أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - سلسلة القول الصريح في الإلحاد الصميم - 3 – مسرحية بعنوان ( في البدأ خلق الإنسان الله!)















المزيد.....


سلسلة القول الصريح في الإلحاد الصميم - 3 – مسرحية بعنوان ( في البدأ خلق الإنسان الله!)


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 23:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


*الفصل الأول

*المشهد الأول


يجلس رجل أعرج على الارض يُقلب القمامة على بقايا طعام يتم رميه بواسطة المارة... ثم سمع إمرأتان تتحادثان:


أنا مع بهلولة وسحتوته وشامة قضينا الليلة الماضية مع المحارب العظيم والصياد الماهر رماح أبو دحداح... لقد كان رائعاً... يجب أن تسحريه بفتنك لتنامي معه في يوم من الايام!


ورحلا عن المكان وأندهش الرجل الاعرج الضعيف قائلاً وحاسداً " أربع نساء وفي ليلة واحدة... ياله من طماع مفتري... أنا لا أستطيع أن أجد إمرأة واحدة تعيرني إنتباهاً... إمراءة تحبني... لأنام معها ولو مرة واحدة. فكل النساء في القبيلة يحتقرونني لما أنا عليه... أعرج... ضعيف البنية... لا أقوى على الصيد... لم أعد أستطيع العيش هكذا فيما بعد....!



*المشهد الثاني


وهذا الرجل الأعرج الضعيف الذي يقال له شخشخ يظهر ناظراً الى بعض النسوة اللذين يأتون بالمياه من النهر... وتحدث الى أحداهن:


"أعطيني لأشرب بعض الماء... لأني عطشان يا جميلتي!!!"


صُعقت المراءة دهشةً !يالدهشة... لقد تكلم شخشخ أخيراً... أنظر يا شخشخ... أنظر على قدرك... فالنهر أمامك أذهب لتشرب منه فلا ماء عندي لك... وغادرت وهي تتمايل تلك الكاعب الناهد!!


غضب شخشخ كثيراً... أنت أيتها المغرورة بهلولة... ستندمين يوماً من الايام... وسيأتي يوماً تركعين فيه أمامي... ردت عليه بهلولة... أذهب بعيداً أيها الهبيل المجنون!


إنفجرت بقية النسوة ضحكاً وشماتةً في شخشخ الذي أبتعد حزيناً مُهاناً في كرامته ورجولته... وهو يحمل عكازه... يقتل الحشرات التي تصادف طريقة مخرجاً طاقة الغضب بداخله... بسبب مآله السئ وكيف سيواصل الحياة بهذه الصورة؟!


المشهد الثالث


ذهب شخشخ الى كهفه النائي خارج محلة القبيلة وجلس متفكراً في هذه الحياة...


أنا شخص بائس بلا قدرة أن أطعم نفسي لعجزي وضعفي البدني... لا أستطيع أن أعاشر النساء... لا أستطيع أن يكون عندي ذرية... فكيف أتذوق الحياة بهذه الطريقة... يجب أن أقضي على حياتي لأتخلص من هذه الحياة القاسية...


ثم صعد الى أحد الجبال العالية أمام كهفه المهجور النائي الى أن وصل للقمة... ووقف متأملاً ومودعاً هذه الحياة البائسة القاسية قبل أن يلقي نفسه من أعلى...


وفجأة رأى نور ساطع ونار تسقط من السماء على أرض محلة قبيلته لتحرق الاكواخ وتحرق الكثير من أهل قبيلته.... أبتسم حقداً وشماتةً قائلا: " يستحقون بسبب معاملتهم لي كحيوان... ولكن من أرسل هذه النار الان؟! لقد حدثت هذه الظاهرة من قبل وتقريبا تحدث كل عام... فأنطلق بريق من عينية الالمعيتين وقال لنفسه... يالها من فكرة عبقرية!!! ثم نزل بسعادة ليخبر الناس عما توصل اليه.....!


