أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات المحسن - بوري صدام واستشهاد الزعيم عبد الكريم














المزيد.....

بوري صدام واستشهاد الزعيم عبد الكريم


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 15:44
المحور: الادب والفن
    



تغير المشهد أمامي كليا وأنا استمع لصراخ أبن عمي قيس ..مضروب بوري.. لك والله طلع مضروب بوري. من هو وما هذا البوري، كنت ساعتها يملئني الفرح ونشوة عظيمة وأنا أطالع صورة صنم الطاغية صدام تسحبه وتطيح به المزنجرة الأمريكية بعد أن عجز الشباب العراقي عن إسقاطه.
للمرة الأولى في غربتي أسمع مثل هذا القول ( طلع مضروب بوري ). بعد 3 نيسان 2003 استمرت احتفالاتنا لعدة أيام ولكن تلك الجملة بقت عالقة في ذهني. أبن عمي قيس قدم السويد قبل عام مضى لذا فهو خزين طري وجيد لمثل تلك التوصيفات، وبشكل يومي كنت أسمع منه الكثير من تلك المفردات الغريبة التي لم أسمع بها سابقا فتنعش ذاكرتي وتنقلني أحاديثه وتعابيره لصخب مدينتي وأحيائها وضجيج أسواقها وشوارعها وشتائمنا ونحن صغار نتقافز مثل شياطين بين الأزقة نبتدع بين حين وأخر جملة أو توصيف أو شتيمة لم تكن متداولة سابقا فتكون لازمة عام كامل أو أعوام إن حالفها الحظ وحظيت بالتوافق والانتشار.
ـ قيس ما هو معنى مضروب بوري ؟ بادرت بسؤال قيس قبل أن يودعني ليذهب إلى الفراش.
ـ حقيقة أنك لا تعرف معنى تلك المفردة العراقية.. أبن عمي؟؟
ـ و من أين لي أن أعرف ذلك وقد ولى زمن بعيد دون صلة لي بالشارع العراقي.
ـ هذه جملة يتداولها أهل العراق وتطلق على الإنسان الذي خُدع وضحك عليه، وتعني ضرب بأنبوب، والحكاية عبارة عن كناية لما يفعله البعض من الفلاحين حين يضعون مع بضاعتهم تراب أو حصى ليكون وزن البضاعة غير وزنها الحقيقي، ويستعمل في هذه الخدعة أنبوب يدخل في الكيس وتدفع الأتربة أو الحصى عبره إلى أسفل الكيس فيزاد الوزن دون ظهور أثار لتلك الخدعة حين الوزن . وما عنيته أنا يوم سقوط الصنم، إن صدام كان مخدوعا وظهر بأنه مضروب بوري عندما صورت الكاميرات كيف إن النصب كان يرتكز على أنبوبين حين سحبته المزنجرة الأمريكية. وختم قيس حديثه يقهقه فاضحة نبهته عليها فنحن بعد الساعة الثانية عشر ليلا وربما ينزعج الجيران من مثل هذه الضحكة المجلجلة.
ـ ولكني أجد أن الأمر غير هذا الذي تقوله.
دهش قيس وفغر فاه وهو يطالعني بشيء من التساؤل الظاهر على تقطيبة حاجبيه.
ـ عزيزي قيس الموضوعة عندي تعني أن صدام حسين وبالرغم من سقوط صنمه فأن له جذور باقية عالقة في الكتلة الكونكريتية التي كان يقف فوقها، وتلك الكتلة أعتقد أنها ترمز للعراق أي بمعنى أخر أن جذور من طباع وروحية وفكر صدام المجرم سوف تبقى عالقة في طبائع الكثير من العراقيين شخوصا كانوا أو مؤسسات.
لم تعجب الفكرة أبن عمي قيس فهز يده وأطلق زفرة شعرت وكأنه يخرج بها رئتيه وأعطاني ظهره متجها نحو غرفته وسمعته يقول .
ـ فال الله ولا فالك ... تصبح على ... ولم يكمل الجملة وإنما أدار وجهه نحوي فجأة وقال .. من أين تأتي بتلك الأفكار الجهنمية... أنته أكبر سرطان .. فضحكنا سوية.
سافر قيس إلى مدينة أخرى في السويد بعد سبعة أشهر من يوم 9 نيسان 2003 إثر حصوله على الإقامة في السويد وانقطعت لقاءاتنا ولكن لنا حوارات هاتفية في أوقات متباعدة فهو يعمل سائق حافلة ركاب وأنا لي مشاغلي ما يجعلنا وبشكل نادر جدا أن نتحادث في أمور مشتركة سوى سؤال عن الصحة والأقارب وظروف العمل،أما أمور السياسة التي كنا نتداول بها قبل سقوط الصنم فقد أمست بعيدة جدا عن حواراتنا الهاتفية.
البارحة رن هاتفي فلاحظت أسم قيس كنت حقا مشتاق لسماع صوته وضحكاته الشيطانية المجلجلة .
ـ أهلا أبا ليلى .. فتره طويلة لم أسمع صوتك .. أين أنت يارجل.
ـ حقك أبن عمي .. ضحكة طويلة .. صدقني ما ناسيك.. ضحكة طويلة أخرى..
ـ ما الذي يضحكك اليوم عساك بفرح دائم أبن العم.
ـ طلع أبن عمك قيس مضروب بوري ...
ـ كيف ومن فعل بك هذا؟.
ـ صدام حسين .
ـ ماذا ... صدام حسين...؟!
ـ اليوم تذكرت تفسيرك لمعنى بقاء الأنابيب التي كان يرتكز عليها تمثال صدام حسين يوم سقوطه،حين قرأت خبر رفض مجلس شورى الدولة اعتبار الزعيم عبد الكريم قاسم شهيدا والذي جعل مؤسسة الشهداء تسحب عنه قرارها السابق بتوصيفه ضمن الشهداء العراقيين ضحايا حزب البعث.. حقيقة أن تفسيرك لذاك الأمر كان واقعيا. فلولا بقايا البعث وفكر صدام حسين في زوايا وشعب ورجالات مجلس شورى الدولة وأيضا مؤسسة الشهداء لما ضرع مثل هذا القرار القبيح.

