أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل قبلان - الاغنياء والفقراء















المزيد.....

الاغنياء والفقراء


سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعيش على سطح الكرة الارضية الكثير من الشعوب، وهناك الكثير من اللغات والاديان، ومن يتعمق في الواقع والتفكير فالحقيقة الساطعة والتي لا يمكن دحضها والتنكر لها تقول ان هناك فئتين في العالم الشاسع، فئتين على ظهر الارض لا غير وهما الاغنياء والفقراء، فالغني الامريكي يمص دم عماله ويستغلهم ويدوس على حقوقهم كالغني الالماني والبريطاني والاسرائيلي والمصري والسعودي، وهكذا يتخمون في كل دولة بغض النظر عن حجمها واسمها بينما العمال ورغم كدحهم وكدهم، منهم من لا يجد قوت يومه الكافي، هناك العاطل عن العمل ليس حبا في البطالة، وليس من منطلق الكسل، وهناك العامل الذي يعمل كل الشهر بينما الراتب الذي يتقاضاه قليل جدا والاثرياء يستخدمون الشرطة لقمع العمال اذا اضربوا مطالبين بحقوقهم وبزيادة رواتبهم والعيش بكرامة.
ولأن الشرطة اداة في ايدي الحكام فان شرطة العمال في كل مكان تتجسد في وحدتهم وتعميقها والالتقاء معا في الساحات والميادين رافعين اصواتهم لنيل حقوقهم وتلقي الرواتب الكافية لتسيير شؤون الحياة الاولية على الاقل، وكم من دولة حوّل القادة فيها الجنود وافراد الشرطة الى مطارق لسحق ودق الناس الفقراء اذا ما احتجوا وطالبوا بحقوقهم وليكونوا آلات طيِّعة في ايديهم ينفذون ما يؤمرون به بحجة المحافظة على القائد والنظام، ويزداد غلاء المعيشة ولان الكثير من الرواتب لا تكفي فيصبح غير القادرين على توفير احتياجاتهم اكثر فسادا واكثر قابلية للتدهور الى مستنقعات العنف والسطو والجريمة، وهكذا الاغنياء غير المبالين بحياة ابناء شعوبهم الكريمة يرفعون اسعار الحاجيات ويختلف الوضع من دولة الى اخرى لكن القاسم المشترك هو الربح والمزيد من الربح وتكديس الاموال وزيادة قيمتها بينما الناس عندهم اقل قيمة.
وما دام هناك اغنياء وطبقات سيظل الشعب معدما لا يعرف العدالة والفرحة، ويختلف الوضع من دولة الى اخرى وتفسد الثمار فتتساقط عن الشجر نتنة مخمجة ويلتهمها الدود، ويفسد الانسان فتكون اعماله شريرة ويتحول الى وحش يفتك وينهش، ويوميا نسمع الكثير من الحكام يتوجعون على حقوق الانسان، يتألمون لوضعه وهم الذين يضطهدونه ويقمعونه اذا تألم وطالب بحقوقه ويمنعونه من العيش الكريم الذي يليق بالانسان الذي هو ارقى الكائنات، يدوسون على شرفه وكرامته وانسانيته وحقوقه علانية خاصة اذا كان من الاقليات في دولة ما، وعندما يسعى الانسان خاصة المسؤول الى حفز الميل والارشاد الى مثل الخير والعدالة والجمال والصداقة بين الناس وبين القيم الجميلة والمحبة والتعاون الجميل البناء ونبذ الشرور وما يشوه جمالية انسانية الانسان ويركز على هدف جعل الانسان بغض النظر عن انتمائه افضل واحسن واجمل تفكيرا وشعورا ونوايا وابداعا تكون النتائج افضل واهمها تذويت اهمية وضرورة احترام انسانية الانسان جميلة ونبيلة وحرة وعاشقة لكل ما هو جميل ومفيد ورائع في الانسان وتعميق المشترك بين الجميع كأبناء تسعة اشهر.
وحقيقة هي ان لا شيء يتم بدون بذل وجهود للحفاظ على جمالية انسانية الانسان يجب تضافر الجهود لرد الاعتبار لالفاظ الحرية والكرامة والشرف وحقوق الانسان التي تصر قوى الشر على دوسها وافراغها من مضامينها الجميلة، وجاء في الكتب الدينية ان الله خلق الانسان على شاكلته وصورته وهذا يقول انه يشبه الانسان ولكن البشر على كثرتهم وخاصة من العنصريين والانانيين والمتاجرين بالدين لا يشبهونه، فاشكالهم اشكال بشر لكنهم بافكارهم ومشاعرهم وسلوكياتهم وغاياتهم فهم وحوش ضارة لا ولم يتورعوا عن اظهار الله في الاماكن الدينية بالذات كالفزاعة وألبسوه ثوبا من الكذب والنمائم والضغائن، وشوهوه ليقتلوا المواطنين العاديين ويضمنوا سيرهم كالقطيع بحجة ان ما يحدث هو قسمة ونصيب ومقدر ولا امكانية لمنعه ويجب قبوله برحابة صدر دون اي اعتراض لان في الاعتراض كفرًا ورفضا لما قدره الله!
واذا كانت النفس لا تعطي الثمر الطيب خاصة في الفقراء فليس الذنب ذنبها فهناك من غرس الشر فيها وقد نما الفساد فيها والسيئات والعنصرية وكيف نصنع الخبز وننتظره من قمح لم يزرع بعد، فكيف على سبيل المثال لا الحصر، سيكون السلام في المنطقة بشكل خاص راسخا وجميلا ويكتنف الجميع وحكام اسرائيل ليس انهم لم يزرعوا القمح وانما يرفضون ذلك بشدة ويصرون على ابادة القمح وليس عدم زرعه فقط. وقمح السلام المطلوب ليعطي خبزه الشهي الرائع هو الانسحاب الشامل من المناطق الفلسطينية والسورية المحتلة في حزيران (1967) وتوطيد علاقات الصداقة بين الشعوب والدول في المنطقة وليس التمسك باوهام التوراة الخيالية، وانما احترام وتقديس جمالية انسانية الانسان في الانسان وحقه الاولي في العيش الكريم باستقلالية وحرية وكرامة في دولة له تؤاخي وتعانق الدولة الجارة وتعملان بتوجيه من قيم ومكارم واخلاق لصيانة جمالية انسانية الانسان وابداعه روحيا وماديا، وطالما ان الدافع للنهج هو ان الناس غير متساوين فذلك يفسح المجال للسير في طريق الاحقاد والقتال والحروب ودوس الحقوق والواقع برهان.
وحقيقة هي ان لا شيء يتم بدون بذل جهود وعطاء، والسؤال يتعلق في اي اتجاه ايجابي او سلبي، وكم من الطغاة في العالم وخاصة الوحش هتلر وامثاله قبضوا على شيوعيين وزجوا بهم في السجون واعدموهم لانهم يقولون الحقيقة حيث لم يتورع النازي هتلر عن تفجير حرب عالمية ودمر واباد عشرات الملايين خاصة في الاتحاد السوفييتي في محاولة للقضاء على الدجاجة الشيوعية قبل ان تفقس كما نطق بذلك تشرشل والحقيقة تتجسد في انهم عنوان الانسانية كلها للعيش في جنة الحياة بدون اغنياء وفقراء، وانه بكل بساطة يجب الاصغاء اليهم جيدا لا سجنهم والتحريض عليهم، المطلوب على الاقل الاصغاء اليهم وكما يطرحون من افكار هي وحدها وبناء على نهج العالم الرأسمالي القادرة والكفيلة على وحفظ وضمان وتعميق جمالية الانسان في الانسان في العالم كله بغض النظر عن انتمائه ودينه ولغته، ونقولها بكل حزن وألم أنه ينبغي في النظام الرأسمالي العنصري حيث وجود اكثر من قومية كاسرائيل على سبيل المثال، الحذر من الانسان خاصة القائد، لانه والواقع برهان ينقض كوحش ضار على اخيه الانسان ولا يعترف ان فيه روحا وقلبا ودما وله كرامة تحيا، فاذا كان اليهودي الثري الذي تهمه ارباحه وتكديسها لا يبالي بالفقير اليهودي الجائع فهل والعنصرية تتملكه سيبالي بالعربي الذي بالنسبة له حيوان يدب على قائمتين، وقد آن الاوان للاصغاء لصوت دوف حنين وبنيامين غونين وتمار غوجانسكي ومحمد نفاع ومحمد بركة وفاتن غطاس وليس لشلة نتنياهو وليبرمان.



