باسم الشعب،كل الشعب،باسم الثورة

ابن الزهراء محمد محمد فكاك

الحوار المتمدن-العدد: 4227 - 2013 / 9 / 26 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

خريبكة – الجمهورية الخطابية الوطنية الديمقراطية الجماهيرية الشعبية التقدمية التحررية الاشتراكية الثورية المدنية اللائكية العلمانية المستقلة- في 2963/2013/09/26
يا ابن "تريكت لكلاوي... وخميرة الأمريكان، الملفوف بحفاظات فرنسا وإسرائيل وأمريكا ،انت المسمى ملك المغرب خطأ،إنني باسم الشعب ، كل الشعب، باسم الثورة الشعبية ،نآمرك بالوقف الفوري لمضايقة ومتابعة ومحاكمة المناضل الصحافي علي أنزولا والمناضل الماركسي اللينيني الشيوعي الأحمر،ومحامي الشعب: محمد المسعودي،الذين لولاهما والصحافة المستقلة ، والحركة الوطنية التقدمية،كان من الممكن أن يكون مغربنا ومجتمعنا بحالة ركود مستنقعي،مزابلي مراحيضي إلى أبعد الحدود.
ابن الزهراء الزهراء الرحماء حامل جمرة ولواء وزهرة وشعلة الشهيدات والشهداء، وساقي شجرة السنديانة الماركسية اللينينية الشيوعية الحمراء: محمد محمد عبدالمعطي الحسن الصالح الطاهر فكاك.
إن إصرار المنظومة البوليسية الاستخباراتية الاستعلاماتية العميلة والمأجورة والمكتراة لأمريكا والكيان الصهيوني،واستمرارها في مضايقة وقمع واضطهاد المناضل الصحافي الصامد المستقل ،علي أنزولا ، والمناضل الماركسي اللينيني الشيوعي الأحمر ،محمد المسعودي واستمرار اعتقال علي أنزولا في زنازين ابن الموازين وشكيرة و شيخات وزاة كل العالم، هو تهديد لأمن المناضلات والمناضلين من ذوات وذوي الكلمة الأمينة ،والطلقة الشجاعة ، وسعي حثيث من المقيم العام، المندوب السامي،ممثل الأمبريالية والصهيونية في مستعمرتها ومستوطنتها في المغرب، لشن عدوان بوليسي قمعي،تعسفي جديد،شمولي، وواسع النطاق على حرية الصحافة ،والصحافيات والصحفيين،والمحامين الثوريين العضويين المرتبطين والملتزمين بقضاياالشعب،وهموم الشعب، المتمردين العصاةالمستقلين، بهدف تدمير البنية الاقتصاديةالتحتية للوجود الصحافي،واستقلال الدفاع والقضاء ، كمنابر ومنارات حرة تقدمية ديمقراطية، وتمكن جرذان وكلاب وجراء وثعالب وعناكب و"طوبات" الامبريالية واسرائيل من السيطرة على المغرب الغني المالك والمكتنز لاحتياطات وثروة فوسفاطية ومعدنية وزراعية وسمكية وفاكهة وأبا وقمحا وزيتونا و نخلا ورمانا، ولن يكون هذا ممكنا ، ما لم تكسر أجنحة الطبقات الشعبية و السياسية والاجتماعية والنقابية والمدنية ، بل وإعطاء المثال الحي بمحاكمة الاستاذ علي أنزولا ومحمد المسعودي،وجعلهما مكسر عصا لمقاومةالنظام الاستعماري الاحتلالي الاستيطاني في المغرب، وإرهاب كل من يتصدى ويواجه سياسة النظام الكلاوي المملوكي اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي ، والقضاء على كل حركة وطنية معارضة سياسية وصحافية واجتماعية ، تقف في وجه الأطماع الأمبريالية،ومحاكمة علي أنزولا ،ومحمد المسعودي المناضل الماركسي اللينيني الشيوعي المستقل ، هي رسالة واضحة بأن من يجرؤ على ملك الاستعمار والصهيونية مخنذ السادس فليتحمل كافة أشكال القمع و الحرب والتحضيرات والتواطؤات والتخطيطات وتحت مبررات قانون الارهاب الذي عارضه الشعب المغربي معارضة حازمة، بكافة فصائله الوطنية والديمقراطية،لأنه كان غطاء وستارا وترهيبا لكل من لا ينصاع