أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير احمد عبدالله - الانتخابات بين الواقع والاماني















المزيد.....

الانتخابات بين الواقع والاماني


سمير احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 19:06
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في عام 2010 وبعد الانتخابات كتبتُ موضوع " الانتخابات بين الواقع والاماني "
فبعد هذه الفترة هل تغير شيء ؟ واذا تغير فهل هو نحو الافضل ام نحو الاسؤ ؟
الانتخابات بين الواقع والاماني

الانتخابات هي ممارسة ديمقراطية لانتخاب ممثلين الشعب في البرلمان وفي سلطة الدولة ، والديمقراطية هي مجموعة القيم والعلاقات ، علاقات الناس فيما بينهم وعلاقة سلطة الدولة مع الجماهير . هذه العلاقات هي ليست بضاعة من الممكن شرائها او استيرادها في وقت الحاجة او هي كلمات او صور يمكن نقلها بواسطة الحاسوب ، بل هي جزء من البناء الفوقي وهي حصيلة عملية التطور للبنية التحتية وهي ايضا تراكم متواصل لنضال الجماهير لاجيال واجيال من اجل استبعاد العنف بين هذه العلاقات واستبدالها بحق الايمان والتعبير عن الرأي واحترام الرأي الاخر ، وهي بقدر تأثرها بالعامل الداخلي " الذاتي " فهي تؤثر وتتأثر بالعوامل الخارجية ولكن لا يجوز نقلها كوصفة جاهزة من بلد الى اخر .
منذ ايلول عام 1980 بداية الحرب العراقية الايرانية ونتيجة السياسة الهوجاء لنظام دكتاتوري دموي ولحد نيسان عام 2003 حيث الاحتلال الدولي ، فان حصيلة هذه الفترة شلل كامل بل انهيار لجميع الركائز الانتاجية والاقتصادية والتي هي مكتسبات شعبنا لعشرات السنين رافق هذا مسخ كامل للقيم الانسانية والاجتماعية والتي هي حصيلة نضال طويل لجماهير شعبنا وقواه التقدمية ودماء الاف الشهداء لاجل الغد المشرق . وبعد الاحتلال والغزو البغيض للعراق وبقرار امبريالي امريكي مدروس ومخطط له مسبقا بالغاء تاريخ الشعب العراقي الحديث باكمله وتحويل الساحة العراقية الى ميدان لتصفية الحسابات الدولية والاقليمية والى غابة تصول وتجول فيها احزاب دينية طائفية وسلفية وبقايا نظام متعفن ومصالح دول الجوار من ايران الى المغرب العربي ، اما المليشيات المسلحة والزمر الاجرامية فهي تشكل العمود الفقري للاجهزة الامنية ، والحصيلة النهائية للفتره 1980 - 2007 هي :
1) تدمير شبه كامل للبنية التحتية والتي صرف على بنائها مئات المليارات من الدولارات وقوة عمل الشعب لاكثر من نصف قرن .
2) تعطيل انتاج وتصدير النفط والغاز الى مستويات منخفضة وهما اللذان يشكلان الشريان الرئسي والأهم في مجمل الدخل القومي .
3) العجز في الميزانية حيث مديونية العراق تقدر بمئات مليارات الدولارات بسبب الحروب التي فجرها وقادها المجرم صدام ونظامه الدكتاتوري وتلبيتاً للمصالح الامبريالية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية بعد إن كان احتياط العراق من العملة الصعبة عام 1978 اكثر من 40 مليار دولار .
4) سقوط قيمة العملة العراقية " الدينار " اكثر من 6000 % بين عامي 1980 و 2003 ، واكثر من 3500 % بين 2003 - 2007 .
5) تدمير شبه كامل في كافة المجالات الخدمية ، الصحة والتعليم والكهرباء والماء والاسكان والاعمار ، وإلغاء الاعتراف الدولي بشهادة المعاهد والجامعات العراقية بعد ان كان العراق يحتل المرتبة الاولى في مجال التعليم في نهاية السبعينات من القرن الماضي على كافة الدول العربية .
6) تفشي البطالة والامية والفقر والجوع والجهل والامراض .
7) تشويه القيم الانسانية والاجتماعية والغاء وشطب الفكر التقدمي المستمد من تاريخ وتراث ونضال شعبنا ، وارجاع المستوى الثقافي والوعي الجتماعي الى الوراء لمئات السنين ، وتفشي كافة الامراض الاجتماعية ، الحقد والسرقة والارتشاء والمخدرات واساليب العنف والقتل والجريمة والخطف والتهجير وتفتت الروابط العائلية وكل ما يخطر ببالنا من انحطاط .
8) اسقاط السيادة العراقية والموافقة على تسليم مقاليد السلطة الفعلية للمصالح الدولية والاقليمية ( وضمن مبدأ تقسيم الدولة العراقية وسلطتها بين الطوائف الدينية والقوميات والاحزاب المعادية لمصالح الجماهير ) .
9) وبسبب السياسات الفاشية والدكتاتورية والطائفية والسلفية المتخلفة تم الغاء وشطب كلمة الوطن ومفهوم الوطنيه من القاموس العراقي وابدالها بمفهوم " الاكرامية والسرقة ويجب تعويضي عما قدمته وما خسرته " .
ان ما تم انجازه واحرازه " وما يقال حول ذالك " خلال السبع سنوات الماضية فهو شيء بسيط جدا لا يتعدى الترقيعات في بعض الجوانب الاقتصادية ، ومسحة كاذبة للديمقراطية والحرية وتدهور اكثر واشمل في العلاقات الاجتماعية .
والخلاصه من كل ذالك :
بنية تحتية تساوي تقريبا صفر + علاقات اجتماعية مشوه وبناء فوقي متخلف مريض .
هذه هي الساحة العراقية " لا اريد ان اكون متشائم " فاي انتخابات ننتظر ونتمنى ؟ فهل كنا نفكر قبل الانتخابات باننا سنحقق انتخابات شفافة نزية لا تشوبها المخالفات والتزوير ؟ فاذا كان هكذا فاعتقد اننا بعيدين عن الواقع . واذا كنا متوقعين ذلك فلماذا نكتب ونطالب بانتخابات نتمناها او كالتي موجودة في دول العالم المتطور ( بالرغم من شكي بوجود ديمقرادية حقيقية عادلة للجميع بدون التحيز والدفاع عن سلطة الدولة في مجتمع مبني على اساس استغلال الاخرين وسرقة قوة عملهم ) .
اذن ما هو المطلوب ؟؟؟
الجواب على هذا السؤال وباعتقادي : لكي نحصل على علاقات افضل واكثر تطور يجب ان نبدأ اولا ببناء وتطوير البنيه التحتية ( وليس العكس ) ولاجل هذا يجب ان يكون لدينا حكم وطني وهذا يتطلب تضحيات جسام من القوى الوطنية والتقدمية ، بالرغم من انحسارها ، وعلى امد طويل ، فبدون ذالك سنقع في وهم انتصار البطل كما هو الحال في الافلام الامريكية .
فلنعيد للذاكرة :
كم هو عدد او نسبة الاميين في العراق ومن الذي ساعدهم باختيار مرشحهم ؟
ما هي نسبة العراقيين الذين يؤمنون بان هنالك من يمثلهم في الاخرة ويجب اطاعتهم باختيار مرشحهم ؟
كم هو عدد العراقيين المهجرين داخل او خارج العراق والذين لا يحملون وثائق تمكنهم من ممارسة الانتخاب ؟
ما هو عدد العراقيين الذين يصارعون الفقر والجوع والامراض ؟ وبالنسبة لهم ما هو المهم ؟ النقود وبعض المواد المنزلية ام اسم المرشح ؟
كم هو عدد العراقيين المجندين ( بقناعتهم او اندفاعاً وراء المال ) في الاحزاب والمنظمات الارهابية وما هي المخاطر التي يشكلونها ضد الناخب ؟
كم هو عدد الاحزاب وكم هو عدد الدول التي تريد حصتها من هذه الكعكة في ظل غياب القانون والسلطة الوطنية وهل تسعى هذه الاطراف لاتباع الاساليب الشريفة والقانونية لحصولها على ما تريد من الانتخابات ؟
اين هو قانون الاحزاب وقانون الانتخابات التي يجب ان يكون موجود قبل كل انتخابات ؟
اعتقد هذا هو الواقع ، قد تكون هنالك مبالغة او تقليل لبعض الامور ، لكن مقابل كل هذا نسعى ونريد ممارسة واعية نزية شفافة للديمقراطية والانتخابات ، اعتقد ان الانتخابات جاءت متطابقة ومنسجمة مع الواقع العراقي المريض الى حد كبير .
وباعتقادي ان ما جرى في العراق هو لعبة او مسرحية تم توزيع وتأليف فصولها في اروقة مخابرات الدول الاقليمية وباخراج دولي والممثلون هم من عراقنا الجريح ، وفي حالة النقص سيعوض عنهم من دول الجوار فلديهم الكثير .
فلننتظر العرض... والفصل الاول من هذه المسرحية ، وامنيتي هي ان لا نكون فقط مشاهدين وانما عامل تغير حتى ولو لبعض فصولها من اجل عراق الغد المشرق ...



#سمير_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها المسوؤل
- التحرير


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير احمد عبدالله - الانتخابات بين الواقع والاماني