#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات؟
- للمرأة في يومها العالمي تحية احترام وتقدير
- الحزب الشيوعي في مواجهة الشيطان الحكومي
- الاشتراكية مستقبل الشعوب الجميل
- العنصرية مستنقع في اسرائيل!!
- البقاء أم الفناء والسلام أم الاحتلال
- المبادئ الاشتراكية تضمن جمالية انسانية الانسان
- متى يكون الانحياز لإنسانية الانسان عالميا شاملا؟
- في ذكرى النصر على النازية: الاشتراكية هي مستقبل الشعوب
- كأس الحياة وكأس الموت
- إهانة النساء إهانة لنا جميعًا
- حكّام إسرائيل فقراء في الاخلاق وأغنياء في الجرائم
- كيف تغير سيطرة المحبة على الانسان سلوكه؟
- للانسان رسالة في الحياة ورسالتي شيوعية!
- عار البشرية في يوم الطفل العالمي
- المُثل العليا ودوف حنين ورفاقه ورفيقاته وجبهتهم
- للاخلاص وجهان فأيهما الاجمل؟
- الاحتلال أم الانسحاب
- اوضاع المفاوضات نتيجة حتمية لكشرة الذئب الامريكي !
- مع من يجب أن تكون الصداقة؟


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل قبلان - الاغنياء والفقراء