*الفصل الثاني

*المشهد الأول


دخل شخشخ المحلة الوسطى في المدينة ليجد الناس تتدافع وتصرخ لفقدها حبيب أو عزيز من جراء النار التي سقطت من السماء... ثم وقف منتصباً على صخرة في وسط المحلة وصاح قائلاً:
"أيها الناس! أنتم العصاة الفجرة... أنتم القساة القلوب المتنمرون... أنتم الاشرار... لقد عاقبتكم السماء عما تقترفون من قسوة وإذلال لأخوانكم...." ... جاء الكثير من الشباب والرجال والنساء ليستمعوا له... وما هذا الكلام الغريب على المسامع...هل تعلم يا شخشخ سبب هذه الكارثة؟! فرد شخشخ نعم أعلم! أجابوه من هو؟ ومن هم الذين فعلوا هذا بنا؟! أجابهم أنه الاعظم الساكن ماوراء الشمس فقد أرسل بعضاً من الشمس عليكم! سألوه.. ما أسمه؟! يُدعى ( لهوي) ثم أردفوا... ولماذا فعل بنا هذا؟ وماذا يريد منا؟! أجابهم شخشخ... لقد رأى ولاحظ طويلاً كيف تعاملون الضعفاء والمحتاجين بينكم... ولذلك بعد صبر طويل بدأ في معاقبتكم وسيكرر العقاب الى أن تُبادوا أجمعين....!


رد عليه أحد حكماء القبيلة... أنت تهذي يا شخشخ... فهذه مجرد نار سقطت من السماء وقد حدثت كثيراً من قبل... فهذا أمر طبيعي ويجب أن نعتاد هذا....!


وأردف أخر... دعوا هذا الرجل الاعرج المجنون ودعونا نطفئ النار في بيوتنا وأكواخنا... وأتركوا الهذيان لأصحابه من المجانين والضعفاء والعجزة...!


شاط شخشخ غضباً وصاح " سوف تُعاقبون مرة أخرى... حذاري... فقد سمعكم ( لهوي) فهو سميع عليم بصير بالعباد وسيلعنكم سريعاً... وقد أعذر من أنذر!!!


وتركوه كل الرجال والنساء الا قدر ضئيل من النساء الذين خافوا من هذا الكلام لربما يكون حقيقي... وأنفجروا في بكاء شديد وقالوا لبعضهم البعض " أنا أؤمن بما قاله شخشخ فلقد ظلمناه كثيرا"... والتفتت أحدى النسوة لتسأل شخشخ " كيف تعرفت على ( لهوي) ولماذا أختارك أنت بالذات؟!


فرد شخشخ: " لست أعلم لماذا ولكني كنت على قمة الجبل القابع أمام كهفي... وسطع أمامي نور شديد وصوت حادثني من خلال النور في الوقت الذي كانت تنزل عليكم فيه كرات النار... وأرسلني لتحذيركم!


فردوا عليه... يا شخشخ لا تشعر بالإساءة وأيضا ( لهوي) ياليته يصبر على جهل البعض منا... نحن نصدقك ولقد أمنّا بلهوي الأعظم.... ثم غادروا المكان ليحاولوا إقناع نسوة أخرين وهن بدورهم يقنعوا الرجال!


أبتسم شخشخ وهم يبتعدوا عنه إبتسامة صفراء


*المشهد الثاني


وفي اليوم التالي خرج كثير من الصيادين للصيد حتى يطعموا المصابين بينهم... ودخلوا الغابة المظلمة ليصطادوا بعض الحيوانات البرية... ولكن هاجمتهم مجموعة كبيرة من الاسود وقتلت البعض منهم وأفترسوهم ونجى البقية عن طريق تسلق بعض الاشجار بعد قتلهم بعض الاسود... وفي النهاية رجعوا للقبيلة ومعهم صيد واحد فقط!!


شخشخ الذي كان دائما ينتظر ليتناول الفتات بعد ولائم الصيد هذه سمع بما حدث للصيادين... ثم صاح فيهم جميعاً: " هذا أصبع (لهوي)... لقد حذرتكم! "وأبتدأت النساء وتبعهم الرجال بإيعاز منهن أن يستمعوا لشخشخ هذه المرة...!


