أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الذهبي - فائق بطي رائد الصحافة والفكر














المزيد.....

فائق بطي رائد الصحافة والفكر


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 03:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


فائق بطي رائد الصحافة والفكر
محمد الذهبي
لست ادعي انني كنت من اصدقائه، ولا ادعي انني ممكن ان اكون اكثر من تلميذ سمع واصغى لفائق بطي وتعرف عليه عن قرب، ليجد الانسان والفكر والصحافة تتجسد في شخص واحد هو فائق بطي الموسوعة الذي شاء الزمن ان يبعثه رئيسا لتحرير جريدة المدى، لاتشرف ان اعمل معه في القسم السياسي في السنتين 2009 و2010، وليشاء الوقت ايضا في انني كنت اكتب عمودا يوميا في الصفحة الثانية من الصحيفة، لاحظى بمعلم كبير في الكتابة الصحفية، حيث ان بطي كان يقرأ جميع الاعمدة، ويعدل ويصحح؛ كم كنت فخورا حين يضع لمساته الاخيرة على عمودي اليومي هواء في شبك، افرح حين يضع الفارزة، وافرح حين يغير مفردة باخرى، مع اني كنت نزقا في هذا المجال، لكنني امام الدكتور كنت تلميذا يخاف من تزاحم الكلمات، ويتوجس من عثرات اللسان، لم يكن يناديني باسمي الحقيقي، حيث كنت اكتب العمود تحت اسم مستعار هو عبد الله السكوتي، وكان يرتبط بعلاقة نضالية بمناضل قديم اسمه خالد السكوتي، فكان يناديني سكوتي.
الموسوعية التي يتمتع بها الدكتور فائق بطي جعلت منه متسلطا على القلوب قبل كل شيء، حيث كان الجميع يطيعه بحب، لكنني للاسف اتعبته بكثرة استقالاتي من الصحيفة، ومع هذا احتملني وهي صفات الكبار واخذ بيدي، فكان يمثل لي الصحافة والفكر؛ ان فائق بطي ظاهرة تستحق الوقوف عندها في الادارة الهادئة والحجة الدامغة، حيث كان يناقش الجميع ويقنع الجميع بدون ان يفرض رأيه على الآخرين، اضف الى ذلك قدرته على الفرز ، فهو يعرف الصحفي الموهوب بمجرد ان يسأل عن الموضوع او الخبر الذي قام بتحريره، ولا احد يستطيع ان يقف او ينزوي خلف موهبة كاذبة امام فائق بطي، حتى الذين كانوا يمتلكون اسماء في عالم الصحافة، لقد شذب الصحيفة في وقته وازال عنها الترهل ووضع كل واحد في مكانه الذي يستحقه؛ فائق بطي رائد الصحافة في العراق وهو بعد من مؤسسي نقابة الصحفيين، وهو يمثل المرحلة النظيفة في تاريخ الصحافة، لانه لم يلوث قلمه ولم يستسلم ابان غلق جريدة طريق الشعب في نهاية السبعينيات بعد انهيار الجبهة الوطنية وتفرد حزب البعث في حكم العراق، فهرول البعض ليعمل في جريدة الثورة، وغادر الدكتور العراق ليحتفظ بكرامة قلمه، كان رفيقا وصديقا للكبير شمران الياسري ( ابو كاطع) وكانت شخصية خلف الدواح على لسانه، ومرة من المرات ناداني بصوته الرقيق: (سكوتي شوف شخصية مثل خلف الدواح)، لقد كان متأثرا جدا بابي كاطع، يشاركه في هذا فخري كريم ايضا، حيث كان الاثنان يبعثان الامل في نفسي ويقولان: لقد كان شمران يبحث عن الحكايات في افواه البسطاء.
وكان خلف الدواح الذي يشاكس ابا كاطع في الامسيات والجلسات الحميمة، وفي الصباح انطلق احميد الفهد بعد ان اخذت رأي الدكتور، فقال اكتب، لم يكن يتوقف فائق بطي طويلا في جولته المستمرة، الا انني كنت استقبله في كل مرة، كنت اشعر انه يمتلك الكثير، حكايات وخبرات ومواقف، وهذا كله يصب في مادة عمودي اليومي الذي لا استبعد انه اول من اطلق عليه هواء في شبك.
قامة كبيرة استطاع خلال عقود من الزمن ان يرسم ملامح العمل الصحفي في العراق، ويضع له محددات ابتداء من الصحف التي عمل بها بعد عودته من القاهرة في عام 1963 ليترأس تحرير جريدة البلاد، الى آخر جريدة عمل بها، وليس اقر ب مثالا من انه رسم ملامح الصحافة في العراق في كتابه الصادر عن دار المدى( الموسوعة الصحفية الكردية في العراق ... تاريخها وتطورها، وابتدأ الدكتور في رسم معالم وملامح العمل الصحفي الكردي وتبويبه ابتداء من اول جريدة صدرت في القاهرة تحت اسم( كردستان) عام 1898، لينتقل بعدها الى صحافة العمل الثوري والكفاح المسلح الذي خاضه الشعب الكردي ضد الحكومات المتسلطة، ليتوجه بالاستقلال الجزئي بعد انتفاضة آذار 1991 ، ولتتشكل ملامح جديدة للصحافة الكردية بعد ان افشلت الانتفاضة محاولة حزب البعث في اصدار جرائد ومجلات كردية كان يحاول من خلالها اثبات ان للكرد حرية في اصدارات صحفية متنوعة.
انني متفائل جدا لما قدم الوقت لفائق بطي في انه يبرمج تاريخ الصحافة في العراق كردية كانت ام عربية، وهو في هذا المضمار يعتبر العقلية الوريثة الاولى للريادة الصحفية لانه ابن روفائيل بطي رائد الصحافة الاول في العراق، انه موسوعة تحمل الكثير ومازال في جعبته الكثير، حيث يستطيع في هذا الجانب ان يستثني فترة تسلط حزب البعث ليلقي الضوء على موسوعة الصحافة العراقية تاريخها وتطورها، فتكون الموسوعة شقيقة الموسوعة الكردية، ويستطيع الدكتور من خلالها ان يعطي ابعاد واولويات العمل الصحفي في العراق، ليكون مصدرا من مصادر الصحافة والكليات المتخصصة في هذا المجال، ولاننا نمر حاليا بانفتاح صحفي كبير يحتاج الى رسم محددات العمل الصحفي،حيث تبتعد الكثير من الصحف عن المهنية، ولاتأخذ بنظر الاعتبار التاريخ الصحفي الكبير للعراق، وانه من اوائل الدول التي استوردت المطابع وانشأت الصحف.
مهما قلت ومهما تناولت لا استطيع ان احيط بشخصية كبيرة احترفت النضال والعمل الصحفي، وانا بنظري ان النضال من اجل قضايا المجتمع المشروعة يعطي الدفع باتجاه صحافة مبدئية غير مأجورة لايستطيع ان يتحكم بخطوطها الممولون والاحزاب الحاكمة، صحافة حرة تستطيع ان ترتقي بالمواطن وتدافع عن حقوقه المشروعة؛ تحية ايها الكبير الكبير ونحن بانتظار الكثير، فائق بطي يارائد الفكر والصحافة.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمويه في كتابة السيرة الذاتية ( بلقيس حميد حسن انموذجا)
- انا وقلبي لن تنتهي حربنا
- حين تكون الحياة فخا حزينا في رواية انطون تشيخوف عنبر رقم 6
- بين الماء والنار
- عندما تحكم فتح الباب
- يوميات الطائر نحو الشمس
- هو ميت
- كبرنا ولم يكبر الليل
- شعراء القادسية وام المعارك
- ستبقى تسير بنا الحافلهْ
- مهمة الشاعر في اجمل المخلوقات رجل لبلقيس حميد حسن
- تداعيات من عصر آخر
- كم قلتِ ان الحب يأتي
- انا والخمرُ ولدنا توأمينْ
- مالم نقل اكثر ايلاما
- غياب المرأة عن تظاهرات الانبار
- اعلان عن موت آخر
- يا دجلة الخير (معارضة)
- كنا ملعونيْن
- رجل في حقيبة


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الذهبي - فائق بطي رائد الصحافة والفكر