أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فيروز شحرور - من بيرزيت... هنا النَرويج!














المزيد.....

من بيرزيت... هنا النَرويج!


فيروز شحرور
(Fairouz Shahrour)


الحوار المتمدن-العدد: 4230 - 2013 / 9 / 29 - 00:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


إننا نحبّ الحياة لأننا نحبّ الحريّة، ونحبّ الموت متى كان الموت طريقا إلى الحياة...
أنطون سعادة


إن النضال هو الثيمة الأساسية لتحرر الشعوب، فالكفاح لم يقتصر فقط على السلاح وإنما أخذ أشكالا ووجوها عدّة تحاول جميعها حصار الواقع المفروض، وهناك من حاول أن يشرعن أشكالا يسري بها النضال وفق قوانين وضعية تضمر فيها روح العدالة والانصاف لمبدأ النضال وهدفه.
ما يحدث في جامعة بيرزيت برأيي مثالاً عن شكل من أشكال النضال ضد الرأسمالية التي تصيب صميم "فلسطين" وهي أيضا نضال ضد التعليم "المالي الثقيل" وإن كان البعض يردد أن أعرق الجامعات الدولية هي الأكثر مالاً! وإن غضضنا البصر عن شكل النضال هذا عند الطلبة ومع الأخذ بعين الاعتبار ردود أفعال إدارة الجامعة وبعض الأوساط الفلسطينية التي وصفت هذا الشكل من الاحتجاج "المُشرع" على حد تعبيرهم "بالعنف"! وذلك لاغلاقه صرح تعليمي مهم خارج عن إرادة البعض، ودون أن تقوم هذه الأوساط طبعا بوضع أية تصورات تنقذ الوضع البيرزيتي من عنق الزجاجة، بل حتى وضع تصورات تنقذ التعليم الجامعي والمدرسي حتى وتخرجه عن الكولسات الاقتصادية العالمية والسياسية. إن الاحتجاج ما هو الا صوت عال ضد صمت الآخرين وصمت الحكومة الفلسطينية عن التدخل في الأزمة الراهنة ومدى تداعياتها مستقبليا على جامعات أخرى، بل ودراسة خطورة هذا الوضع وشكل الخطابات وردود الأفعال بالتالي بين الطلبة والإدارة وقياسها محليا، ألم تخشى الحكومة أن يتفشى هذا الاحتجاج من احتجاج أكاديمي ليصير احتجاج شعبي؟! ألم تنظر أن صرح الجامعة يمثل جزء من الشعب الفلسطيني وأن ما يدور فيه، هو يدور في خلد كل أسرة فلسطينية تقبع داخل هذا "الكل" الفلسطيني"؟!
إن التعليم بالنسبة للشعب الفلسطيني -بعيدا عن مقاييس الدول الأوروبية "ماليا"- في أعرق جامعاتها، يعد بمثابة ثيمة مهمة واستكاملا لمشروع التحرر الوطني وهو شكل بَناء من أشكال النضال ضد الجهل ومن أجل الحرية ومن أجل التنوير، وعلى الطلبة والادارة والأوساط الأخرى مراعاة ذلك، بل واحترامه والالتزام به كأحد أسس الوعي الجمعي للقضية الفلسطينية.
بناء على ذلك، ما لفت انتباهي في المؤتمر الذي أقيم في رام الله في السابع والعشرون من أيلول حول مستقبل القضية الفلسطينية بعد مرور خمسة وعشرون عاما على أوسلو(برعاية مؤسسة الدراسات الفلسطينية وجامعة بيرزيت) مداخلة د. خليل هندي/ رئيس جامعة بيرزيت، قائلا: "لقد كان بودنا أن يعقد هذا المؤتمر في صرح الجامعة لولا أن هناك قوة نافذة أحالت دون ذلك"!
حسناً؛ من هذه الجملة أنتقل إلى محور آخر في حديثي، بين أزمة أوسلو والظروف التاريخية وأزمة المكان "بيرزيت".. إن المؤتمر عقد لمناقشة عدّة قضايا محورية في اتفاقية أوسلو منذ نشأتها وظروفها التاريخية التي جعلتها "موجودة" وتداعيات ذلك من اخفاقات ونجاحات.. ويتبين للمستمع أن الأساتذة الحضور يتمتعون بحس معرفي حول ذلك، ومحاولتهم الجادّة لنقل الصورة تاريخيا للحاضرين، والجميع يعلم أن الحرب بين الفلسطينين والاسرائيلين، هي حرب غير متوازنة القوى، حيث الجيش الاسرائيلي يعد من أهم رابع جيش على مستوى العالم ولديه استعداد عسكري لبدء حرب من أجل الدفاع عن المشروع الصهيوني على أرض ليس لهم فيها أية حق، مقابل طرف "حق" لا يملك التأهب حول ذلك لضعف الاستعدادات.. ما أحاول توضيحه هنا، ليس تلخيصا لموضوع المؤتمر وليس مقاربة أيضا بين أزمة أوسلو وأزمة بيرزيت، ولكن شكل الخطاب الذي بدأه د. خليل هندي في وضع يعتبر "حساس"، حيث هدف المؤتمر وصف "المغامرة التاريخية الفاشلة" للقيادة الفلسطينية بأوسلو- قيادة لم تستطع إدارة الكفاح السياسي- دون غض النظر عن "الطرف الأقوى" وهم الصهاينة ومحاولاتهم الدؤوبة لاختلاق العثرات أمام "فلسطين التاريخية". وهو ها هنا في بداية مداخلته يصف دون دراية ربما "فشل القيادة البيرزيتية" في حل الصراع مع الطلبة، الذين وصفهم "بقوة ناذة" أحالت عقد المؤتمر في الجامعة، على الرغم من أنها تشبه إلى حد كبير شكل "الفلسطينين" في حال أخذهم قرار الكفاح المسلح "دون سلاح".. أية قوة نافذة يتمتع بها الطلبة وهم لا يمكلون سوى الجنازير مقارنة بالمدرعات الاسرائيلية! أي شكل من أشكال الحوار لم يليق بهذا النضال ضد أبسط الحقوق التي تزداد همّا مع بداية كل أيلول دراسي؟! إنني أعيد وأكرر نحن بظل تجربة جغرافية بسيطة وبظل إمكانيات ضئيلة وأيضا قوى مختلفة المعرفة والقوة، ومع ذلك تزداد الأيام دون وجود حل ودون إيجاد صيغة منطقية ومبادرة تفي حق الاثنين "الطالب والادارة"، إذن ما بالنا بظل إيجاد حلول للمفاوضات الفلسطينية التي تزداد ويزداد الاحتلال ليصل أكثر من 60 عاماً؟! كيف على القيادة أن تصيغ مبادرة تخرج فيها صوت الحق عاليا ومتصلبا، ليس كضحية؟ نحن لسنا ضحايا العالم فقط، بل ضحايا ذواتنا، فالحرية تكمن في تحلي المرء بالشجاعة كما قال روبرت فروست



#فيروز_شحرور (هاشتاغ)       Fairouz_Shahrour#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد الفلسطيني ومحاولات تغييره إسرائيلياً
- أيلول الجامعي المشلول وأفق الحوار، إلى أين؟!
- أربعُ رسائل إلى زَوجي الراحل...
- اتجاهات العلوم الاجتماعية في السياق الفلسطيني
- أينكَ (منك)؟!
- 300 حَجر، أم 300 عَقل!
- نحنُ على مشارفِ الحريّة..!!!
- الدولة الحلم!!
- مساعدات أمريكية - للفلسطينيين-، أم مساعدات فلسطينية - للأمري ...
- إغتراب قسري
- إليها.. جدتي
- سيرة فيروز شحرور
- رواية -ما زال المسيح مصلوبا- ضمن قراءة تحليلية لشباب فلسطيني ...
- لننسى جميعا
- الكتابة النسوية: بين الحلم واضطهاد الواقع
- حينما تستريح الوطنية بشكل أو بآخر
- الحجاب يغطي العقل
- المفاجأة الرائعة
- هواجس مارٌة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فيروز شحرور - من بيرزيت... هنا النَرويج!