أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - ج1/وقفةُ عزٍّ من 1922: سُنة العراق مع شيعته ضد الإجرام التكفيري الوهابي! 1-3















المزيد.....

ج1/وقفةُ عزٍّ من 1922: سُنة العراق مع شيعته ضد الإجرام التكفيري الوهابي! 1-3


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 16:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




إنّ الظرف الاجتماعي والسياسي العصيب الذي يحياه العراق وشعبه يجعل المواطن العراقي، وخصوصا من جيل الشباب، الذي ولد وترعرع في أجواء ومناخات الحروب والحصار وحملات القتل والإبادة الجماعية التي نافت على النصف قرن، أحوج ما يكون إلى تدبر عبر ودروس تاريخ هذه البلاد الصعبة ذات الخصائص والخصوصيات الاستثنائية واستعادة الدروس الغنية والمفيدة المنتمية إلى خندق الحياة والسلام والمناوئة للموت والحروب والعنف وآخر نسخه البشعة ممثلة بالإجرام التكفيري والقتل الأعمى، وخصوصا تلك الدروس والمناسبات والأحداث غير الذائعة الصيت والنادرة أو المهملة عن قصد أو عن دونه. لقد حاول المجرمون التكفيريون في تنظيم القاعدة وحلفائه وفي المليشيات الطائفية الحليفة لإيران عشرات وربما مئات المرات إغراق العراق بالدماء في محاولة منهم للزج بالعراقيين في مذبحة طائفية وحزبية يقتل فيها العراقي مواطنه العراقي على خلفية هويته المجتمعية الفرعية "الطائفية أو القومية" غير أن الغالبية العظمى من شعب العراق أثبتت - حتى الآن - أنها أكبر من كلّ المؤامرات السوداء والمخططات المشؤومة وأكثر نضجا حتى من بعض القيادات التي قفزت في غفلة من الدهر والناس إلى المناصب العليا في الدولة، ولهذا حافظ المواطن عموما وفي الغالب الأعم على رباطة الجأش والتماسك وعدم الاندفاع في ردود أفعال مرتجلة ودموية وذات نزعة انتقامية وثأرية عمياء.

وبهدف قطع الطريق على غربان الشؤم، دعاة الطائفية البغيضة، الذين حاولوا ويحاولون اللعب على وتر العلاقات والخلافات العقائدية والفقهية الطائفية بين العراقيين من سنة وشيعة، سنتوقف في هذه المقالة عند وقفة عزّ وتضامن عراقية قام بها العراقيون من الطائفة السُنية ضد القوات السعودية وخصوصا المقاتلين في مليشيات "حركة أخوان التوحيد" الوهابية، تضامنا مع مواطنيهم من المسلمين الشيعة الذين كانوا يتعرضون إلى المذابح على أيدي عناصر ومقاتلي تلك الحركة في عدد من مدن الجنوب والفرات الأوسط.

ومعروف أن حركة "أخوان التوحيد" التي قامت على أسس الأفكار المتطرفة والتكفيرية للشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي، حليف أمير الدرعية ومؤسس الدولة السعودية الأولى محمد بن سعود في سنة 1744، والتي دعمت مؤسس الدولة السعودية الثالثة عبد العزيز بن سعود** بل كانت هي سيفه الضارب في حروبه الداخلية والخارجية حتى إسقاطه حكم الأشراف الهاشميين وتأسيس الدولة السعودية الحالية، معروف أن تلك الحركة ارتكبت عدة مجازر بحق المسلمين الشيعة العراقيين لأنها كانت تعتبرهم من المشركين. ولعل أقدم تلك المجازر التي سجلها المؤرخون هي مجزرة "عيد الغدير" سنة 1216 هـ / نيسان 1802 ففي هذا الشهر الذي ينشغل فيه العراقيون في الجنوب والفرات بحصاد الحبوب، وفي مثل هذا اليوم وهو من الأعياد الدينية للمسلمين الشيعة (دخل الوهابيون مدينة كربلاء وهم شاهرون سيوفهم يذبحون كل من يلقونه في طريقهم ولم يستثنوا منهم الشيوخ والنساء والأطفال.. واختلف المؤرخون في عدد القتلى فقدره بعضهم بثمانية آلاف.. ص 190 ج1 / لمحات اجتماعية / علي الوردي) وبعد مجزرة كربلاء شنَّ الوهابيون هجوماً مشابهاً على مدينة النجف، ولكن سكان النجف، وكانوا في أغلبيتهم الساحقة ينتمون إلى قبائل وعشائر عربية، بخلاف كربلاء التي يكثر فيها تواجد الأعاجم من فرس وآذريين وغيرهم، تصدوا للمهاجمين الوهابيين فصدوهم وطردوهم شر طرد بعد أن ألحقوا بهم خسائر معتبرة. ( وبعد انسحاب الوهابيين بادر النجفيون إلى نقل خزانة المرقد الحيدري الثمينة إلى الكاظمية مخافة أن يعود الوهابيون فينهبوها كما نهبوا خزانة المرقد الحسيني في كربلاء / ص19 اللمحات م س) كما قام الوهابيون، أسلاف ابن لادن المباشرون، بمجزرة أخرى في كربلاء بعد بضعة أعوام وقتلوا أكثر من مائة وخمسين شخصا كما يسجل الشيخ جواد العاملي اللبناني الذي يبدو أنه كان قد شهدها في كتابه "منهج الكرامة".