ثم تقدمتهم إمراءة مسنة قائلة " أنت رجل صالح يا شخشخ... أخبرنا عما يجب علينا فعله.... فرد عليها... يجب أن تصوموا عن الطعام والشراب حتى منتصف نهار الغد... أنتم و نساؤكم ورجالكم وأطفالكم... ويجب أن تحضروا هذه الصيد الى الصخرة الكبيرة أمام كهفي حيث سقط النور الذي حادثني هناك وتقدموها أضحية ومحرقة ل ( لهوي) وفي منتصف نهار الغد سأخبركم بما سيخبرني به الهي والهكم ( لهوي)! ففعلوا هكذا... حملوا الذبيحة الى الصخرة التى طبقاً لشخشخ ستنزل نار من عند (لهوي) لتأكل وتحرق هذه الذبيحة حتى يتنسم ( لهوي) الرضا عنهم! ثم رحلوا بعيداً الى بيوتهم!


أخذ شخشخ الذبيحة وأضرم ناراً ليشوي اللحم... فأخيراً بعد ما كان يتناول العظام والبقايا.. أصبح يتناول أفضل اللحم الان... وملأ معدته من اللحم الشهي وخزن بعض منه للأيام القادمة... ثم أخرج البقايا وأضرم فيها ناراً على صخرة الذبائح التي أمام كهفه... ثم قال لنفسه: " الأن! ستروا ما الذي يمكن لشخشخ أن يفعله...! ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها !!"


*المشهد الثالث


إجتمع جمع كبير من القبيلة من الرجال والنساء والاطفال أمام الصخرة التي قُدمت عليها الذبيحة يتأملون فيما تبقى منها من رماد بعد الحرق من جراء النار التي أرسلها ( لهوي(!!


وأعتلى لهوي صخرة أمام كهفه والناس أمامه وصمت طويلاً وهو يرفع يديه الى السماء... ثم أنخرط في صياح عالي قائلا : : يا لهوي! يا لهوي! يا لهوي! شمروخ! مطروخ! شرم! برم! هاتوا! باتوا! فستق! بنطق! " ثم ركع على الارض مدة دقائق... ثم خاطب الشعب قائلاً لقد تنسم ( لهوي )الرضا عنًكم! ولكنه أملى عليّ أمرين يجب عليكم تنفيذهم في التو واللحظة....


الامر الاول: قد أملاني ( لهوي عشر وصايا ويجب أن تحفظونها عن ظهر قلب وتنفذونها في حياتكم حتى لا يغضب ( لهوي ) وهي كالتالي:

1. يجب أن تشهد أن ( لهوي ) ربك وإلهك وخالقك ومعبودك من دون الألهة أجمعين.
2. أطع ( لهوي) في كل وصاياه وأطع رسوله الذي لا ينطق عن الهوى، و ايضاً أطع أولي الامر منكم.
3. أذكر ( لهوي ) في كل دقائق حياتك.
4. تعاونوا ولا تتحازبوا فيما بينكم.
5. لا تقتل أبن شعبك.
6. راعوا الضعيف والمحتاج بينكم فلهما نصيب مما يرزقكم (لهوي( !
7. تعال بعُشر ما تقتنيه وما تصطاده وما تزرعه الى ( لهوي) ربك وإلهك ومالك المُلك... بالاضافة الى كل بكور زرعك وخبزك وصيدك وغنمك وبقرك للرب إلهك ) لهوي(.
8. على كل أسرة أن تختار أحد أبنائها وتقدمه ليكون خادماً للأله ( لهوي) ويجب أن يكون دون الخامسة من عمره.. هذه فريضة عليك أيها الشعب.
9. لا تشته ما لقريبك من ممتلكات أو نساء أو أولاد بل أدعي الرب إلهك أن يرزقك مثلها أو خير منها.
10. من يخالف إحدى هذه الوصايا يمت موتاً وتقطع هذه النفس من الشعب....



