أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فهد المغربي - ذكرى انطلاق الجبهة وأسئلة انحسار الثورة















المزيد.....

ذكرى انطلاق الجبهة وأسئلة انحسار الثورة


فهد المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 14:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


نستقبل هاته الايام ذكرى انطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (16 سبتمبر 1982)، التي قدمت العديد من التضحيات العظيمة في مقاومة الاحتلال الصهيوني، وكذا التلاحم النضالي مع الثورة الفلسطينية. هذا التلاحم الذي لم تجتمع قوى الامبريالية - الصهيونية - الرجعية يوما في تاريخ الكفاح الجماهيري بالمنطقة مثلما اجتمعت ضده، فكان أن فجرت قوى الرجعية في لبنان حربا أهلية مدمرة في محاولة لكسر هذا التلاحم، على نهج ما فعله النظام العميل في الأردن من مجازر رهيبة ضد الثورة الفلسطينية في مذبحة أيلول الأسود 1970. ولقد كان الخوف واحدا لا يفارق طعمه حلق الرجعية في الحالتين: الخوف من تحول جماهير اللاجئين الفلسطينيين الى شعب مقاتل، قابض بيديه على جمر ثورته وكفاحه المسلح في السياق العام للثورة بشمال افريقيا والشرق الأوسط كسيرورة مترابطة الأجزاء تحتل فيها الثورة الفلسطينية دورا طليعيا في النضال ليس ضد الكيان الصهيوني قاعدة العدوان الاستعماري ضد شعوب المنطقة وحسب، بل وأيضا ضد أسياده الامبرياليين ورعاته الرجعيين في بلداننا.
ومثلما لم تنجح محاولات الرجعية بأطرافها المتعددة في كسر هذا الارتباط، فان القوى الثورية لم تنجح أيضا في حل التناقض الرئيسي ودك البنية الكولونيالية. ان هاته الحالة من احتضار القديم وعدم قدرة الجديد على الحلول محله - والتي سماها غرامشي بحالة التوازن الكارثي - تطرح على الماركسيين اللينينيين اليوم سؤالها : لماذا لم ينجح الحزب الشيوعي اللبناني في اسقاط النظام الطائفي واحلال الجمهورية الوطنية الديمقراطية ؟ ما أسباب حالة التراجع التي عرفتها جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) وحركة الثورة الفلسطينية أيضا ؟ كيف انتقلنا من الثورة على الطغمة المالية في لبنان الى "معركة انتخابية للحزب الشيوعي اللبناني" ؟ من شعار "حرب الشعب حتى التحرير الكامل" وأطروحة استحالة المرحلية في النضال الفلسطيني، الى برنامج النقاط العشر للجبهة الديمقراطية (لاحقا البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير الذي تم اقراره من طرف المؤتمر الوطني في 1974) ثم التحول بالكامل الى التحريفية المسلحة والنهج العملياتي، وترك الساحة للقوى الظلامية (حماس...الجهاد الاسلامي وحزب الله) كممثلة كاذبة للمقاومة الفلسطينية ؟
ان هذه الأسئلة، والتي هي في حقيقة الأمر سؤال واحد - عن اسباب استمرار انتاج واعادة الانتاج لأزمة حركة التحرر الوطني العربية والمغاربية (وبتعبير أدق حركة التحرر الوطني بشمال افريقيا والشرق الأوسط والخليج) - تطرح ويطرح اليوم على مستوى أكثر عمقا من طرح مهدي عامل له في "النظرية في الممارسة السياسية – بحث في أسباب الحرب الأهلية في لبنان"، لأنه لا يهدف الى رصد طرفي الازمة بما هي ازمة محددة تحديدا زائدا surdéterminée وفق المفهوم الالتوسيري، ولكن الى تشريح الازمة السياسية لطرف واحد منها هو الطرف البروليتاري، في عجزه الممارسي المتجدد عن الصيرورة في حركة الصراعات الطبقية طليعيا وقائدا للتحالف الثوري، والصيرورة هاته وحدها، هي التي تفتح للتحالف ذلك امكان تحقيق ضرورة التاريخ في تحويل البنية القائمة تحويلا ثوريا.
في سياق آخر غير السياق الأممي لا يمكن طرح المسألة طرحا صحيحا، في الخسارتين التاريخيتين للبروليتاريا العالمية، في الاتحاد السوفياتي سنة 1956 وهي سنة المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي الذي بدأ بالتخلي عن شيوعيته منذ ذلك الوقت، ثم في الصين الشعبية لدى الانقلاب العسكري لهوا كوفنغ سنة 1976 بعد أن كان الخط اليميني قد استأسد داخل الحزب منذ 1971 (دحر انحراف لين بياو الانتهازي اليساري) وحاصر القيادة الثورية لماو و"عصابة الأربعة". لقد كان انجراف الأحزاب الشيوعية العالمية – والعربية والمغاربية ليست باسثناء منها- وراء ما جاءت به الخسارة الأولى (الخروتشوفية) سببا رئيسيا في الموت البطيء الذي عرفته ابتداء من انجرافها ذلك، ولم يكن استبدال السلميات الثلاث لخروتشوف بالبريجينيفية - مثلما وقع للحزب الشيوعي اللبناني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - ليغير شيئا، فالوقوف الى جانب امبريالية في الشرق ضد امبريالية في الغرب لن يؤدي الى التحرر من الامبريالية، حتى وان توهمنا أن امبريالية الشرق "بلد اشتراكي وهو قاعدة الثورة العالمية" كما يقول، واهما وموهما، كتاب "الشيوعيون اللبنانيون ومهام المرحلة المقبلة – نضال الحزب الشيوعي اللبناني من خلال وثائقه". فكان العمل الايديولوجي الذي خاضته هذه الأحزاب بنشاط لدعم التحريفية السوفياتية ضد الثورة الثقافية الصينية، بمثابة غرقى يخمشون يدا تمتد كي تحميهم من الغرق.
أما في التماثينيات فلم يعد بصراحة، لدى الغرقى ما يلامون عليه بعد، اذ ان الصين تحولت الى مواقع أشد معاداة لحركة التحرر الوطني (ما عبرت عنه "الى الأمام" بانحراف الصين عن خطى الثورة الثقافية) مع نظرية "العوالم الثلاثة" لدينغ سياو بينغ ، الايديولوجية الجديدة لليمين العالمي آنذاك. بل يمكن أن نقول انه مع 1976 لم تبق هنالك اي ديكتاتورية بروليتارية في العالم عدا ألبانيا، التي تفككت هي الأخرى بالتدريج مع تحول حزب العمل و أنور خوجا ثلاث سنوات مباشرة بعد المؤتمر السابع للحزب نحو الدوغماتحريفية Dogma-revisionism والطعن في الظهر لانجازات الاشتراكية في الصين ومكتسبات الثورة الثقافية واسهاماتها، في تلك المرحلة بالتحديد، صار الدفاع عن الصين أو ألبانيا كقاعدة للثورة العالمية - بدل الاتحاد السوفياتي وفي تناقض معه – اعلانا متأخرا، وللأسف…متأخرا جدا.
ان انجاز الانفكاك النهائي من أسر الفكر القومي العربي - أي القيام بقطيعة ابستيمولوجية معه ومع بنية تطوره - يتطلب بالضرورة تحليل الأزمة في سياقها الأممي هذا والذي لا تفهم، علميا، الا به. أوجز فأقول : ليست حركتنا للتحرر الوطني جوهرا آتيا الى حركة الثورة البروليتارية العالمية من خارجها، بل ان العكس هو الصحيح، ففهم أزمة هذه الحركة الثورية بتياريها : الثورة الاشتراكية في البلدان الامبريالية والثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية في البلدان الكولونيالية، هو الذي على ضوئه نفهم حركة التحرر في الشرق الاوسط والخليج والمغرب الكبير، والثورة الفلسطينية كجزء من التيار الثاني. ولهذا قلنا ان السؤال اليوم يستوي على مستوى أعمق من طرح مهدي عامل له، ولم يكن قادرا على ان يطرحه أعمق من ذلك – أعني أمميا - نظرا لضالالات المرحلة وانحرافاتها والتي انجر معها الى حد معين، خاصة مع الخسارة الثانية لعمال العالم في الصين ، كما أن مناضلين آخرين، كلما حاولوا طرح المعضلة أمميا بينوا على أنهم أشد عجزا عن تحليل مكافئ في الجدية والعمق لتحليل مهدي عامل، بله تجاوز هذا التحليل الى ربط الأزمة بالسياق الأممي لتطور الثورة البروليتارية العالمية كسيرورة أممية World process .مثل نزيه أبو نضال الذي انتقد نظرية العوالم الثلاثة من موقع الدفاع عن السوفييت، أو كريم مروة، الذي لفظ ديكتاتورية البروليتاريا والعنف الثوري بشكل نهائي من كل بنائه المفاهيمي الذي لم يبق ماركسيا الا بالتسمية.
كذلك يعد العكس صحيحا، فان تشريح ازمة حركة التحرر في أوطاننا وفي البلدان الكولونيالية بشكل عام، عمل لا غنى عنه في فهم الارتداد الحالي للثورة البروليتارية العالمية، والا سقطنا في مركزية أوروبية أو ما يسميه البعض عبر كلمة منفرة جدا، تسوء السامعين: بالعالمأولية .Firstworldism ومن الطبيعي ان تكون منفرة لانها تذكرنا بنكسة خطيرة للحركة الماركسية اللينينية العالمية دشنتها نظرية العوالم الثلاثة الشوفينية، واقول أنها نكسة وأعني ما أقول، فلم تسترجع البروليتاريا العالمية عافيتها مع الثورة الثقافية الا وعادت لفراش المرض الايديولوجي والسياسي عبر شكل جديد من التحريفية به كانت تمارس ايديولوجيا الأحزاب والدول التي تغير لونها بتعبير ماو، عداءها التناحري لقوى الثورة الاشتراكية في العالم.
ان منطقا من التحليل يستند الى قطيعة معرفية جذرية مع المركزية الأوروبية والفكر القومي، وحده قادر على استخلاص دروس الماضي واستشراف طريق المستقبل، وبهذا وحده يمكن ان يكون فكرا ماركسيا لينينيا يتكون في حركة انتاجه المستمرة في مجابهة الواقع التاريخي، واقع حركة الانتقال الكوني للبشرية من الامبريالية الى الاشتراكية وتناقضاتها المعقدة.



#فهد_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فهد المغربي - ذكرى انطلاق الجبهة وأسئلة انحسار الثورة