أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (3)















المزيد.....


محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (3)


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 20:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الجزء الأول من كتاب ((فهم محمد: السيرة السيكولوجية الذاتية لمحمد: بقلم علي سينا 2007-2008))
۞-;- الهجرة إلى المدينة
بين رعاية عدّة أطفال، وبين التعامل مع زوج أناني منغمس في حياته الخاصّة، أهملت خديجة تجارتها، ثمّ ماتت بعد فترة قصيرة، وأصبحت العائلة مُعدَمة. وبعد فترة قصيرة من وفاة خديجة، مات السند الآخر لمحمد، عمّه أبو طالب. وبخسارة هذين الحليفين المقرّبين القويين، وبتجاهل المكّيين له، قرّر محمد الهجرة إلى المدينة، حيث استلم من هناك وعوداً بالولاء من قبل بعض سكّانها. فأمر أتباعه أن يرحلوا أولاً. مانع البعض منهم. فأخبرهم بأنّهم إذا لم يفعلوا ما أمرهم به، فسيكون "مأواهم جهنّم" [1].
إلا أنّ محمد نفسه بقي في مكّة. ثمّ، في ليلة من الليالي، زعم أنّ الله قد أخبره أنّ أعدائه كانوا يدبّرون محاولة لإلحاق الأذية به. عندها سأل صديقه المقرّب أبو بكر أن يرافقه بشكل سري إلى المدينة. والآية التالية تعطينا لمحة عن ذلك التنويه:
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]
يبدو أنّ الله يحزر ما كان يخطّط المكّيّون لفعله ولم يكن متأكّداً تماماً. أن تكشف هذه الآية مخاوف رجل مصاب بالبارانويا؟ عاش محمد بين المكّيّين ثلاثة عشر عاماً، كان يهينهم ويسيء لآلهتهم ودينهم، كما يفعل المسلمون اليوم حين يسيئون ديانات الآخرين، ومع ذلك كانوا متسامحين معه. باستثناء زعم محمد نفسه، ليس هناك أي دليل تاريخي يدلّ على أنهم حاولوا أن يلحقوا به الأذى.
ففي المصادر التاريخية التي ألّفها المسلمون أنفسهم، ليس هناك أي دليل على ممارسة الاضطهاد ضدّ محمد وأتباعه. فكبار السّنّ في قريش، انزعجوا من إهاناته، وذهبوا إلى عمّه المسنّ أبو طالب وقالوا: ((إنه ابن أخيك، أهان آلهتنا وديننا، وانتهك حرماتنا كأننا حمقى، وصرّح أنّ آبائنا وأجدادنا كانوا على ضلال. والآن، انتقم أنت لنا من خصمنا (بما أننا نراك بنفس الوضع الذي رأينا أنفسنا فيه) أو دعك من حمايته واتركنا نتعامل معه بالشكل الذي نراه مناسباً)) [2]
هل يعتبر هذا الكلام اضطهاداً أو قريباً منه حتى؟! هذا طلب، رجاء، إنذار نهائي لمحمد للتوقّف عن انتهاك حرمة آلهتهم. قارن ذلك بأفعال المسلمين اليوم عندما تمّ رسم نبيّهم وتصويره في بعض الرسوم الكرتونية. ثار المسلمون، وفي المناطق البعيدة نسبياً كنيجيريا وتركيا، قتلوا حوالي مئة رجل ليس لهم أي علاقة بتلك الرسومات، ومع ذلك تسامح القرشيون مع العديد من الإساءات التي وجّهها محمد لآلهتهم ودينهم طوال ثلاثة عشر عاماً.
في الليلة التي هرب فيها محمد إلى المدينة، بصحبة رفيقه المخلص أبو بكر، أصبحت علامة على بداية التقويم الإسلامي. في المدينة، وجد عرباً أقلّ تعقيداً وأكثر بساطةً من المكّيين. والشيء الإضافي الذي صبّ في مصلحته هو أنهم لم يكونوا يعرفون خلفيته وماضيه، والتي كان المكّيون يعرفونها جيداً. وكنتيجة لذلك، كانوا أكثر تقبّلاً لرسالته.
