أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سائد السويركي - فراشات على لوزة الجارة















المزيد.....

فراشات على لوزة الجارة


سائد السويركي

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 20:40
المحور: الادب والفن
    


فراشات على لوزة الجارة

فراشاتٌ على لوزةِ الجارةِ ، دروبٌ تقودُ للزهرِ ، طفلٌ تسلَّقَ شجرةَ الليمون ، منذا الذي قالَ :إنَّ النحلَ يمتصُ الرحيقَ ، فيما أنا وأنا اعتدنا أن نستعيرَ سلوكَ النحلةِ وسلوكَ العسلِ في ذاتِ الآن ، فراشاتٌ على لوزةِ الجارةِ ، شباكي صغيرٌ ، وشباكُ حبيبتي أصغر ، كُلَّما وُلِدت ضِحكةٌ على خدِّ السماءِ وُلِدنا ، وقُلنا : للريحِ موالٌ بِطَعمِ الناي
فراشاتٌ على لوزةِ الجارةِ ، فوقَ الفراشاتِ شمسٌ ، وتحتَ الفراشاتِ ظلٌ تمدَّد فوقَ العشبْ ، رجلٌ سبعينيٌ يُسقِى الجنةَ مِن ماءِ الحكمةِ ، فيما الصبيانُ يُغنُّون
" قمرا يا قمرا ، لا تطلعي عالشجرة " .
فراشاتٌ ، هلْ للغناءِ اسمٌ ولونٌ كي ننامْ ، شباكُ حبيبتِي أصغرْ ، وشباكي يُطِلُ على الكلامِ الحلو، يُسقِطُني وأُسقِطُه ويحمِلُني وأحمِلُه ، ويتبَعُني وأتبعُه ،أقولُ له تمهل يا ابن ضلعي كي أقولْ ، ماذا أقول ؟ صَعدَ الصبيُ إلى السماءِ فصارَ مثلَ الحُلمَ طيراً ... ماذا أقولْ ؟ فردتٌ أَجنِحتي لأولعَ بالكلامِ وبالغمامْ
ماذا أقول ؟ وما بيني وبين شباكِ الصغيرةِ لم يكُن إلا أنا والصمتْ
فراشاتٌ على لوزةِ الجارةِ ، عقودٌ تستعجِلُني لأكبُرَ ، فيما أنا ما زلتُ أصغرَ من كلامٍ عالقٍ في الريحْ ، سأنسى كيفَ نسيتُ نفسِي تحتَ شباكِك ، سأذكُر سيرةَ الظلِّ المسائي ، وسأذكرُ أننا طفلانِ من غمامةٍ ومطرٍ مجنونْ ، ووحلٍ عالقٍ بالأقدامْ ، وصوتِ خلخالٍ يُنادي يا بنَ ظلِّي ... لا تحدِّق بالكلامِ كثيراً ، حتى لا يسرقَكَ الحبُّ منِّي
فراشاتٌ أُسمِيها لِكُلِّ فراشةٍ نجمة ...لِصديقتي نايٌ ، وللنايِ جسدُ العرافاتِ ، لا الغابات لي ، ولا نداء الريح ، اصفع روحَكَ بالحقيقةِ ، هكذا كتبتْ عرافةٌ على جُدرانِ كهفي ، الدروبُ مليئةٌ بالحصى ، وبذاكرةِ الضفائرْ ، اصفعْ روحَكَ بالحقيقةِ ، والحقيقةُ وجهٌ منْ هُلام ، كيفَ أمنحُ البحرَ النوارسَ ، والفتياتِ الضفائرْ ؟؟
فراشاتٌ ... للجغرافيا فراشاتٌ ، وأجنحةٌ مِن غُبارِ الطلعْ ، كُلَّما أَوجعني الحُبُ رأيتُ دماً على المرآةْ ، فراشاتٌ ملونةٌ ، فراشاتٌ تُعَلِّقُ وهجَها في الظِّلْ ، فراشاتٌ تقوُل الشعرْ ، وَترسُمُ غابةً في الرملْ ، فراشاتٌ تُعَلِّقُ نجمةَ الرؤيا ، وتسترخي ، كأني كُنتُ أعرفُها مِن المرآةِ في بيتي ، كأني كُنتُ قَبلَ زمانِها طيراً على الشُباكْ ، طيراً من أريجِ الفُلْ
فراشاتٌ بطعمِ الوردِ
لا أحداً لنا في البردِ
لا ضَّمة ، ولا نِسمة
ستَغزِلُ مِن دموعي الغدْ
فراشاتٌ بِطعمِ الوردْ
لي قلبٌ مِنَ الياقوتِ
لي نجمٌ تشَظى والتشَظي ردْ
كَأنَّ الحدَّ ليسَ الحدْ
لا سداً سيُسنَدُ سدُهُ بالسدْ
تاهَ العدُّ حِينَ قرأتُ موالي على الأصداف
فراشاتٌ تُغازِلُ زِنبقَ الأسلافْ
وتزرعُ ألفَ قنديلٍ يُضِيءُ لنا بقايا المدْ