أما عن الامر الأخر فقد أوصى الاله ( لهوي) أنه يجب أن يتم إرسال أحد العذارى أو النساء الجميلات الذين هم بلا عيب يومياً لتنال بركة خدمة المذبح و) لهوي) ورسوله لمدة يوم واحد!!!


هذه هي مطالب ( لهوي) ليرضى عنكم أيها الاخوة والاخوات فما ردكم!


فصاحوا جميعاً موافقون وسجدوا أمامه إحتراماً وتبجيلاً!! فمد شخشخ يديه وباركهم قائلاً: " ليكن ( لهوي) معكم ويحرسكم ويتقدمكم ويرزقكم من حيث لا تحتسبون، وتكونوا مصدر رهبة وخوف لغيركم من الشعوب!"


وكرر الجميع لأول مرة في التاريخ بعد هذا الدعاء ( أمين).... والتي تعني نعم فليكن!!


قام الجميع يرددون الشكر ل ( لهوي) فقد أصبح حاميهم وراعيهم ضد الاعداء والحيوانات الضارية وهذا مقابل طاعتهم لوصاياه! ولقد أصبح لهم رسول وهو الرسول ( شخشخ) عليه أفضل سلام ليتواصل مع ( لهوي) نيابة عنهم!!!


*الفصل الثالث


*المشهد الأول


يظهر شخشخ على سريره نصف عاري وأول إمرأة تدخل عليه لخدمته كانت تقوم بتنظيف الكهف القذر! وتنظيف وترتيب صخرة المذبح... وقد كانت هذه المرأة التى أختارت أن تكون المبادرة هي ( بهلولة) أول من أحتقرت شخشخ.... ثم جاءت بهلولة لتسجد عند قدميه قائلة "يا سيدي قد نظفت لك المكان فهل من أوامر أخرى.....!"


ويقول شخشخ " تعالي بجانبي يا بهلولة فطالما فُتنت بجمالك.. وأحببتك كثيراً وستكونين من أمهات المؤمنين!!


فترد بهلولة " شكراً سيدي... هذا من دواعي سروري!"


ويرد شخشخ " أصعدي بجانبي لأرى جمالك الفتان البديع، وأنزعي عنك ثيابك لنرتشف من الحب الى أن يطلع االنهار.....


قالت بهلولة " صراحةً يا شخشخ لا أعرف لماذا أختارك ( لهوي) ولكنني أمنت ب( لهوي) وبالتأكيد يرى فيك ما لا أراه وأنا يالغبطتي وهنائي أن أكون أول نساؤك وأخذ بركة من جسدك المقدس.....!


فأنهال عليها شخشخ مقبلاً أياها قائلاً: " تعالي سأملئك بركات حتى طلوع الصباح....!


*المشهد الثاني


لقد مر شهر الان على نزول الوحي عل شخشخ وقد كانت هناك إمرأتان تتحادثان في الطريق أثناء ذهابهما لجلب المياه من النهر....


- هل ذهبتي لسيدنا شخشخ يا سعدية؟! ردت سعدية: " نعم وأنا حبلى منه الأن! وأكثر من عشرون إمرأة وفتاة حبلت منه خلال الشهر الماضي...! إنه رجل مبروك بحق!... غير أني أتمنى أن أذهب أليه مراراً فيما بعد فأنا لن أكتفي بمولود واحد منه!
- وأنا أيضاً حبلى منه فقد كنت أول النساء اللذين خدمنه وقد كان وحشاً كاسراً معي طوال الليل... وبالفعل لم تمر أيام حتى شعرت بثمرة بركته داخل أحشائي! لقد فعل ما عجز عنه الكثيرين من رجال القبيلة... فهو أصبح سيدي ومولاي... وأبو لطفلي وأطفال أخرين فيما بعد!!!
- قالت سعدية: دعينا نحرض جميع النساء على خدمته ممن يشككون فيه وفي كراماته!
- نعم هيا بنا... أشعر بواجب مقدس لفعل هذا... فهو سيدنا وأبو أولادنا!


