أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - يتسحاق بيشفيتس زينغر ...كاتب وتاريخ أضاءة على مقال الاستاذ كلكامش نبيل















المزيد.....

يتسحاق بيشفيتس زينغر ...كاتب وتاريخ أضاءة على مقال الاستاذ كلكامش نبيل


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 16:32
المحور: الادب والفن
    


يتسحاق بيشبيس زينغر ..كاتب وتاريخ .
إضاءة على مقال الاستاذ كلكامش نبيل
"متى كنتم في السماء ، وما هو شكل رب العالمين ؟".
"صانع العجائب من لوبلين " هو عنوان رواية جد شهيرة لبشبيس ، ولكنه ايضا اسم بطل هذه الرواية الذي نقل الكاتب على لسانه هذا الاقتباس المذكور أعلاه والذي يعبر عن الكاتب ايضا ، ولمن يقرأ بالإنجليزية فقد تمت ترجمة عنوان الرواية ب "الساحر من لوبلين" . وبما أنني قرأت الرواية بالعبرية فقد كانت الترجمة ب "صانع العجائب ..." . وأعتبر النص العبري هو الاقرب لحرفية وروح النص الاصلي ، لأن العبرية هي الشقيقة والام للييديش ، بالاضافة الى اباء اخرين متعددين .
ويعود ذلك الى حقيقة أن الكاتب بيشبيس ، يكتب بلغة الييديش ، وهي لغة يهود شرق اوروبا ما قبل الحرب العالمية الثانية . حينما بلغ عدد من تحدث بها من اليهود الملايين ، وبعد قيام دولة اسرائيل وهجرة من تبقى من يهود شرق اوروبا اليها ، كانت الييديش في سنوات الدولة الاولى لغة واسعة الانتشار ، حتى أن الحزب الشيوعي الاسرائيلي أصدر حينها نسخة من صحيفته الحزبية الاسبوعية بلغة الييديش. ولا بد من التذكير بأن الاتحاد السوفياتي السابق ، ايام ستالين ، أقام منطقة حكم ذاتي لليهود ، منطقة ، بيروبيجان ، والتي كانت لغتها الرسمية الييديش اضافة الى الروسية ، وجاءت منطقة الحكم الذاتي هذه ، في اطار حل المشكلة القومية في الاتحاد السوفياتي ، بما فيهم اليهود .
لقد نشأت حركة ثقافية بين اليهود في اوروبا ، وكانت الييديش لغة الحياة والابداع . بينما كانت العبرية لغة المعبد والطقوس الدينية . وكنت قد نشرت مقالا بعنوان " تعلموا من العبرية ..." وهذا رابطه يحكي قصة احياء العبرية ، الذي أدى الى "ضمور " لغة الييديش ، لغة ابداع كاتبنا . http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=360981
وبقي بيشبيس مجهولا لدى غالبية قراء الادب ، بما فيهم أنا الذي أعتبر نفسي واسع الاطلاع وذواقة ، بقي مجهولا لأنه يكتب بلغة شبه منقرضة ، فمن يتحدث ويقرأ الييديش هذه الايام هم في الغالب ، اليهود المتزمتون الغربيون والقليل من كبار السن والتي كانت الييديش لغة أمهم .
الى أن حصل كاتبنا على جائزة نوبل في الآداب . وكانت مفاجأة للكثيرين ومنهم ايضا ، الذين انتقدوا قرار لجنة نوبل ، وكتب بعض العرب المؤمنين بنظرية المؤامرة ، بأن جائزة نوبل يتحكم بها الصهاينة واللوبي اليهودي ، لهذا يحصل عليها اليهود ولو كانوا مغمورين !!
وأحقاقا للحقيقة ، فهناك كثير من المبدعين العرب ، لا يقلون في شيء عن الحاصلين على نوبل ، لكنهم لا يحصلون عليها كالدكتورة نوال السعداوي على سبيل المثال لا الحصر وغيرها الكثير ، لأسباب اجهلها ، ولربما تكون العوامل الذاتية هي السبب !!!.
ولنعد ، الى كاتبنا ، والذي كان فوزه بنوبل دافعا "لانتشاره " وزيادة الاهتمام بإبداعه وبسيرة حياته .
ومن سيرته الذاتية ، نعلم بأنه ابن لعائلة يهودية بولندية متدينة كباقي العائلات اليهودية (الاب رابي ومن عائلة رجال دين لعقود سالفة ، والام ابنة رابي مشهور )، والعوائل كانت تعيش في مجتمعات مغلقة ، تسودها ثقافة يهودية دينية ، يقودها تيار متزمت يدعو للحفاظ على خصوصية اليهود الدينية والعرقية في مواجهة المجتمع البولندي والاوروبي عامة والذي كان يشهد تحولات كبرى ، وأهمها التحديث الفكري . وخصوصا التعليم العام الذي ركنا أساسيا من حياة الافراد ، بينما اقتصر التعليم في الغيتو اليهودي على دراسة الدين ونصوصه في الحيدر وهي الغرفة او الكُتاب . وقد تحدث الكاتب الى كاتبة سيرته الذاتية واصفا تسلط الدين ورجاله على حياة اليهودي البسيط قائلا :
