أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الكيماوي السوري-بصمة الإدانة














المزيد.....

الكيماوي السوري-بصمة الإدانة


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قطعت جهيزة قول كل خطيب،وبانت أهداف إطلاق السلاح الكيماوي في الغوطتين ،إبان كان المفتشون الدوليون على بعد عدة كيلو مترات من ذلك المكان الجميل، وليس سرا القول أن من أطلق الكيماوي إما النظام نفسه مباشرة ،أو أنه أوكل المهمة لإحدى التنظيمات المسلحة التي تعمل لحسابه ،وتبدوا أمام السذج من الناس أنها من المعارضة.
قلنا سابقا أن من أطلق النار إما أن يكون عبثيا ومجنونا إن كان من النظام أو يكون عبثيا وحاقدا جدا إن كان من المعارضة،ولم تطل حيرتنا لأن أمريكا بدت وكأنها سنة أولى روضة في العمل السياسي.
فمنذ اللحظات الأولى لإطلاق الكيماوي ظهر علينا رئيس البيت الأبيض متوعدا بالهجوم على سوريا ،ولا أخفي أنه نقلني انا شخصيا إلى خندق النظام ،لأن الأمور عندما تتعلق بالمواجهة مع أمريكا ،فإنني تلقائيا انحاز للنظام ،وهذا ماجرى ،والحمد لله أن الضربة الأمريكية كانت تهديدا يشبه بالونا ليس إلا.
المفاجأة حد الصدمة كانت عندما تبين للقاصي والداني أن المجتمع الدولي " الحر"ممثلا بالولايات المتحدة الأمريكية ،كشفت عن نواياها تجاه الجرائم في سوريا التي باتت تحصد البشر والشجر وحتى الحجر في سوريا ،ولم يعد للشعب السوري قيمة عند أمريكا،بل رأينا جل هم البيت الأبيض وسيده وأركانه كافة ،هو السيطرة على السلاح الكيماوي السوري ،مع أن هذا السلاح الذي كان موجودا في سوريا بإعتراف رأس النظام الحالي ،لم يستخدم في المواجهات مع إسرائيل بدءا من عدوانها في حزيران 1967 وإحتلال الجولان وآخرها العدوانات الإسرائيلية المتكررة على الداخل السوري من قصف وتفجيرات وإغتيالات منها القائد في حزب الله عماد مغنية،مرورا بغزو لبنان صيف العام 1982 ،وطرد المقاومة الفلسطينية والقضاء على المقاومة اللبنانية ومن ثم إحتلال العاصمة اللبنانية بيروت ،دون أن يحرك النظام السوري "الكيماوي "أي ساكن.
أما موقف النظام السوري بعد "غزوة الغوطتين "وهجمة الكيماوي ،فكان يتمثل بالتفريط بمخزونه الكيماوي الذي يعد شرف سوريا العسكري ،مقابل إبقائه في الحكم وليس بقائه لأن دلالة التعبير الأول له دلالة اقوى.

ليس ما كتبناه سرا دفينا نولا تجنيا على احد ،بل هو قراءة معمقة للواقع المرير الصادم إذ كيف يقبل النظام السوري على نفسه أن ينتهي إلى ما هو عليه ، ويساوم على شرف سوريا العسكري مقابل لإبقائه على قيد السلطة وبدون أي مقوم سوى الرضوخ للمطلب الأمريكة؟
السفير الأمريكي في عمّان ستيوارت جونز قالها صراحة في لقائه الأخير مع رؤساء تحرير الصحف اليومية الأردنية أن بلاده تنظر إلى الملف النووي السوري على انه الأهم في الملف السوري،وأن نزعه من سوريا سيكون الخطوة الأولى نحو مؤتمر جنيف الذي سيشارك فيه بعض من رموز النظام السوري والمعارضة السورية "المنظمة"لكنه شدد أنه لا مكان للأسد في سوريا الجديدة ،وهنا تكمن الطامة الكبرى إذ كيف يوافق رئيس دولة على المطلب الأمريكي-الغربي وهو يعلم أنه لا مكان له في بلده بعد ذلك؟

بعد كل هذا الصادم للعقل والمنطق جراء تركيبة بعض الأنظمة العربية ،لا بد من نبش الحقيقة وتعريتها ،على شكل حزمة أسئلة طاحنة وفي مقدمتها :هل أن الشعب السوري إنتفض من أجل تسليم سلاحه الكيماوي؟ ولماذا لم يستخدم النظام على مرحلتيه هذا السلاح في وجه إسرائيل التي إحتلت الجولان عام 1967 ،وكادت أن تحتل دمشق في شهر تشرين أول 1973 لولا نخوة العراق الذي دافع عن دمشق ،لكن جنوده تلقوا الطعنات من الخلف؟و غزت لبنان عام 82؟وهل السلاح الكيماوي عند أمريكا أهم من معاناة الشعب السوري؟ولماذا إنحصر الحديث الأمريكي-الغربي على تسليم الكيماوي ولم نسمع أحدا يقول :كفى لقتل الشعب السوري وتدمير سوريا؟
إنهم يعرفون ان آلة القتل ستقتل الشباب السوري لتعطيل قدرات سوريا لعشرات السنين،كما أنهم يعلمون جيدا أن الدمار الذي حل بسوريا سيعود عليهم بالنفع لأن إعادة إعمار سوريا ستكون من نصيبهم.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيماوي العربي في مهب المصادرة
- التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا
- القاعدة في سوريا...المدخلات والمخرجات
- الإستسلام ما قبل السقوط
- أم الجرائم
- أسرار العدوان الأمريكي على سوريا
- الحراك الشعبي العربي..دروس وعبر
- ضربة سوريا ..قراءة أخرى
- قطر ..سهيل 1 ..العزّ في العزّة
- الأردن ..دولة فلسطينية ..مبادرة حوتوفلي
- عودة حكم مبارك
- مكالمة من الكاهن عبد الله السامري ..العرب اليهود وصل وتواصل
- حماية المسيحيين في مصر ..دعوات مشبوهة
- مصر السيسي تحت الحصار الدولي
- أوّاه يا مصر..ذهبت ريح العرب
- إسرائيل لا تريد التفاوض ولا ترغب بالسلام
- المفاوضات الفلسطينية –الإسرائيلية ألغاز وأسرار
- سوريا ..عبث مقصود لا ثورة محقة
- دم مصر في رقبة الأزهر
- رسائل داغان المسمومة


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الكيماوي السوري-بصمة الإدانة