بصورة كاملة للعبد الأمريكي وكلب حراسة لمصالحها، عبد مكلف بإدارة أمبراطورية كلاوية عالمية تؤكد وتدلل كل يوم وشهر وسنة على مدى حجم التبعية البنيوية للأمبريالية، ومدى حجم النوايا الخيانية العدوانية المبيتة تجاه القوى المناضلة والمقاومة. وهذه المملوكية لأمريكا وإسرائيل تحاول من خلال محاكمة أبرار المغرب ،وأحرارالوطن، العمل على تضليل وخداع الرأي العام المغربي والعربي والعالمي،من خلال زعمها أنها تحارب الارهاب، كنوع من التغطية على افتضاح دور ما يسمى بملك المغرب مخنذ السادس،وما هو بملك،إن هو إلا حارس الارهاب الاسرائيلي المنظم الذي تمارسه العصابات الصهيونية ضد الشعب العربي الفلسطيني وضامن استمرار واستقرار الارهاب الاسلامنجي السياسي الاخوانجي الأفغاني التركماني الأمريكاني الصهيوني،وإشاعة مناخات ارهابية بوليسية قمعية جرائمية، وزرع واقتراف جريمة توسيع التفقير والتقبير والتقتيل والتسحير والتهميش والتجويع والتجهيل والتدجيل والتدجين والتخريف، والقتل والدمار والتحشيش والتأفين والتديين الزائف،ليتمكن عملاء أمريكا،ومرتزقة الصهاينة،وتريكت لكلاوي.. وخميرة الأمريكان،وثعالب وذؤبان الاخوان من السيطرة الدائمةعلى المغرب.
إنن الشعب المغربي والعالم في منتهى البهجة والمسرة والخير العميم،ما دام سلطان الحراسة والمخابرات الأمبريالية والصهيونية والأوروبية في المغرب،بخير وسترانية وعفوانية وسلامانية،ولا يهم بعد ذلك،أن تطلق جريوات ابن كيران ،الاخوانجي،عبد عبيد السلطان،في أن تطلق الحروب والنيران على طوابير الخبز والزيت والزيتون والحمص والعدس والفول والجلبان،فهي مواد الشعب ومستضعفي الانسان.
هذه هي جماعات الاخوان،المصادرة للحريات الديمقراطية والكرامة والمساواة والاستقلال السيادي الوطني السياسي الاقتصادي الاجتماعي الثقافي،باسم دين واسلام الموضة، والغائط والمخاريط،والمحازيق،ليواكب الاخوان نكاح الزنا والدعارة والعهارة والبعارة والتجارة و"التقحبين كشرط ضروري لحكم الاخوان،والسيطرة على عقول المواطنين –الأرانب- الرعايا- العبيد- الاماء- الرقيق،كما هي تعاليم وديانة وجراثيم وفيروسات وطاعونات الاخوان والاخوات،فالأعداء الألداء عند الأخوات الراهبات الكاهنات الساحرات،والاخوان الرهبان الكهان، هم هؤلاء الديمقراطيون الوطنيون التقدميون والمحامون والصحافيون والمفكرون والكتاب والأدباء والشعراء والفنانون والفلاسفة والمغنون والموسيقيون،لا .. لا.. لا.. ثم لا.. وألف كلا.. وكلا.. وكلا..فالخطر. والخطر.. والخطر.. هم الشيوعيون والناصريون والبعثيون والوطنيون والتقدميون. أنزولا علي ،ومحمد المسعودي،وراء الباب،محمد المسعودي.. وعلي أنزولا. وحبيبنا وعشيقنا وناكحنا، على شريعة الله ورسوله، لا أحد،إلاه..لا أحد..محمد السادس، الملك الوحداني المطلق ، السلطان الصمد، لم يلد الشيوعيين والتقدميين والوطنيين والديمقراطيين والفنانيين والشعراء والفلاسفة، ولم يولد للوطنية المغربية، وتوفير حبة قمح وزيتون وذرة أمن وسلام للمواطنات والمواطنين،ولم يكن أبدا للمخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني والأواكس وأزيز الصواريخ والطائرات والدبابات إلا عميلا ومرتزقا ومشيرا ،بل كلها سلم وسلام وأمن لحماية السلطان وجماعات الاخوان.. وهذا ما جعل رئيس جاويشات السلطان، وحريمالسلطان، يبقى أصبعه على الزناد