أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - تحولات النخبة














المزيد.....

تحولات النخبة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجري في سورية اليوم أعمق عملية تغيير اجتماعي منذ قرارات الإصلاح الزراعي في خمسينيات وستينيات القرن العشرين ، التي قلبت بنية المجتمع السوري يومها رأسا على عقب. تجري اليوم عملية إعادة توزيع الثروة ، ومن ثم السلطة ربما ، بين الطبقات الاجتماعية، عملية إعادة تشكيل الاصطفاف الاجتماعي والطبقات الاجتماعية، خاصة الطبقة الحاكمة والنخبة الاجتماعية ... تنقسم النخبة موضوعيا ، إلى نخبة حاكمة ، وأخرى معارضة، ولا شك أن النخب المعارضة هي دائما حليف "خطر" للجماهير المقموعة ، لأنها عادة ما تسعى لاحتلال مكان السادة القدامى ، في حالة سقوط الأخيرين .... إن تبني الثورة السورية ، أو الجماهير السورية الثائرة، خطابا دينيا هو أكثر من مبرر في مواجهة ديكتاتورية ترفع شعارات وتبريرات ‘علمانية’ لاستبدادها ، لكن موقف النخبة المعارضة هنا يختلف جذريا في مبرراته وأهدافه عن التوظيف التحرري للفكر الديني ، من قبل الجماهير السورية الثائرة ، إنه في الواقع جزء من عملية إعادة تشكيل النخبة السورية ، الاجتماعية المالكة وربما الحاكمة وأيضا المثقــــفة .. ذلك الجزء من الجماهير السورية الثائرة، خاصة ‘قادة’ كتائب وألــــوية الجيش الحر، والكتــــائب التي توصف بالإسلامية، وبدرجة أقل بعض قادة الحراك المعارض والسلمي، الذين أصبحوا عمليا جزءا من النخبة الاجتـــماعية ، بتبنيهم للإيديولوجيا الدينية ، لا يعبرون فقط عن طموحهم بقيادة سورية ‘الجديدة’، بل إنهم بذلك ينتقون ويشحذون سلاحهم الإيديولوجي لإنجاز هذه المهمة ، مهمة السيطرة على الجماهير وتثبيت وضعيتهم الاجتماعية الجديدة في شكل سلطة جديدة .... يمكن القول بأن هذا التبني هو فعل واع لدرجة كبيرة ، بمصالحهم وموقعهم الاجتماعي الجديد ، ويصح هذا أيضا على نزوع النخب السورية ‘العلمانية’ المعارضة نحو تطييف خطابها السياسي والفكري .. المشكلة مع هذا الموقف ليس إيديولوجيا ، بل أبعد من ذلك ، إنه في إصرار النخبة الجديدة على تحويل القراءة التحررية الشعبية للدين إلى إيديولوجيا كهنوتية جامدة وتنصيب نفسها كهنوتا خاصا بتلك الإيديولوجيا ـ الحقيقة المطلقة . ليس غريبا إذن أن نجد إقبالا منقطع النظير بين هذه النخبة الجديدة على التعمق في التفاصيل الصغيرة والبعيدة عن الواقع ، خاصة واقع الجماهير المقموعة والمهمشة ، في الفقه الإسلامي وغيره من العلوم الدينية، وتركيزها على النصوص التي تصر على شكل سلطوي هرمي لجماعة المؤمنين ، على ‘ضرورة’ و فضائل’ وجود قيادة عليا ، أمير ، ولي أمر ، وعلى وجوب الطاعة لولاة الأمر ، مستندة إلى إرث طويل من تاريخ الدول الإسلامية القروسطية وما أنتجته من فقه سلطاني ، متخلية بذلك عن كل ما هو تحرري وثوري في الخطاب المعاصر للإسلام السياسي ، الذي أخذه من الفقه الثوري لأول وأهم الثوار في وجه الدولة الإسلامية القروسطية ، أي الخوارج والذي استخدمته هي نفسها ضد النظام القائم وربما ستستمر باستخدامه بحذر حتى سقوطه النهائي ، يبدو كل هذا ضروريا لتأسيس مشروعية الوضعية السياسية والاجتماعية الجديدة للنخبة الجديدة ، التي تنتظر سقوط ديكتاتورية الأسد لتصبح نهائية ومهيمنة ، ولا شك أيضا أن هذه الثنائية ( نظام ـ نخبة ) تعقد ، وربما تشوه ، نضال الجماهير السورية ضد النظام في سبيل حريتها .. خلافا لما قاله تشومسكي من أنه على من في السلطة أن يثبت في كل لحظة ضرورة وجود هذه السلطة ، ووجوده هو على رأسها ، تلجأ النخب إلى خدعة معاكسة ، إنها تنسب وضعية مطلقة فوق المجتمع للسلطة ، لسلطتها ، وتترك لضحاياها الحاليين واللاحقين أن يبرروا خروجهم عليها دفاعا عن أنفسهم ، الفرق هو في الحجج التي تستخدمها النخب لتنسب لنفسها ولسلطتها صفة الإطلاق تلك ... النخبة الجديدة تفعل ذلك اليوم أيضا ، صحيح أنها تفعل ذلك استنادا إلى إيديولوجيا مختلفة ، لكنها تنتهي إلى نفس النتائج التي انتهت إليها كل الأنظمة السابقة



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابتسم أيها الرجل الضئيل
- قصة الجندي الطيب سيفيك للكاتب التشيكي ياروسلاف هازيك
- كل شيء مباح , في سبيل السلطة
- ثورة ذوي السراويل الطويلة
- و رحل نبي التمرد
- محاولة لإعادة تعريف القاعدة
- السوريون : آخر قرابين التاريخ
- 2050
- نحو بديل ثوري تحرري
- ليون تروتسكي للشيوعي المجالسي باول ماتيك - 1940
- أدب المقاومة : الشاعر و الروائي السوريالي الروسي دانييل خارم ...
- نحو جاهلية جديدة
- فانتازيا ثورية : كافكا في دمشق
- محاولة لتحليل شخصية محمد
- مي زيادة و جبران خليل جبران
- مسكين أنت أيها العبد !!!
- ماذا بقي من الحلم السوري ؟
- كيف تنظر الطبقة السياسية و المثقفة للشباب الثائر
- أخلاق -حرة- ؟ -حب حر- ؟
- القصاص أو الفوضى


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - تحولات النخبة