لم يكن محمد هو النبي العربي الأول. كان هناك مدّعون آخرون من مناطق مختلفة من شبة جزيرة العرب وكانوا معاصرين له. وأشهرهم كان "مسيلمة" [3]، الذي بدأ رسالته النبوية قبل عدّة سنوات من محمد، ولكن على عكس نبي الإسلام، كان ناجحاً في مدينته ومحبوباً بين قومه. ومن الجدير بالملاحظة أنّ امرأة تدعى سِجاح كانت قد ادّعت النبوّة أيضاً، وكان لها أتباعاً كثر بين قومها. هذان النبيان كانا يبشّران بالتوحيد. وهناك دليل مقنع أنّ النساء _قبل أن يهيمن الإسلام في شبه الجزيرة العربية_ هناك كُنّ محترمات أكثر وكنّ يتمتعن بحقوق أكثر من أي وقت. لم يلجأ أي من هؤلاء الأنبياء الآخرين إلى استعمال العنف لنشر ديانتهم أو لسرقة الناس. لم يكونوا يريدون غزو الأقاليم المجاورة وبناء إمبراطوريات واسعة، بل كانوا مهتمّين _في تقاليد وأعراف الأنبياء الإنجيليين_ بإيصال دعوتهم إلى الناس ليتعرّفوا إلى الله. كان محمد النبي المحارب الوحيد في شبه الجزيرة. أمّا الأنبياء الذين وردت أسماؤهم في الأعلى لم يكونوا عدائيين ضدّ بعضهم البعض. لقد تشاركوا ولم يحاربوا لفرض سيطرتهم.
كان عرب المدينة قد تقبّلوا محمداً مسبقاً، ليس من أجل عمق تعاليمه، التي من الناحية المبدئية، كما ذكرنا سابقاً، كان تصرّ على إخبار الناس بالإيمان به، بل بسبب تنافسهم مع اليهود. كانت المدينة بالأساس مدينة يهودية. اليهود، استناداً إلى إيمانهم، اعتبروا أنفسهم على أنهم "شعب الله المختار". لقد كانوا أيضاً أثرياء ومثقفين أكثر من العرب، وكنتيجة، كانوا محسودين من قبلهم. معظم أقسام المدينة كانت ملكيتها تعود إلى أشخاص يهود. هذه المدينة كانت حاضرة يهودية. "كتاب الأغاني" [4] يتتبّع تاريخ المستوطنة الأولى لليهود في المدينة عائداً إلى زمن موسى, على أيّة حال، في القرن العاشر ظهر كتاب "فتوح البلدان"، ويكتب مؤلّفه البلاذري أنه، وحسب المصادر اليهودية، الهجرة اليهودية الثانية حدثت عام 587 قبل الميلاد، عندما قام "نبوخذ نصّر" ملك بابل بتدمير أورشليم وشتّت اليهود في كافّة بقاع العالم آنذاك. في المدينة، كان اليهود تجّاراً، سبّاكي ذهب، حدّادين، فنّانين، ومزارعين، في حين أنّ العرب كانوا عمّالاً وأغلبهم كان يعمل عند اليهود. لقد جاؤوا إلى المدينة على الأقل بعد ألف عام بعد اليهود، أي في عام 450 أو 451 بعد الميلاد، عندما أجبر الطوفان العظيم الذي حدث في اليمن العديد من القبائل العربية القاطنة في منطقة سبأ أن يهاجروا إلى أجزاء أخرى من شبه الجزيرة. قدِم العرب إلى المدينة في القرن الخامس للميلاد بصفتهم لاجئين اقتصاديين. ما أن تحوّلوا إلى الإسلام، فقد أقصوا وذبحوا مضيفيهم وسيطروا على مدينتهم.
بعد أن استقرّوا وأمّنوا موطئ قدم لهم في يثرب، التي سمّيت فيما بعد بالمدينة، بدأ العرب هجماتهم وسرقاتهم لليهود. كانت ردّة فعل اليهود بدورهم كما ستكون ردّة فعل أي مضطهد أو معرّض للخطر إذ قالوا: عندما يحضر مسيحهم، فإنّه سينتقم لهم. وعندما سمع العرب زعم محمد بأنه رسول الله وادّعى لنفسه مكانة أفضل من موسى، ففكّر عرب المدينة أنهم بقبولهم إيّاه والتحوّل إلى الإسلام، فإنّهم سيبزّون اليهود.