ـ وهذه الواقعة نبهتك اليوم لمثل هذا الأمر !!.. عجبا أبن عمي، أنه لأمر غريب كيف لك أن لا تتذكر سوى هذه الحادثة وهناك الآلاف غيرها، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة .. إلا ترى الموت اليومي والأفعال المشينة التي يقوم بها الكثير من السياسيين ومثلهم بسطاء الناس، فجميعها يدل على أن لصدام وحزب البعث جذورا ضاربة في النفوس. الكثير من أبناء الشعب العراقي يا صاحبي ليس بغافل عن بوري صدام حسين ورهطه،وهم يتحسسونه يوميا مثلما شعرته أنت، ولكن السياسيين باتوا يستخدمونه في كل واردة وشاردة ليخدعوا الناس ويفتروا عليهم، وهؤلاء هم بقايا حزب البعث وفكره المجرم وهم من أستخدم ويستخدم بوري صدام حسين لسرقة المال العام والضحك على الذقون . لا تظن أن بوري صدام سوف يزول بين ليلة وضحاها فهناك منهجية تريد أن يكون هو من يفعل فعله في مصير العراق وشعبه .
أخبرني كيف حال الأهل هناك.....
ـ مضروبين بوري أبن عمي......



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواتب المؤلفة قلوبهم في البرلمان العراقي
- نوري المالكي يستنسخ تجربة نوري السعيد
- أبو قاسم ينال عضوية منظمة لوكَية بلا حدود
- رئاسة الجمهورية العراقية إلى أين
- أين تختفي نتائج التحقيقات
- رأي .. درءاً للخطر القادم ودفاعا عن شعب سوريا
- مدحت المحمود وقرار تدجين المؤسسة القضائية
- سلموهم للقضاء في الانبار وليس لغيره
- الأحزاب السياسية العراقية ومهام إجهاض الهوية الوطنية
- التدمير الذاتي مشروع الشرق أوسط الجديد
- أنهم يقتلون الجياد
- ليلة من ألف ليلة وليلة حكتها طيور دجلة
- الاخوان المسلمون ومشروع إحياء دولة الخلافة الإسلامية
- كل ما عرف عن تأريخ شارع اسمه المتنبي
- وداعا حمارنا الحبيب أبو صابر
- من دروس الأخلاق في أعراف السياسة
- من يستحي من ما حل بتمثال معروف الرصافي
- ما آل أليه حزب الدعوة
- مكرمة السيد القائد
- المالكي وطارق الهاشمي وبينهما مشعان الجبوري


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات المحسن - بوري صدام واستشهاد الزعيم عبد الكريم