الناس من المرض لا ان تخرج لهم ناقة من جبل او تضع لهم بشرا فى بطن حوت مسكين او ان تدع الطاعون يفتك بهم ويبيدهم عن بكرة ابيهم أو تحكى لهم قصص الزاهد عمر بن الخطاب التى تتصادم مع المنطق والعقل السليم ....لو ان هناك صحابة حقيقيون يجب أن نتعلم منهم ونحكى عنهم لكان باستير وفليمينج ومورتون هم الافضل والاشرف والاعظم على الاطلاق بما قدموه للبشرية من علم وعلاج لامراضها المستعصية المتأصلة والمستوطنة التى لم يفلح معها بول البعير والحجامة والعلاج بالبردقوش والحبة السوداء والدعاء ....

مما لاشك فيه أن قبول العامة وتصديقهم لقصص زهد عمر بن الخطاب اقرب لتصديق الاطفال ان هناك الفيل دامبى الطائر وان الوحش يمكنه ان يتحول لانسان بمجرد قبلة او ان الغيلان موجودة وتحب وتتكاثر !!.... فهى قصص صيغت من أجل الاغبياء وخرجت من اغبياء لتتلى على اغبياء فيصدقها هؤلاء وهؤلاء وينشروها ويؤمنوا بها.. والعجب العجاب أن يصدق المسلمون قصص كهذه وينكرون ويستنكرون حكايات الكتاب المقدس ويصدق المسيحيون قصص الانجيل ويستنكرون ويتعجبون من قصص القران ويسخر اليهود من اؤلئك وهؤلاء رغم ان يهوه فى التوراة عندهم يستمتع برائحة الشواء ويعقوب النبى الانسان صارعه وهو الاله وصرعه....اى هراء هذا حتى يصدق كل فريق ما بين يديه ويؤمن به ويدافع عنه، واى قصص هذة التى تصر على تسخيف العقل والمنطق وتمجد وتدفع بالخرافة والسحر والدجل، ولماذا حتى لم تكن تلك القصص والحكايات منطقية ومقبولة!!...لايختلف اثنان من أصحاب العقول المستنيرة والافهام الذكية أن قصص الزهد والعدل العمرى رغم انها لا معنى ولا قيمة لها ولا هدف من ورائها الا انها مصدقة ومشفوعة بالقدسية والتصديق والجلال، ذلك لانها صيغت وقيلت لكى يجب تصديقها دون أن تمر على العقل البشرى للنقد والتحليل والتفنيد ، حتى لو كانت غثاء ضحل وفج على يد مجموعة من الاغبياء لأجل مجموعة من الاغبياء.... لم يشهد التاريخ جريمة منظمة و مستمرة، كما شهدها على يد المافيا الإسلامية التى نقلت احاديث مكذوبة وروايات موضوعة فاقت فى تنظيمها ووحشيتها وساديتها وتاريخها التخريبى التدميرى الارهابى، تواريخ النازية والفاشية والستالينية مجتمعة، وحتى تواريخ المغول والتتار ومحاكم التفتيش....فالتاريخ الإسلامي، تاريخ للجريمة المنظمة، والتشويه و التعتيم و الدجل المنظم، وكل المرض والسادية والإرهاب... لذلك تنقيته من الخرافات والخزعبلات التى يتكسب من ورائها تجار الدين بحجة الاستنباط الفقهى والاجتهاد الدينى !!..اجتهدوا كما تشاؤون، لكن لا تخلعوا على اجتهاداتكم قدسية دينية، وضعوا البرامج كما تريدون، لكن لا تلبسوها زيا دينياً نملكه جميعاً، وندافع عنه جميعاً، بل واخرجوا علينا كما تشاؤون، لكن ليس فى ثياب حماة العقيدة، ولا تحت رايات الأبرار الأطهار، وواجهونا فى ساحة السياسة بحديث السياسة، وحاورونا دون أن يرسخ فى أذهانكم ولو للحظة أنكم الإسلام، وأنكم وحدكم المسلمون، فنحن جميعاً مصريون، وأنتم بالنسبة لنا لستم أكثر من مصريين مثلنا، تجتهدون لوطنكم كما نجتهد، وتخطئون أحياناً كما نخطئ وتصيبون أحياناً كما نصيب، وتستهدفون مصلحة الشعب كما نستهدف...وإذا كنتم تستهدفون قصوراً فى الجنة فهذا شأنكم، بيد أن القصر فى الجنة لن يغنى عن مسكن اقتصادى لمحتاج، ولن يكون سبيل المسكن الاقتصادى عذب الكلام، ولا إفشاء السلام، ولا التحليق مع الأحلام، بل إن سبيله الوحيد هو استعمال العقل، وإعمال المنطق، والإختيار بين البدائل، ولعل الإسلام أحوج إلى الإجتهاد اليوم منه إليه فى أى وقت، ولن يكون البديل إلا صداماً مع العصر، وتمزيقاً لعرى الوطن الواحد، وإهداراً لتراث حضارى أقمناه معاً، ليس على حساب الدين أبداً، وليس انتقاصاً من العقيدة على أى وجه" ...الى جانب وجوب نزع القداسة عن الاصنام المقدسة سواء كان صحابيا أو تابعيا مهما علا شأنه !!.. فالدين جاء لكى نعبد الله وليس البشر !!...

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات العربية فجرت الحلم الكوردى من جديد
- عنان مرشح أمريكا للرئاسة و النسخة العسكرية للبرادعي ولعبة ام ...
- فى امارة همجستان الاخوانية عودة تشافيز الى الحكم هى الحلم
- هو وهى والزمان
- تحليل جيوبوليتيكي استراتيجي للأزمة السورية
- ارحلى ..
- كشف المستور عن مؤامرة الربيع العربى
- يا توكل كرمان او ( تبول خرمان ) قبل ما تنصحى غيرك انصحى نفسك
- الواقع فشخ الخيال فى علاقة اوباما بالاخوان
- نظرية الدومينو السياسية تعكس عمق مخاوف اوردوغان من العسكر ال ...
- يا اوردوغان : خليك فى حالك!!
- امريكا هى الدولة الراعية للاخوان
- اسماء محفوظ العميلة جنت ثمار الثورة المصرية ودماء الشهداء
- السيسى اخرج الاخوان من المشهد السياسى بالضربة القاضية
- كبريائى
- هل للحب وجود ؟؟؟
- كل عام وانت حبيبتى
- هل أتاك حديث البرادعى عميل الامريكان؟!!
- تباريح حبى ...
- اللبؤة التى قامت تعجن خروج آمن لقادة الاخوان في البدرية


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الدين جاء لكى نعبد الله وليس البشر