أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين الخطيب - الخليفة والمهدي المنتظر، ما الفرق؟














المزيد.....

الخليفة والمهدي المنتظر، ما الفرق؟


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4226 - 2013 / 9 / 25 - 15:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تصاعدت في سورية الآن وبفضل المال الخليجي دعوات إقامة الخلافة الإسلامية على نهج النبوة. شعار يبدو في ظاهره أكثر من رائع وواعد وبنفس الوقت يجذب بقوة مشاعر كل مسلم مؤمن حتى لو لم يكن إسلاميا بالمعنى السياسي. وضمن حمى الصراع على أرض الأنبياء واستعار القتل والتقتيل والحروب وسرعة الزمن وضغط الحياة لم يتطور سلوك الناس لمنح ما يسمعون من كلام بعض الوقت الكافي للتفكير والتحليل. شعار يحمل كل سمات الانتهازية والوصولية وبدرجة أسوء من غيره لأن ما يستخدمه هو "الإسلام" دين وحبّ مليار ونصف إنسان.
لقد تعلم شيوخ متعصبي السنة في القرن العشرين من شيوخ الشيعة الإمامة الإثنى العشرية بأن اختلاق رمز "المخلص" هو أفضل طريقة للتحكم بعقول الشباب وتعشيمها بالقادم الأفضل والثواب الأعظم. فبدون الدخول في النواحي الفقهية التي يستمر الاقتتال حولها منذ 1400 سنة ولن ينتهي، لنناقش هذه الناحية من وجهة نظر محايدة علمية تعتمد الواقع الحقيقي والعملي لفكرة "الخليفة" و"المهدي المنتظر".
بداية نعلم أنه حتى جزء كبير من شيوخ السنة يقرون بظهور المهدي لكن ضمن سياق مختلف عما يراه به الشيعة الإثنى عشرية كمخلص يقارب بصورته أكثر رؤية المسيحيين لعودة المسيح يوم الدينونة. لكن لو نظرنا في هذه الشخصيتين أو الثلاث شخصيات باعتبار المسيح في الإيمان المسيحي غير عيسى المسيح في الإيمان الإسلامي لوجدنا أنهم يتمحورون حول "المخلص" الذي سينقذ البشر المؤمنين الصالحين من بحر الفساد والشر الشيطاني البشري حولهم ويعيد لهم حقهم المعنوي برفع الظلم عنهم وفتح أبواب الجنة أو الملكوت السماوي لمن آمن وانتظر "المخلص". بل لا بد لنا أن نتذكر أن إسرائيل أيضا مؤسسة على تفسير مستحدث للتوراة يقول بتهييء الأرض لقدوم المسيح الذي يختلف عن مسيح المسيحيين وعيسى مسيح المسلمين.
ماذا تقدمه الإسلاموية السياسية بدءاً من حسن البنا وإخوانه وصولا للقاعدة ومشتقاتها وآخرها جماعات الجهادوية في سورية حول الخلافة الإسلاموية؟ إنها تقول باختصار وبتبيسط بعيد عن كل الفقه والتنظير "الخلافة الإسلامية هي التي ستنقذ المسلمين من واقع الظلم الذي يعيشون به، ظلم أعداء الإسلام من يهود ونصارى وغربيين وشرقيين وشيعة رافضية وطوائف باطنية كافرة. وستعيد الإيمان والتقى لنفوس المسلمين وتحولهم لأسياد العالم يحكمونه مثلما حكمه ابن الخطاب ومن تلاه من خلفاء، وترفع راية الإسلام خفاقة". أما الوسيلة فقد اختلف الإسلام السياسي فيها، فمنهم كالإخوان تبنوا أسلوب الدعوة وإصلاح المسلمين مع بعض العنف إن لزم الأمر وصولا لفرز الخليفة بمرحلة لاحقة، ومنهم كالتيارات السلفية الجهادوية الأقرب للوهابية المتشددة قررت استخدام العنف أينما استطاعت وضد كل من يعارضهم حتى لو كان مسلما وإعلان الخلافة على أي بقعة تيسرت لهم ملكيتها.
إذاً ف"الخليفة" بعقائد هذه المجموعات هو أقرب "للمخلص" المحمي والمبارك من قبل الله لأنه سيرفع لواء "الحق". من الناحية الموضوعية والتطبيقية ما هو الفرق بين "مخلص" المسلمين السنة على مذهب هذه الجماعات وبين "مخلص" الشيعة الإثنى عشرية "الإمام المهدي"؟ واقع الحال وما تحمله تلكم العقائد تقود لنفس النتيجة على الأرض البشرية "دولة المسلمين لأهل الإسلام الحق بقيادة القائد الملهم المؤمن التقي". ومن يتبع هذه الفكرة يحمل نفس الأمل والحلم ونفس المنهجية في العمل: ما بين الدعوة والتعشيم ب"المخلص والخلاص" وما بين العنف والمال لتمهيد الأرض لهذا "الخلاص" المرضيّ عنه من قبل الله.
سيقول لك أصحاب دعوة الخلافة الإسلامية "لا، نحن لا نقول بعصمة الإمام ولا الأئمة ولا نسب الصحابة ولا...". لنناقش الأهم واقعيا مع هؤلاء الشباب ونسأل السؤال الأساسي: "من هو الخليفة الذي أزاحه المسلمون لأنه عصى الله بحكمه للملسمين خلال 1400 سنة من عمر الخلافة؟" بالواقع لا يوجد أي خليفة أقاله المسلمون بحر إرادتهم (لن ندخل هنا بقصة صراع علي ومعاوية). والسؤال الثاني: "لنفرض أننا صدقناكم أن الخليفة برأيكم إنسان يخطيء ويصيب وليس إماما معصوما مثل الشيعة، هل يمكن لكم أن تعددوا لنا الأخطاء الكبرى لأبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو معاوية أو عبد الملك أو هارون الرشيد أو المعتصم أو محمد الفاتح ...الخ؟" بالواقع سنجد أيضا أن أياً من حملة هذا الفكر لا يجرؤ على مناقشة خطأ ما لأحد هؤلاء الخلفاء وخاصة الأربعة الأوائل بل وقد يصل به الأمر للتكفير إن تكلم أحدهم بتخطيء أيا منهم. بل لنصبح أكثر قربا من وقتنا ونسأل أتباع البنا أو قطب أوابن لادن أو الظواهري أو أي أمير من أمرائهم ونسأل "ما هي الأخطاء الكبيرة لهؤلاء بحق المسلمين والإسلام كأمراء أو كشيوخ أئمة؟" أيضا سنسمع بأحسن الأحوال نقدا شكليا لبعض الأخطاء ولكن لا يمس الجوهر ونكتشف معهم أن العصمة لم تعد محصورة في الأنبياء والرسول الكريم بل تمتدت إلى غالبية الخلفاء والعلماء من البخاري إلى ابن حنبل إلى ابن تيمية إلى ابن عبد الوهاب إلى كل تلامذتهم.
من الناحية الموضوعية والنفسية والسلوكية لا يمكن لنا أن نفرق بين منهج الإسلاموية السنية المتعصبة في انتظار "الخليفة" عن منهج الإسلاموية الشيعية المتعصبة في انتظار "الإمام المهدي"، مهما تقاتل وكفّر شيوخهم وعلماؤهم بعضهم البعض. إنها منهجية تواجدت غالبا بالتاريخ البشري كأحد وسائل قيادة "الجموع البشرية" لما يخدم صاحب السلطان والمال في صراعه السياسي، وتبقى كارثيتها أنها تعتمد على المقدس الراسخ في قلوب البشر وهذا الاستغلال هو أدنى مستويات العمل السياسي أخلاقيا. فالإسلام كما المسيحية لم يبقيا ولم ينتشرا بسبب أسماء وأشخاص علماء أو كهنة أو شيوخ أو أمراء، بل لأن حاملي الإيمان أحبوا إيمانهم كل وفق قلبه. ولم يضعفا سوى بسبب ما مارسته القيادات الدينية من سلوكيات كرّهت المؤمنين بالدين.