يروي ابن إسحاق ويقول أنّ الله قد مهّد الطريق أمام الإسلام حيث أنه صار بإمكانهم العيش جنباً إلى جنب مع اليهود الذين كانوا من أهل الكتاب والمعرفة، بينما هم في حقيقتهم كانوا مشركين ووثنيين. كانوا يهاجمونهم في أغلب الأحيان في منطقتهم، ومهما بلغت مرارة مشاعرهم، كان اليهود يقولون لهم: سيأتي نبي قريباً. لقد اقترب أوان حضوره. نحن سنتبعه ونقتلكم بمساعدته... لذا عندما سمعوا رسالة النبي، قالوا لبعضهم البعض: هذا هو النبي الذي حذّرنا منه اليهود. لا تدعونهم يصلون إليه قبلنا. [5]
من المثير للسخرية أنّ تكون كلٌ من اليهودية والمسيحية هي مصدر قوّة الإسلام وأن يكونا السبب في فناء اليهود من شبه الجزيرة العربية. فبدون هاتين الديانتين، لكان الإسلام قد مات في مهده كمعظم الطوائف الأخرى.
من جديد، ليس هناك أي دليل قاطع يثبت مزاعم محمد أنّ المكّيين قد اضطهدوا المسلمين. هذا الادّعاء يكرّره بشكل مستمرّ وبثقة عمياء جميع المؤرّخين المسلمين وبعض غير المسلمين. إنّ الغضب والعداء تجاه المسلمين كانّ ردّة فعل على سلوك محمد ولا شيء يقارن باضطهاد المسلمين أتباع الديانات والمعتقدات الأخرى. لقد كان محمد، وليس المكّيين، هو الذي أعطى الأوامر للمسلمين بأن يتركوا بيوتهم. وقد أغراهم بالوعود التالية:
{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [النحل: 41]
لم يكن لدى المهاجرين أي مصدر دخل يعتاشون من وراءه. كيف أمكن لمحمد أن يقدّم مثل هذا الوعد وأن يقول لهم " لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً" لأولئك الذين تركوا بيوتهم وأرزاقهم من أجله؟ لقد أصبحوا فقراء وكانوا يعتمدون على الإعانات القليلة التي يقدّمها لهم المدنيّون لاستمرار بقائهم. كان محمد على وشك أن يخسر مصداقيته. حيث بدأت همسات السخط تتصاعد بين أتباعه. بعضهم بدأ بالارتداد عن معسكره. وكان ردّه الوحيد على كل هذا تهديداً آخر:
{وَدُّوا [الكفّار] لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء: 89]
كيف يمكننا أن نتصالح مع هذه التهديدات والوعود بعدم المصادقة مع المزاعم التي تقول أنّ المكّيين طردوا محمد وأتباعه من بيوتهم وأخرجوهم من مكّة؟ في الآية السابقة، محمد يأمر أتباعه أن يقتلوا أولئك المسلمين الذين يرتدّون ويريدون العودة إلى مكّة. هذا يشبه ما فعله القس "جيم جونز" في مجمّع جونزتاون بغويانا، حيث أمر رجاله أن يطلقوا النار على أي أحد يحاول الهرب. كل هذا كان مصمّماً لعزل أتباعه ليتيسّر عليه التحكّم بهم والسيطرة عليهم وتلقينهم. فعندما ينفصل أي أحد عن عائلته وأصدقائه، وينضمّ لطائفة جميع أعضائها مسحورين ومنوّمين، يصبح من الصعب جداً التفكير أو التشكيك بسلطة القائد [6].
* فرّقْ تَسُدْ
بالرّغم من تهديداته المسعورة التي تعد بأنّ العذاب الإلهي سينزل على أولئك الذين يتركونه، كان على محمد أن يجد طريقة أخرى لتقديم مصدراً معيشياً كافياً لأتباعه. وقد وجد الحل لهذه المعضلة، أخبرهم أن يسرقوا القوافل المكّيّة وينهبوها. وقد صرّح أنّ المكّيين قد ابتعدوا عن ديارهم ولذلك من المشروع قطع الطريق عليهم وسلبهم بضائعهم.
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ...} [الحج: 39- 40]
في هذه الأثناء، أصدر محمد الكثير من الآيات القرآنية التي يحفّز أتباعه من خلال على مهاجمة غير المؤمنين.
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} [الأنفال: 65]
برّر محمد هذه الهجمات من خلال ما نطلق عليه اليوم تسمية "بطاقة الضحية Victim Card"، كما يفعل أغلب أتباعه اليوم. لقد زعم أنّ غير المؤمنين كانوا يضطهدون المؤمنين وينوون محاربتهم. في الواقع، إنه هو الذي بدأ بالسلوك العدواني، عن طريق إغارته على القوافل المكّيّة وقتل من معها ما أن أصبح لديه عدد كافٍ من الرجال الذين يؤمنون به والمستعدّين لتنفيذ كل أوامره.
