|
بالروح بالدم من جديد
حكمة اقبال
الحوار المتمدن-العدد: 4226 - 2013 / 9 / 25 - 19:36
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
نادرا ما يبتسم لاعتقاده ان الوجه المتجهم يضيف عليه وقورا أكثرا ويخيف معارضيه ، ولكنه ابتسم اليوم عندما كان عدد من المنتفعين والغوغاء الذين كانوا يصرخون سابقاً للدكتاتور المقبور " بالروح بالدم " ، يصرخون بها له ، نعم انها له ، كان يسمعها منتشياً وهو يستلم " درع الوفاء " من نقابة المعلمين هذا اليوم ، في حفل استعراضي بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد .
تحتفل الحكومات عندما تحقق انجازاً ملموساً لابناء الشعب ، لكن في العراق تحتفل الحكومة رغم عدم وجود انجاز واضح ، واحيانا حتى في وجود تقصير واضح ، واحتفال اليوم في المسرح الوطني الذي اقامته نقابة المعلمين فقط لأن العام الدراسي ابتدأ ، وليس لأن جميع البنايات المدرسية المطلوبة قد اكتمل بنائها ( صرح وزير التربية أمس ان هناك حاجة الى سبعة آلاف مدرسة ) ، وليس لأن البنايات المدرسية القديمة قيد اعيد ترميمها ، وليس لأن مستوى التعليم ارتفع ليصل الى مستوى جيد ، وليس لأن العملية التربوية احتضنت كل الأطفال في سن الدراسة في المدارس وانتهى تواجدهم في اماكن العمل وحتى في الشوارع ، وليس لأنه لم يعد وجود لمدارس الطين في القرى والأرياف العراقية ، وليس لأن التعليم الالكتروني صار معتمدا ، وليس لأن الانترنت توفرت في جميع المدارس ، وليس لأن فئة المعلمين تعيش بظروف عمل جيدة وتوفر مستلزمات التعليم المطلوبة ، وليس لأن فئة المعلمين تعيش ظروف حياتية جيدة من سكن وخدمات ..... وغير ذلك كثير . نظمت النقابة احتفالا لتستضيف رئيس الوزراء ، ليعيد عليهم ما يردده كل يوم حول الأمن والاجندات الخارجية ، وكذلك هو احتفال استباقي لحملة انتخابات البرلمان القادمة ، ومحاولة لتجميل وجه الحكومة الفاشلة في كل مجالات عملها بعد كل هذه السنوات . ومن اجل التملق لرئيس الوزراء منحوه " درع الوفاء " وهو تقبله مبتسما مع هتافات " بالروح بالدم " . عن أي وفاء يا نقابة المعلمين ؟ هل لازلتم تتذكرون جملة " وفاء القائد " من تلك الأيام وتعملون بنفس روحيتها ؟ في حوارات مع بعض من يعتقد ان رئيس الوزراء حقق انجازا يذكرون ارتفاع الراتب ، وكأنما هو من حقق ذلك ، ويتناسون عن عمد ، وربما عن غير عمد في حالات قليلة ، ان ذلك ليس من انجازاته ، بل بريمر الحاكم الأوحد بعد 2003 ، وفي الغالب ينتمي من لهم هذا الرأي الى فئة المعلمين وبالأخص في مناطق جنوب العراق التي يكون الوضع الأمني غالبا مستقر ، وفي احدى الحوارات استغرب احدهم كيف يؤتثر التلاقح الثقافي الاوربي فينا ، بينما هم عاشوا الحصار وتحملوا عذاباته . نعم لقد ارتفع راتب المعلم من 3000 دينار الى أكثر من 500 ألف دينار في حده الأدنى ، وتمكنت العوائل من شراء سيارات موديل (ألفين وهسه) ، لكنهم يتناسوا كل مجالات فشل الحكومة . شعرت بالحزن على نقابة المعلمين التي لم يكن في تاريخها قبل حكم البعث والدكتاتور مثل هذه الفعاليات غير المهنية ، وشعرت بالحزن على العراق وشعبه الذي يقوده رئيس وزراء يبتسم لهتافات " بالروح بالدم " ، انه يحاول ان يقلد الدكتاتور المقبور سواء بطريقة التفكير أو في الاداء ، ولكنه يفشل في ذلك دوما ، ويريد الآن ان يطلقوا جملة " حفظه الله ورعاه " ولكن الوقت المتبقي لحكومته لن يكفي ، ومن المفروض ان الشعب سيعرف من ينتخب في المرة القادمة ، وان فئة المعلمين ستختار أيضاً معلمين ذو وعي مهني لإدارة نقابتهم . ألم تخجل من ضحايا الدكتاتورية وانت تبتسم عند سماع الهتاف ؟؟؟؟؟
#حكمة_اقبال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثقافة الترشح والانتخاب
-
يوميات دنماركية 20
-
إمرأة واحدة على الأقل
-
عالم زهاء حديد في كوبنهاكن
-
الديمقراطيون ؟؟؟؟
-
تيار الديمقراطيين بعد عامين
-
برنامج المالكي في اربيل
-
بعد عشرة أعوام
-
انطباعات الحاجة ام باسم ، الاسلام هنا
-
ذكريات من الزمن الجميل
-
يوميات دنماركية 19
-
سوء في التفكير
-
يوميات دنماركية 18
-
كبوة فخري كريم
-
يوميات دنماركية 17
-
نوري إنضّرب بوري
-
وفاة جلال الطالباني
-
يوميات دنماركية 16
-
القزو
-
رسالة تواصل ديمقراطية
المزيد.....
-
روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال
...
-
وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض
...
-
الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
-
-ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
-
-عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق
...
-
قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ
...
-
تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
-
أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا
...
-
شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|