من لم يسمعْ نداءَ الفراشةِ لا حاجةَ له للنورْ ، الحقلُ قريبٌ ، أَطعمتهُ الفلاحاتُ الصدى ، فقالَ اللهُ للبلاد التي من حب ِ : على روحي أُرخي ظِلِّي وأُسدِلُ نعمتي . من لم يسمع نداءَ الفراشةِ ، فليبحْث تحتَ الحجارةِ في المعبدِ المهجورِ عن معناه ، كُلُّنا أبناءُ الشمسْ ، لكنَّ ابنَ أبي ولدتهُ عتمتُهُ تحتَ سِياطِ البرقْ ، هكذا من عُتمتِه تُولدُ الخطيئةُ ، ومن برقِهِ وُلِدَ السيفْ

الفراشة الأولى
من لم يسمع نِداءَ الفراشةِ ، ستُصبِحُ روحُه حَجَراً ، قالتْ لي اصمتْ ، فالصمتُ صَلاةُ المتأملينَ المتألمينَ الحالمينْ ، وفيما كان صمتٌ بينَنا
فطَّ الكلامُ على يدّيَّ .. على يديه
هل تعترفْ بالحُبِّ أَصلاً ؟
ليسَ لي إلاّكَ أنتَ
ضفيرةً رَسَمتْ مداها طائِراً
في البُعدِ يرحَلُ ، ثُمَّ يُدنيني إِليه
عيناهُ لي وطني الأخير
ودمعتي هي زفرةٌ للروحِ
مرآتي التي عكست فضا عَينيه
من لم يسمعْ نداءَ الفراشةْ ؟ بيني وبيني ما قالتهُ لي في الهمسْ : عِندَ اللقاءِ سنفترقْ ، عِندَ الفُراقِ سنلتقي ، لو قُلتِها قَبلَ اللقاءِ لصرتُ ناياً مِن حدائقَ أو جَسدْ ، ثُمَّ ماذا ؟ لو قُلتِها حُلمٌ سَيُشرِقُ في الأبدْ ، حُلمٌ مُضاءْ
الغيمُ هذا الغيمُ يُتعِبُني
سأَهربُ يا ابنَ هذا الظِلِّ
أَهرُبُ مِن مسائي للمساءْ
كركزةٌ تُعلِّق ظِلَّها ليلاً
ليغدوا الليلُ مَوالاً ومحضَ غِناءْ
وبينَ فراشتينِ يرى المُحِبُ نقيضَهُ
وتنامُ قُبّرةٌ ويستريحُ بُكاءْ
الدمعُ دمعُ العاشقينَ ، أَرى سُخُونَتَهُ بروحي
دمعةٌ للحُبِّ أَو للحُزنِ ... لا فرقاً هُنا
الماءُ بي نقشُ الكلامِ على الغَمامْ
والعِطرُ يُشبِهُ صُورةَ المرآةِ بِي
لكنها مِنْ ماءْ
هيَ قِطْرةٌ في الحلُمِ ، لكنِّي كَغيري
أُغمِضُ العينينِ حتى يعرفَ العصفُورُ مَوطِنهُ
وتمتدُّ السماءْ

