أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمين الزقرني - ما هو الدين؟















المزيد.....

ما هو الدين؟


أمين الزقرني

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 14:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين في نظر المتيقّظ هو نظام اُخترع من قبل نخبة الكهنوت الذين يرغبون في استخراج القيم من رعاياهم.
يدّعي "الكهنة" أن ولايتهم تأتي من كائن خارق، متجرد أو ميّت، و أنهم يمثّلون القنوات المُختارة لهذه السلطة. بعد أن جمّعوا معا قطيعا، فإن الكهنة يشرعون في مخادعة قيم القطيع بحجج واهية. في الماضي، كانت القيم هي المال (بكميات هائلة) والسلطة. رغم أن هذا لا يزال صحيحا، فإن القيم اليوم هي في الغالب الاحترام، المجد، الولاء و السلطة. يتمتع الكهنة أيضا بإحساس متعجرف ب فعل الخير .
الدين والتضحية
الدين يأتي في كثير من الأقنعة، ولكن يجمعها خيط مشترك. الرسالة تختلف من طائفة إلى طائفة، ولكنها في الأساس رسالة تضحية. تضحية مُتع حياتك الآن، حتى تستطيع الاستمتاع بالحياة الأبدية في السماء / الجنّة ، والسكن مع الملائكة ، جالسا حذو "الله" إلى الأبد. قد تختلف الكلمات و اللغة، ولكن الرسالة هي ذاتها في الأساس.
على مر التاريخ ، جرائم خطيرة ضد الناس قد ارتكبت باستخدام وهم الدين. اضطر ملايين وملايين من الناس أن يعيشوا حياة رتيبة، مملة، مؤلمة و غير مكتملة لأنهم خُنقوا بالذنب و الخوف الديني. وهذا مازال يحدث اليوم. الدين هو أكبر قوة للشر على الإطلاق في العالم. إنه يتسبب في تعاسة و كرب لا يوصف بينما يتنكر في شكل قوة للخير.
مثل معظم أفضل الأوهام، فإن هذا الوهم الماكر يستغل عددا جيدا من المشاعر الأساسية للإنسان، مثل الشعور الطبيعي بالدهشة، الرهبة و الذهول و التي لا يستطيع إلا أن يحسّها كل إنسان مفكّر عندما يواجه الكون الكبير الغامض.
معظم الناس المفكّرين لديهم حس عميق بالغموض، و لا يملكون سوى التساؤل حول محلّهم في المخطط الكوني للأشياء. بهذا الشعور الإنساني النقي والرائع يعلّق سرطان الدين نفسه ومن ثم يعمل على نسج شبكة كثيفة من الخدع والأكاذيب و الأوهام التي تدمر الإحساس الطبيعي بالتعجّب للضحية وتحطّم مشاعر تقدير الذات، وتستعيض عنها بالبؤس والكرب والنفاق.
أنا لا أزعم كل هذا من باب الاستهتار. ولا أنا أملك "مضربا موجّها" بصفة خاصة نحو أي دين بعينه. لم يكن لدي تنشئة دينية صارمة، لم أكن أتعرّض للضرب غير المبرّر من "المؤدّبين" الدينيين، و لم يمت صديقي المفضّل بسبب السرطان بعد أن صليت مرارا من أجل شفائه.
أنا لست في أي نوع من الحملات المعادية للدين - على عكس "الصليبيين" من أجل المسيح و "الفاتحين" من أجل الإسلام –و غيرهم من باقي الديانات- الذين قتلوا وعذّبوا و ذبحوا في طرقهم عبر القارّات في سعيهم للقضاء على الكفّار من على وجه الأرض - كل بإذن الله ، طبعا!
أنت لا تستطيع أن تصبح إنسانا حرّا ومتيقظا و تشترك في الآن ذاته في فنتازيا !
إذا كنت متديّنا بالمعنى التقليدي، فسوف تعيق نمو شخصيتك حتى يحين الوقت الذي تكون فيه قويا بما يكفي لترى الوهم الصبياني للدين. إذا كنت متديّنا، فإنه من المحتمل أنك سترفض هذا المقال بأكمله على أي حال. ولكن، سوف تكون عاجزا على عبور الحاجز للحرية الشخصية طالما أنك ترفض مواجهة الواقع و الحقيقة.
أعلم أن الأمر صعب. شخصيا، وجدت صعوبة كبيرة عندما اكتشفت أن معظم "الأحاديث النبوية" هي غير حقيقية - ولكن هذا جزء من عملية النمو! قلة من الناس سيوافقون بأنه من المعطّل لشخص بالغ أن يعتقد في هذه الأحاديث، وغيرها من الخرافات السحرية، كمجيء المسيح الدجّال مثلا (للأسف، هذا غير حقيقي أيضا!). ومع ذلك، فإن الاعتقاد في الله الشخص ( تمييزا له عن السر الغامض للكون) أو المنقذ الشخص (السيد المسيح ، الرسول محمّد، الخ) هي خرافة جدّ خطيرة و سرطانية!
عكّازات
أنا لا أنفي أن الدين، أو أي حكاية خرافية أخرى في هذا الشأن، يمكن أن تكون دعامة مفيدة في أوقات الأزمات. مثلما يمكن اتخاذ الفاليوم ، مص الإبهام، أو تحطيم اللوحات مثلا. سأكون آخر شخص ينكر قيمة الراحة التي يوفّرها الدين - في الواقع هذا بالضبط السبب الذي من أجله أصبح معظم الناس مشاركين فيه.
كل شخص يحتاج إلى سند من حين لآخر، و بالتأكيد أنا لن أسمح بركل العكازات بعيدا عن شخص مُصاب بكسر في الساق. ولكن، إذا استمر هذا الشخص في الأنين و العرج و الانتحاب بعد فترة طويلة من شفاء الساق بحيث صارت العكازات غير لازمة، فإن معظم الناس سيتفقون أنه شخص جد مثير للشفقة.
أنا ببساطة أقول أنه لا يمكن أن تكون إنسانا متيقّظا و في تحكّم كامل وقوي بحياتك، بينما تعتقد في الفنتازيا. إذا كنت تضعف (إما مؤقتا أو دائما) فلا بأس، استخدم الدين مع نفس الحذر المنطبق على المهدئات.
كلاهما يتسبّب في الإدمان و يصعب التخلّص منهما- كن حذرا!
مدمنون
الجواب الحقيقي للمشاكل الشعورية هو أن تريح نفسك لفترة قصيرة ، ومن ثم تفرز أحاسيسك الشخصية و العاطفية بانعدام الأمن، أليس كذلك؟ ثم يمكنك فطم نفسك عن المخدرات التي كانت تغيّبك. بواسطة المخدرات ، أنا أعني المخدّرات الحقيقية والمخدّرات النفسية مثل الدين.
دعنا نستيقظ و نعترف بالدين كما هو في الواقع –لا كما رُسمت لنا صورة مثالية عنه في أذهاننا. إنه طريقة يمكن بموجبها لفئات معينة من الناس (الباباوات، رجال الإفتاء، رؤساء الأساقفة، الأئمة والكهنة و الشيوخ الخ)- يمكن لهم استخراج القيم من أعداد كبيرة من الناس بحجج واهية.
لنعترف أن الناس ينضمّون إلى الجماعات الدينية و يبقون فيها بسبب مشاعر الخوف والشعور بالذنب وانعدام الأمن، وتقريبا لا ينضمّون و لا هم يبقون مطلقا من باب الفرح العفوي بالحياة والرغبة في المعرفة أو الحقيقة، بالرغم من أن الناس غالبا ما يخدعون أنفسهم بأنهم قادمون إلى الدين عبر هذا الباب.
القيم المستخرَجة من الجماهير لصالح رجال الديانات و الطوائف هي:
1/ المال
2/ السلطة
3/ المنزلة الرفيعة
4/ التبجيل
5/ الطاعة
المكافآت التي تتلقاها مقابل تسليم هذه القيم إلى الكهنة –مثل الخروف الصغير، الطيّع و المرضي عنه، هي:
1/ الراحة الوهمية.
2/ الشعور المتعجرف بأنك أفضل من غيرك، في حين أنك لست كذلك.
3/ الاعتقاد بأن لديك خط أولوية مع الله، حين أنك في الواقع، أنت تنال حظّك في الكون تماما مثل باقي الكائنات!
4/ الاعتقاد بأن مُختار من بين ناس أقل منك.
5/ الشعور المتعجرف بالرضا عن الذات لأنك على حق و الآخرون على خطأ. تؤمن أيضا بأنك تملك المفاتيح السرية لقلب الله و تستبعد الآخرين إلى أن يدركوا أنك كنت على حق طوال الوقت ويقرّروا تغيير طرقهم الشريرة.
6/ الاعتقاد بأنك ستنجو من الموت.
7/ الاعتقاد بأن تخزّن نقاط الصبي الشاطر في أحد البنوك السماوية، و هذه النقاط تنال فائدة ب 22٪-;- وهكذا تستعدّ لدفع التعويضات لتحقيق انتصار باهر في يوم الدينونة.
8/ الاعتقاد بأن كائنا خارقا بصدد مراقبة حياتك، و لديه اهتمام شخصي بدرجة غبائك!
أنواع المحتالين
المحتالون الدينيون ليسوا متماثلين جميعا، بطبيعة الحال. هم يسعون إلى مستويات مختلفة من السلطة وفقا لرؤيتهم. ويمكن تقسيمهم إلى مجموعات على النحو التالي (بالترتيب حسب مستوى الضرر الذي يسببونه لسعادة الآخرين):
1/ الأشرار المصابون بجنون العظمة الذين يثيرون عن عمد و ترصّد حمّى الكراهية الدينية في الجماهير من أجل حملهم على خوض "الحرب المقدسة"/"الجهاد" نيابة عنهم.
2/ الأفراد المتعطشون للسلطة الذين يصرفون الجماهير عن التفكير في القضايا الحقيقية بحملهم على إنفاق طاقاتهم في الكراهية الدينية على طائفة أخرى.
3/ الساسة الذين يستغلون الشعور الديني المرضي.
4/ المؤسسات الدينية الثرية جدا التي ترغب في الاحتفاظ بالسلطة والثروة و النفوذ.
5/ الأفراد الأثرياء و الأقوياء نسبيا و الذين ، وإن لم يكونوا شرّا كلَّهم، يرغبون في الاحتفاظ بسلطتهم، ثروتهم ونفوذهم. على سبيل المثال الباباوات والمفتيين، الخ الخ.
6/ الناس الذين ينالون معيشة جيدة من الدين و يتمتعون بهيبة ووقار
بفضل اعتبارهم أكثر روحانية من غيرهم. على سبيل المثال الكهنة و الأئمة و المؤدّبين الخ.
7/ عدد معتبر من المتعصّبين الدينيين، ولكنهم في الأساس عاجزون وحمقى و مرتبكون، والذين يسعون إلى الحصول على قبضة من السلطة ب تحويل و هداية الآخرين.
8/ كتلة الأغنام اللامفكّرة التي تدعم بدون أدنى تساؤل الفئات من 1 إلى 7 أعلاه.



#أمين_الزقرني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشكال الذنب السبعة


المزيد.....




- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أمين الزقرني - ما هو الدين؟