أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - ما هي الليبرالية العربية - الإسلامية؟














المزيد.....

ما هي الليبرالية العربية - الإسلامية؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 4226 - 2013 / 9 / 25 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-
لاحظنا في هذه الفترة، وقبلها – وسيظل الأمر كذلك، وربما لمدة طويلة - أن هناك جزعاً وخوفاً من الليبرالية. وأن هذه الليبرالية – كما يقول بعض الأصوليين والسلفيين - شرٌّ مستطير، وكارثة عظيمة، يريد الغرب والمستغربون أن يفرضوها على بعض بقاع العالم العربي، لهدم القيم الأخلاقية القائمة، واستبدالها بقيم الغرب الاجتماعية، والأخلاقية.
وكما نرى، فإن الناحية الأخلاقية والعلاقات الاجتماعية، هي ما يهمُّ الحضور العربي، وهو ما يدور النقاش حولها في معظم المجتمعات العربية. وينتهي هذا النقاش، إلى رفض القيم الأخلاقية والعلاقات الاجتماعية بين الرجل المرأة الغربيين.
وكما هو معروف أيضاً، وكما سبق ولاحظ المفكر السعودي إبراهيم البليهي، فإننا معشر العرب والمسلمين، ننسى دائماً القيم الأخلاقية الغربية الأخرى، كالحفاظ على المواعيد، وعيار الزمن بمعيار الذهب. فالوقت لديهم من ذهب فعلاً، وليس قولاً.
وكذلك ننسى قيم أخلاقية واجتماعية أخرى كالنظافة والنظام .. الخ. ومن قيمهم الأخلاقية كذلك الأمانة، والجدية، والاجتهاد في العمل.
-2-
أما نحن العرب، فنركُّز دائماً على علاقة الرجل بالمرأة، وعلى تموضع المرأة في المجتمع الغربي.. هذا التموضع الذي هو نتيجة عدة عوامل اقتصادية، وبيئية، وسياسية، ودينية، وثقافية، مختلفة عما لدينا من هذه العوامل.
فالحضارة الغربية عامة، نتاج عمل بشري جاد، ودؤوب.
والجمهور العربي المذعور، والمتردد والخائف من الليبرالية كمفهوم عام، معه الحق كل الحق.
فهو من أكثر سكان العالم خوفاً وذعراً، من كل جديد، في المأكل، والملبس، وأدوات الحياة المعاصرة.
والإنسان بطبعه يرفض ويخشى كل جديد. ولكن الجمهور العربي أشد رفضاً، وأكثر خشية من كل جديد، نتيجة أن الجديد في حياة هذا الجمهور في مختلف مناحي الحياة كان قليلاً، إن لم يكن نادراً منذ القرن السادس عشر، وحتى مطلع القرن الحادي والعشرين، وربما بعدها بقليل.
وبعض الأصوليين الدينيين لهم العذر في رفضهم لليبرالية، والخوف منها.
فهم خلطوا ما بين الليبرالية الأوروبية، في واقعها الحالي المعاش، وبين الليبرالية العربية، واعتبروا أن الليبرالية واحدة في كل زمان ومكان. وهو منطق ينافي الحقيقة، وخاصة فيما يتعلق بالليبرالية العربية - الإسلامية.
وسبق للمفكر الليبرالي السعودي إبراهيم البليهي، أن قال بصراحة وشجاعة:
"أنا مسلم، وأرى أن الإسلام يخدمه أن تكون ليبرالياً."
-3-
إن رفض كل جديد ليس مقصوراً على شعب من الشعوب، أو زمن من الأزمنة. فمعظم شعوب الأرض مرَّت في هذه المرحلة.. مرحلة رفض كل جديد. ولنا من تاريخنا القديم المثال الحي. فكان الخوف والرفض لكل جديد من طبيعة قريش. فقد رفضت قريش – مثلاً - قبل الإسلام الحنيفية، واضطهدتها، ونفت أحد زعمائها من مكة، وهو الشاعر زيد بن نُفيل، وذلك حفاظاً على الوثنية، وما توفره من ازدهار اقتصادي في ذلك الوقت. كذلك رفضت قريش الدين الجديد، حين دُعيت إلى الإسلام، خوفاً من فقدان وطنها بسبب الدين الجديد، وقالت كما ورد، في القرآن الكريم:
﴿-;---;--وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا﴾-;---;-- (القصص:57)
-4-
إن رفض الجديد طبيعة من طبائعنا الكثيرة. ورفض التخلي عن القديم أمر مزروع في لاوعينا، والشك والتوجس من كل دخيل جبلة جبلنا عليها.
