أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - بشاعة الجرائم الدموية التي ارتكبت بمدينة الثورة ببغداد، فمن هم القتلة؟















المزيد.....

بشاعة الجرائم الدموية التي ارتكبت بمدينة الثورة ببغداد، فمن هم القتلة؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4224 - 2013 / 9 / 23 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم أول أمس كان يوماً دامياً بالنسبة لسكان مدينة الثورة الكادحة وللشعب العراقي بأسره، كان يوماً حزيناً فجعت عشرات العائلات بسقوط عشرات الشهداء مضرجين بدمائهم وأشلائهم المتناثرة في كل مكان وتلك التي يحملها الباء والأخوة, إضافة إلى عشرات الجرحى والمعوقين. عشرات الناس الباكيات واللاطمات على موتاهم وأصواتهم تقطع نياط القلوب. كان يوماً مريراً لكل من يملك ضميراً نقياً وحساً وطنياً وإنسانياً شريفاً ومن يدرك بشاعة الجرائم التي ترتكب يومياً بالعراق في ظل حكومة طائفية فاشلة يائسة غير مهتمة بشعبها بل همها -ان تملأ جيوبها وجيوب أحزابها ومستشاريها بالسحت الحرام وبالتوقيع على وثيقة شرف جديدة، وكأن ما اتفق ووقع عليه سابقاً لم يكن من وثائق الشرف، ومنها الدستور العراقي ذاته.
استشهد يوم أول أمس 73 إنساناً عراقياً وأكثر من 180 جريحاً ومعوقاً، كما قتل قبل ذاك وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة عدة آلاف من المواطنات والمواطنين وجرح وعوق ألاف مضاعفة أخرى، وكذلك ما أشرنا إليه في مقال سابق عما يجري لأبناء وبنات البصرة والناصرية والكوت من تهجير قسري وتهديد بالقتل والقتل لأنهم من المؤمنين بالمذهب السني في الإسلام، ومنهم الكثير والكثير جداً من عشيرة آل السعدون وعائلات جنوبية أخرى. فإلى متى يستمر هذا القتل الإجرامي وهذا التهديد بالقتل والتهجير القسري بحق الناس البسطاء، بحق أبناء وبنات الشعب العراقي، إلى متى تفقد العائلات المزيد من البنات والأبناء والمعليلين، إلى متى يصمت هذا الشعب ويرى بأم عينيه سقوط ما يزيد عن ستة ألاف قتيل خلال هذا العام ولحد الآن فقط وأكثر من عشرة ألاف جريح ومعوق. وكم مواطن قتل قبل ذاك بقليل من الشبك والترك في محافظة الموصل.
إنها لكارثة حقاً أن يحكم العراق سياسيون من هذا النوع، فهم ليسوا برجال دولة يحترمون أنفسهم وشعبهم وقضية العراق ووحدة شعبه. إنهم سياسيون مخادعون يضحكون على ذقون الناس دون خجل أو رادع أو وازع من ضمير. فهذا الخزاعي يستبدل فكرة المؤتمر الوطني التي طرحها رئيس الجمهورية، الراقد حالياً في المستشفى، لمعالجة مشكلة العراق المركزية المتجلية بانقسام الشعب إلى طوائف متصارعة بفضل الأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية وسياساتها المقيتة, إلى مجرد دعوة للتوقيع على وثيقة شرف ليخلق، كما يعبر عنها بالعراق "لا تطير ولا تنكض بالأيد"!
وكما عبر عن ذلك هذا الخزاعي، المهتم جداً جداً، هو ورئيس التحالف الوطني (البيت الشيعي) إبراهيم الجعفري، بتكوين طبخة عجينة متماسكة من الموزائيك العراقي، وهما، ومعهم رئيس الوزراء، الذين لعبوا الدور المركزي عبر سياساتهم الطائفية المريرة في تفتيت وحدة الشعب العراقي. أي عجينة هذه التي يريدون تكوينها هذه المجموعة السياسية الطارئة على حياة البلاد والغارقون في عفونة الطائفية، هكذا يستفسر الناس بالعراق!!
إنهم يوقعون على وثيقة شرف لتحقيق السلم الاجتماعي، ولكن أين هي السياسة التي تسهم في تحقيق السلم الاجتماعي بالبلاد.
لقد نفذ الإرهابيون جرائم بشعة بمفخخاتهم وانتحاريهم. ولكن من هم هؤلاء القتلة؟ لا يعرف الشعب بالضرورة من القاتل، فقد اختلط الحابل بالنابل والمتسربون على أجهزة الدولة والمشاركون في الحكم كثيرون ومن هويات عديدة. ولهذا فمن حق الشعب أن يسأل: هل القتلة هم من قوى تنظيم القاعدة المجرمة فقط، أم لهم من يساعدهم من قوى محلية وخارجية ومن دول أخرى، هل إنهم من قوى أخرى تسعى للانتقام من جماعة الصدر بسبب سياساتها النقدية لسياسة المالكي خلال السنة الأخيرة على نحو خاص؟
يا حكام العراق، يا حزب الدعوة الإسلامية الحاكم والمنفرد بسياساته الطائفية سوف لن يكف القتل والموت العشوائي أو الهادف بالعراق ما دام الحكم طائفياً مقيتاً ويشارك بذلك بكل ما يحصل بالعراق، إذ ما دام الصراع بين أحزاب إسلامية سياسية طائفية، وما دام هاجس الحاكم المستبد بأمره والغارق في نرجسيته هو الأمن وليس غير الأمن وليست لديه أية حلول سياسية للمشكلات القائمة بالبلاد. وإذا كان الحاكم بأمره لا يملك حلولاً ولم يطرح حلولاً حتى بعد التوقيع على "وثيقة الشرف" الهزيلة والمهزلة، فلماذا هذا التوقيع على وثيقة ليست سوى "ورقة إنكعها ونشرب ميها" ليس إلا، كما يقول المثل الشعبي العراقي.