التناقض هنا واضح جداً. ففي آية واحدة يشجّع محمد أتباعه على الهجرة إلى المدينة وتهديد أولئك الذين قد يفكّرون مجرّد التفكير بالبقاء في منازلهم بالإضافة على القتل والعذاب بالنار، بينما آيات أخرى يزعم فيها من فوره أنّ المسلمين قد طردوا من دون أي سبب ويشير إليهم بأنهم "أولئك الذين كتب عليهم القتال".
هذا بالضبط ما يفعله المسلون في الوقت الحاضر. إنهم هم الذين يعتدون على غير المسلمين ويضطهدونهم، يرهبونهم وهو جناة الاضطهاد المنظّم تجاه الأقليات الذين يقطنون بينهم، ومع ذلك، إنهم يبكون كأنهم هم الضحايا ويصوّرون أنفسهم على أنهم المسالمون والمظلومون. فهم من خلال هذه المزاعم كونهم ضحايا يبرّرون فظائعهم وجرائمهم التي يطبّقونها على ضحاياهم.
يقول المثل العربي ((ضربني وبكى، سبقني واشتكى)) ويصوّر هذا المثل الطريقة التي كان يعمل وفقها محمد بشكل مثالي. وأتباعه يلعبون نفس اللعبة القذرة حتى الزمن الحالي. هذه الاستراتيجية جعلت من محمد زعيماً ناجحاً بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى. لقد ألّب أبناءً ضدّ آبائهم، وحرّض الأخوة ضدّ إخوتهم، وقوّض التحالفات العشائرية، ومزّق نسيج المجتمع. وباستخدامه هذه التكتيكات، سحب كامل الجزيرة العربية ووضعها تحت سيطرته.
لا تفترض أنّ هناك خللاً ما في العرب هو السبب في كونهم متخلّفين إلى حدّ الغباء. فتحوّل الغربيين إلى الإسلام يحمل نفس الخصائص العدائية تجاه قومهم وأهلهم وبلدانهم مثل أولئك العرب الذين عانوا نفس الشيء قبل 1400 سنة. تحوّل جون والتر ليند إلى الإسلام وذهب إلى أفغانستان ليحارب إلى جانب القاعدة ضدّ بلده الأم أمريكا. جوزيف كوهين كان يهودياً أرثوذوكسياً تحوّل إلى الإسلام، واليوم بات يقول أنّ قتل الإسرائيليين المدنيين، ومن ضمنهم الأطفال، هو أمر شرعي [7]. ييفون ريدلي، مراسلة صحفية للـ بي بي سي BBC تسلّلت إلى أفغانستان عام 2001 وأسِرت من قبل طالبان، تحوّلت إلى الإسلام خلال عملية إطلاق سراحها، والآن تكره بلدها الأم لدرجة أنها تسمّيه "ثالث أكثر بلد مكروه في العالم" (بعد إسرائيل وأمريكا طيعاً). هي تؤيّد الهجمات الانتحارية التفجيرية، وتطلق عليها اسم "عمليات استشهادية"، وكانت تسمّي الإرهابي الأفظع "أبو مصعب الزرقاوي" _الذي قتل آلاف المواطنين العراقيين ضمن حملات عنيفة في العراق وخطّط التفجيرات في الأردن التي أدوت بحياة ستين شخصاً وجرحت 115 آخرين في حفل زفاف_ "بطلاً". وبالنسبة للزعيم الإرهابي الشيشاني "شاميل باساييف"، المخطّط الرئيسي لحادثة احتجاز رهائن مسرح موسكو ومذبحة مدرسة بيسلان "أنه شهيد ومكانه في الجنّة"، هكذا تقول ريدلي [8]. الإسلام هو عبارة عن طائفة. فالطوائف تحوّل الناس العاديين الطبيعيين إلى حيوانات زومبي ومخلوقات خالية من الإنسانية.

* وعود بالجوائز والمكافآت السماوية
هناك عدّة آيات قرآنية تحثّ المسلمين على مهاجمة الناس الأبرياء ونهبهم، وذلك من أجل المكافأة في هذا العالم والعالم الآخر. {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [الفتح: 20] لاسترضاء ضمائر أولئك الذين كانوا يشعرون بتأنيب الضمير على أفعالهم الوحشية، جعل محمد ربّه بنزل عليه آية تقول الآتي {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 69] [9]
الكثير من الأعمال الوحشية التي ارتكبها المسلون على مرّ القرون ألهِمَت من هذه الأفكار والآيات. أمير تيمورلنك (1336- 1405) كان رجلاً قاسياً أصبح إمبراطوراً عن طريق اللصوصيّة والنهب. في مذكراته التي تؤرّخ سيرته الذاتية "تاريخ حملتي ضدّ الهند" كتب يقول: ((كان هدفي الأساسي في القدوم إلى هندوستان [الهند] وفي المرور بكلّ هذه المصاعب والمشاق أمران اثنان محوريان. الأول كان محاربة الكفّار، أعداء الإسلام، ومن خلال هذه الحرب الدينية أودّ الفوز بالمكافأة التي أعدّت لي في العالم القادم. أمّا الأمر الثاني فقد كان دنيوياً بحتاً، وهو أنّ جيش الإسلام قد يكسب شيئاً من خلال سلب ثروات وممتلكات الكفّار الثمينة: فالنهب والسلب في الحرب هو أمر مشرّع للمسلمين الذين يحاربون من أجل إيمانهم كحليب أمهاتهم، والتنعّم بتلك الغنائم مشروع كوسائل للنعمة)) [10]
حتى وإن افترضنا أنّ هؤلاء الثمانون أو أنّ المسلمون الذين هاجروا أجبروا على الخروج من مكّة بالقوّة من قبل المكّيين، كيف يمكن لهذا أن يبرّر الحملات التي شنّها المسلمون على القوافل؟ فالبضائع التي كانت تحملها تلك القوافل ليست جميعها لأولئك الذين أخرجوا المسلمين من بيوتهم، هناك بضائع تعود لأناس آخرين لا علاقة لهم بالنزاع. هل هناك من أحد يظنّ أنّهم اضطهدوا في مدينة تبرّر انتقام المُضطَهَد من أي شخص في تلك المدينة حتى وإن لم يكن له أي علاقة بالاضطهاد؟ إنّ المسلمون اليوم يستخدمون نفس المنطق عندما يقومون بأعمال تفجيرية ويقتلون المدنيين الأبرياء. إذا أدركوا أنّ تلك البلاد غير ودّية معهم وتتعامل معهم بإجحاف، فإنهم يظنّون أنه لا بأس من قتل أي مواطن بريء من ذلك البلد. كل شيء يفعله المسلمون اليوم ويصيب العالم بحيرة هو تقليد لما فعله محمد من قبل.
في سورة الحج، آية رقم 39 يعطي الله الإذن بالقتال {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}. وهذه هي نفس الآية التي بدأ بها أسامة بن لادن إحدى رسائله الموجّهة إلى أمريكا. هل يمكننا القول عندئذٍ أنّ الإسلام لا يمتّ بصلة للإرهاب الإسلامي؟!!!

**************************
[1] قرآن كريم: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 97]
[2] سير وليام موير، حياة محمد، المجلّد الثاني، الفصل الخامس، ص 162.
[3] مسيلة الكذّاب. اسمه الحقيقي مسلمة الحنفي، إلا أنّ المصادر الإسلامية شوّهت صورته بطريقة مجحفة، ولم تنقل لنا الكثير عن أخباره، كما أنه كان له كتاب خاص به، يضاهي القرآن، ويشبهه إلى حدٍ بعيد. حضّر محمد حملة لقتله والتخلّص منه لأنه يشكّل منافسة شديدة لرسالته. [المترجم]
[4] مجموعة من الأناشيد والأشعار في عدّة أجزاء قام بجمعها أبو الفرج علي الأصفهاني. وتتضمّن أشعاراً وقصائد من الأدب العربي القديم حتى القرن التاسع للميلاد. إنه مصدر هام جداً للمعلومات التي تساعدنا على فهم طبيعة المجتمع الإسلامي القروسطي.
[5] سيرة ابن إسحاق، ص 197.
[6] يقول جلال الدين السيوطي ((ناس تخلفوا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، وأقاموا بمكة وأعلنوا الإيمان ولم يهاجروا، فاختلف فيهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتولاهم ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ من ولايتهم آخرون، وقالوا: تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يهاجروا فسماهم الله منافقين، وبرأ المؤمنين من ولايتهم، وأمرهم أن لا يتولوهم حتى يهاجروا.)) الدرّ المنثور في التفسير المأثور، الجزء الثاني، ص 178.
وينقل لنا السيوطي أنّ رسول الله قد قال في أحد الأحاديث ((لا هجرة [من مكّة إلى المدينة بعد فتح مكّة]، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم [من قبل حاكم لكم] فانفروا)) [صحيح البخاري، أبواب الجزية والموادعة، 3017]
يظهر هذا الحديث أنّه قبل غزو مكّة، كانت الهجرة من تلك المدينة إحدى المطالب التي يجب أن يلتزم بها المسلمون. وهذا دليل إضافي يدعم حقيقة أنّ المسلمين كانوا مجبرين من قبل محمد على ترك بيوتهم والرحيل، بينما عائلاتهم فعلت كل ما يمكنهم فعله كي يبقوا أحبّائهم ويمنعوهم من اتباع ذلك الرجل.
جلال الدين المصري السيوطي الشافعي الأشعري، يعرف أيضاً باسم ابن الأسيوطي (849- 911) وكان إماماً مجتهداً ومجدّداً في القرن العاشر الإسلامي. كان جامعاً للأحاديث، محققاً، قاضياً، صوفياً، عالماً لغوياً، ومؤرّخاً. وألّف أعمالاً في كافة المجالات تقريباً.
[7] http://www.youtube.com/watch?v=BJLsdydjSPo
[8] Daily Muslims, July 12, 2006
[9] أنظر أيضاً الآية رقم 74 من سورة الأنفال {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} والشخص الذي لم يألف أسلوب محمد في الكتابة (في الحقيقة، أسلوبه في القراءة، حيث يقال أنه كان أمياً) قد يتساءل كيف يصدر أمر بقتل الناس الآخرين ونهبهم من الله؟!! على كلٍ، هؤلاء الذين يقرؤون القرآن باللغة العربية يلاحظون أنّ سجع الآيات _فمحمد كان يضيف كلمات أو جمل كاملة ليس لها أي علاقة بالآية_ مثل {مخافة الله}، {الله أرحم الراحمين}، {العليم الحكيم} وذلك لكي يجعل آياته مقفّاة. ما عدا ذلك، من الصعب التصديق أنّه الخوف من غضب الله وفي نفس الوقت يقتل الناس الأبرياء. وبقيامه بذلك _من خلال ربط الله بالنهب والاغتصاب والإبادة الجماعية_ هبط محمد بمعايير أتباعه الأخلاقية إلى الدرك الأسفل ومجّد الأفعال الشريرة. لذلك ازدوجت المعايير وتحوّلت جريمة السلب إلى سلب مقدّس، وأصبح القتل قتلاً مقدّساً باسم الله، وتمّ تمجيد الظلم والعبودية وانتهاك حرمات الآخرين. لقد طمأن رجاله وأكّد لهم أنّ أولئك الذين يناضلون في سبيل إيمانهم سيكافئون، ليس فقط بالغنائم، بل المغفرة عن كافّة ذنوبهم.
[10] Malfuzat-i Timuri,´-or-Tuzak-i Timuri, by Amir Timur-i-lang In the History of India as told by its own historians. The Posthumous Papers of the Late Sir H. M. Elliot. John Dowson, ed. 1st ed. 1867. 2nd ed., Calcutta: Susil Gupta, 1956, vol. 2, pp. 8-98.



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (2)
- محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (1)
- حياة حرّة من قيود الدين...[3]... تنوّع... تعدّد... وخصوصية
- طبيعة الإله في الإسلام... الدكتور وفاء سلطان
- تفنيد منطقي لمفهوم العذاب الإلهي
- إله الفجوات: هل يظهر الكون أي دليل على التصميم؟.
- حياة حرة من قيود الدين [2]... المعنى، السعادة، والحقيقة
- حياة حرة من قيود الدين [1]... المعنى من الحياة
- مأزق المؤمن: الكوارث الطبيعية
- خمسون وهماً للإيمان بالله [13]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [12]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [11]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [10]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [9]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [8]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [7]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [6]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [5]
- الفرق ما بين الثرى والثريا (الإمّعات والآلهة)
- خمسون وهماً للإيمان بالله [4]


المزيد.....




- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - محمد: سيرة ذاتية_سيكولوجية (3)