أما المجزرة الأحدث ضد المدنيين العراقيين العزل، والتي ارتكبتها القوات السعودية ومليشياتها الضاربة في حركة "إخوان التوحيد"، والتي هزت المجتمع العراقي هزاً عنيفا، فقد وقعت في لواء المنتفك بتاريخ 11 من آذار / مارس 1922. ففي هذا اليوم، وفي عملية غدر يغلب عليها طابع الثأر لهزيمة التحالف السعودي الكويتي في الشهر ذاته من سنة 1910 في معركة "جريبيعات"، والتي كاد العراقيون أن يبيدوا فيها القوات المهزومة المستسلمة لولا أن فروسية وشهامة جيش المنتفك آنذاك تغلبتا على الغضب ومشاعر الثأر والحقد على الغزاة المعتدين فأطلقوهم من الأسر بعد أن جردوهم من أسلحتهم وعدتهم؛ في مثل هذا اليوم تسللت قوات سعودية مسلحة جيدا بالسيوف والبنادق والمسدسات إلى داخل مراعي لواء المنتفك، وعلى مسافة ثلاثين كيلومترا جنوبي موقع مدينة الناصرية اليوم، وربما كان الهدف الرئيس هو مركز لواء المنتفك السابق، أي مدينة سوق الشيوخ. وقد حاصر الوهابيون مجاميع الرعاة والسكان العزل في مناطق محددة - ويحتمل أنهم اخترقوا المدينة نفسها - فقتلوهم مع أطفالهم ونسائهم ونهبوا قطعان حيواناتهم في غياب تام للقوات المنتفكية العشائرية التي لم يتم استدعاؤها لسببين مهمين:

الأول أن العراقيين عموما والجنوبيين في إقليم المنتفك خصوصا يكونون منشغلين بموسم حصاد الحبوب في هذا الشهر والذي يسمونه "شهر الحصاد"، والذي يمتد عادة إلى شهر نيسان الذي يصل الحصاد فيه إلى الذروة ومن هذا الشهر اشتق العراقيون فعل "يَتَنَيسن" أي ينشغل بموسم الحصاد، وقد أشرنا إلى هذا الانشغال في موضوع معركة جريبيعات وهو أمر يعرفه المغيرون السعوديون ويضعونه في حسبانهم دائما.

والثاني هو عدم وجود حالة إنذار أو إعلان حالة حرب كما جرت التقاليد الحربية آنذاك والتي لم يكن يتقيد بها قطاع الطرق والنهابون فقط وهم محط ازدراء عام.

**هامش: من الضروري التمييز بين الملك السعودي عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود الذي نقصده في دراستنا هذه، وبين سلفه الملك عبد العزيز بن محمد بن سعود والذي قتله فدائي عراقي مغامر تنكر بدور درويش اسمه عثمان. بعض المصادر السعودية تقول إنه من مدينة العمارة، وأخرى تنسبه إلى مدينة النجف، وحدث ذلك في سنة 1803 طعنا بخنجر في عاصمته الدرعية ووسط حراسه، وأصاب ولي عهده بجرح بالغ قبل أن يقتله الحرس. وتذكر المصادر أن عملية الاغتيال هذه جاءت ردا على غارات قام بها السعوديون هدموا خلالها أضرحة أئمة الشيعة في النجف وكربلاء.. يتبع

* كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني /معركة -جريبيعات 1910- بقيادة السعدون: رسم حدود ...
- معركة -جريبيعات 1910- بقيادة السعدون: رسم حدود العراق الجنوب ...
- هل أنصف الشيخ السعدي تظاهرات 31 آب!
- تفكيك -منطق- العدوان على سوريا
- 31 آب:عَراضة علمانية سلمية واعدة!
- مناقشة هادئة لآخر اتهامات سعدي يوسف
- مسلسل -ميم ميم-: متعة ومسيار.. أرنب وغزال!
- التوظيف -السياسوي- للدراما التلفزيونية:من العتاك إلى شلش/ ج2
- التوظيف -السياسوي- للدراما التلفزيونية: شلش مثالا! ج1
- اعتزال الصدر و-تسييس- السيستاني
- ترويج سياحي لإسرائيل من بغداد!
- بين المالكي وداعية غزو العراق فريد زكريا!
- مواد واجبة التعديل في الدستور العراقي
- عدم استقالة الحكومة والرئاسات الثلاث فوراً جريمة كبرى!
- الأولويات في تعديل الدستور العراقي النافذ
- -وطنيون- يطالبون بإعادة احتلال العراق:
- لا فرق بين البطاط و طه الدليمي
- بين الطائفة والطائفية.. ثمة فرق هائل!
- 14 تموز.. الثورة المغدورة!
- جاء وزير الإسكان يكحلها..!


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - ج1/وقفةُ عزٍّ من 1922: سُنة العراق مع شيعته ضد الإجرام التكفيري الوهابي! 1-3