أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالسلام سامي محمد - سنبقى ابد الدهر قردة ,, ما لم نغير من سلوكنا !!!!















المزيد.....

سنبقى ابد الدهر قردة ,, ما لم نغير من سلوكنا !!!!


عبدالسلام سامي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 16:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم الهفوات و الاخطاء الكثيرة و الكبيرة في بعض المرات المتعمدة منها او غير المتعمدة التي نقع فيها دوما جراء تعاملنا اليومي مع البعض و مع الاخرين و مع مجريات الاحداث اليومية , الا ان الانسان الشرقي و مجتمعاتنا الشرقية بصورة عامة تفتقد الى الجراءة و المصداقية و الشجاعة الكافية و تتردد كثيرا في مواجهة تلك الاخطاء بغية القيام بتصحيح مساراتها الخاطئة و سلوكياتها العوجاء , ان كانت تلك الهفوات على مستوى العلاقات الفردية او الجماعية او على مستوى النهج غيرالسليم او السياسات الخاطئة المتبعة من قبل الحكام و المسؤولين و الانظمة , لا شك ان الاسباب الكامنة و الرئيسية وراء ذلك التردد هي كثيرة و مختلفة و منها على سبيل المثال , الخوف الشديد من ردود الفعل القوية و غير المتوقعة من الشخص المنتقد (بفتح القاف) و خاصة اذا كان هذا الشخص حاكما او مسؤلا او حزبا يتزعم السلطة , كون عملية توجيه النقد الى مثل هؤلاء الاشخاص الذين يتربعون على كراسي السلطة و يمتلكون زمام الهيمنة و القدرة و اساليب القوة هو امر في غاية الصعوبة و الخطورة و له في اكثر الاحيان تبعياته التاءديبية و القانونية القاسية على صاحبه !!! و بالذات في حالة غياب الحريات العامة و حقوق الانسان , وهذا ما يعاني منه الجميع في دول العالم الثالث ان لم يكن السادس , و السبب الثاني للسكوت و الانصياع و عدم القدرة على المواجهة يعود الى حالة الجهل و التخلف الفكري و الاءجتماعي و الرضوخ الى الكثير من العادات و التقاليد الاجتماعية القديمة البالية التي فرضت نفسها بشدة على واقع المجتمعات الشرقية الفقيرة و المتخلفة منذ فترة ليست بالقصيرة , مما حدا بها و منعها من رؤية واقعها المتردي المتخلف بشكل عقلاني و سليم , اما السبب الاخر و المهم فيعود من دون شك الى الاساليب التربوية و التعليمية القديمة المتبعة لحد الان في البلدان المتخلفة و التي يكون فيها عدم التعامل مع النقد و النقد الذاتي و مساءلة التعبير عن الاراء بصدق و حرية وبشكل منطقي و موضوعي امرمعقد و شاذ على افراد تلك المجتمعات و امر غريب كذلك على مناهجها التربوية و التعليمية , بعكس المجتمعات المتقدمة في المناهج التربوية و التعليمية المتطورة و الصحيحة والمالكة لقوانين اكثر انسانية ولاءنظمة سياسية اكثر عدالة, تلك الانظمة التي اخذت على عاتقها مسؤولية الحفاظ على الحريات الفردية و العامة و احترام حقوق وحرية و كرامة الانسان من اولويات مسؤولياتها السياسية و الاخلاقية , و على هذا الاساس و بسبب غياب الحريات العامة و الاسس السليمة و الكفيلة للتعبير عن النفس من دون خوف و تردد في انظمتنا الشرقية بصورة عامة فاءن باب التعبير عن الاراء يكون مفتوحا فقط عبر اعطاء المجال و الحرية الكاملة للمتملقين و الانتهازيين و المنافقين لوحدهم في القيام بالتعبير عن افكارهم الفاسدة و سلوكياتهم الانتهازية المشينة , مما نتج عن ذلك الى استغلال المنافقين و الانتهازيين لهذه الظاهرة الشاذة و انتهازهم لجميع الفرص بل و خلقهم للكثير من الفرص للقيام بالنفاق و الرقص على الاربعة للحكام و الانظمة الفاسدة و تمجيد و تقديس و لحس احذيتهم بغية الوصول و باءسرع و قت ممكن الى غاياتهم المنشودة و مصالحهم الانتهازية القذرة , و لهذا نرى باءن الاءغلبية الساحقة من افراد مجتمعاتنا تاءثرت و تقع تحت تاءثير نفسي كبير لهذا الممارسات الدنيئة ولهذا السلوك الانتهازي الفاسد الوقح بشكل واضح و جلي مما جعلت من الاكثرية ان تتماطل و تتهرب من مسؤولياتها الوطنية و الاخلاقية المهمة والاساسية في دعم و مساندة القضايا الوطنية الهامة و الوقوف بوجه الاخطاء و الجرائم التي ترتكب , حيث التجاءت هي الاخرى الى ظاهرة تمجيد و تعظيم و تقديس الحكام و المسؤولين خوفا منها على ارواحها و تجنبا منها للعواقب المرتقبة المترتبة على توجيه النقد و اظهار الحقائق و رفع الستارعن ظاهرة الفساد و مساويء و جرائم الحكام والمسؤولين , حتى و ان كان غض النظر و التماطل لا تتلائم مع القناعات الفكرية للكثيرين منهم , و بهذه الطريقة تمكن الانتهازيون و المنافقون من احراز الفوز و النصر النهائي على المباديء الانسانية السامية و على كافة الطبقات و الشرائح الاجتماعية الاخرى, و خاصة عن طريق التقرب شيئا فشيئا الى الحكام و المسؤولين الكبارو من بعدها فسح المجال للاستيلاء على معظم مراكز القوة و السلطة في الجهازين الحزبي و الحكومي لهذه الدول , و جراء استلام هذه الشريحة الانتهازية الفاسدة على كل تلك المراكز المهمة في الدولة انتشرت ظاهرة الفساد بسرعة اكبرو بوتيرة اسرع بين كافة شرائح المجتمعات الشرقية و في جميع هياكل الدولة و مؤسساتها العاملة و في كل مكان , و بات من الصعب جدا و انما من المستحيل القيام بتصيحح المسارات الاخطاء ومحاربة ظاهرة الفساد و المحسوبية في جميع الانظمة الشرقية بشكل رادع و سليم , و بهذا التدني السلوكي الاجتماعي الكبير و بتفشي هذه الظاهرة المدمرة الخطيرة اصبح الكذب على النفس قبل الاخرين من سمات البينة الفكرية لاءغلبية افراد المجتمعات الشرقية المتخلفة , فلا غرابة ان نجد طوابير من الناس يهلهلون و يزمرون و يطبلون و يرقصون يوميا في الساحات العامة و في الشوارع الرئيسية تقديسا لهذا الحاكم او تمجيدا لذلك الحزب او ذلك المسؤول , رغم علم الاغلبية باءخطاء هؤلاء و بجرائمهم و فسادهم الفاحش , فالاعياد القومية و حفلات الاعراس ومناسبات اعياد الميلاد و مناسبات التخرج من المدارس و ايام العطل الرسمية و المناسبات الدينية و الوطنية و ايام اجراء الانتخابات العامة تتحول جميعها الى مناسبة واحدة و ذو صبغة واحدة و ذو مدلول و طابع واحد, و هو اللجوء الى الرقص و القفز على الاربعة للحاكم الفلاني و الحزب العلاني , و بهذا السلوك المشين و الجبان و غير المسؤول من قبل اغلبية المواطنين في بلادنا الشرقية , فاءن المناسبات القومية و الوطنية و الاعياد الرسمية و شبه الرسمية فقدت من قيمتها الاساسية و فقدت كل الاهداف و الغايات التي كانت تقيم من اجلها في السابق , اضافة الى فقدانها الكلي لبهجتها و رونقها و حلاوتها و طعمها و لذتها , من دون ان يفكر احد من هؤلاء المنافقين باءن تصرفهم القردي القبيح هذا لا تقلل من شاءن هذه المناسبات الكثيرة و الاعياد العامة فقط , و انما هو بحد ذاته اساءة كبيرة موجهة الى قيمة و كرامة الانسان الحقيقية وقيمه الاخلاقية , فرقصهم القردي هذا لا يؤثر سلبيا فقط على اءسس التقدم و التطور و الازدهار لمجتمعاتهم و بلدانهم , و انما هو قبل كل شيء طعنة و صفعة قوية موجهة الى القيم الانسانية في العيش بحرية و عدالة و مساواة , فهم بنفاقهم وبتملقهم المبالغ فيه هذا و بتصرفاتهم اللامسؤولة و المنافية لاءبسط القيم والاعراف الانسانية لا يحولون انفسهم فقط الى مسخرة و مهزلة عند الحكام و المسؤولين ,و انما يتحولون و بصورة عفوية و اوتوماتيكية الى طوابير و فيالق و جيوش اقرب الى الخرفان و الماشية , عندما يسلمون كل زمام امورهم و يضعونها في اءيادي هؤلاء الحكام و المسؤولين , ليتحكموا بهم و بمصائرهم و بثروات بلادهم و بمستقبل ابنائهم و اجيالهم القادمة حسبما تشتهي لهم انفسهم و مصالحهم و ضمائرهم المتحجرة , فلا عجب حينما نرى باءن مثل هذه المجتمعات و الشعوب في تراجع يومي دائمي و سريع على جميع الاصعدة و المستويات ,نقول هنا و بكل وضوح باءن مثل هذه المجتمعات الانتهازية لا يمكن لها ان ترى النور و ان تتقدم و تزدهر يوما , مالم تغير من سلوكياتها الانتهازية الازدواجية الجبانة , و ما لم تحاول كسر جدار الرعب و حاجز الخوف في انفسها الضعيفة الهشة المتهرئة , و ما لم تحرر نفسها و فكرها من تبعيات الجهل و الامية و من تلك الحفنة الماكرة المتسلطة من المتملقين و المنافقين و الانتهازيين , و ما لم تنتقد و تراجع اخطائها و انحدارها السلوكي الشديد و تصحح من مساراتها الخاطئة و المدمرة.



#عبدالسلام_سامي_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط و الكباب !!!!
- حين تموت القضية !!!!
- شقي العراق و نهايته المذلة المخزية !!!


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالسلام سامي محمد - سنبقى ابد الدهر قردة ,, ما لم نغير من سلوكنا !!!!