هل تسمعْ نداءَ الفراشةْ ؟ قالتْ : تمتمةٌ في الفراغِ سيُكمِلُ نِصفي ، لن أسيرَ بنقصِي إلى ما سَيأتِي ، سأعشَقُ نِصفاً سَيُبدِي جُنُوني ويطرُدُ خَوفي ، كأّنَّ الفراشةَ كانتْ فراشةْ ، كأنَّ الغَمامةَ كانتْ ستكفِي ، فلا شيءَ يكفِي
أَسِيُر بِنقصِي ، عُيوني نهارٌ ونبضي رَجفي ، وقعتُ وحينَ استفاقَ الجُنونُ بِقلبي ، مشيتُ مع القلبِ أتبعُ حتفِي ، وحتفي سَيُولدُ بي مِن جَديدٍ لأولدَ في الريحِ مِن كفِّ سَيفي ، فهلْ كانَ يكفي ؟
" تعا ولا تجي واكذوب علي
الكذبة مش خطية
وعدني انه رح تجي وتعـا ولا تجي "

ما قالته الفراشة الثانية.

فراشاتٌ على لوزةِ الجارة ِ... هل للجارةِ لوزةٌ وعلى اللوزةِ فراشاتْ ؟ استندَ النصُ على ومضةِ النورِ ، فيما طفلانِ على شُرفةِ الكونِ يُضيئانِ شمعةً ، قالتْ : أُحِبُكَ ، فقُلْ للكونِ اتسَعْتَ فَصِرتُ سماءَكِ ، قالتْ : أُحِبكَ : فاندلعَ المعنى حِينَ أَضاءَ الأشياءْ ، أُحِبُكَ ، كَيفَ نعيشُ بِهذا المعنى الناقِصَ ؟ كَيفَ أَقُوُل أُحِبُ الزنبقَ مَثَلًا ؟ كيفَ سأَكتُبُ باللُّغَةِ الحَجَرِيّةِ زِنبقةٌ يُوجِعُها الحُبُّ ؟ وكيفَ سيُصبِحُ هذا النصُ حَياةْ ، وَكَيفَ سَيَحمِلُ حرفٌ رُوحي ، فلتُسعفني اللغةُ الحَجَرِيةُ ، وأَنا ما بي لا يُشبِهُ ما بي لا يُشبِهُ ما في اللُّغةِ الخرساءْ
طفلانِ على شُرفةِ الكَون ، قالَ أُحِبُكِ ،لكِنَّ الحَرفَ غَبِيٌ لا يحمِلُ نارَ المعنى ، الترميزُ غَبيٌ ، فلماذا لا أُسلمُ روحي للنارِ ، لأُصبِحَ نجماً ، ولماذا لا أفتحُ هذا الشُباكَ على ظِلِّك حِينَ يَمُرُ ، وتكبرُ غاباتٌ في المعنى الناقصِ ، قالَ أُحِبُكِ لكنْ لم أعرف كيفَ ؟ لماذا ؟ أَين ؟
ولِماذا الأسئلةُ الخرقاءْ ؟ يكفِي أَنِّي حِينَ أَقُولُ أُحِبُكِ ، ينهارُ المعنى ، وَتندلِعُ الحريةُ في النصْ
تعا ولا تجي واكزوب عليا
الكزبة مش خطية
وعدني انو راح تجي
وتعا ... ولا تجي

