بنيلوبي كروز، فاتنة مدريد، وفيلم - العودة - لبيدرو ألدوموفار

عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1207 - 2005 / 5 / 24 - 10:58
المحور: الادب والفن
    

تحدث بيدرو ألمودوفار، المخرج الأسباني الحائز على جائزة الأوسكار، عن فيلمه الجديد الذي تتقاسم بطولته النجمتان الشهيرتان بنيلوبي كروز وكارمن مورا. وسيبدأ في تصوير فيلم " العودة Volver في يوليو " تموز " القادم. وعن التحضيرات العملية للفيلم قال ألمودوفار : " إنها منحتني مرة ثانية الإحساس بامتلاك قصة، أو خرافة ذات مغزى، أو كنزٍ، أو سرٍ في يديَّ " وقد أشار إلى أنه متلهف جداً لسرد وقائع هذه القصة الخرافية التي تنطوي على كنوز وأسرار دفينة. وستشارك الممثلة الكوميدية شوس لامبريافي في هذا الفيلم، علماً بأن هذه النجمة قد شاركت في العديد من أعمال ألمودوفار ولم تفارقه منذ أكثر من عشرين عاماً.
إن فيلم " العودة " كما أوضح ألمودوفار على موقعه الإليكتروني يتضمن تصوير يوميات " تتحدث عن الموت " ولكنه أضاف " بأن الفيلم يتناول أشياء أخر أكثر أهمية من الموت نفسه. فالسيناريو يتحدث عن الثقافة الغنية للموت في إقليم لامانشا، المكان الذي ولدت فيه. ". وفيما يتعلق بمزاج الفيلم وطبيعته قال بيدرو" لا شيء تراجيدياً في الفيلم، أنه يتحدث عن عدة شخصيات نسوية من أجيال مختلفة يتعاطين مع أنفسهن في داخل تلك الثقافة ".
وأكد المخرج في تصريح له نشرته صحيفة " سكرين ديلي " الإنجليزية أن فيلمه الجديد يختبر العلاقة بين نساء من ثلاثة أجيال (جدة وابنتها وحفيدتها)، مشيراً إلى أن هذا العمل سيتضمن أيضاً مشاهد عديدة من التانغو والأشباح وهو ما وصفته وسائل الإعلام بعودة المخرج إلى " كوميديا النساء ". فيلم " العودة " له طابع خاص، ونكهة مميزة لمناطق الطبقة العاملة التي تضم المهاجرين المقيمين في أسبانيا والذين يشتركون بأحلامهم، وحياتهم، ومصيرهم مع المتطرفين والجماعات الأثنية من مختلف أنحاء العالم. وفي قلب هذه المتاهة الاجتماعية تعيش ثلاث نساء من أجيال ثلاثة يسافرن من جنوب أسبانيا إلى مدريد بحثاً عن حياة أفضل برغم المصاعب والحرائق والموت لكنهن يتسلحن بالطيبة، والشجاعة، وحب الحياة غير المحدود. وسبق لبيدرو ألمودوفار أن فاز بعدد من الجوائز العالمية المهمة، فقد حاز فيلم " تكلّم معها " الذي أُخرج عام 2002 على جائزة الأكادمية لأفضل سيناريو، وبعد ثلاث سنوات من هذا الفيلم، فاز " كل شيء من أجل أمي " بجائزة الأوسكار للأفلام الأجنبية.
بطلة فيلم " العودة " بنيلوبي كروز، أو فاتنة مدريد المثيرة
منذ عام 1992 وحتى الآن اشتركت الفنانة الأسبانية بنيلوبي كروز بـ " 42 " فيلم سينمائي وتلفازي ومن بين أبرز هذه الأفلام " جامون. . جامون، عهد الجمال، للحب. . وللحب فقط، المتاهة اليونانية، المتمرد، أكاذيب كلها، تأثير الفراشة، الحب يمكن أن يدمر حياتك جدياً، ركن الجنة، لحم حي، افتح عينيك، تكلم مع الملائكة، فتاة أحلامك، امرأة على القمة، مقنّع ومجهول، غوثيكا، لا تتحرك، رأس في الغيوم، صحارى، كروموفوبيا، بانديداس، والعودة ". من بين أقوالها المأثورة التي تتناقلها الصحف العالمية هذا القول المهم الذي يعكس دقة انتقاء الأدوار الرصينة." الدرس المهم الذي تعلمته من هذه المهنة هو كيف أقول " لا ". وقلت " لا " للعديد من الإغراءآت، وأنا سعيدة لأنني فعلت ذلك. ".
لمحات من سيرتها الذاتية والفنية
وُلِدَت بينيلوبي كروز سانشيز في 28 أبريل " نيسان " 1974 في العاصمة الأسبانية مدريد. نشأت وترعرت مع أخيها إدواردو وأختها مونيكا. كانت بنيلوبي مولعة دائماً بالفنون، وخصوصاً بالباليه والجاز. وكان حبها منقطع النظير للرقص هو دفعها لأن تتخلى عن الدراسة التقليدية، مُركزّة وقتها وطاقتها لفن الباليه الرشيق. لم تحصل بنيلوبي على درجة علمية عالية، ولكنها قارئة نهمة، ومثقفة جداً. وقبل أن تنتقل إلى التمثيل كانت بينيلوبي قد أكملت تسع سنوات من تدريبها للبالية الكلاسيكية، وثلاث سنوات من تدريب البالية الأسبانية، وأربع سنوات للمسرح في مدرسة كريستينا روتا في نيويورك. تفجرت شهرة بنيلوبي بعد عرض الفيلم الأسباني " جامون، جامون " عام 1992، وفي العام ذاته ظهرت ظهوراً مباغتاً في الشاشات العالمية من خلال دورها المميز في فيلم " عهد الجمال " وقد حقق هذا الفيلم نجاحاً كبيراً حصد ثماني جوائز غويا، وهي " الأوسكار الأسبانية " كما حصد جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. ومع فيلم " عهد الجمال " توسعت شهرة بينيلوبي وأصبحت نجمة ذائعة الصيت.
اقتحمت بنيلوبي السينما الأمريكية بعد أن أدت أدوار البطولة في عدد من الأفلام الأسبانية مثل Alegre ma non troppo (1994) و La Celestina (1996) ثم عادت إلى السطح ثانية في أمريكا من خلال فيلم " افتح عينيك " والذي عُرض في مهرجان سن دانس السينمائي عام 1997. ثم اشتركت في بعض الأفلام الناطقة بالإنجليزية في نهاية التسعينات، ولكن هذه الأفلام كانت من إنتاج بلدها الأصلي وهي التي وضعتها في دائرة الضوء.
في عام 1999 عُرض لها في مهرجان " كان " فيلم " كل شيء عن أمي " وفاز هذا الفيلم بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. وقد ظهرت في هذا الفيلم راهبة حامل. وبعد مدة قصيرة اشتركت في فيلمها الأمريكي الأول " امرأة في القمة " عام 2000. وبعد هذا الفيلم تقاسمت دور البطولة مع مات دامون في فيلم " كل الجياد الجميلة " وقد فشل هذا الفيلم لكنه لم يمنعها من تحقيق الشهرة. في السنوات الأخيرة انغمست بنيلوبي في تصوير العديد من الأفلام، ففي هذا العام فقط سيعرض لها أربعة أفلام دفعة واحدة. بعض الأفلام لم يكتب لها النجاح التجاري مثل فيلم " الصفعة " الذي تقاسمت بطولته مع الممثل جوني ديب، وفي فيلم " قيثارة الكابتن كوريلي " عام 2001 لم ينل دورها رضا النقاد ولكنها في فيلم " فانيلا سكاي " إنقذفت إلى دائرة الضوء. لبنيلوبي اهتمامات أخر كالجمعيات الخيرية مثلاً. فالمعروف عنها أنها منشغلة جداً في القضايا الاجتماعية ومتطوعة في عدد من المنظمات غير الحكومية في العالم. كما أنها تبرعت بريع بعض الأفلام إلى عدد من الجمعيات الخيرية، وأكثر من ذلك فقد تطوعت لعدة أشهر في أوغندة وقدمت الكثير من الخدمات والمواقف الإنسانية النبيلة. ومن اهتماماتها الأخر هو إيوائها للقطط الضالة. وفي الجانب العاطفي فقد انفصلت بنيلوبي أو " مادونا مدريد " عن زوجها توم كروز في مارس آذار2004 ، ولديها علاقة جديدة مع ماثيو ماكوهوني الذي تقاسم معها دور البطولة في فيلم " صحارى ".
شهرة طاغية في أسبانيا، ونجومية كاسحة في أمريكا
غالباً ما يكنّون بنيلوبي كروز تحببا بـ " الفاتنة الأسبانية " أو بـ " مادونا مدريد " خارج بلادها، فهي بهية، رائعة الجمال، مثيرة، وموهوبة، وقد بذلت جهداً كبيراً لتتجاوز تقديم الأدوار الثانوية لتؤدي في نهاية المطاف الأدوار الرئيسة التي تلفت الانتباه. تمتلك بنيلوبي قدرة كبيرة على تجاهل الشائعات، وموهبة في إهمال القيل والقال، وعدم الإصغاء إلى ثرثرة العاطلين عن العمل. إنها تركز على طاقتها الفنية وعملها وسعادتها الشخصية. ومن الطبيعي كلما أصبحت أكثر شهرة كلما تناوشتها الشائعات، ولكنها قوية بما فيه الكفاية ولا تدع لهذه الأقاويل مجالاً لكي تزعجها. وهي مثل صوفيا لورين التي حطت بجمالها وموهبتها الفنية فجأة في هوليوود، فشهرة بنيلوبي داخل أمريكا هي دليل على أن الجمهور الأمريكي يستطيع أن يتبنى بسهولة النجوم الأجانب كما يتبنى نجومه ومشاهيره المحبوبين. إن الإحساس بالتعاطف مع الأدوار التي تؤديها جعل منها ممثلة جيدة. فغالباً ما تلعب الأدوار العاطفية أو المحركة للمشاعر الإنسانية، وتستطيع بنيلوبي دائماً أن تطور الأدوار المُسندة إليها إلى أدوار شخصيات ناضجة، وممتعة، وقابلة للتصديق. وأنها كانت ناجحة جداً في أغلب أدوارها الفنية لدرجة أنها أصبحت محبوبة لأفضل المخرجين الأسبان أمثال بيدرو ألمودوفار، فيرناندو ترويبا، بيكاس لونا، وأليخاندرو أمنابار. ولحسن الحظ، أن أغلب المخرجين الذين عملت معهم أدركوا أن معالم بنيلوبي الجسمانية تنطوي على مكامن إثارة جنسية طاغية، وأنها قد أفادت من هذه الإثارة وجسدتها في أفلامها التي تستدعي هذا النمط الإيروسي. شفتا بنيلوبي، وساقاها الناعمان، وشعرها الكثيف البراق، هي أسلحتها الفتاكة في صناعة الأفلام كما تقول هي ولا تجد حرجاً في هذه المكاشفة، وهي قادرة بواسطة هذه الأسلحة أن تحدث دوياً كبيراً، فحتى نبرة صوتها الأسباني فيه الكثير من الشهوة والجاذبية. ربما تكون بنيلوبي قد احتاجت إلى بعض الوقت لتحقق شهرتها في الولايات المتحدة، خاصة من خلال أدوارها في فيلم " الصفعة " 2001، و " فانيلا سكاي " 2001 ، لكنها حققت لاحقاً وفي مدة قياسية نجاحات كثيرة تفخر بها في أسبانيا بحيث تستطع أن تكون الليدي الأبدية الرائدة. بعد عدد من أدوارها التي حطمت أرقام شباك التذاكر مثل فيلم " غوثيكا " 2003 و " رأس في الغيوم " 2004 . أن هذه النجمة الأسبانية الكبيرة تجربة، والصغيرة سناً قد مزدحمة في أجندتها الفنية لدرجة تفوق التصور، ففي عام 2005 سيعرض لبنيلوبي كروز أربعة أفلام وهي " صحارى، كروموفوبيا، بانديداس، وتو فيدا و65 مينوتوس.".

#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات