الاعيب المتناقضات الاخوانية

محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4221 - 2013 / 9 / 20 - 03:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بينى وبين جماعة الاخوان المسلمين قصة غريبة..حيث انى كمواطن مصرى عادى لا املك بينى وبينها ثأرا شخصيا مجرد اختلاف فى الايدلوجيات لم تقتل الجماعة فردا من اسرتى وعائلتى رغم انها قتلت افرادا عدة من بنى وطنى الاعزاء -رحمة الله عليهم اجمعين وتقبلهم فى الشهداء- ورغم هذا عرف عنى الحنق الشديد عليها وعلى فروعها وعلى فكرها وقادتها
ويشهد الله ان هذا الحنق ليس لثأر شخصى كما اعترفت انا اعلاه ولكنه غضبا عارما عن كيفية استحلال تلك الجماعة لاسم الله الاعظم ودينه الحنيف مع استحلال ايضا الكذب والخداع واستحلال قول الشئ وعكسه فى آن واحد ليس كالحواة ولكن كالنصابين
اجل عزيزى القارئ ليس هم لوحدهم تجار الدين الوحيدين فى بلادنا ومنطقتنا بل وعالمنا الاسلامى رغم ان نصف هؤلاء التجار خارجين من عباءة تلك الجماعة ولكن الاخرون يمتازون بالصراحة ..الاخرون يكفروننا علنا او على الاقل يعتبرونا غارقين فى الضلال كالدعوة السلفية مثلا ولكن لم يأت احد بما فعل الاخوان على مدار تاريخهم
اسمح لى ان آخذك فى رحلة سريعة تاريخية من التلاعب منذ النشأة بتأييد الملك لدرجة الخلافة ضد الوفد حتى هتفوا "الله مع الملك " فى الوقت الذى رفض فيه الشيخ رفعت رحمة الله عليه قراءة القرآن فى رمضان فى حديقة القصر احتجاجا على لهو نفس ذات الملك فى رمضان ..تذكر معى بيان ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين ..تذكر كيف وقفوا مع الثورة فى 1952 ثم انقلبوا عليها طمعا فى السلطة ثم لعنوها عندما دافعت الثورة الوليده عن نفسها ..كيف تحالفوا مع السادات ثم انقلبوا عليه
كل هذا واكثر يظل فى مجال "الاجتهاد السياسى" كما يدافع منظريهم عنهم واخرهم صلاح سلطان فى رسالة اعتذار الى الشعب الصادرة امس "الاربعاء 18/9/2013" ولكن دعنا ننظر بعمق الى تلك الاعيب بعد نجاح هبة الشعب فى 30يونيو
من حقهم ان يتحدثوا عن الشرعية ويتباكوا عليها ولكن تلك الشرعية نفسها تلقى فى اقرب سلة قمامة عندما تحدثهم عن انقلاب حماس فى غزة على الرئيس الشرعى المنتخب ابو مازن سيحدثك كثيرا عن فوز حماس فى انتخابات نيابية ولكن سيتحول الى خطاب المقاومة عندما تحدثه عن استخدام ابو مازن لحقه الشرعى فى حل البرلمان والدعوة لاجراء انتخابات مبكرة كما يحدث فى اسرائيل كمثال قريب وهو ما قامت فورا حماس بعده بانقلاب غزة
سيكون من حق حماس ان تقصف المساجد فوق رؤوس من فيها سواء كانوا معارضين من فتح او ينتمون الى جماعات ارهابية ولكن ليس من حق قوات الامن المصرية ان تحاصر "فقط تحاصر" مساجد يتحصن فيها مطلقو نار ورصاص على الشرطة او حتى للقبض على من يستخدم ميكروفونات المساجد فى الدعوة للجهاد ضد افراد الشعب المصرى او حتى للحماية من غضب المواطنين الذين تصفهم الجزيرة بالبلطجية بل وصلت الخسة كما حدث فى مسجد الفتح ان يستنجدوا بالجزيرة للحديث عن قذف قنابل مسيلة للدموع داخل المسجد وهم يستخدمون طفايات الحريق للايهام بحدوث ذلك
يطالبونا بالصبر لمدة 4 اعوام على المعزول مرسى "وفى بعض اقاويلهم 8 اعوام تمهيدا للنهضة على يد خيرت الشاطر" وحكومة الببلاوى فى شهرين -رغم اعترافنا ببطءها عدا المجال الامنى- انجزت الحد الادنى للاجور والغت مصاريف المدارس الحكومية وتحركت بخطة عاجلة اقتصادية فقط فى 60 يوم يا سادة وهى لم تقف لتفتح صدرها لتتحدث عن خطة 100 يوم او غير ذلك من التخاريف وهى تدرك انها حكومة مؤقتة وفى الاخر يتحدثون عن الفشل
من حق جماعة الاخوان ان تستعين بالمجلس العسكرى وعمر سليمان -رحمة الله عليه- وفور ترشيح مرسى ان ترسل وفودا الى الولايات المتحدة تطمئنها على مصالحها ومصالح اسرائيل ومن حقها ان تهدد الشعب المصرى بالسلاح وبالجماعات الارهابية الحليفة ولكن ليس من حقنا ان ننادى جيشنا ليقف معنا ضد تلك الجماعة العنكبوتية
من حقهم ان يهددونا فى اثناء حكمهم باتخاذ اجراءات استثنائية ضد كل من يفتح فمه ضد مرسى وحكومته وجماعته بل ويهددنا رئيس الجمهورية علنا فى اواخر خطاباته وليس من حقنا ان نطالب باجراءات استثنائية ضدهم وضد قنواتهم المحرضة حفاظا على الاحاسيس المرهفة لاتباع ابو الفتوح رغم اننا نطالب بتلك الاجراءات عبر القانون لا عبر ميلشيات ابو اسماعيل على بوابات مدينة الانتاج الاعلامى
حتى اعتذاراتهم السخيفة سواء عبر زوبع او عبر صلاح سلطان لم تملك حياءا لتعتذر عن الدم المسال او عن الاستئثار بالسلطة والنكوص بالعهود والاتفاقات "كاتفاق الفيرمونت مثلا" فاعتذار زوبع هاجمته قيادات الجماعة التى لم تر فى كل ما فعلت الجماعة طوال عام خطأ يستحق الاعتذار عنه رغم ان زوبع نفسه يرى انه "يتفهم اسباب الغضب" ويجد منها "أننا وبرغبة أو على غير رغبة وقعنا في فخ الانفراد بالحكم ولو مضطرين بعد أن تركنا الآخرون برغبة منهم أو مكرهين" ثم يعود فى الفقرة التالية ليؤكد ان هذا ليس سببا رئيسيا يستحق الغضب فكل ما حدث كان تخطيطا مخابراتيا للمؤامرة وان مستقبل مصر سيكون "تكميم الافواه" ولم يعترف بعنف وان المعارضة كان خطأها اكبر وانها سفكت الدم بينما الاخوان كان خطئهم فقط فيما قيل على منصات الاعتصام التى لا يمكن التحكم فيها
هذا هو ما يسمونه اعتذار وحتى هذا الاعتذار تبرأت منه الجماعة علنا ورسميا عبر متحدثيها بشر ودراج والحداد واعتذر عنه زوبع نفسه فيما بعد فى بيان رسمى نشرته المصريون
اما عن صلاح سلطان فحدث ولا حرج المنظر الذى يعتبر اى حديث مع اجانب فى ايام حكم مرسى هو استقواء بالخارج لم يجد حرجا من تجييش حملة علاقات عامة مع الكونجرس لانقاذ ابنه من الحساب على جرائمه لانه يحمل الجنسية الامريكية ثم يتحفنا بمقال اعتذار من عينة سامحونى ماكنش قصدى مع ان اول القصدية كفر يتحدث كيف انه يعتذر ان الاخوان لم تضرب منافسيها بحجة الفلول بيد من حديد بحجة الثورية لا الاصلاحية وفقط..يعتذر عن الجلوس العلنى مع عمر سليمان ايام الثورة دون ان يعتذر عن الجلسة السرية وكيف طالبوا الشباب بالانسحاب فأى خسة ونذالة؟
لا تتعجب عزيزى القارئ فنحن بالنسبة لهم مجرد مجتمع كافر لا يستحق حفظ العهود او الاعتذار ..مصر كلها مجرد خطوة الى حلم العالمية مجرد ولاية تحت حكم الخليفة لا تستحق ان تعامل بوطن لو عاملوها كوطن لبكوا بدلا من الدموع دما ليردوا بعضا مما ارتكبوه فى حقها
عن نفسى اتذكرهم كلما قرأت قوله تعالى "كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (9) لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)" صدق الله العظيم
مصر اولا والى الابد ....
روابط مهمة :
فيديو قصف حماس لمسجد ابن تيمية
http://www.dailymotion.com/video/xaol2x_%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A9-%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3_news
نص البيان الرسمى لزوبع
http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9/241391-%D8%B2%D9%88%D8%A8%D8%B9-%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%84

#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات