أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس نعسان - المتعارضون يُمزقون المعارضة و ينهكون الثورة!














المزيد.....

المتعارضون يُمزقون المعارضة و ينهكون الثورة!


إدريس نعسان

الحوار المتمدن-العدد: 4221 - 2013 / 9 / 20 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ولدت انتفاضة جماهيرية محدودة الرقعة جغرافيا بأهداف محلية و دوافع ارتدادية نجمت عن سلوكيات سيئة من بعض أركان النظام، فخدشت في كاهل الوطن المترنح بين الألتحاق بركب ربيع انعش آمال الحرية لدى الشعوب المضطهدة، و بين وطن سُلبت إرادته و شوه بنيان الفكر فيه طيلة عقود من العقائدية المشوهة و الأدلجة الديكتاتورية، مع غياب أبسط أشكال التحليل الواقعي الهادف إلى وضع البدائل المناسبة و الحلول اللازمة لاستعادة الزائل بالجديد المنبثق، و كانت هتافات بريئة لوطن لم يعلم أنه على موعد مع عهد جديد لعهر سياسي لم يخبره في شعبه أو لم يضعه الزمان أمام أختباره سابقاً، فدفع الوطن بأبناءه المخلصين و الأبرياء قرابين لآفات و طفيليين تعشعشوا بين أنات صرخاتهم العميقة، و آلام جراحهم النازفة، و في كل دمعة سقطت من عيني أم تلملم فلذات كبدها نحو مأمن مجهول و قادم أمر من علقم الموت الزئام.

تعالت عواءات الذئاب و نصع بياض أنيابها كلما أرتفع القتل عدداً و الدمار أتسع رقعة و الوطن تقهقر خلف سحابات الغبار و أدخنة بارود القصف، و كلما تمزق جسده الأنثوي و تناثرت أشلاءه في زوايا مظلمة و كهوف دامسة، لتستبدل بما يُعبئ البطون أو يُلبس الأبدان أو يُنمي الممتلكات، و كأنهم في سباق محموم مع نهاية لا يحبذون قدومها لمأساة وطن تحول إلى وليمة شهية و طاقة سعد لم يحلموا بها قط.

أرتفعت الشعارات سقفاً، و أشتدت الكلمات لهيباً، و أتسعت الأفواه و تعمقت شهقات الأنفس، فكبرت أحلام المظلومين و طارت في سماء الحرية و الكرامة المنشودتين، و ذئاب الليل ينفخونها لتعلو أكثر و تتلاشى أكثر و تمهد السبيل أمام تجارتهم أكثر فأكثر، فالمساكين المخلصين لا يعلمون من خبايا هؤلاء التجار المحترفين شيئاً، لا يعلمون أن لكل شيء تسعيرته و لكل مقام مقاله،فيطاردهم الموت عنوة ليقضي على بقايا الصدق المدفون في إعماقهم لاستئصاله و القضاء عليه، فلا يجدون بداً من أرتكاب المواجهة، و هكذا ولدت الثورة انتفاضة و سميت ثورة تيمناً، و بقيت رهينة قبضات قزموتها و أبقتها هزيلة، بأهداف شتى و غايات متناقضة، و الثورة مازالت في طور ما قبل الولادة أو ربما مشوهة بلا ولادة، الثائر فيها لص و قاطع طريق، و الخائن فيها وطني شريف و مناضل و إن تنكرت السجلات لأدنى إشارة في تاريخه النضالي سابقاً، و المناضل خائن و عميل و تمحى تواريخ اعتقالاته و سنوات سجنه بجرعة دولارات أو توجيهات قناة إعلامية.

إنها ثورة الياسمين التي استنشقت البارود عبقاً فأستسلمت لإرادات غيرها، إنها الثورة التي أُريد لها أن تبقى نصف ثورة أو بلا ثورة، أو حرب مفتوحة على أحتمالات فوز الطفيليين و إن شُنق الوطن ألف شنقة، إنها الثورة التي استُلب مقودها و سيقت في دهليز مظلم و تُرك الثوار الحقيقيون في عراء الأمل و شقاء الحقيقة، و كأنهم قرابين و أضحية مقدسة لتحقيق نبوءة موت وطن و تشتت شعب، رغبةً لتحقيق أجندات المتعارضين و أسيادهم خلف أسار اسوار هذا الوطن المتهالك، هؤلاء الذين يقيسون الثورات بمقدار ما تنفعهم و ما تستحضر معها من نعم و خيرات و إن كانت على جثث أطفال الغوطتين أو أشلاء الاقتتالات المفتعلة لقوى المعارضة، أما عينا الوطن فمعلقتان بسراب بعيد و أمنيات مدفونة بين ركام التسويفات الأسيرة في أروقة صناعة القرار العالمية و بين سعي الكثير من أبناءه خلف خصوصياتهم الشخصية أو الفئوية أو تحت ضربات المتعارضين الأكثر جعيراً، و أحكامهم النارية التي تحرق كل شيء في سبيل أن يستمروا فيما هم عليه أطول فترة ممكنة!



#إدريس_نعسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على اعتاب الحل نحوج رؤية ثورية واضحة
- اللقاء الأخير
- هل يأتلف جميع الكورد في الائتلاف السوري؟
- هل تصدق الضربة الأمريكية بعد الغوطتين؟
- أطفال الغوطة يسقطون الأقنعة المزيفة!
- الكورد بين استحقاقات القضية و اللعبة الدولية
- أزمة المياه و الحرب الخفية في الشرق الأوسط
- المعضلة السورية و أفق الحل


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس نعسان - المتعارضون يُمزقون المعارضة و ينهكون الثورة!