ما قالته فراشة النور
هل قرأتِ النص ؟ يُؤُسِفُني أَني حِينَ كَتبتُ عَلِقَتُ بِناريَ وحدِي ، وأَنَّكِ حِينَ قَرَأتِ عَلِقَتِ بِدمعِكْ ، هكَذا فِي الحُبِّ والحَربِ نَعلَقُ بين موتين ، هلْ قَرَأتِ النصْ ؟ للفراشةِ أجنحةٌ مِنْ هباءِ النُورْ ، فلماذا قُلتَ ستَصمِدُ أَجنِحتي في الريحْ ؟ فيما أَعرِفُ أَنِّي مثلُ زجاجٍ هشٍ تدخُلُنِي الشَمسُ .. وتَكسِرُني العُتمة
هلْ قَرأتِ النَّصْ ؟ الفراشةُ نَسِيَتْ بِالأمسِ ظِلَّها وانتبهتْ على الكلامِ الذِّي لم يذكُرُهُ النصْ ، لماذا يؤلِمُكِ النصفُ الفارغُ ؟
لأني أسيرُ بنصفِ اسمٍ ، نصفِ قلبٍ ، وجناحٍ واحدْ . فَقُلْ لي كَيفَ سَأَمضِي إلى آخرِ الحُبِّ في هذه الومضةِ ... لا شيءَ ، أُجِيبُكَ دوماً باللاشيءْ ، لأنَّ اللاشيءَ يُساوي طبعاً لاشيئاً أخرَ يمضِي قُربَكَ دُونَ أَنْ تدري إِلى أينَ يَقُوُدُكَ حدسُكَ ، بالأمسِ بكيتُ كثيراً مِنْ هذا النصِ ، فراشةٌ قادَها الحُبُ للحُبِ ، وفراشةٌ للموتِ ، وفراشاتٌ كثرٌ للمِقصَلةْ .
سلام الله وباسمو اتقدر المقدور
سلام الله على ناي الهوى والنور
وطن متكتف وخايف
بشوف الدرب مش شايف
يا شوق ولهفة العارف
بعون الله الحلم منصور
سلام الله ونور الحب شمس ونور
خُذنِي إليكْ ، رَتِّبْ نَبضِي كيفَ تشاءْ ، خَمسُ فراشاتٍ في النصِ على رقعةِ شطرنجٍ ، هل ترى ما ترى ؟ لا شيءَ يبدوا كما يَبدوا يا صَدِيقتي ، النصُ كيمياءٌ جديدةٌ ، فلا البردُ بردٌ ولا الحُبُ حُبٌ ، قلْ أَنشأتُ نَفسِي بِنَفسِي دونما إغماضةٍ ، أنشأتُ دروبَ الزهرِ فِي الحُلمِ ، أَنشَأتُ حبيبتي وشُبّاكَها ، وَطُيُورَاً على شجرةِ الوردِ الكبيرةْ ، لأنَ المكانَ قلبُهُ مِن حجرْ ، هكذا يُصبِحُ النصُ وطناً بديلاً ، لأنَ وطناً من حلمٍ يُشبِهُ وطناً من بوحٍ في المكانِ الذِي يُدعى غزة
أَبحثُ عَنْ شطرِ التُفاحةِ ، فليكتمل العطرُ بنا ، لتحضُرَ الوردةُ متألقةً للنصْ ، وفيما أرى وأسمعُ الناسَ جميعاً ، أرى رؤيةً صغيرةً ، أنَّ روحي تقفُ على أولِ دربِ النورِ ، لتصرخَ بالوردِ ، سمِّني روحَكْ ... فليكنِ الحبُ لنا ، أو لنصبحَ غمامةً شتائيةً ، تبحثُ عن أرضٍ لها لتستريح
سمِّني ما شئتْ ، فالأسماءُ مرايا الناسْ ، نعلُق بالاسمْ ، أو تعلقُ الأسماُء بنا مُذ أولِ صرخةٍ في كتابِ الحياةْ ، سمِّني ما شئتْ ، فالمعنى أجنحةُ النورسِ تختبرُ التحليقَ على إيقاعِ البحرْ .
سمِّني ما شئتْ ، برتقالةً ، نحلةً ، فراشةً ، طعمَ الموسيقى ، هكذا يبكي النايُ ، وهكذا تنامُ المدينةُ بلا عشبٍ ، فقطْ جدرانُ الإسمنتِ ، وضجيجُ الموجوعين .
سمِّني ما شئتْ ، وسأمنحُكَ اسماً يليقُ بكَ ، يليقُ بالبنفسِجْ .

