أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ال يسار الطائي - استقراء عشق لحرية مفقودة..عمل ادبي














المزيد.....

استقراء عشق لحرية مفقودة..عمل ادبي


ال يسار الطائي
(Saad Al Taie)


الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 16:57
المحور: الادب والفن
    


حرية هذه الكلمة الجميلة...لك ايتها الحرة لينة محمد
المشهد الاول

في بيروت الشرقية..الآف الجمهور تجمعت في الشوارع ترقص على اجراس الكنائس تترقب ميلاد عام جديد....
وفي الغرفة الصغيرة كانت امراة تتلوى من الم المخاض....ولادة تتعسر الم لايطاق ...تأن تعض شفتيها ...الآه تخرج كالنار ..وقريبا منها كان الاب يدور في الغرفة يفرك يده تارة ويقترب مواسيا
في اخرى...
صبرا حبيبتي سياتي مولودنا ونفرح به وتنسي الالم.
اه اني اتالم ....الالم لايطاق....
التفت الى الداية..
حاجة ما الذي يجري ؟...لم كل هذا ؟؟ ....
اذكر الله بني....اصبر كل شيء سيكون بخير.
اجتمع المحتفلون بالعام الجديد....اطفئت الانوار ....وبدأ العد العكسي
9 8 7 6 5 4 3 2 1
هلل الجمهور وتبادلوا القبل والتهاني بالعام الجديد....
وعلى ضوء الشموع صرخت ذات المخاض بضع مرات...انتهى المخاض...مع اضاءة الانوار وكان العد العكسي للمحتفلين قد اعلن مولد حرية...
حرية طفلة ازرق وجهها فالحبل السري قد طوق عنقها...متعبة من عسر مولدها..كانها قد تعاطفت مع الم مخاض امها....

المشهد الثاني


في غرفة الضيوف البسيطة جلس صديق العائلة -الفنان والاديب- يحاور ابا حرية عن تردي الاحوال في بيروت ومعاناة اللاجئين الفلسطينين في المخيمات ...
يا اخي ارى في الافق القريب حرب ابادة قذرة..
نعم صدقت استاذنا الاديب....
دخلت ام حرية تحمل فناجين القهوة
مرحبا بضيفنا العزيز...
اهلا بك اختي العزيزة فنجاني الثاني ام الثالث هذا...
لاتعد اخي احتسي قهوتك فحسب...ربما لن نجتمع بعد ايام فالسكون غريب والعاصفة قادمة
رد الاب حبيبتي اين حرية
قالت تلعب
نادي عليها اشتقت لها حري
دخلت حرية --ذات الخمس سنوات-بوجهها الابيض الدري وخصلات شعرها الشقراء المتوسدة لظهرها كخيوط الذهب وبعينها الواسعة ونظرتها الضاحكة الحالمة تحمل حقيبتها الصغيرة التي لاتفارقها
وثوبها الاحمر بلون ورد-الروز -- سلمت على الضيف باستحياء ثم ركضت الى حجر ابيها اسهب الضيف بالنظر اليها تامل عينها الخضراء وظل سارحا لايتكلم
نعم اكمل استاذنا الاديب...
الاديب لايرد بل لم يسمع كلمة واحدة مستمرا بتامله بالعيناوان الخضروان الضاحكتان...افلت الاب ابنته التي سرعان ماركضت الى المطبخ حيث توجد امها...
ابو حرية ابنتك...
مابها استاذ...
لوحة فنية من عصر النهضة...لكن تحاكي القدس
شعرها كذهب قباب القدس...ووجهها ببياض مريم العذراء....ووجهها كدموية قضيتنا

واسمها حرية...اخاف على ابنتك حرية..
اطرق الاب متالما ثم استرسل
انت رسام واديب وقد سلبت حرية جل اهتمامك..
قال الاديب اتعلم اخي لو عندي مزيدا من الوقت لحملت ريشتي واوراقي ورسمتها ...ولو كان لي قول فصل لجعلت من رسمتها علم فلسطين -اصفر ابيض احمر وعلى البياض نكتب بالاخضر
فلسطين حرية.....
ضحك الاب وقهقه
انتم الادباء بالغوا الخيال...
نعم ونحن مجانين الجمال نخلق منه تعبيرا لقضية...على اي حال حان وقت ذهابي ..
لازال الوقت مبكرا...
لا فعلي اعداد حقائبي للسفر الى عمان...سلام عليكم
خرج الضيف بعد ان سلم على الجميع...
ادمعت عين الاب لوداع صديقه...ربما لن يلتقيا مجددا....وهذا حال كل الفلسطينين...وزعوا على بلدان يعرب كانهم دم شاركت بنشره قبائل يعرب

المشهد الثالث

بين الاحراش تركض حرية
تقفز تنط تلعب
تركض خلف الفراشات
فوقها تطير حمامات بيضاء
نزلت حمامة على كتفها
مدت يدها لها
حطت على يدها
مسدت بيدها الاخرى
باضت بيدها
واحتضنت بيضها
نقرت بيضتها بمنقارها
فقست...
زغل صغير
قبلته بفمها
طارت الحمامة
وبريشها كتبت يا حرية هذا ابنك...

صفارات الانذار....اصوات المدفع الرشاشة...القنابل الطائرات...صراخ هنا وهناك...سيارات اسعاف وحريق...
ركض الجميع الى الملجأ وحرية تفرك عينها فقد ايقضها صوت الدم من حلم الحمامة..نظرت الى يدها اين ابني اين زغلي حمامتي اين طرت...
تسحبها امها من يدها...
هيا ابنتي...تعالي معي..حيث الامان....
ماما حقيبتي حقيبتي...
كم انت عنيدة ...حسنا اسرعي...
لملمت اغراضها..في حقيبتها كانها موعودة بالهجرة والسفر
في الملجأ المملوء...قالت لامها
ماما اين ابني...كان في يدي...
تحلمين ابنتي..تحلمين
وما هو الحلم؟؟
قالت ستكبرين وتعرفين معنى الحلم..
ماما العب مع الاطفال في الملجأ...
تجمع الاطفال وبدأوا بالرقص على موسيقى الرصاص والقنابل...وكانهم قد اكتشفوا رقصة التانكو على وقع انغام الانفجارات



#ال_يسار_الطائي (هاشتاغ)       Saad_Al_Taie#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لك ياملهمتي..شعر


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ال يسار الطائي - استقراء عشق لحرية مفقودة..عمل ادبي