" لقد جعلوا حياة اليهودي مُعقدة ، فلم يبق له وقت للاشتغال بشيء اخر ما عدا الدين ، ففي اوساط المريدين والاخرين تحول الانشغال بالدين الى عمل متواصل على مدار الساعة ....ولطالما تساءلت بيني وبين نفسي : اذا كان الله موجودا ، فلماذا من يلتزم بالتعاليم .. هم فقراء ومرضى ،بينما من لا يلتزم بتعاليم الدين هم السعداء؟ ..بجيل مبكر فهمت ان الدين بهذه الصورة ما هو الا تأويلات وتفسيرات على تأويلات وتفسيرات ...". اليس هذا هو الغيتو الذي يعيش به غالبية العرب والمسلمين ؟؟!!
ما يُميز ابطال رواياته هو الشك ، وهو نفس ما ميز الكاتب الذي قطع صلته بالدين وانضم لأخيه الكبير الى عالم الكتابة .
ومع أنه هاجر الى الولايات المتحدة ، الا أن عائلته وخصوصا أمه قد ماتت في معسكرات الاعتقال النازية . وفي قصة كاتب الرسائل ، يكتب البطل رثاء لفأرة شاركته حياته لفترة وماتت بسببه ، :" ماذا يعرفون – كل هؤلاء الفلاسفة وكل هؤلاء المثقفين – عن أمثالك ؟ لقد اقنعوا انفسهم بأن الانسان ، اسوأ المجرمين من بين كل الانواع ، بأنه خير البرية . وقد خُلقت كل الكائنات من أجل أن تُزوده بالغذاء ، الجلد ، ولكي تعاني الالام والابادة . من وجهة نظرهم ، كل بني البشر نازيون ، بالنسبة للحيوانات فكل يوم هو تريبلينكا " . " وتخليدا لذكرى أمه فقد اضاف اسم عائلتها لاسم عائلته ، اسم زينغر .
هذا الموتيف الذي يتحدث عن الوحشية الانسانية في ابشع صورها ، وهي الابادة الجماعية للملايين في معسكرات الاعتقال النازية ، تريبلينكا مثلا ، يُصور الانسان وبشكل عام ، كأسوأ المجرمين ، وما القضية الا نسبية ، فالإنسان يرتكب الابادة يوميا ، بحق الحيوانات !! ولكم أن تنطلقوا بخيالكم وتجمحوا ، لكنه كان مدافعا عن حقوق الحيوانات وكان نباتيا .
هذه الصراعات في النفس البشرية وهذا التأمل العميق لمعنى الوجود والشك في كثير من المُسلمات ، بل قدس الاقداس ، هي الافكار الاساسية في كتابات بيشفيتس .
البيئة التي يكتب عنها ، تتشابه كثيرا مع الغيتو الذي يعيش فيه العرب والمسلمون ، غيتو يقاوم كل جديد ، ويفرض نمطا حياتيا ، فكريا وسلوكيا على ابنائه . والتحرر من قيود الغيتو لا يتم الا بالتمرد .
ولعل ، كتاباته وسيرة حياته تؤكد على حقيقة يتجاهلها الكثيرون الا وهي ، بأنك تستطيع ان تكون ابنا لثقافة في طريقها الى الانقراض ، وتكتب بلغة لا يتحدث بها الا قلة من القلة ، لكنك حينما تضع القيم الانسانية العليا وصراعات النفس البشرية في أطار روائي وبحبكة وقدرة عالية ، فستتحول الى العالمية .
لكن بالمقابل ، قد تكون ابنا لأمة كبيرة وتتحدث بلغة من أكثر اللغات انتشارا ، لكنك تُخاطب عقول القراء ببذاءات وترهات ، فلن تحصل الا على زيادة منسوب الكراهية والاحتقار في نفوس قرائك !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الرقصة في قطر ..!!-
- ابوس الأرض تحت نعالكن م ..
- نفي النفي ..والفرق بين النكاح والمناكحة
- مجاهد شهيد أم مغامر قتيل ؟؟!!
- نصيحة للمُقدمين على الزواج .
- تمجيد وتجميد ..
- حديث عابر
- الكيماوي السوري وعرب اسرائيل .
- وما اعتقلوه وما سجنوه ولكن ..
- الجهاد الجنسي بين الفقه والباثولوجي ..
- سرديتان من الواقع السوريالي .. البغل يرتدي بنطلونا..!!
- الدكتاتوريات المُستبدة والمُعارضات اللامسؤولة .
- سُكارى وما هم بسُكارى ..!! أو شخصيات تُعجبني ..
- هلوسات ....!!
- عدو عدوي صديقي ..
- ديماغوغية رقمية !!!
- قطبا الحكم في النظام الديموقراطي
- تضامن ومناشدة
- اعوذ بك من علم لا ينفع ...!!
- الارض المحروقة و-صيد الساحرات -...


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - يتسحاق بيشفيتس زينغر ...كاتب وتاريخ أضاءة على مقال الاستاذ كلكامش نبيل