لقمع كل التظاهرات السلمية، المطالبة بالخبز والعمل والحرية والكرامة وتوقيف استنزاف الطاقة الشرائية للمواطنات والمواطنين،لأن ابن كيران ، هو وزوجه وبناته وبنيه وحفدته وأصهاره وصحابته وطبقته وحزبه وحركته واخوانه وأخواته يغدون جياعا ،ويروحون بطانا شباعا،فيما مأساة وكارثية وأزمة الشعب المغربي مستمرة ومتصاعدة خمسين سنة عجا ف يابسات،ولا بارقة أمل،نساء وشابات وأطفال المغرب،يتعرضون للاغتصاب والاغتيال والاهانة ولا أحد من هذه الدببة المرتزقية المستأجرة الخائنة تهتز لها قصبة غضب،فيما "أمير المؤمنين يقتل بناته وبنيه ،،يتغذى ويقتات ويعيش وينعم، ويفتح "ترامي الأطفال أمام مرمى لكل غزاة وزناة العالم.
أمام هذا الواقع الم،المغرب إلى أين و أين يسير،وأين نحن ؟
أما آن الأوان لنا يا لبؤات وصقو ونسور وأسود وأشبال وفرسان ونشامى وجباري المغرب،أن ننهض للثورة والثأر،وننهض كعنقاء الرما من الدمار،و كهبوب الإعصار، ونرجم أعداءنا من مملوكية كلاوية وبغلة وحمارة الاستعمار وإخوانجية وكمنجيات الفضيحة والخيانة والعار،بالنار، ونهتف يالصوت البركاني الجماهيري المدوي الهدار:الثورة.. الثورة.. الثورة.. طريق ونهج الأحرار الأبرار الأخيار. عندما ونؤكد ونركز على حكم جماعات الاخوان،في تونس،ومصر،والعراق،وليبيا ،واليمن ،وغز حماس،والمغرب ،وفي كل مكان،لا كمشاعر الكراهية والعنصرية والعرقية والتمييزية المقيتة تجاه أحزاب وتنظيمات الاخوان القانونية ،الشرعية ،السلمية الدستورية،الديمقراطية لا ،بل وكبؤر وخلايا سرية، ارهابية ،دموية ،تصفوية، تواطؤية ،استخباراتية، بوليسية ، تآمرية، تخريبية لا وطنية ،لا شعبية،لا ديمقراطية،لا سلمية، حصارية،كابوية هائجة مارجة مائجة،تطلق المولوتوفات ، ونيران المسدسات على البيوت والمدارس والكنائس والجامعات والسينما والمرسح والأوبرا، والمدائن ن والمغنيات والمفكرين والشعراء والفلاسفة والأطفال والنساء وفي كل مكان.
منأجل هذا ،وذاك أعلن موقفي المبدئي الثابت ،بالإدانة والتنديد ودعوة جبهة مؤازرة المناضلين الوطنيين التقدميين:محمد المسعودي،وعلي أنزولا ،لتكثيف وتصعيد المعركة الحاسمة،وتوسيع جبهة التضامن العالمي،لإسقاط وإحباط القرار الكلاوي المتأمرك والمتصهين،بتوجيه ضربات قوية،ضد رمزين كبيرين من رموز المقاومة والكفاح:محمد المسعودي،وعلي أنزولا،وحتى لا نسقط في منطق المعادلات التبسيطية الابتسارية الاختزالية،الأمر الذي يذكرنا بالمنطق الدياليكتيكي الغني،الذي تعلمنا منه ،نحن بنات وأبناء وحفدة ماركس وإنجلس ولينين، وهي أن الصحافة ،والمحاماة، هي أدوات حرب سياسية مكثفة،إما لصالح الثورة ،وإما للانحياز والتواطؤ والثورة الرجعية المضادة الصهيونية،والعماية الاخوانجية الارهابية الظلامية والرجعية وطغمة ومليشيات الرسمال الأجنبي الاستعماري،وشركات الاحتكار الفوسفاط متعدية الجنسيات والقارات التي جعلت الثروة المغربية الرئيسية تحت نيرو رحمة حليفات المملوك محمد السادس.
وأختم دائما بالشاعر الفلسطيني- النبي، محمود درويش ، المكتشف لشعبه، والذي يرى الشعر "مضظلعا بوظائف الكلمة الالهية الخالقة للكون،والذي يرتقي بفلسطين ،كما نرتقي معه بالمغرب نفسه إلى خالق للكون،الشاعر الفلسطيني بقدر ماهةو كوني. والفلسطيني هو بدء العالم ومأسانه ورؤياه" محمد جمال باروت.
قصيدة،أنا الأرض والأرض أنت.محمود درويش.