*المشهد الثالث


يجتمع أولي الأمر من القبيلة حول شخشخ ( الذي أصبح زعيماً مهاباً من الجميع، والذي أصبح أغنى رجل في القبيلة له من العبيد والاماء والغنم والبقر الكثير والكثير) وكان شخشخ يحادثهم ويفقهم في الدين الجديد يومياً بعد إنتهاء عملية الصيد والزراعة... أتيين ومعهم القرابين والهدايا ليرضى عنهم ( لهوي( ورسوله شخشخ!


ويسأل أحد الرجال المدعو (محلوش) شخشخ : " قل لنا يا سيدنا ومولانا شخشخ الى أين يذهب الانسان بعد الموت؟!"


فكر شخشخ طويلاً فهذا السؤال لم يطرأ بباله من قبل قط!


ثم قال " يا أعزائي من يطيع وصايا الاله ( لهوي ) سيذهب الى الجنة بعد الموت وهي مكان فسيح بها ما لذ وطاب ولن يحتاج لتعب أو صيد ونصيبه من النساء سبعون هناك.... أما من يعصي ( لهوي ) فبجانب قتله هنا... سيذهب بعد الموت الى جحيم أبدي مستعر يتعذب الى أبد الابدين دون منقذ!!! "


إرتاع الجمع وفزعوا قائلين " إحفظنا يا لهوي " " أعوذ بلهوي " !!


وتابع شخشخ إبداعه في الرد على التساؤلات الى أن سأله أحدهم المدعو شلقان قائلاً " هل يمكننا أن نرى لهوي هذا ؟ "


فغضب شخشخ كثيراً... يا كافر... لا أحد يرى ( لهوي ) ويعيش! فهو مثل الشمس لا تستطيع أن تنظر إليها بعينيك ولكنك تشعر بحراراتها وضوئها... إن ظهر لك لهوي في مجده ستحترق وتتحول الى رماد!!


صاح الجميع " أعوذ بلهوي العظيم! سبحان لهوي! "


تابع شخشخ: هيا بنا نتلو دعاؤنا ثم بعد ذلك يكون لقاؤنا غداً بأذن لهوي!


" يا لهوي ! يا لهوي! يا لهوي! سبحانك أنت إلهنا.. أنت بارئنا... أنت حافظنا ... كن معنا وأرشدنا المسلك والطريق... فأنت لنا خير رفيق... أمين."


*الفصل الرابع


*المشهد الاول


والأن وقد شاخ شخشخ ولم يبقى أحد في القبيلة الا وأمن بلهوي وبرسوله الكريم شخشخ وأصبح لشخشخ صحابة من كبار القوم وأصبح له أبناء بالمئات بل الالاف... وقد أختار منهم سبعون تلميذاً... علمهم الكثير والكثير من خبراته وفنونه وحكمته الى أن جاء يوم الممات حيث أشتد عليه المرض والوهن.. فأستدعى تلاميذه السبعون وسمح لأثنى عشر فقط من الاقربين لديه ليدخلوا الى خباه وهو على فراش الموت!


- قال شخشخ: يا تلاميذي.. لقد أنتهى عصري... وبدأ وقتكم وزمنكم... وأريد أن أعترف أخيراً بإعتراف ربما لم تعرفوه من قبل... هل تعلمون أنكم أبنائي من صلبي ولستم تلاميذي فقط؟!!!
- رد أشدهم ذكاءاً وفطنة وأصغرهم سناً والمدعو شملول قائلاً: لقد فطنت لذلك يا أبي ولم أجرؤ على التكلم به... فأبي من رباني ضعيف الحجة والحيلة... ولم أشعر بأني إبناً له أبداً في يوم من الايام!
- رد شخشخ: نعم يا شملول فأنت أحد أبناء بهلولة ، أحب النساء الى قلبي وقد كان لي منها خمس أبناء وأنت أصغرهم... فهل تعتقد أني أنا الاعرج الضعيف أن تنظر أمك إليّ دون ما توصلت إليه وعلمتكم إياه....!