الفراشة الثالثة
سبع نجمات العقد اللولي في جيدو
يا خد الزين شمسٍ تضوي بالسما
سبع شمعات أشعل وليفي بايدو
ولمعات سيوف تمايلن عالميجانا

على بُعدِ جغرافيةٍ أقربُ من حبلِ الوريدِ أبعدُ من مجرةٍ ، جاءتْ سيدةُ للحلمْ ، كان عسافُ طفلاً معجوناً بالموسيقى ، هكذا يعرفُ الناسُ الاسمَ والمعنى دفعةً واحدةْ ، جاءت بي صدفةٌ ، ذهبتْ بي صدفةٌ ، وما بينَ المجيءِ والذهابِ ، كانتْ غزةُ مجروحةً كفايةً ، ومتخمةً بالحبِّ والغناءِ وباسمِ الطفلِ الذي وُلِدَ على كفِّ أسطورةٍ لم يخدُشها الموتْ .
بيننا يا سيدتي جغرافيا ، فلنجعلْ صُدفتَنا تليقُ بموعدٍ من غيرِ موعدٍ ، نصففُ شعرَ الريحِ ، ونرتبُ الكلامَ على شجرِ الزينةِ ، هكذا ستذهبُ غزةُ ، هكذا ستحضرُ الضفةُ ، وفي نقطةٍ في المنتصفِ تقريباً ، جُنديٌ ما مدججٌ بالموتِ ، سنُلقي أمامَه رثاءَنا الموعودْ ، سنقولُ له : حتى في الموتِ وُلِدنا لنُغني ، حتى في الموتِ سنحلقُ طائرينِ كاملينِ مكتملينِ بالحبِّ وعسلِ الغناءْ .
كم مرةً قلتُ أُحِبُ اسمكِ ، كم مرةً قُلتُ للفراشاتِ كاملِ الحريةِ في الولوجِ إلى النصِ ، الخروجِ مِنهُ ، الاتحادِ فيه ، للفراشاتِ كاملَ الحريةِ في أنْ يصلِبنَ المعنى كأيِّ مسيحٍ ، يحضرُ كاملُ معناهُ بالصلبِ فقطْ ، فاخترْ زهرةَ لوزٍ مِن حَقلِ الجارةِ تكونُ الشاهدَ . هكذا ما يكتبُه الربُ ، يُصبِحُ نحنْ

فلسطينية واسمك وشم عالقلب واحلى نهار
فلسطينية والتوب المطرز دهب واشعار
فلسطينية والقلب قهوة وبإيديكِ الهيل
فلسطينية ، يا ويل شفتو بغربتي يا ويل

هكذا كلَّما اقتربنا من نجمةٍ وُلِدنا مجدداً ، شاعرٌ وامرأةٌ من نبيذٍ ، وحزنُ المرايا ، في غزةَ للشوارعِ أَنْ تمشِي في النصْ ، بينَ كلِّ حبيبينِ شارعٌ قصيرٌ وأبدٌ لا يُوصِل أَحداً بأحدْ ، بينَ كلِّ قتيلينِ حلمٌ ناقصٌ ، أكرهُ الأحلامَ الناقصة َ، واحتمالاتٍ حولَ ماذا لو لم يمُت الميتْ ، ماذا لو ماتَ طبيعياً بعدَ ثلاثةِ عقودْ ، بينَ كلِّ قاتلٍ ومقتولٍ رصاصةٌ وامرأةٌ كانتْ تتنفسُ حُبَّاً ، فامتلأتْ بالوحدةِ والظِّلْ ، هكذا ينهضُ شارعٌ لا يفعلُ اكثرَ مِن كونِه اسمٌ لشيءٍ لا يربِطُ روحاً بروحٍ ، لا يربِطُ جسداً بجسدْ ،
سمني ما شئت ما شئت .... ما شئت ، لست سوى ظلك
1-

بيني وبينك ما أرى
خوفي وظلي
بيني وبينك تكبر النجمات سرا
والمدى سجادتي
ودمي يصلي
فاسترح يا صاحبي
هذه الشظايا حين تجمعها تراني
فالشظايا بعض أشلائي وقل إن شئت كلّي
2-

هل تحب الكابتشينو ؟
لا أحبه
لماذا طلبته ؟
لأن اسمه فخم
3-

للبياض اسم وحيد
أن تقف أمام مرآتك وتصرخ
أستطيع أن أرى هذا السواد بي
لأني لم أعد أستسيغ الكذب
4

أخشى الكلام
كي لا يسقط هباء الألق عن جناحيك

قالت واحد ، سبعة
لماذا ؟
لأن الحياة علمتني أن كل الاحتمالات
واردة
5-

لست رقما يا صديقتي ، ولا أحب الرياضيات
بل لحم يتنفس الوجع كلما فط غيابك في وجهي
6-

تعاتبني
أما زلت أنت أنت
نعم
لأنني لم أعرف بعد ، كيف ألبس القناع
7-

يا الهي
للنايات وجه امرأة حزين
يا إلهي للحزن وجه ملاك
إذا
لماذا على قلبي الضعيف
أن يحتمل وجه النايات
وحزن الملائكة
فيما يفترض أني رجل يجب ألا يصرخ في حبيبته
لست أحبك فقط
بل أمووووووووووووت
ب
ك
8-

لكل مفتاحه الخاص
إلا أنا
نسيت أمي حين الولادة
أن تمنحني بابا
بل منحتني الفضاء
9-

ما الذي ستتركينه للذاكرة
فنجان قهوة يا صديقي
وكأس عصير الرمان
وكيمياء ، تفتح فضاءاتي أمامك كلما أتعبتك غزة
10-

غزة تشبه غزة
ونحن نشبهها قليلا أو كثيرا ... لا يهم
فقط فلتمنحنا سلامنا الخاص
ولتأخذ ما تشاء من أحلامنا العابرة
ولتعطنا ضمانا صغيرا ...
أن تكتب على جلدنا الحي
هؤلاء قوم ... حلموا بالمستحيل
أن يختبروا نهاية وحيدة سعيدة
11-

يعرف الناس من ثمارهم
أشجاري كانت ثمارها حلوة
قبل أن تختبر فأس الحطاب
12-

صعب أن تنبش الذاكرة
فلا ترى سوى الكثير من الحمقى
ورائحة الدم
13-

قالت أمي لا تمنحهم رأسك يا بني
فالحياة فيها الحمقى والتجار ... وكثير من المساكين
قل للأحمق والتاجر
نحن فعلا مساكين ، ولكننا لسنا للبيع أو الشراء
14-

ألا تخشى أن يقتلك الحب ؟
بل أخشى أن تقتلني الكراهية



الفراشة الرابعة
سمني ما شئت ، سمني ما شئت ، أرق من فراشة ، أنعم من غمامة ، وأشهى من قطعة سكر ، ياسمينة قالت ما تشتهي عن أم الدنيا ، دروبك تقودك للروح الأولى ، هكذا ولدت في الصحراء ،هكذا صرت ابنا للنيل ، يا بن البسيط المعقد ، يا بن العفوية التي تفتح أبواب السماء ، يا بن خفة الدم في التقاء الطين بالطين ، يا ابن أمك كلما غزلت ملامحها تفاصيل وجهك قلت : هذه أمي وأنا معها أغني
ازاي هقول انك حبيبتي يا حبيبتي
وانت فوق الحب فوق كل الصفات
ازاي هقول انك حبيبتي وانت مصر
تعدي أرض الموت وتديها الحياة
ازاي هقول اني بحبك وانت نبضي
وانت صوت ازاي يداريه السكات
ازاي هقول اني بحبك وان حبك
كان شروق الحب من كل الجهات
الأصل إنك يا بهية يا صبية
الأصل انك يا حبيبتي كل أطواق النجاة