قصيدة الأرض
محمود درويش - فلسطين

-1-

في شهر آذار، في سنة الإنتفاضة، قالت لنا الأرضُ أسرارها الدموية. في شهر آذار مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بنات. وقفن على باب مدرسة إبتدائية، واشتعلن مع الورد والزعتر البلديّ. افتتحن نشيد التراب. دخلن العناق النهائي – آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسج مال قليلاً ليعبر صوت البنات. العصافيرُ مدّت مناقيرها في اتّجاه النشيد وقلبي.

أنا الأرض
والأرض أنت
خديجةُ! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل.
وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ. سقطن على باب مدرسةٍ إبتدائيةٍ. للطباشير فوق الأصابع لونُ العصافيرِ. في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها.

-2-

أُسمّي الترابَ امتداداً لروحي
أُسمّي يديّ رصيفَ الجروح
أُسمّي الحصى أجنحة
أسمّي العصافير لوزاً وتين
وأستلّ من تينة الصدر غصناً
وأقذفهُ كالحجرْ
وأنسفُ دبّابةَ الفاتحين.

-3-

وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاما وخمس حروب،
وُلدتُ على كومة من حشيش القبور المضيء.
أبي كان في قبضة الإنجليز. وأمي تربّي جديلتها وامتدادي على العشب. كنت أحبّ "جراح الحبيب" و أجمعها في جيوبي، فتذبلُ عند الظهيرة، مرّ الرصاص على قمري الليلكي فلم ينكسر،
غير أنّ الزمان يمرّ على قمري الليلكي فيسقطُ سهواً...
وفي شهر آذار نمتدّ في الأرض
في شهر آذار تنتشرُ الأرض فينا
مواعيد غامضةً
واحتفالاً بسيطاً
ونكتشف البحر تحت النوافذ
والقمر الليلكي على السرو
في شهر آذار ندخلُ أوّل سجنٍ وندخلُ أوّل حبّ
وتنهمرُ الذكريات على قرية في السياج
وُلدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجل
كيف تفرّين من سُبُلي يا ظلال السفرجل؟
في شهر آذار ندخلُ أوّل حبٍّ
وندخلُ أوّل سجنٍ
وتنبلجُ الذكريات عشاءً من اللغة العربية:
قال لي الحبّ يوماً: دخلت إلى الحلم وحدي فضعتُ وضاع بي الحلم. قلت تكاثرْ!
تر النهر يمشي إليك.
وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها.

-4-

بلادي البعيدة عنّي.. كقلبي!
بلادي القريبة مني.. كسجني!
لماذا أغنّي
مكاناً، ووجهي مكانْ؟
لماذا أغنّي
لطفل ينامُ على الزعفران؟
وفي طرف النوم خنجر
وأُمي تناولني صدرها
وتموتُ أمامي
بنسمةِ عنبر؟

