أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - الشعوب هي وحدها التي تصنع المستقبل !!!















المزيد.....

الشعوب هي وحدها التي تصنع المستقبل !!!


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 15:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنّ الشعوب هي التي تكتب التاريخ ، وهي التي تصنعه. والتاريخ في هذه الحالة ليس سوى شاهد اثبات لا تُرد شهادته ، ،ولا يطعن فيها أحد . كما انها هي وحدها التي تصنع مستقبلها ، وتتعلم من اخطائها وكبواتها الدروس والعبر ، مستنيرة بتجارب الشعوب الاخرى ، ونجاحها في كيفية التعاطي مع مشاكلها وازماتها ، والحفاظ على انجازاتها التي تحققت بفضل النضال الدؤوب ووحدة شعبها واسناده اللامحدود لها من أجل اانتزاع حقوقها المشروعة التي كفلها الدستور والقوانين الانسانية . فالحقوق حتى وفي ظل ما يسمى بالديمقراطية وفي حالات كثيرة تنتزع من الحكام انتزاعاً وتؤخذ عنوة , وقد يرافق تحققها نزيف من الدماء وضحايا ورصاص وموت .
تلك حقائق يجب التسليم بها . فقد عرفت الشعوب ان طريق النضال وعر وشاقّ وطويل بدءا من أول تمرد لعبيد روما بقيادة سبارتكوس ضد أسيادهم مروراً بثورة الزنج التي تزامنت مع ثورة القرامطة واستمرتا لعقدين من السنوات , غطت مساحة واسعة من جنوب واسط في العراق وحتى المنامة في البحرين وقد سبقت الاثنتين ثورة ابن الاشعث في بطحاء الكوفة . اشعلت تلك الثورات النار في قرى الفلاحين في الاهوار وعمال السباخ وكان قادتها لا يحسنون سوى صناعة الثورة , منهم علي بن محمد وحمدان قرمط وحسين الاهوازي .
ان الحديث عن الديمقراطية في العراق , حديث خرافة واوهام , فهي ديمقراطية الحاكم المستبد المتسلط وليس المواطن المسحوق والمغلوب على أمره والساعي ليل نهار خلف رغيف الخبز وهو كالطبق الطائر .ديمقراطية السّراق والمرتشين وناهبي المال العام الذين تطربهم الشتيمة وتعلي شأنهم كلمات العار تقال علنا وفي الفضائيات وكأنها تزيدهم زهواً وامتلاء , طبقة من النفعيين واصحاب الظلفيات وجدت فرصتها في الوصول الى مراكز القرار في ظل قوانين عرجاء تحت خيمة نفر ممن تضررت مصالحه , ويسقط رداء الزيف عنه لو حاول فضحهم واشار بأصبع الاتهام اليهم لأنهم مرتشون هو الاخر سارق ايضا .
ديمقراطية الحاكم الذي يقمع مواطنيه ويمنعهم من التعبير بحرية عن
آرائهم ورفع ظلامتهم وشكواهم اليه , فيسدّ بوجهم كل المنافذ والدروب والسبل , ويقطّع احشاء الشوارع بالحواجز الخرسانية كي لا يخدشوا حياءه بمطاليبهم المشروعة ويفسدوا عليه خلوته , بل يمطرهم وهم عزل الاّ من ايمانهم بحقهم في العيش الكريم بالرصاص الحي والغازات الخانقة وخراطيم المياه . فما الفرق اذن بين نظام المقبور صدام واحزاب الاسلام السياسي التي أمسكت بالسلطة ولم تكن تحلم بذلك وراحت تتفنن في احتكارها بكل الوسائل حتى الدنيئة منها . وسخرت شرطتها وجيشها الطائفي المؤدلج لقمع ابناء بيوت الصفيح والطين بكل الوسائل المتاحة لديه .
فما زال الجيش والشرطة في العراق أسير الماضي وثقافته وسلوك الماضي . كل شيء رهن الماضي , فمتى تتحرر أجهزتنا من تركة الماضي ؟ متى يكون الولاء للوطن , وليس للطائفة والمذهب ؟ متى يكون حب هؤلاء للمواطن وليس للحاكم ؟ فالشعب باقٍ والحكام الى زوال . متى تتحرر المؤسسة العسكرية وقادتها وافرادها من الولاء للعقيدة واستبدالها بالولاء للعراق وشعب العراق ( نحن لا نريد جيشاً عقائديا كالجيش السوري والحرس الثوري الصفوي ) .
متى يكون لنا جيشا يحمي ابناءه في مظاهراتهم السلمية وهم يطالبون بتحسين واقعهم المعيشي وتقديم الخدمات المطلوبة وكشف الفساد والمفسدين وفي ذلك فائدة للجميع كما هو الجيش المصري الذي برهن بما لا يقبل الجدل والنقاش انه جيش مصر وهو في خدمة ابناء مصر والدفاع عنهم . فهو وفي اصعب ساعاته لم ينجرّ لفئة على حساب اخرى ابدا . فهل يتعلم حكامنا , وقادة جيشنا , وافراده ,من المصريين هذا الاسلوب الحضاري في التعاطي مع المواطن المحتج . فرغم عنف الاخوان في مصر , وأستهتارهم بأرواح الاخرين وتجاوزهم على مؤسسات الدولة , إلاّ ان الجيش لم ينجرّ في البداية الى مواجهتهم حتى استفحل الأمر .. اين نحن مما يحدث في الجارة مصر ! .
ايها العراقيون , ليس لديكم شيئا تخسرونه سوى الثوب البالي الذي يستر أجسادكم وبيوت الصفيح والطين افضل منها القبر , بداية اتركوا الخضوع والتوسل للحكام من اجل تحسين ظروف حياتكم والواقع الخدمي , وطالبوا بحقكم بقوة وبلا خوف , فالحكام عبيدكم وانتم الاسياد , لولاكم لما كانوا في هذا المنصب الذي لا يستحقونه ابداً . تعلموا اسلوب النضال من المصريين إن كنتم نسيتم ذلك ! ولا اعتقد . فالعراقيون كانوا دوماً السباقين في معترك الحياة ثم ها هو الشعب السوري يدفع بالشهداء قوافل على مذبح الحرية من دون كلل أو ملل مؤمنا بأن النصر آتٍ لا محال .
أمامنا نحن العراقيين طريقان للخلاص مما نحن فيه من واقع مرٍ ومزري نحن الذين وضعنا انفسنا فيه , حين ذهبنا لصناديق الاقتراع في فترتين انتخابيتين وأدلينا بأصواتنا للطائفة والعشيرة والقومية والمذهب والدين ونسينا الوطن وراء ظهورنا ومن دون خجل او ان تعرق لنا جبهة .... اقول : اننا امام طريقان للخلاص -;- فأما العصيان المدني بعد ان تستنفد المظاهرات دورها , او أن نذهب الى صناديق الانتخاب وندلي باصواتنا لأشخاص عُرفوا بالنزاهة والوطنية والمهنية .ان ننتخب نواباً يبنون العراق ويحمون مياهه وحدوده واجواءه , ويقطعون اليد التي تمتد من وراء حدوده و يتفاهمون مع دول الجوار للعيش بسلام كل على طريقته الخاصة . اما اذا تكررت الطائفة والعشيرة والمذهب , فلن تلوموا سوى انفسكم , ولتكن وسادتكم في القادم من الايام نامي جياع الشعب قصيدة المرحوم الجواهري :

نامي جياعَ الشعبِ نامي/ حَرَستْكِ آلهةُ الطعامِ

نامي إن لم تشبعي / من يقظةٍ فمن المنامِ

نامي على زَبَدِ الوعودِ / يُدافُ في عَسَل الكلام

نامي تَزُرْكِ عرائسُ / الاحلامِ في جُنح الظلامِ

نامي تصُحّي نِعْمَ نَومُ / المرءِ في الكرْبِ الجسام

نامي على هذي المستنقعاتِ / تموجُ باللَجج الطوامي

نامي على نغمِ البعوضِ / كأَنَّهُ سَجَعُ الحمام

تَتَنوّري قُرْصَ الرغيفِ / كدورةِ البدر التمامِ

وتَرَيْ زرائبك الفُساحِ / مبلطاتِ بالرخام

الناصرية - خليل الفخري



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ....... و ضبابُ الليل يحجبُ الأسرار
- بيتها في البترا ، مزارٌ وطقوس !!!
- بيتها في آخر الدنيا ، مزارُ وطقوس !!!
- الليل والعشق والماء !!!ُ
- لا ينام الكريم على وجع جاره !!!!!!!
- فيروز !!! وجع التقاليد ، و النوم زوايا !!!!!!
- كان اللقاء الصدفة ، ثم سال الوجع مرايا !!!
- بسام فرج ، رسام الكاريكاتير !!! فنٌ في خدمة الانسان والحياة ...
- حدّثها عن جسدها ، فقاطعته ، وغيرّت هاتفها !!!
- رسالة مفتوحة !!! الى السيد وزير الكهرباء ومجموعة الكذابين!!! ...
- عين على البصرة
- عيناك سحر في أجفاني
- المالكي و هشام بن عبد الملك !!! واقع و رؤيتان ! الظلامة واحد ...
- المجاز المرسل و علاقاته
- بعض ...... بضع
- ما أشبه الليلة بالبارحة !!! العراق في ظلّ حزب الدعوة ، الى أ ...
- مقهى وحكاية مدينة !!!
- بعد رحيل القذافي !!! ما الذي تغير ؟؟؟ مدرسة الوحدة العربية ف ...
- تداعيات ليلة أعياد الميلاد
- هدى بن عامر ونجاة ابراهيم الهوني , لغة التهديد الى أين ؟


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - الشعوب هي وحدها التي تصنع المستقبل !!!