أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - لسنا هنود حُمر ولا نكره احد















المزيد.....

لسنا هنود حُمر ولا نكره احد


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كُنا اطفالا صغار في مدارس الجنوب وببراءه نردد في نهاية القسم المدرسي عبارة (وتحقيق الوحده اليمنيه) كبرنا واشتد عودنا وكبر معنا حب القسم في انفسنا والرغبه بالوحدة مع النصف الاخر من الوطن المسمى بالشطر الشمالي , وجأت لحظة اللقاء والاتفاق ورفضنا من البدايه الوحده الفيدراليه والكونفدراليه وقلنا اندماجيه وحدتنا وحده اخوه و قلوب صافيه , ولكن لم نكن نعلم ان اخوتنا النُخب القبليه والسياسيه والعسكريه في الطرف الاخر كانوا يعملون للوحده وفق سيناريو محكم وضعه الشيطان بنفسه وبالاشتراك مع المهوسين الدجالين المتاجرين بالدين , وان اعينهم جميعا كانت على ارضنا وثرواتنا وتدمير كنوز القيم الانسانيه المنفتحه على العالم لدينا وتشتيت ثقافتنا المدنيه المتوارثه من الاحتلال الانجليزي ومدارس التعليم مابعد الاستقلال في دولة القانون الجنوبيه وتفتيت مصطلحات , المدير والعامل والطالب والمدرس والجندي حامي الوطن والقانون والدستور, وزرع بدلا عنها مفاهيم غريبه عنا كالقبيله والعسكر والطقم العسكري والرشوه والشيخ الزعيم والشيخ السلفي والوهابي والاحمري والسنحاني والارهاب الديني وانتحاري وقتيل وديته وعاقل الحاره , مرحله الوحده كشفت ماكانوا يضمرون لنا وكيف ينظرون الينا , واكتشفنا اننا في نظرهم ليس لنا اصول يمنيه اصليه مثلهم بل نحن بقايا هنود وصومال ويهود وفرس واتراك واحباش وهو الشئي الذي كنا نفتخر به في الجنوب قبل الوحده بسبب تناغمنا وانسجامنا مع بعضنا البعض والذي اذابناه في مجتمع واحد وفي هويه جنوبيه واحده وتسامح ديني بدون الاحساس بالتفرقه , واكتشفنا ان عقليتهم تقول ان نحن الفرع وهم الاصل , الاول يخضع وينفذ والثاني يحكم و يأمر , وان الفرع هندي يرقص ويغني ويسهرعلى انغام العود والطرب العدني والحضرمي والفل والدان اللحجي ونساء غير محجبات, والاصل شيخ قبيلي وديني ومسلم يمني اصلي %100 بلحيه حمراء وبيضاء وصفراء وافكار سوداء من الماضي وحقد بغيض بلا حدود يمارس الطائفية والقيم العصبوية والقبليه, الفرع يعلم المرأه ويساويها بالرجل ولها حقوقها وعليها واجبات وتحتل مراكز متقدمه في اجهزة الدوله , بينما الاصل القبيلي يعرف زواج الاربع والاطفال وسجنهم في البيوت ويعرف السلاح والغدر والقتل بدم بارد والسيارات المفخخه والقات والشمه والثأر والشحت وتهريب النساء والاطفال الى مدن السعوديه والكويت لاغراض متعدده بعضها مخزيه , الفرع فصل الدين عن السياسه وبنى دولة القانون والمؤسسات , والاصل استغل الدين و المذهب و العرق وحق العلو القبلي وبنى دولة القبيله والسلاح .