لقد تحول العراق إلى مآتم بعد أن كان هناك مأتمان في مدينة الثورة بفعل المجرمين العتاة الذين لا هم لهم سوى مطاردة الكادحين من أبناء وبنات الشعب العراقي وقتلهم بمختلف الصور. ورغم هذا الموت الواسع يتحدث الحكام وبعض سفرائه بالخارج عن سلامة العراق وسيادة الأمن فيه وتقدمه!!!
يا حاكم العراق الراهن، يا من في عهده أرتفع عدد القتلى والجرحى والمعوقين العراقيين والعراقيات إلى أعداد مخيفة، سوف لن يغرف لك الشعب ما تمارسه اليوم من سياسات تقود على مثل هذه الصراعات الدموية والعواقب الوخيمة ثم توقع على وثيقة أشبه بالقانون الذي تحكم به بالنهار وترقص عليه ليلاً.
لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل يا رئيس حزب الدعوة الإسلامية والحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة "حفظه الله ورعاه!"، يا حزب الدعو الإسلامية، يا البيت الشيعي ، لا بد لكم، ومن معكم من مستشارين الذين لا هم لهم سوى المال، أن تدركوا بأن المجرمين قتلة الشعب العراقي لن يتوقفوا عن إجرامهم اليومي فهذه المهمة البشعة قد أوكلت لهم، ولكن على الحكومة التي تحترم نفسها وتحترم شعبها أن تعمل بما يضع حداً لنشاط القتلة المجرمين في بلاد الرافدين، وأن تتخلى عن الحكم حين لا تستطيع القيام بذلك. وهي تبرهن بألف دليل ودليل ويومياً بإنها عاجزة عن توفير الأمن والحماية للشعب.
إنكم مهمومون بالانتخابات القادمة وتسعون إلى إقامة تحالفات في ذات الدائرة الطائفية والقوى المستعدة على المساومة معكم من طائفة أخرى ليبقى الحكم طائفياً وبعيداً عن الوطن والمواطنة وهموم الشعب، وربما سيستمر استفادتكم من المخدر الذي تجرعه الشعب منذ سنوات، مخدر الطائفية اللعين الذي ما يزال مؤثراً في أوساط الكادحين والفقراء والذين غاب عنهم التنوير الديني والاجتماعي على نحو خاص، ولكنه مرض الطائفية شمل جمهرة من المثقفين الذين أصيبوا بطاعونها وهم يشاركون في بث سمومهم دفاعاً عن القوى الطائفية الحاكمة وعن الحكم الطائفي. ولا يمكن إنكار طائفيتكم سواء حين كنتم في المعارضة أم حين أصبحتم في السلطة، فرئيس الوزراء هو رئيس حزب طائفي بامتياز وعضو البيت الشيعي العراقي الطائفي بامتياز في مقابل رؤساء طائفيين لأحزاب طائفية أخرى من الطرف الثاني، وهكذا تلعبون لعبتكم البائسة في تشديد الصراع الطائفي فعلياً وتوقعون على وثيقة شرف ليست سوى مأساة ومهزلة في آن.
وأخيراً، إلى عائلات شهداء مدينة الثورة ببغداد وكل الشهداء الذين سقطوا خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة وك السنين السابقة على أيدي الإرهابيين والطائفيين المقيتين التعازي الحارة والرجاء بالصبر والسلوان وللجرحى والمعوقين الشفاء العاجل وللشهداء الذكر الطيب.
24/9/2013 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل وقع حكام العراق على وثيقة شرف جديدة, أم إنها محاولة جديدة ...
- من المسؤول عن قتل وتهجير أتباع المذهب السني وآل السعدون في ا ...
- من المسؤول عن ضحايا المفخخات وضحايا السرطان يا وزير الإسكان ...
- لماذا يُعقد مؤتمر أصدقاء برطِّلة بالعراق؟
- من أجل محاكمة بشار وماهر الأسد أمام المحكمة الجنائية الدولية ...
- يواجه الشبك إرهاب القاعدة وغياب الحماية الحكومية بالعراق
- من يمارس القتل ضد مجاهدي خلق في معسكر أشرف بالعراق؟
- مع حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين في مؤتمرهم السابع
- هل نسى نوري المالكي أن الشعب العراقي يمهل ولا يهمل!!
- البعث الصدامي وبعث الأسد وجهان لعملة وجريمة واحدة!!!
- سلوك السفير العراقي ببرلين كان الاحتجاج والهروب لا الإصغاء ل ...
- مرة أخرى من يجب أن يحاكم بالعراق: الدكتور مظهر محمد صالح أم ...
- هل سيقرأ الشعب المصري الفاتحة على حزب -جماعة الإخوان المسلمي ...
- نقاش مفتوح وصريح مع أفكار السيد عادل عبد المهدي في تصريحاته ...
- في الذكرى التسعين لميلاد الرفيق والصديق الأعز الفقيد صفاء ال ...
- الإرهابيون المجرمون يغوصون بدماء الشعب العراقي ورئيس الوزراء ...
- -أنا- النرجسية المرضية لدى رئيس وزراء العراق!!
- هل عاد القتل على الهوية الجمعية إلى العراق والعود أسوأ؟
- حالة التدهور الأمني نتيجة لحالة التدهور والارتداد الفكري وال ...
- لقاء صحفي حول الوضع في إقليم كردستان العراق


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - بشاعة الجرائم الدموية التي ارتكبت بمدينة الثورة ببغداد، فمن هم القتلة؟