-5-

وفي شهر آذار تستيقظ الخيل
سيّدتي الأرض!
أيّ نشيدٍ سيمشي على بطنك المتموّج، بعدي؟
وأيّ نشيدٍ يلائم هذا الندى والبخور
كأنّ الهياكل تستفسرُ الآن عن أنبياء فلسطين في بدئها المتواصل
هذا اخضرار المدى واحمرار الحجارة-
هذا نشيدي
وهذا خروجُ المسيح من الجرح والريح
أخضر مثل النبات يغطّي مساميره وقيودي
وهذا نشيدي
وهذا صعودُ الفتى العربيّ إلى الحلم والقدس.
في شهر آذار تستيقظ الخيلُ.
سيّدتي الأرض!
والقمم اللّولبية تبسطها الخيلُ سجّادةً للصلاةِ السريعةِ
بين الرماح وبين دمي.
نصف دائرةٍ ترجعُ الخيلُ قوسا
ويلمعُ وجهي ووجهك حيفا وعُرسا
وفي شهر آذار ينخفضُ البحر عن أرضنا المستطيلة مثل
حصانٍ على وترِ الجنس
في شهر آذار ينتفضُ الجنسُ في شجر الساحل العربي
وللموج أن يحبس الموج ... أن يتموّج...أن
يتزوّج .. أو يتضرّح بالقطن
أرجوك – سيّدتي الأرض – أن تسكنيني صهيلك
أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج والبندقية
أرجوك – سيدتي الأرض – أن تخصبي عمري المتمايل بين سؤالين: كيف؟ وأين؟
وهذا ربيعي الطليعي
وهذا ربيعي النهائيّ
في شهر آذار زوّجتُ الأرضُ أشجارها.

-6-

كأنّي أعود إلى ما مضى
كأنّي أسيرُ أمامي
وبين البلاط وبين الرضا
أعيدُ انسجامي
أنا ولد الكلمات البسيطة
وشهيدُ الخريطة
أنا زهرةُ المشمش العائلية.
فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل
من البدء حتّى الجليل
أعيدوا إليّ يديّ
أعيدوا إليّ الهويّة!

-7-

وفي شهر آذار تأتي الظلال حريرية والغزاة بدون ظلال
وتأتي العصافير غامضةً كاعتراف البنات
وواضحة كالحقول
العصافير ظلّ الحقول على القلب والكلمات.
خديجة!
- أين حفيداتك الذاهباتُ إلى حبّهن الجديد؟
- ذهبن ليقطفن بعض الحجارة-
قالت خديجة وهي تحثّ الندى خلفهنّ.
وفي شهر آذار يمشي التراب دماً طازجاً في الظهيرة. خمس بناتٍ يخبّئن حقلاً من القمح تحت الضفيرة. يقرأن مطلع أنشودةٍ على دوالي الخليل، ويكتبن خمس رسائل:
تحيا بلادي
من الصفر حتّى الجليل
ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة.
خديجةُ! لا تغلقي الباب خلفك
لا تذهبي في السحاب
ستمطر هذا النهار
ستمطرُ هذا النهار رصاصاً
ستمطرُ هذا النهار!
وفي شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدّمويّة: خمسُ بناتٍ على باب مدرسةٍ ابتدائية يقتحمن جنود المظلاّت. يسطعُ بيتٌ من الشعر أخضر... أخضر. خمسُ بناتٍ على باب مدرسة إبتدائيّة ينكسرن مرايا مرايا
البناتُ مرايا البلاد على القلب..
في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها.

-8-

أنا شاهدُ المذبحة
وشهيد الخريطة
أنا ولد الكلماتُ البسيطة
رأيتُ الحصى أجنحة
رأيت الندى أسلحة
عندما أغلقوا باب قلبي عليّا
وأقاموا الحواجز فيّا
ومنع التجوّل
صار قلبي حارةْ
وضلوعي حجارةْ
وأطلّ القرنفل
وأطلّ القرنفل