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية على طاولة القمار الدولية، إلى أين؟
- سورية وقانون التاريخ إلى أين؟
- لماذا هم مترددون بتوجيه الضربة لسورية؟
- أمريكا تربح البوكر، فلماذا تلوث قفازاتها
- بين دجلة والنيل، أين هو الله وأين الشيطان؟
- بشار الأسد: خطف أهداف الثورة السورية
- المؤامرة الكونية على سورية، هل هي حقيقة؟
- مآسي المصريين، ببلايين الدولارات أم بملائكة وبشياطين
- من سورية لمصر، حبل الوريد
- الجزيرة وشرف المهنة، -لا تقربوا الصلاة-
- الإخوان والبعثيون والوطني، أشقاء الوهم
- لماذا سقط الأخوان سريعا؟
- هل سورية بلد اصطناعي؟
- -أصدقاء سورية- بعض سلاح دون غذاء ودواء
- الطائفية بسورية والتفسيرات المعلبة المُستَسهَلة
- ثورة إيران القادمة تنتظر السوريين
- جنيف2 -حفلة سمر من أجل تدمير سورية-
- عندما يتكلم نصر الله والأسد، ويرد القرضاوي
- الدولة العلوية المزعومة، حقيقة أم خيال؟
- الثورة السورية والمصالح الدولية -4- الموقف العربي


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء الدين الخطيب - الخليفة والمهدي المنتظر، ما الفرق؟