أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جمال رداحي - الحزب والزاوية














المزيد.....

الحزب والزاوية


جمال رداحي

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 17:04
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


اصبح الحزب في المجتمع المغربي كغيره من المجتمعات العربية، عبارة عن زاوية يتوافد اليها الموردون ولكن هذه المرة ليس هدفهم التقرب الى الله وانما من أجل قضاء أغراض شخصية مرتبطة بحاجات الفرد، ويترأس هذا الحزب شيخ كل ما يقوله هذا الأخير يجب على المورديدين (القواعد) التنفيد دون مناقشتها لأنه لاسبيل للاختلاف داخل الحزب، رغم ان في الاختلاف رحمة وأن الاختلاف هو الذي يؤدي الى التطور وهذا ما يؤدي في المغرب نحو لاشئ، لأنه ليس هناك أهداف محددة ومرسومة يجت بلوغها وبالتالي ننطلق من نقطة الصفر لنصل اليها في نهاية المطاف (في كل استحقاق) ، وهذا ليس رهين الظرفية الحالية كما يروج لها البعض وانما له تراكم تاريخي خاصة ان الحزب لم ينبع من واقع المغاربة ولم يخرج من الأحياء الشعبية والمنسية في المغرب او جاء نتيجة تحولات وتزعزح في بنية المجتمع المغربي ، وانما جاء نتيجة استراد كما تستورد المواد الضرورية لأنها لاتكفي لسد الحاجيات الداخلية للبلاد، وجاء في ظرفية تاريخية أو لنقل فرض لأن مجموعة من الأشياء فرضت على المغاربة خلال هذه الفترة لانهم لم يستوعبوا ما يقع من حولهم من التطورات التي يعرفها العالم في جميع الميادين وحتى نخبة المجتمع في هذه الفترة لم يستصيغوا ان الحزب له أليات وميكانيزمات غير تلك التي انبنى عليها الحزب المغربي ولذلك كانت للحزب رؤية ضبابية على المدى القريب، وهي خروج المستعمر دون تقديم اجابات قبلية (وهذا هو دور الحزب ) للمرحلة التي بعد الاستقلال ومنذ تلك اللحظة بدأت تتضح ان القيادات في الحزب كانت لها اغراض شخسية وهذا اتضح جليا في معاهدة ايكس لبان لأن الرأى لم تكن موحدة وتهدف الى غرض واحد رغم أن المصير واحد وانما كان هناك تضارب في الأراء ادى في نهاية المطاف الى اتخاد قررات لازال المغرب يعاني من ويلاتها الى الوقت الحاضر.
مما يأكد ان الاحزاب المغربية لم تنبع من واقع المجتمع المغربي ولم تفرزها التحولات والخصوصيات المحلية للمغرب ما يقع في كل محطة انتخابية سواء التشريعية أو الجماعية، حيث اصبحت هذه المناسبة مثل موسم لزيارة والي صالح، لدرجة ان بعض الاحزاب غير معروفة حثى بالاسم عندما تعطاها الفرصة تتحدث بنوع من الارتجالية على انها صانعة أمجاد المغاربة مع العلم ان صناع الامجاد اهملهم التاريخ المغربي مثل موحى اوحمو الزياني، عسو اوبسلام، احنصال وغيرهم ،في حين أن الذين استفادوا أقل ما يمكن أن يقال عنهم انهم وظفوا ظرفية تاريخية لصالحهم واحسنوا التوظيف.
أعود الى الحزب لأقول أنه ليس هو الشعار والأسماء الرنانة والبرامج الفارغة، التي كل ما يمكن أن يقال عنها أن الانسان العاقل لايمكنه تصديقها، بل الحزب افكار ومبادئ ومرجعيات يجب على الكل ان يحفظها عن ظهر قلب من الشيخ الى أخر مريد صغير وان يدافعو عنها، لكن ما يحز في النفس أن الحزب في المغرب لم يعد مبدأ وفكر واديولوجية وانما أصبح يساوي الكرسي والحقائب وتحسين الوضعية الاجتماعية وهذا ما أفرغه من معناه الحقيقي حيث اصبح كلعبة حظ وكرهان من اجل التغيير وهذه المرة ليس التغيير الجماعي لتطوير المجتمع وانمائه وانما تغيير في حياة الفرد ورفع شعار "انا ومن بعدي الطوفان" .
جميع الأحزاب في المغرب من اقصى اليمين مرورا بالوسط وصولا لأقصى اليسار تتبجح بالحداثة، مع العلم أن الحداثة ليست كلمة وفقط، وانما لها مدلول يحمل في طياته التجديد والتطوير وقد تضم الديمقراطية والعلمانية ولكن ليس القطع مع الماضي، وانما بناءا على تراكمات الماضي لأنه لاشئ يأتي من فراغ و حتى الطبيعة لاتقبل الفراغ، لكن للأسف الأحزاب المغربية لاتعرف من الحداثة سوى الاسم (لانه مستورد كما استورد الحزب)، وهو ما يرفع بشكل لافت للنظر خلال الحملات الانتخابية (سوق الدلالة)، فجميع الأطياف السياسية في هذا البلد الحبيب تقول عن نفسها أنها لها هدف هو توطيد الديمقراطية ودولة الحق، لكن شتان بين القول والفعل لان فاقد الشئ لايعطيه، فالممارسات والسلوكات تظهر وبالملموس أن المصلحة الشخصية حاضرة سواء عند المترشح أو الناخب فمثلا عندما تسأل أحد عن الهدف من المشاركة في الانتخابات تجد الاجابة " تحسين الوضعية" : توظيف شخص من العائلة، التوسط للاستفادة من رخصة في ميدان ما...، وهنا يتضح أن الوضعية التي يتحدث عنها ليس الجماعية وانما الشخصية وعندما يتم تغليب الثانية على الاولى يغيب التطور والازدهار بدءا من الحي ثم المدينة وصولا الى البلد ككل، وهذا هو الدور الحقيقي الذي يجب أن يلعبه الحزب.



#جمال_رداحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع العمل النقابي بالمغرب ....


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - جمال رداحي - الحزب والزاوية