-9-

وفي شهر آذار رائحةٌ للنباتات. هذا زواجُ العناصر. "آذار أقسى الشهور" وأكثرها شبقاً. أيّ سيفٍ سيعبرُ بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسّرُ ! هذا عناقي الزّراعيّ في ذروة الحب. هذا انطلاقي إلى العمر.
فاشتبكي يا نباتات واشتركي في انتفاضة جسمي، وعودة حلمي إلى جسدي
سوف تنفجرُ الأرضُ حين أُحقّقُ هذا الصراخ المكبّل بالريّ والخجل القرويّ.
وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات، وتنمو علينا النباتات صاعدةً في اتّجاهات كلّ البدايات. هذا نموُّ التداعي. أُسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي. رأيت فتاةً على شاطئ البحر قبل ثلاثين عاماً وقلتُ: أنا الموجُ، فابتعدتْ في التداعي. رأيتُ شهيدين يستمعان إلى البحر: عكّا تجئ مع الموج.
عكّا تروح مع الموج. وابتعدا في التداعي.
ومالت خديجة نحو الندى، فاحترقت. خديجة! لا تغلقي الباب!
إن الشعوب ستدخلُ هذا الكتاب وتأفل شمسُ أريحا بدونِ طقوس.
فيا وطن الأنبياء...تكامل!
ويا وطن الزارعين .. تكاملْ!
ويا وطن الشهداء.. . تكامل!
ويا وطن الضائعين .. تكامل!
فكلّ شعاب الجبال امتدادٌ لهذا النشيد.
وكلّ الأناشيد فيك امتدادٌ لزيتونة زمّلتني.

-10-

مساءٌ صغيرٌ على قريةٍ مهملة
وعيناك نائمتان
أعودُ ثلاثين عاماً
وخمس حروبٍ
وأشهدُ أنّ الزمانْ
يخبّئ لي سنبلة
يغنّي المغنّي
عن النار والغرباء
وكان المساءُ مساء
وكان المغنّي يغنّي
ويستجوبونه:
لماذا تغنّي؟
يردّ عليهم:
لأنّي أغنّي
.....
وقد فتّشوا صدرهُ
فلم يجدوا غير قلبه
وقد فتّشوا قلبه
فلم يجدوا غير شعبه
وقد فتشوا صوته
فلم يجدوا غير حزنه
وقد فتّشوا حزنه
فلم يجدوا غير سجنه
وقد فتّشوا سجنه
فلم يجدوا غيرهم في القيود
وراء التّلال
ينامُ المغنّي وحيداً
وفي شهر آذار
تصعدُ منه الظلال

-11-

أنا الأملُ والسهلُ والرحبُ – قالت لي الأرضُ والعشبُ مثل التحيّة في الفجر
هذا احتمالُ الذهاب إلى العمر خلف خديجة. لم يزرعوني لكي يحصدوني
يريد الهواء الجليليّ أن يتكلّم عنّي، فينعسُ عند خديجة
يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني، فيحرسُ ظلّ خديجة وهي تميل على نارها.
يا خديجةُ! إنّي رأيتُ .. وصدّقتُ رؤياي تأخذني في مداها وتأخذني في هواها. أنا العاشق الأبديّ، السجين البديهيّ. يقتبس البرتقالُ اخضراري ويصبحُ هاجسَ يافا
أنا الأرضُ منذ عرفت خديجة
لم يعرفوني لكي يقتلوني
بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفّي ويرسم هذا المكان الموزّع بين اجتهادي وحبّ خديجة
هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتّى رحيل الهواء عن الأرض
هذا الترابُ ترابي
وهذا السحابُ سحابي
وهذا جبين خديجة
أنا العاشقُ الأبديّ – السجينُ البديهيّ
رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكّر..
قيدي الحديديّ يوقظها في المساء المبكّر
هذا احتمال الذهابِ الجديد إلى العمر،
لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم
يسألون عن الأرض: هل نهضت
طفلتي الأرض!
هل عرفوك لكي يذبحوك؟
وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرت إلى جرحنا في الشتاء؟
وهل عرفوك لكي يذبحوك
وهل قيّدوك بأحلامهم فارتفعت إلى حلمنا في الربيع؟
أنا الأرض..
يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها
احرثوا جسدي!
أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس
مرّوا على جسدي
أيّها العابرون على جسدي
لن تمرّوا
أنا الأرضُ في جسدٍ
لن تمرّوا
أنا الأرض في صحوها
لن تمرّوا
أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها
لن تمرّوا
لن تمرّوا
لن تمرّوا!


ابن الزهراء ابنالزهراء ابن الرحماء ابن عبد المعطي ابن، الحسن ابن الصالح ابن الطاهر.:محمد محمد فكاك.
fhsl hgquf

#ابن_الزهراء_محمد_محمد_فكاك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات