أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله أبو شرخ - يهودية الدولة بين الحقيقة والوهم !














المزيد.....

يهودية الدولة بين الحقيقة والوهم !


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 4230 - 2013 / 9 / 29 - 03:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يصر اليمين الإسرائيلي على ضرورة اعتراف العالم بيهودية دولة إسرائيل، بحسبان إسرائيل دولة ( للشعب / اليهودي )، فهل هناك ما يمكن تسميته شعب يهودي واحد أم أنهم شعوباً ينتمون لقوميات وهويات مختلفة ؟؟!

دعونا نفترض جدلاً وجود شعب يهودي واحد ( مؤقتاً )، فما الذي يمكن أن تعنيه " يهودية " الدولة ؟! هل مجرد الإعلان عن جملة من الأعياد الدينية التي ترتبط وتنبع من خرافات يجعل من الدولة يهودية ؟! وكيف تجعل " يهودية " الدولة من إسرائيل دولة مميزة عن باقي دول العالم ؟! وهل تجعل المعتقدات اليهودية من أصحابها متميزون عن باقي شعوب العالم ( الجوييم ) التي جعلها الله عبيداً لليهود ؟؟!

قد يتخيل السامع باصطلاح " يهودية الدولة " أن ثمة ما يميز إسرائيل عن باقي دول العالم، ولهذا نتساءل. هل توجد علوم يهودية مثلاً ؟! قد يبدو مضحكاً افتراض وجود أعداد يهودية أو إلكترونات يهودية أو إشارات مرور يهودية ! أم لعل الأبقار والماعز التي كان يربيها شارون يهودية ! بعد قيام الدولة العبرية عام 1948 سيطرت إسرائيل على بيارات البرتقال في حيفا ويافا واللد وصفد والرملة والجليل، فهل أصبح البرتقال يهودياً كذلك ؟!

ثم دعونا نتساءل أيضاً. ما الذي يجعل من اليهودي فرداً يتميز عن باقي الشعوب على هذا الكوكب ؟! هل اليهودي له أكثر من عينين اثنتين أو أكثر من قدمين، أم لعل معدة اليهودي تفرز حامضاً غير الهيدروكلوريك أو أن غدة البنكرياس لدى نتنياهو تفرز مادة أخرى غير الأنسولين ؟؟!

إن وهم تميز اليهود عن باقي شعوب العالم بحيث يصبح اعتناق دينهم قومية وعرق هو أمر غير منطقي ولا يمكن تفهمه، وإن يهودية الدولة هي وهم آخر يضاف لعقدة العنصرية، فالتقدم التكنولوجي والزراعي والصناعي ليس حكراً على اليهود، وأن اليابانيين " الجوييم " هم أكثر تقدماً من اليهود، رغم أنني لا أنكر وجود مبدعين كبار يهود على مستوى العالم ولكن ليس لاعتناقهم الدين اليهودي أي دور في إبداعهم، فالإبداع سمة إنسانية لا يتميز به أتباع دين أو عرق، مع التأكيد بأن اليهودية مجرد ديانة انتشرت في العالم عن طريق التبشير وليست عرق أو قومية.

من جهة أخرى فإن افتراض دين معين كهوية للدولة، ينفي عن القوميات الأخرى وسكان البلاد الأصليين الحق في العيش على قدم المساواة مع المواطنين اليهود، وهو ما يهبط بإسرائيل كدولة عنصرية صافية من الطراز الأول.

لا يوجد سيارات يهودية ولا رياضيات يهودية ولا فيزياء يهودية ولا رصيف مشاة يهودي. الدولة هي المؤسسات والخدمات المادية والمعنوية التي تقدم للناس، وليس ثمة ما يمنع أن تكون الدولة ثنائية القومية أو ثلاثية أو حتى خماسية، فالشعوب الصينية مثلاً تتألف من ستة وخمسين قومية مختلفة، ورغم ذلك فالصين تتفوق على جميع دول العالم في معدلات النمو الاقتصادي.

إن التحدي الحقيقي للبشرية الآن هو القدرة على حل النزاعات بطرق سلمية بعيداً عن الحروب الدامية التي يدفع ثمنها الأبرياء، فلماذا قامت الدولة العبرية بالدماء واستمرت بالدماء ووجودها مرهون بقدرتها على إراقة الدماء ؟! اليمين الصهيوني المتطرف عنصري ويكره غير اليهود " الجوييم " ويصر على مصادرة الأرض الفلسطينية بقوة السلاح. حتى وعد بلفور اشترط أن يعيش اليهود بسلام مع سكان البلاد الأصليين. لا ذنب للشعب الفلسطيني في رفض التقسيم وفق القرار 181 الذي يقسم فلسطين إلى دولة عربية ودولة يهودية، وإن كنت في معظم كتاباتي أطلق على إسرائيل ( الدولة العبرية ) نسبة إلى اللغة الرسمية المعتمدة. جهل القيادة الفلسطينية آنذاك حال بينها وبين قراءة ما ستؤول إليه الحرب العالمية. انتصر الحلفاء على المحور وكان اليهود من ضمن التحالف الغربي ضد النازية، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها تقاسم المنتصرون تركة المهزومين وكانت فلسطين غنيمة لبريطانيا فوهبتها لليهود.

وعودٌ على بدء، فإن يهودية الدولة ليست إلا وهماً يضحكون به على السذج، فالدولة العلمانية الديمقراطية يمكن أن تتسع للشعبين معاً ليعم السلام الكامل والشامل، لا أن يستأثر شعب بجميع المقدرات فيما يعيش الشعب الآخر في مخيمات ومعازل وجيتوهات لا تشبه إلا الجيتوهات اليهودية التي أنشأها النازيون !



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب الله المختار !
- ماذا تبقى من حل الدولتين ؟!
- الكارثة الإنسانية في غزة !!
- الأولمبياد الدولي في الرياضيات
- حوار مع عبد القادر أنيس: هل عرقلة الإصلاحيين هي الحل ؟!
- الإصلاح الديني بين الملحدين والسلفيين !
- في ضرورة إصلاح وتطوير الإسلام !
- السلفيون وتاريخية النصوص الدينية
- أطفال في قلب الحصار !!
- تهانينا للإسلاميين !!
- عن التفكير الناقد
- متى نعترف بالتخلف وأسبابه ؟!
- عن أوهام الإعجاز العلمي مجدداً
- يهودية الدولة هي المشكلة الحقيقية !!
- لماذا تقدم المسلمون في العصر العباسي الأول ؟!
- النكبة: عذاب يستمر وجذوة تشتعل !
- جرائم الفكر السلفي قتلت أمة بأسرها !
- الدماغ Brain والعقل Mind .. ما الفرق ؟!
- أي مستقبل للسلفية الجهادية ؟!
- مصر الجديدة وغزة ومجرد سؤال


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله أبو شرخ - يهودية الدولة بين الحقيقة والوهم !