- أجاب شملول: لا يا أبتاه فنحن شاكرون ممتنون لك وهاك يديك أقبلهما نيابة عن أخوتي السبعون، تلاميذك!!
- فرد شخشخ: يا شملول تزعم وقد أخوانك فأنت من الان وصاعداً خليفتي! فالبرغم من صغر سنك إلا أنك أظهرت نبوغاً ودهاءاً... فاق جميع أخوتك... فيا أبنائي الامر ليس في القوة ولا كثرة العتاد والرجال بل يكمن في العقل والفكر.. فبالعقل يمكنك التحكم في أي شئ أخر... فكونوا عوناً لبعضكم البعض... وعاقبوا بالموت من يجرؤ على التمرد او التشكيك في الدين أو بكم وأتركوا العقاب للأخرين ولا تنفذونه أنتم... فهم سيحرصون على حماية الدين رضاءاً ل (لهوي(!!


يا أبنائي من خبرتي الناس تتطور وتعدل من أفكارها؛ فلذلك كونوا مرنيين وأستخدموا ذكائكم في محاصرتهم فكرياً حتى لا يشردوا بعيداً عن القطيع.... فإبداعكم مطلوب بجانب المرونة! حتى ولو كان الثمن ظهور مذاهب وفروع من هذا الدين!


ووداعاً أبنائي........ ثم نكث رأسه وسكن بدنه! لتسيل دموع الابناء طويلاً!


الى أن قام شملول بتقبيل هامة رأس أبيه قائلاً: " مت يا أبي شبعان أياماً... ونحن في أشد الامتنان لما فعلته... وبرقت عيناه بمزيج من الدهاء والقسوة!! ونادي أخوته التلاميذ السبعون قائلاً


بما أني خليفة أبي فإليكم الاتي : ما سمعتموه من أبي لا يخرج عنا أبدأ وهو محرم حتى أن نتحدث فيه فيما بيننا... أم عن جسد أبينا فيجب قبل علم أي أحد أن يتم نقله لمكان أمين يخفى عن الجميع....ويجب أن ننشر فكرة أن مولانا وسيدنا شخشخ لم يمت بل صعد الى ما وراء الشمس فهو يقيناً ( لهوي) بنفسه متجسداً... فقد تواضع وأخذ صورة وهيئة بشر وعاش بيننا ولم يذق الموت فهو (لهوي) الذي لا يموت، ثم صعد الى ما وراء الشمس! ويجب أن نعدد من كراماته التي تؤكد ألوهيته في جميع أنحاء قبيلتنا....


أما بعد فلن تتسع لنا هذه المدينة وحدها ويجب أن نفتح ونغزو جميع المدن المجاورة وليسود ( لهوي) ورسوله وتلاميذه على الجميع...من معي يا اخوتي في هذا؟! رد الجميع... كلنا معك يا أخينا ومولانا شملول!!!
ثم أضاف شملول... أستدعوا اليّ كبار القوم بعد أربعون يوماً من الأن!! وفي خلال هذه الايام لنذكر للجميع قصة صعود وكرامات الاله ( لهوي) الظاهر في الجسد على هيئة أبينا وسيدنا شخشخ عليه السلام!!


*المشهد الثاني


يجتمع شملول مع كبار القوم محتفلاً بمرور سبعين عاماً على حلول الاله في وسطنا وبمرور أربعين يوماً على صعوده من أرضنا الى ما وراء الشمس!!!


وقال أحد الرجال... نحن نبايعك يا شملول سيداً وخليفةً ل( لهوي) ونحن عبيدك فأمر وسنكون عند طوعك سامعين طائعين!!


قال شملول: لقد تبادر الى مسامعي أن المدن المجاورة يستهزأون من إلهنا ( لهوي) ومن رسوله شخشخ عليه السلام ومن تلاميذه رضى لهوي عنهم ويجب معاقبتهم على تلك الجرأة والوقاحة فقد صعد شرهم وتمردهم الى أذان ( لهوي ) وأعطانا الاذن في أبادتهم عن بكرة أبيهم!


لذلك فمن الغد يجب غزو أول مدينة... بكل العتاد والاسلحة والرجال... أقتلوا وحرموا جميع الرجال... فيما عدا من يؤمن بلهوي ورسوله وخليفته... أستبقوا لكم النساء والاطفال من الصبية والصبايا....!