سمِّني ما ِشئتْ ، عِندما تسقطُ اللغةُ ، تخنُقُنا فكرةٌ واحدة ٌ، حتى ولو كانتْ صغيرةً جداً ، يا إلهي أُريدُني كما لا أريدُ أنْ أكونَ في الجغرافيا التي لا تفتحُ شبابيكَها إلَّا على الفراغْ ، هكذا انفتحَ شُباكي على البهيةْ ، الطريقُ تقودُ للمَعنى ، كم عمُركَ يا صديقي ؟ ثلاثونَ شتاءً ، امنحنِي عشرَ أصابعَ أُخرى وسأُتقِنُ العدّْ .
في الطريقِ إلى صحراءِ ما قبلَ المعنى ، قالتْ أُريدُ سمكاً مشوياً ، آخرُ قالْ ، هربتُ مِنَ السِجنِ وحدي بأعجوبةٍ ، فيما أَنا أُحدِّقُ بي ، ما الذي قادكَ يا صديقي لنهارِك الموعودْ ؟
لم تكن إلا صدفةً يا أَنا ... صَدِّق الصدفةَ ولا تُصدِّقْ جَسَدكْ .
هُنا الناسُ يُحدِّقونَ بأرواحِهم عِند التقائِهم غريباً يبحثُ تحتَ حجارةِ التاريخِ ، عن صورةٍ للضوءِ لا للظِلْ ، أَنا هُنا في جَغرافيا الريح ، والنكاتِ الجميلةْ ....
الله هوه احنا في الجنة ، ولا السما بتمطر ملايكة
للغزلِ أَنْ يُشرقَ فيكَ كَأَولِ عاشقٍ ينتَشِي بالعشقْ ، هُنا الاسكندريةُ ، فاحِملْ أفكارَك عَنكَ وقُلْ لهُمْ ماذا تكونْ ؟ قل لهم: مَّر الغريبُ مصادفةْ ، ليقولْ : جاءَ النيُل بي ، فوُجِدتُ قَبلَ نشيدِ هذا الصوتِ بِي ؟
عصفورٌ يُغويِ العصفورةَ ..أتشردقُ بالفكرةِ والمعنى ، داليا صلبتْ مَعناي ، ابقَ يا بَن من يُربِّي غربَته في روحِه كطفلٍ وحيدْ ، بينِي وبينَ البهيةِ حفلُ زِفافٍ ، نصٌ باللغةِ الفُصحى عنْ كيفَ تطيرُ عصافيرُ الفكرةِ في النصْ ، بيني وبيني بساطةُ الفكرةِ ، بيني وبين البهيةِ زغاليلُ الحُسينْ ، والليمونُ الذي باعتهُ فلاحةٌ تُربي الزهَر على عَجلٍ ... وفيما الحُسَينُ يأتِي للنصِّ بِلا رأسٍ أَصرُخُ يا إلهي كيفَ تُنجِبُ جغرافيا البهيةِ كلَّ هذا الحُبْ ؟
.
سمِّني ما شئتْ
فاَنا فَراشُ الياسَمِين
وأَنا دُموعُ العاشقينَ العارفينَ الزاهدينْ
وأنا بلادٌ من غَمامِكَ
تَستطيبُ الطَيبينْ
فأنا فَراشُ الياسَمِين
وأنا انتباهةُ مَشهدٍ
وأَنا أُضِيئُكَ كي تَرى
لا أُشْتَرى يا صاحِبي
حَتى وَلو ضِلعي حَزِينْ









.



#سائد_السويركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أريد مساءا دون وجهك
- أنا أنا
- كن إنسانا ... في وداع فيتوريو ... لا تعذر تطرفنا يا صديقي
- الحناجر المتعبة لشباب الخامس عشر من آذار تنتصر في معركة الوح ...
- شباب الخامس عشر من حزيران كما أعرفهم
- مؤتمر دمشق ليس مؤتمرا توحيديا
- نبضات على هامش الحصار ( 4 )
- نبضات على هامش الحصار (3)
- نبضات على هامش الحصار
- الجهاد الإسلامي وأسئلة التنظيم والمنهج ... الهوية المذهبية
- الجهاد الإسلامي ... وأسئلة حول التنظيم والمنهج
- في المحرقة الفلسطينية كل هذه التضحيات ... ولا زلنا نردح لبعض ...


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سائد السويركي - فراشات على لوزة الجارة