أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - التضامن بين المبدأ والموضة والتوظيف.. حالة الصحافي أنوزلا (المغرب)















المزيد.....

التضامن بين المبدأ والموضة والتوظيف.. حالة الصحافي أنوزلا (المغرب)


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 4227 - 2013 / 9 / 26 - 07:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التضامن بين المبدأ والموضة والتوظيف..
حالة الصحافي أنوزلا (المغرب)
التضامن قيمة ذات أبعاد إنسانية عظيمة وممارسة نضالية متميزة لدعم القضايا العادلة ومؤازرة أصحابها. وقد يتخذ التضامن أشكالا وأخرى حسب القضية المعنية بالتضامن ونقيضها وحسب طبيعة الجهة المتضامنة وكذلك حسب الشروط الذاتية والموضوعية لحظة أو إبان فعل التضامن (موازين القوى السياسية).
وكيفما كان شكل هذا التضامن يبقى، الى هذا الحد أو ذاك وخاصة في المجال السياسي، ممارسة مؤثرة ومناصرة للقضية المتضامن معها ولأصحابها. لقد عرفت بلادنا أعدادا كبيرة من أشكال ومحطات التضامن، ستؤرخ لا محالة لعدد الجرائم السياسية التي ارتكبت في حق أبناء وبنات شعبنا وتفضح شعارات "العهد الجديد" المكشوفة، ومنها شعارات الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية.. وكثيرا ما صنعت هذه المحطات النصر للقضايا الطبقية (قضايا العمال والفلاحين الفقراء والطلبة والمعطلين والمعتقلين السياسيين...) وانتزعت الحقوق وفرضت الحلول المقبولة والمنصفة.. كما تعرضت بدورها للقمع والاستفزاز والمضايقةّ، سواء كانت بخلفية مبدئية أو بغرض التوظيف والموضة والتباهي!! ورغم ذلك، لم يرق فعل التضامن ببلادنا الى مستوى انتزاع المكتسبات التي تليق وتعكس واقع التضحيات المقدمة...
إن النظام المغربي لا يقبل أي شكل من أشكال التضامن، وخاصة الأشكال المحكومة بخلفيات مبدئية ونضالية.. ويعمل كل ما في وسعه لقتل مبدأ التضامن وإجهاض مبادرات التضامن، وخاصة منها التي تحمل معنى الاتحاد (مثال: يا عمال العالم اتحدوا). أما السماح بتنفيذ بعض الأشكال التضامنية وقمع أشكال أخرى، فرهين بقراءة النظام القائم للظرفية السياسية ومعرفته بالجهة المتضامنة ولخلفيات الشكل التضامني وقوته أو ضعفه ولتبعات ذلك في علاقته بالأوضاع المحلية والإقليمية/الجهوية والدولية، رغم أنه قد يبدو أن الأمر (قرار القمع أو قرار "غض الطرف") محكوم بالمزاجية وباجتهاد الأجهزة القمعية أو بعض مسؤوليها..
والخطير في التضامن هو أن يكون شوفينيا (انصر أخاك/رفيقك "ظالما أو مظلوما"...) أو محكوما بخلفية التوظيف السياسي أو الموضة والتباهي (استعراض العضلات ونفض الغبار عن الذات المتهالكة وتصفيات الحسابات...). وكثيرا ما حصل ذلك بالمغرب، عندما تشكلت لجن التضامن كالفطر هنا وهناك لفائدة هذا الاسم/الوجه البارز والجميل أو ذاك.. وتم تناسي/تجاهل المعتقلين السياسيين ومعاركهم والعمال ومعاركهم والفلاحين ومعاركهم والطلبة ومعاركهم والمعطلين ومعاركهم.. والعديد من القضايا ذات الأولوية في التضامن.. وكمثال الآن عن التضامن المغشوش (التوظيف والموضة والتباهي)، حالة الصحافي علي أنوزلا.. ألا يهم جهابذة التضامن صحة وحياة المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام الآن؟!! ألا يهمهم واقع السجون المغربية الآن؟!! ألا تهمهم دموع الأمهات وعذاباتها وآهاتها ليل نهار؟!! ألا يهمهم سقوط شهيد، نعم سقوط شهيد الآن بأسا؟!! يا للمكر!! إن التاريخ يشهد على بؤس المتضامنين غير المبدئيين وعلى فظاعة المتضامنين غير المبدئيين...
والخطير أيضا أن يتم باسم التضامن "الإغراق" وتصفية الحسابات، بل الانتقام المحكوم بالحقد والضغينة..
