أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسين عبد المعبود - امرأة الجاحظ وعبيد البيادة














المزيد.....

امرأة الجاحظ وعبيد البيادة


حسين عبد المعبود

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 21:17
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


امرأة الجاحظ وعشاق البيادة
سئل الجاحظ عن سر زواجه من امرأته الجميلة رغم دمامته فأجاب : ( إنه قرب المكان ، وطول الزمان ) أي أنه لقرب سكنها من سكنه وبطول المدة اعتادت على شكله وهيئته فلم ترى أنه دميم ، وهذا للأسف مثل ما حدث ونتج عن نظام حكم مبارك ، فبطول مدة حكمه تأثر الفلول وكثير من البسطاء والعامة ومدعي النخبوية بالفاشية ، وأصبح البطش والإرهاب لا يمثل لهم شيئا ، ليس لأنهم شجعان أو أقوياء ، أو ممن يضحون من أجل الوطن ، ولكن لأنهم ألفوا مثل هذه الحياة بل يرون أن الحاكم لا بد له من هيبة وشكيمة ولو بالعنف والبطش والتنكيل بالخصوم لتحقيق تلك الهيبة ، وتكونت لديهم رغبة متوحشة في التشفي في مخالفيهم ولا يرون عيبا من سبهم أو اعتقالهم والتنكيل بهم وتعذيبهم أو حتى قتلهم ، ولا عيب في أن يحكمهم الطغاة المستبدين أو حتى مصاصي دماء .
البداية من ممارسات رجال الحزن الوطني التي استباحت كل شيء وسهلت كل شيء لعصاباته والموالين لنظام حكمه ، والموالين لتلك العصابات لسلب ونهب كل شيء : أموال .. ثروات .. عقارات .. أراض .. حتى العقول سرقوها ، ولأن الناس على دين ملوكهم فتغيرت القيم والمفاهيم وتبدلت بقيم ومفاهيم تبرر وتمجد السلب والنهب واغتصاب الأرض والعرض ، وأصبح يطلق على السارق الناهب الحرامي : ( شيخ عرب ) إذا كان من سكان القرى أو العزب ، و( الباشا ) إذا كان من سكان القاهرة أو المدن ، ويطلق على المرتشي : ( كسيب ) ، ويطلق على النصاب : ( فهلوي ) ، فسادت الانتهازية التي تبيح كل شيء وتضحي بكل شيء ، فلا شيء يهم : لا حرية ولا ديمقراطية ، ولماذا الاعتراض على الظلم والاستبداد ؟ ، ولماذا العدل الاجتماعي ؟ فكل ذلك شعارات لو طبقت لخسروا الكثير والكثير ، وما الحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعي إلا قيود على الظلم والاستبداد ، وفي ذلك خطر على عمليات السلب والنهب المنظم والممنهج ، ولا كرامة إنسانية لهم إلا بالسطو على أموال الشعب وثرواته ، فلا بد لهم من رجل قوي يحميهم ، ولا تتوفر القوة من وجهة نظرهم إلا في رجل من المؤسسة العسكرية التي تمتلك المدفع والدبابة فصاروا عشاقا لمن يرتدي الزي العسكري والبيادة الميري .
ولا غرابة من هؤلاء إذا ما نسبوا إليك ما ليس فيك ، واتهموك بالأخونة أو الخيانة أو أنك من التابور الخامس ، فكل مطالباتك ضد انتهازيتهم وسطوتهم وأخذا من امتيازاتهم ولا تحمي مصالحهم ولا تمنع من محاكماتهم ، وعذرا للعامة والبسطاء فقد خدعهم الإعلام الكاذب الفاجر الذي يديره المخابرات والجنرالات تمهيدا لعودة دولة مبارك ، ولا غرابة إذا ما نادى هؤلاء : بتولي الفريق السيسي رئاسة الجمهورية بحملة ( كمل جميلك ) فهؤلاء منتج دولة مبارك التي كممت الأفواه ، وكبلت الأحرار وانتهجت سياسات استبدادية بطول المدة أصبحت مقبولة لمن تعود على ألا يفكر ولا يتكلم ودائما في انتظار الوحي القادم من السلطة ، وتحول هؤلاء إلى ( عشاق البيادة ) فهم لا يمانعون من استبدال مبارك بمثله ممن يرتدي البدلة العسكرية والبيادة الميري .
ولا غرابة ولا عجب إذا ما سمعت عن صيحات تنادي بتولية الفريق السيسي لرئاسة الجمهورية لمدة أربع سنوات قادمة بلا انتخابات بحجة أن للجماهير صوتها ، وهذا هو الذي لبى مطالب الجماهير حينما خرجت ، وها هي الجماهير تنادي بتوليته ليكون أول رئيس للجمهورية بلا انتخابات ديمقراطية بل بديمقراطية الجماهير ، فهؤلاء عبيد القوة الغاشمة التي لا تؤمن بالحرية ولا الديمقراطية لأن فيهما خطر عليهم ، ولا تعرف معني للعدل الاجتماعي إلا في السلب والنهب ، ولا كرامة إنسانية إلا في السطو على أموال الشعب وثرواته ، ولنعرف جميعا أن ذلك كله ناتج عن تراكمات القهر والاستبداد التي طالت فألفها الكثير كما ألفت امرأة الجاحظ دمامته فلا فرق بين امرأة الجاحظ وبين عبيد البيادة .



#حسين_عبد_المعبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعبية عبد الناصر .. وشعبية الحمل الكاذب
- يوم الإفراج عن مبارك يوم حزين
- إعلام مأجور .. يستخف بالعقول !!
- حكومة من شباب ثورة 19
- الولاية لم تعرض على خالد بن الوليد ولم تعرض على أبي هريرة رض ...
- جبهة إنقاذ مبارك والتمرد على من تمرد
- الشرعية .... وشرعية القيصر
- الحزب الوطني ... من جبهة منتفعين إلى عقيدة معطلة
- لماذا لا يستقيل المشير طنطاوي ؟!!
- من الفلول إلى الإخوان يا قلبي لا تحزن ( 2 )
- من الفلول إلى الإخوان يا قلبي لا تحزن ( 1 )
- وسقطت ورقة توتك يا عسكري
- أكاذيب 5 : ( بيننا وبينكم الشعب ، والصندوق هو الفيصل )
- أكاذيب 4 : ( الطرف الثالث ... قناع على وجه الطرف الثاني )
- أكاذيب 3 : ( قضية التمويل الأجنبي للجمعيات .. وتقسيم مصر )
- أكاذيب 2 : ( العزف على وتري : الأمن والإنتاج )
- أكاذيب : ( الجيش حمى الثورة )
- المجلس العسكري .. هو مبارك ولكن بشرطة
- الشرعية للميدان .. ولا إقصاء للبرلمان
- الغزل السياسي بين الإخوان والعسكر


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسين عبد المعبود - امرأة الجاحظ وعبيد البيادة