منذ اللحظة الأولى للوحده بداء الاجرام المنظم وبدون مقدمات قام الاصل بتجهيز فرق الموت الاسلاميه الاصليه التكفيريه والقبليه والحزبيه والعسكريه الشماليه التابعه له وامرها ان تدخل مدن الجنوب من عدن الى المهره وفق الخطط المعده سلفاً وتقتل من يعارضها وتشتري من يبيع وتبتز وترهب العنيد وفق مفاهيم تم غسيل ادمغتهم بها بان ابناء الجنوب ملحدين وغير مسلمين وليسوا اصحاب ارض , وان مدينة تريم التي في حضرموت والذي بها نحو 360 مسجد وهو على عدد أيام السنة هي مدينه خارج الجغرافيا الجنوبيه , كانت فرق الموت تفجر الطرقات والسيارات والفنادق وتغتال الكوادر الجنوبيه وتنهب الارض والممتلكات , و حتى مقابرنا لم تسلم وحولها من أرض مقابر الى عمارات سكنيه وتجارية لهم , وكانت تلك الفرق تشعر بأن اعمالها هذه حلال وضد غرباء لايستحقون الارض ولا العيش فيها وكأننا هنود حمر نسكن الخيم والدخان يتصاعد من امام مداخل خيمنا وعلى رؤوسنا قبعة بريش ملون ونعيش في جنوب الجزيره العربيه ويجب إقتلاعنا وتهجيرنا او العمل لديهم كعبيد وعلى ارضهم القديمه والجديده , وبعد سياسة ترهيب وقتل واستيلاء منظم على اجزاء كبيره من الجنوب وبالحالتين العنيف والناعم الاخوي الديني الاسلامي , اصبح الظلم والاضطهاد لايقاوم وقتل كوادرنا زاد واصبح البحر من خلفنا وخناجر الغدر والاغتيالات من امامنا ,اخترنا الدفاع عن وطناً واعراضناً وبيوتنا مع علمنا بفارق الامكانيات والسلاح وتفوق اعداد جحافل الاجرام والدين شياطين تورابورا والاخوان المسلمين المتحالف مع نظام الحاكم السابق وبمباركة ومشاركة السلفيه الجهاديه العالميه من بقية دول العالم العربي والاسلامي التي جأت لتقاتلنا باسم الجهاد والتي استغلت فتاوي قتلنا واستباحة دمائنا من قبل اخوتنا رجال الدين في الشمال , قاومنا بكل مانملك وسقط الجنوب في حرب خادعه وماكره وغير عادله وعاثت هذه الجماعات بعد الحرب فساد وقتل ونشرت الفكر الجهادي التدميري الديناصوري ومزقت النسيج الاجتماعي المدني الجنوبي الذي لازلنا نعاني منه حتى الان , ولم تكتفي بذلك بل واصلت تفريخ اشكالها وعقليتها المتخلفه والمتطرفه والكريهه في مدن الجنوب وكلما انتفضنا في الجنوب نطالب بالعدل والحريه والمساواه اتهمونا بإننا كفار وشيوعيين ودليلهم ان في عدن كان هناك مصنع بيره حرام الذي هم من نهبوه بعد الحرب ونصبوه مره اخرى الى جانب مصنع بيره اخر يتبعهم في جيبوتي وهي اهم مصانعهم التجاريه التي تجلب لهم الملايين من الدولارات والمرتبطه بالفتيات اليمنيات الاصيلات وباختفائهم وبالزواج السياحي من زوار الخليج والذي بفضلهم ازدهرت شبكات الدعارة والتي هي نتاج عن طلاق فتيات صغيرات من ضحايا الزواج السياحي .
هرم وكبر ابناء الجنوب وجفت اقلامهم وهم يطالبون بحقوق متساويه ودولة القانون ولكن لاحياة لمن تنادي وفهم اغلب الجنوبيون انهم محبوبون في حالتين الاولى بسبب ثروات ارضهم والثانيه عندما يكونوا في احد الحالات الثلاث اما (موتى او مهاجرين او عبيد ) , حينها قرر ابناء الجنوب و بطريقه سلميه الخروج الى الشارع وحاميهم الله للمطالبه بتصحيح اوضاع الوحده واعادة حقوقهم , ورفض فساد الدولة التي شرعنة ظاهرة المشيخه والشيوخ وارتكابهم جرائم القتل والفساد وغيرها دون الحق لاحد في محاسبتهم لانهم اصحاب قوه وسلطه داخل سلطة الدوله , ورفض الجنوبيون كذلك هيمنة القبيله واعرافها على احكام القانون والقضاء , كثيرة هي الاسباب المنطقيه الذي طالبوا بتصحيحها الجنوبيين , ولكن من منطق المنتصر القبيلي المتعجرف , رُفضت مطالب الجنوبيين واطلقوا عليهم الرصاص الحي وقتلوا الاطفل والشباب وكبار السن والنساء وحتى مجانين الشوارع , ولم يكتفوا بذلك بل ومن اعلى المستويات انهالت عليهم الاهانات والشتائم وذكروهم كالعاده بإنهم ليسوا من اصول يمنيه اصليه وليس لهم اي حقوق او مطالب ولايستحقون وطنهم الجنوبي الذي ولدوا وتربوا فيه لانه فرع تابع لهم , وكالعاد لم تكتفي تلك العقليات بذلك بل تابعت و بشكل مكثف بنشهر التجهيل الممنهج في الجنوب مع نشر الحبوب المخدر والسلاح في اوساط الشباب يرافقه محاولات تفريخ لمكونات الحراك السياسي الجنوبي الذي يعاني اصلا من بعض الثغرات وذلك بسبب قيام النُخب القبليه بشراء بعض ضعفاء النفوس من مكوناته وحاولت من خلالهم زرع الفتن والانقسامات والمرض الحزبي والمناطقي , ومن منطلق هذه السياسه الناقصة الاخلاق ارادت القبيله الحاكمه ان يخامرنا الشعور بالعار إزاء هويتنا الحقيقية واصولنا وخلق حالة متناقضة ومزدوجة لدينا تخل بالانتماء الوطني والجغرافي للجنوب ، مستغله بذلك الفوضى العامه وزيادة معدلات البطاله والفقر والتخلف والاميه والانتحار بين الشباب , ولكن كل هذه الاعمال والممارسات الجبانه ضد الجنوبيين لاتنم إلا عن قلق وخوف متنامي لهذه الُنخب على مصالحها الضخمه المنهوبه و الحرام في الجنوب من تزايد واضح للنقمه الشعبيه الجنوبيه ضد الممارسات اللانسانيه واللاسلاميه واللاخويه من القبيله الحاكمه وزاد الطين بله زيادة عدد المظاهرات والحشود التي يرعبهم بها الحراك الجنوبي ويعريهم بسببها داخلياً وخارجياً على عمود الاستريبتيز السياسي والحقوقي .
مايجب ان تعرفه هذه النخب القبليه الحاكمه في صنعاء ان ارادة الشعوب لاتنكسر والتاريخ ملئي بالدروس ومن ينسى التاريخ يفقد الجغرافيا فكيف بوطن كالجنوب تاريخه في السماء وجغرافيا فيها عدن , نحن ياساده لاننسى ارضنا وتاريخنا مهما كانت قساوة الظروف والعنف المنظم الذي يمارس ضدنا , ولسنا هنود حُمر لننقرض ونختفي , وخطيئتنا التاريخيه والوحيده سوف تتصحح وبااراده شعبيه جنوبيه مهما كثرت المؤتمرات واشكالها و مقترحات المبعوث الأممي الى اليمن السيد جمال بن عمر , ودائما سوف نفتخر بإاصولنا الجنوبيه اليمنيه والهنديه والصوماليه والفارسيه والبنجاليه والحبشيه...الخ وبأي اصول اخرى طالما ولدت على ارض الجنوب وتنتمي اليه , ربما نختلف في عناصر أخرى لكنها لا تؤثر على كوننا جميعا ننتمي للجنوب , فما يجمع الشعب الهندي بكل طوائفه ياجهله القبيله ؟ غير وجودهم في وطن واحد وتاريخ طويل مشترك والذي لاتعجبه اصولنا يشرب من المحيط الهندي .



#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطبخ في صنعاء والدخان في عدن
- اغتصاب أم زواج
- الكونجرس الامريكي وصفقات الحرب
- الامن في المطارات
- جامعة الدول العربيه لمن يدفع اكثر
- جمهورية الاصلاح اليمنيه
- حرب الاستخفاف بالعقل العربي
- الملفات السريه وقانون الحصول على المعلومه
- ظاهرة الانفصال بين الدول
- العرب والمشاريع المتصارعه
- اخوان اليمن بين الدولار والاستقامه
- قلم في الاتجاه المعاكس
- لماذا يكرهون الجيوش العربيه
- اليمن ومصر واخوان الشر
- مبروك لمصر الصحوه
- كفروك ياوطن
- جهاد الأحقاد
- إليكِ ياسيدتي أينما كُنتِ
- الحرب القادمه في اليمن
- السلطه القضائيه في اليمن بين التبعيه والاستقلاليه


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - لسنا هنود حُمر ولا نكره احد