إن هذه الأنواع الخسيسة من التضامن (التضامن المغشوش والمتهافت...)، وبشكل عام، تشوش على القضية موضوع التضامن وتمس بمصداقيتها وبأصحابها وتبقى في آخر المطاف، وصمة عار على كل المتواطئين والمشاركين والمزكين لها.. إنها ممارسات غير نضالية وغير أخلاقية.. كما أنها تتوخى الوصول الى أهداف معينة، ليست بأي معنى إطلاق سراح الصحافي أنوزلا أو إسقاط المتابعة في حق المحامي المسعودي مثلا أو إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين... فما معنى أن يستفيق فلان فجأة من سبات عميق أو من موت سياسي إكلينيكي ليتحمل المسؤولية في هذه اللجنة التضامنية أو تلك (الإدلاء بالتصريحات وأخذ الصور والتهافت على الصفوف الأمامية إبان الوقفات وأمام الكاميرات "الشاعلة" وخطب ود بعض الجهات الأجنبية والأسماء النافذة والممولة للعديد من أقلامنا "الجريئة"...)؟! فما معنى أن نتناسى أو أن نتجاهل العديد من المعتقلين السياسيين والمضربين عن الطعام وعائلاتهم، والعديد من العمال والعاملات المعتصمين/ات، وأن نرفع رأسنا بدون خجل وأن ندعو للتضامن وأن نسجل أسماءنا في سكرتاريات لجن التضامن؟! أي تضامن هذا؟! وأية لجن هذه؟! إننا وأبناء وبنات شعبنا، أكبر من أن نخدع سواء لمرة واحدة أو لأكثر من مرة أو أن نصدق الأوهام أو أن نثق في تجار التضامن، كما تجار حقوق الإنسان..
هل الاختلاف مع بعض المعتقلين السياسيين (طلبة أو غير طلبة) يلغي أو يبرر عدم التضامن معهم ومع عائلاتهم؟! هل نسي أم تناسى "مناضلونا الديمقراطيون" (الليبراليون جدا وحتى "اليساريين") شعار فولتير، أحد رواد فلسفة التنوير عشية الثورة البورجوازية الفرنسية: "قد أختلف معك في الرأي، ولكنني على استعداد أن أموت دفاعًا عن رأيك"؟! فكثيرا ما فضح "عدم التضامن" المتبجحين بشعارات التضامن.. وكثيرا ما وظفت عائلات المعتقلين السياسيين لأغراض سياسوية بعيدة عن قضية أبنائها المعتقلين السياسيين... لماذا غاب عتاة المتضامنين والمتضامنات عندما نظم اليوم التضامني مع المعتقلين السياسيين أمام المجلس الوطني لحقوق الإنسان؟ والآن (ما بعيدة غير "...")، يوجد العديد من ضحايا القمع السياسي أمام مقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالرباط في حالة اعتصام مفتوح من أجل حقوق بسيطة وعادلة، أينكم/أينكن أيها/أيتها المتضامنون/المتضامنات الباحثون/الباحثات عن التضامن وعن لذة التضامن!!
إن الخطير في التضامن أيضا أن يكون بديلا عن الانخراط الفعلي (شكلا ومضمونا) في القضية موضوع التضامن. فلا معنى أن يكون صاحب قضية متضامنا معها بدل أن يكون خادما لها ومنخرطا فيها.. والمثال الساطع: قضية الاعتقال السياسي باعتبارها قضية طبقية..
إننا في كثير من الأحيان نمارس التضامن بدل الانخراط، مثال: حركة 20 فبراير، الحركات الاحتجاجية بخصوص ارتفاع الأسعار أو الحرمان من السكن والشغل والصحة والتعليم... !!!
إن التضامن واجب إنساني ونضالي وليس ممارسة وسطية أو انتقائية أو مزاجية محكومة بخلفية "الزبونية/المحسوبية" (صاحبي، رفيقي...). طبعا، لا بد من أخذ بعين الاعتبار إمكانية فعل التضامن، فليس التضامن دائما هو الحضور إبان وقفة تضامنية أو مسيرة أو الانخراط في لجنة تضامن أو أي شكل تضامني آخر.. فقد تكون وردة أو كلمة طيبة أو قصيدة شعرية أو مكالمة هاتفية شكلا تضامنيا جميلا ودافئا ومعبرا، وكذلك التواصل مع عائلة معتقل سياسي أو دعم (مادي أو معنوي) لنقابي أو لعامل مطرود أو موقوف عن العمل أو مضرب عن العمل.. وقد نتحدث عن "أضعف التضامن" قياسا على فكرة "أضعف الإيمان"!!
إن التضامن بخلفية مبدئية ونضالية مؤشر على النضج والقوة والمسؤولية.. فلنكن متضامنين بانخراطنا وحضورنا وبكافة الأشكال التي تجسد فهمنا الطبقي الصحيح للتضامن، بمعنى الاتحاد، كمسؤولية نضالية...
إشارات لا بد منها:
* أتضامن تضامنا مبدئيا وتضامنا غير مشروط مع المحامي محمد المسعودي ومع الصحافي علي أنوزلا، وطبعا مع كافة المعتقلين السياسيين ومع كافة ضحايا القمع والاضطهاد السياسيين..
* إن المرحلة الراهنة في حاجة الى صوت وموقف وتضحية المحامي(ة) والصحافي(ة) والكاتب(ة).. وطبعا ومما لا شك فيه، المرحلة الراهنة في أمس الحاجة الى المثقف(ة) الثوري(ة) من خارج السجن ومن داخله..
* إن التحدي اليوم، حقيقة، هو الانخراط المبدئي والعملي في الفعل النضالي ومن مواقع وجبهات نضالية مختلفة، وليس التضامن (أضعف التضامن)، خاصة إذا كان، لشديد الأسف، كموضة أو للتباهي وأخذ الصور التذكارية مع "الرفاق" و"الرفيقات" ومع "الأصدقاء" و"الصديقات"...!!!