طبعاً، هذا الرفض وهذا الجزع، في تلك الحقبة الزمنية (قبل أكثر من 15 قرناً)، كان سلوكاً طبيعياً.
أما اليوم فهو سلوك مضحك، وباعث على السخرية كذلك.
كذلك الحال بالنسبة لليبرالية، والحداثة.
فما نخشى منه اليوم ونعوذ بالله منه، سوف يصبح غداً من السلوكيات المضحكة، التي تبعث على السخرية.
ولنعلم علم اليقين، أننا لن نستطيع الانتقال من خشيتنا ورفضنا لبعض السلوكيات والأفكار، إلى السخرية من هذه الخشية وهذا الرفض، إلا بالمرور بمرحلة الرفض، والنبذ، والخشية.
فالتحقيق شرط شارط للتجاوز.
-5-
نكرر لأكثر من مرة، أن الليبرالية العربية، ليست هي الليبرالية الغربية. وليست هي الليبرالية كما يفهمها الغرب، وكما صاغها لنفسه من خلال معتقده الديني، وتكوينه التاريخي، ومن خلال قيمه الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والسياسية.. الخ.
فهناك المسيحية، وهنا الإسلام.
وهناك الثورة الصناعية، وهنا المجتمع الزراعي، والاستهلاكي المحموم.
وهناك ضبط المواليد وعدد السكان، وهنا القنابل السكانية المتفجرة، وسكان بلا حدود.
وهناك عصر الأنوار، والثورة البريطانية، والثورة الفرنسية، والثورة الامريكية، وهنا الاستعمار العثماني الظلامي لمدة أربعة قرون (1517-1918). تبعه استعمار فرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا .
وهناك رائحة الديمقراطية، وهنا رائحة السلاطين والمتسلطين.
وهناك جحافل من المفكرين، والباحثين، والفلاسفة، والمخترعين، والمبدعين، وهنا جحافل من حفظة وملقني النصوص القديمة، ومشايخ الطرق الصوفية، والدراويش، وتجار الدين، والسحرة، والمشعوذين الدينيين.
وهناك المرأة شبه المتحررة، وشبه الحرة عقلياً، ودينياً، وجسدياً، وهنا المرأة المرتهنة للعَلَف والخَلَف فقط.
وهناك الحداثة بحلوها، ومُرِّها، وانفتاحها، وهنا القدامة بتعصبها، وضيقها، وعنصريتها.
وهناك بعض رُقي وتفهُّم حضاري في التعامل مع الخطأ والمخطئين، وهنا تخلُّف، وحماقة، وتشنج، وغرائز وحشية.
*
لكن ما ينقص الليبرالية العربية الحقة، روح التسامح، الذي خاض الغرب معارك مريرة من أجل تحقيقها.
فالعلاقات في الثقافة العربية لا تقوم على التفاهم والاقناع، وإنما تقوم على القوة والاخضاع.
لذلك، لم نحاول إفهام العالم بقضايانا، خلافاً للمبدأ العظيم الذي أرشدنا الله إليه. فهذا المبدأ العظيم شديد الوضوح في القرآن الكريم، لكننا أضعناه، وأعلنا الخصومة العنيفة، والمنابذة الفجَّة لكل من يخالفنا الرأي، فتفاقمت الخسائر، والانتكاسات، والكوارث.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الطريق السوي لنا الآن في الليبرالية الإسلامية؟
- لنتعلم من هؤلاء -الليبرالية الإسلامية-
- مصر والسعودية والليبرالية
- من تجليات -الإسلام الليبرالي-
- من خارطة الطريق الى الديمقراطية العربية
- من -الإسلام السياسي- الى الإسلام الليبرالي-
- فرصة الليبراليين العرب الذهبية
- من معانب الحب في الثقافة العربية
- تسليع الجسد
- هتك أسرار الثالوث المحرَّم
- دكتاتورية العراق الجديدة
- مبررات سقوط النظام السوري عاجلاً أم آجلاً
- أسباب نهاية الدكتاتوريات العربية
- الفاتحة من لقاء -الصهيوني- غولدبيرغ!
- اعشقوا، أحبوا، وأرقصوا..!
- الفساد وراء سقوط العهود في كل الأزمنة!
- مأزق الإسلام العربي
- صحة وفائدة الخلاف الدستوري المصري
- -مجموعة حكماء العالم- في مصر
- هل سيعبر مرسي بمصر العبور الثالث؟!


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - ما هي الليبرالية العربية - الإسلامية؟