فرد الجميع سمعاً وطاعةً يا مولانا!


*المشهد الثالث


مر الأن عشرون عاماً على بدأ الغزوات والفتوحات وأصبح تعداد المؤمنيين بلهوي الملايين وكان لا بد من كتابة دستور يجمع هؤلاء على أيمان واحد... دون التطرف أو التمذهب وبعيداً عن التقليد الشفاهي الذي أتضح لشملول أنه يختلف ويتخالف بين أخوته وأبناؤهم... فقد ظهرت قصص وروايات مختلفة عن شخشخ وأراد أن يقضي على هذا الامر ويوحد الافكار في كتاب مقدس كريم واحد.... فجلس شملول ومسك بالقلم والقرطاس وأبتدأ يكتب......


شملول ) كاتباً): في البدأ خلق...................( فكر كثيراً شملول في فاعل هذه الجملة ومفعولها... وأستدعى من ذاكرته قصة أبيه ومولاه شخشخ وكيف كان وكيف أصبح وكيف جاءوا الى هذا العالم وكيف أصبحوا سادة القوم بل ملوكاً.... حتى ولو كانوا يُعتبرون من قبل الجميع خدام!!!.....)


ثم أبتدأ يكتب الكتاب الشريف الذي سيوحد صفوف تابعي ( لهوي) مبتدأً بهذه الجملة:


في البدأ خلق ( لهوي) السموات والارض والإنسان و.......


تغلق الستائر على شملول وهو يسرد أيات وقصص ستتحكم في سلوك الناس.... فصمتاً أتركوا الوحي يُكتب في هدوء................



مقالات سابقة من نفس السلسلة:

1- سلسلة القول الصريح في الإلحاد الصميم - 1 – الإله الدموي !!! ... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=378847 )
2- سلسلة القول الصريح في الإلحاد الصميم - 2 – التدرج السُباعي نحو الإلحاد الواعي !!!... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=379220 )



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة القول الصريح في الإلحاد الصميم - 2 – التدرج السُباعي ن ...
- سلسلة القول الصريح في الإلحاد الصميم - 1 – الإله الدموي !!!
- سلسلة في نقد العقل القبطي المسيحي – 8 – الميلاد الثاني أو ال ...
- سلسلة في نقد العقل المصري – 5 – الدستور المصري يعترف بيهود ل ...
- سلسلة في نقد العقل المصري – 4 – تحذير لفاعلي الخير!
- علموا أولادكم اليهودية والمسيحية والإسلام ... أيا معشر الملح ...
- سلسلة في نقد العقل القبطي المسيحي – 7 – أصل الإيمان الخرافي ...
- سلسلة في نقد العقل المصري – 3 – فصامية السلوك المصري!
- سلسلة في نقد العقل القبطي المسيحي – 6 – سياسة ترغيب الفقراء ...
- سلسلة في نقد العقل القبطي المسيحي – 5 – وسائط النعمة في كنيس ...
- سلسلة في نقد العقل القبطي المسيحي – 4– قصص القديسين الوهمية ...
- سلسلة في نقد العقل القبطي المسيحي – 3 – قديسي الواقع أفضل من ...
- سلسلة في نقد العقل القبطي المسيحي – 2 – شفاعة القديسين!
- شفاعة القديسين!
- كيف تنمي ذكاؤك للدرجة التي تقودك الى النجاح في كافة أوجه حيا ...
- العلاقات والدلالات الضمنية لفترات الصمت المطولة في حياة بولس ...
- سلسلة في نقد العقل المصري – 2 – الإغتصاب والتحرش الجنسي!
- سلسلة في نقد العقل المصري – 1 – مروءة الرجال مع النساء!
- سلسلة في نقد العقل القبطي المسيحي – 1 – منع أبن الزوجة الثان ...
- العرب والشعر ... في مقابل ... الغرب والعلم!!!


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - سلسلة القول الصريح في الإلحاد الصميم - 3 – مسرحية بعنوان ( في البدأ خلق الإنسان الله!)