أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - صديقتي.. وخلافاتنا المتوازية...















المزيد.....

صديقتي.. وخلافاتنا المتوازية...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4227 - 2013 / 9 / 26 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صـديـقــتـي.. وخلافاتنا المتوازية.
صديقتي...صديقتي باريسية حتى رؤوس أصابعها, ولبسها, وجمالها الخليط من السوري والآري العريق. مثقفة جدا.. وحتى أكثر من العادة. وهي على سنتمترات بسيطة من حصولها على دكتوراه باختصاصها الخاص جدا, ثقافيا وتعليميا.. وقد تحصل على استاذية مستحقة بهذا الاختصاص. ونحن أصدقاء من عشرة سنين... نلتقي.. ونلتقي.. كلما سمح لنا الوقت والقطار و ٍSKYPE...
ولكننا.. صديقتي وأنا.. مختلفان كالأحمر والأسود. مختلفان متوازيان.. ولا نتفق. وخاصة بموضوع الدين. وخاصة الديانة الأكثرية التي تشكل المشرق والعالم العربي. هي تدعي وتصرح وتكتب أنها علمانية. نقطة على السطر. ولكنني لا أصدقها. لأنها ليست علمانية.. ليست علمانية, بتحليلي البسيكولوجي, لكل القادمين إلى أوروبا من عالمهم العربي والمشرقي والديني, حاملين معهم عاداتهم وتقاليدهم وممنوعاتهم ومحرماتهم ومحللاتهم... وخاصة روابطهم العائلية والعشائرية... مهما اعتلوا بالدرجات العلمية والجامعية والآكاديمية... لأنها مغروسة بالدم والجينات.. وأعجب خلاياهم العائلية المشربكة الغامضة........
وبما أنني ملحد بكل الغيبيات راديكاليا وكليا وبدون انفتاح على قبول هذه الغيبيات والديانات التي كانت من عشرات القرون, وقبلها, أهم أسباب جمودنا وجروحنا وتصلب شراييننا الفكرية والحضارية.. وأحيانا وتاريخيا, عديدا من المجازر الغبية التي يعاد تمثيلها على الأرض السورية واللبنانية والعراقية والمصرية.. وغيرها.. بكل عنف وتصلب.. وجرائم ضد الإنسانية, حتى بمعرفة تامة من السلطات الحالية لهذه الأمكنة من أراضي هذه الأديان, والتي أي السلطات تلبس ثوب بيلاطس البنطي Ponce Pilate, غـاســلـة أياديها الملوثة, من دماء الأبرياء... ودائما في حروب الغباء الطائفية... الأبرياء العزل المتسامحون والفقراء, هـم أولى قطعان الضحايا...
وصديقتي الدكتورة الأستاذة, تبرئ الأديان وأسسها من هذه المجازر القديمة والحالية. وتنسبها إلى البشر وإلى كل الديانات.. ولا تقبل ولو فرديا أو جزئيا أو جماعيا إدانة ديــانــة أهلها وعشيرتها. لأنها رغـم نفيها القاطع, ما زالت مرتبطة بدين أهلها وعشيرتها. ولا تقبل الانفصال عنهما.. وخاصة بما يتعلق بالأحوال المدنية... حيث أنها رفضت عدة عروض زواج أو حتى ارتباط بشباب أوروبيين... خالقة غالبا أعذارا مؤدبة مهذبة, حتى لا ترتبط بأي واحد منهم. علما أنهم كانوا غالبا من نخبة الأنتليجنسيا الجامعية أو من رجال الأعمال المحترمين. لأنهم ــ وأنا على ثقة قاطعة ــ ليسوا من ديانتها... وكان جوابها لي واضحا, عندما جابهتها بحقيقة هذا الرفض... أنها تخشى على صيرورة تحديد ديانة أولادها.. إذا تزوجت من أوروبي. علما أن عديدا من الأوربيين يقبلون ــ شــكلا ــ ولسهولة مراضاة أهل زوجتهم, ولتسهيل ما يسمى (كتب الكتاب) على المذهب الإسلامي.. يتقبلون هذا المذهب, رغم إلحادهم الراديكالي. لأن الزواج الديني في هذه البلاد شكلي.. وشكلي كليا. والزواج المدني هو أساس القانون المتعامل بـه. لأن غالب الدول الآوروبية.. وخاصة دول الاتحاد الأوروبي هي دول علمانية. ممارسة الدين فيها أمــر شخصي كليا. ولا علاقة للدولة بــهــا على الإطلاق.
ومن مراقبتي لأحوال صديقتي السورية ــ الباريسية, استطعت أن أفهم بعضا تحليليا لأسباب تحجرنا وجمودنا بشكل عام شمولي.. في البلدان المشرقية التي ولدنا فيها.. وتركناها نهائيا لأسباب متنوعة ملونة مختلفة. وتفهمت صعوبة وصولنا إلى العلمانية التي يدعي غالب حكامنا الشرقيين أنهم من أتباعها ويومنون بها.... بينما لا علاقة لهم إطلاقا لا بالعلمانية ولا بالتطور الذي تتطلبه وتنشره وتنتجه. لأنهم دينيون حتى العظم ــ كصديقتي ــ العلمانية.. واجهة لعلاقاتهم مع الإعلام الغربي.. أو مع الغربيين الأصليين أنفسهم.. ولكنهم دينيون, (متعربشون) متمسكون بالدين وغيبياته وخدماته وعلاقتهم بالشعب والسماء, وما تقدمه من خدمات عاجلة تجاه الغلابة...
ألم تلاحظوا مثلا أن عديدا من الديكتاتوريين الذين حكمونا سنينا طويلة, وغابوا عن الساحة بأشكال طبيعية ـ مرضية ـ أو بأشكال أخرى أكثر عنفا. كانوا يقتلون المئات من أعدائهم وحتى أصدقائهم.. وأحيانا بأيديهم.. وكانوا لا يغيبون عن فـرض صـلاة الجمعة, بابتهال حقيقي, وورع لا زيف فيه... كأنما الجرائم التي ارتكبوها نفس الصباح.. لا تبعدهم عن فروض صلاة الجمعة.. مما يعطيهم ـ غالبا ـ مزيدا من الهالة القدسية أمام شعوبهم الغبية التي كانت تهتف بصدق وولاء لدى مرور سياراتهم المصفحة ضد الرصاص أو التفجير... بالروح .. بالدم.. نفديك يا... حاكم.. يا ملك.. يا سيدنا.. يا ولينا... يا أميرنا.. يا خليفة المسلمين... بالروح.. بالدم...
آه كم كنا بلهاء... لأن هؤلاء الحكام الذين لا علاقة لهم بأية روحانية أو إنسانية أو بشرية.. كانوا بالفعل يمتصون دماءنا وأرواحنا.. وحرياتنا.. وكنا نقبل دوما بغباء وهناء... لأن الله الذي كان دوما شــريكهم.. طالما أمــريــكــا التي تعتبر نفسها ســفــارة وممثلة الله على الأرض.. راضية عنهم.. بالإضافة إلى فقهائنا وحلقاتهم من تجار الدين والمعابد.. يرددون لنا دائما منذ بداية بدايات حياتنا : أطيعوا الله وأولي الأمر منكم!!!...
وحتى لو كانوا مجرمين فاسقين.. وكانوا غالبا مجرمين فاسقين وظالمين.....
ولما فكرت.. منذ بدأت أفكر.. رفــضــت.. وثــرت.. وألــحــدت!!!.......
وهكذا استعدت حريتي... وخاصة أنني لا أريد التعاون ولا المشاركة, مع قتلة يعيثون فسادا وإجراما في بلد مولدي.. كلما قتلوا بريئا بأشكال فظيعة... يصرخون الله أكبر.. الله أكبر...
وكم كنت أتمنى أن تستعيد صديقتي السورية ــ الباريسية حريتها.. على طريقتها التي تختارها.. كإنسانة.. وامرأة.......
أعرف أن هذه الكلمات الصريحة والتي كانت مخنوقة من آلاف السنين, سوف تثير غضب العديد من الأصدقاء والفرقاء والناقدين الملتحين المحترفين.. وسوف تغضب حتى صديقتي السورية ــ الباريسية, وعديد من محترفي الدفاع عن الله, معتبرين أنفسهم حاملي سيوفه... ولكنني بعد صمت طويل, آثرت أن أصرخ الحقيقة... وعادة.. وخاصة في بلاد مولدنا.. الحقيقة الحقيقية تغضب الناس الذين ناموا وتخدروا واعتادوا على عكسها... حتى التصقت بقوانينهم وشرائعهم اليومية.. ولا يرغبون أن توخز هذه الحقيقة الصارخة ما تبقى من ضمائرهم...ولا يرغبون تغيير عاداتهم وتقاليدهم التي تعود عليها أجداد أجداد أجدادهم.. فـورثـوهـا.. ويرغبون توريثها إلى أحفاد أحفاد أحفادهم.. حتى يستمر الفراغ والغباء والجمود والتصحير الفكري.. إلى الأبد.. إلى الأبد.
بــــالانــــتــــظــــار........
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب أوباما.. وبعده خطاب هولاند في الأمم المتحدة
- تحية من الفكر والقلب إلى.. جوليا بطرس
- الدكتور هيثم مناع.. وجنيف 2.. والبابا فرانسوا
- الماريشال فرانسوا هولاند...
- الكاهن.. فيسبوك.. وأنا...
- جنيف 299
- هل تسمعنا المحاكم الدولية.. والمنظمات الحقوقية.. وهل تعدل؟؟؟ ...
- نداء إلى أحفاد الفريد نوبل
- رضاهم علينا... وأشياء أخرى...
- حوار.. أو لاحوار.. و حالات عربانية
- رأي شخصي.. دفاعا عن جهاد مقدسي
- جواب على تفسيرات ومعاتبات سورية
- أتصور المستقبل يا بلد مولدي.. سوريا
- أوباما يستجدي إسرائيل
- صلاة من أجل سوريا
- برنار هنري ليفي (مكرر)
- حرب الإشاعات.. والعد التراجعي.
- نتف الزهرة.. ومستقبل سوريا...
- صرخة إضافية من أجل سوريا
- نداء لكل الأحرار في العالم


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - صديقتي.. وخلافاتنا المتوازية...