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجار حقوق الإنسان
- حاجة سوريا الى الفعل وليس الى التضامن فقط..
- معركة الشهيدين بلهواري والدريدي (المغرب)
- القوى الظلامية تفضح نفسها
- الشهيد عبد الحق شباضة (المغرب): مغزى الذكرى
- لماذا قمع حركة 20 فبراير بالرباط؟
- دروس شعب مصر العظيم
- رسالة مفتوحة الى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
- معتقلون سياسيون يعانون في صمت
- الملك والقضاء والاتحاد الاشتراكي
- النقابات تفضح الأحزاب (المغرب)
- العدالة والتنمية (المغرب): حزب التماسيح
- من أجل انتفاضة شعبية لتقرير مصير الشعب المغربي
- حزب العدالة والتنمية (المغرب) يضرب هذه المرة بعصا التفرغ
- ندوة طنجة (02/12/2012): أي عمل نقابي نريد وما هي آفاقه؟
- تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان حول السجون: در الرماد في ا ...
- مقرر الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب: أي مسؤولية للحركة الحقوقي ...
- الحركة الحقوقية المغربية في ميزان عائلة الشهيد أيت الجيد
- منع التضامن مع المعتقلين السياسيين!!(المغرب)
- آن الأوان لتأسيس تيار ماركسي لينيني مغربي


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - التضامن بين المبدأ والموضة والتوظيف.. حالة الصحافي أنوزلا (المغرب)