أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشا نور - بمناسبة شراء خروف العيد.. مذكرات فوفو خرفان















المزيد.....

بمناسبة شراء خروف العيد.. مذكرات فوفو خرفان


رشا نور

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 23:21
المحور: كتابات ساخرة
    


وقف الأولاد حول الحوَلي الصغير ( الخروف ابن سنة ) وهم فى غاية الفرح والسرور ،

فمنهم من مسكه من فراءه ، و

الثانى شده من القرن الناتئ فى رأسه


والآخر يفتح فاه ليضع البرسيم بكل قوه،

والأم تقول لزوجها الحاج المسرور بفرح أنجاله :

" بعوده ياحاج .. ربنا يخليك لينا " ...

ظل الأولاد يلعبون مع الخروف " فوفو " وهو الأسم الذى أطلقه عليه الأولاد ... بينما تصرخ الأم لعدم أهتمام الأولاد بدروسهم وعمل الواجبات المدرسية ...

إلى أن جاء يوم الذبح العظيم،

سمع فوفو الأم تقول للحاج :



- " ما تنساش يا حاج تجيب الجزار علشان نضحي بفوفو "

- طبعاً مش هانسي يآم أحمد ...

وقف " فوفو " متأطئاً رأسه الصغير وقد ملء الحزن قلبه وأنتابته رعدة شديدة مع قشعريرة هزت فروته حتى ليته الصغيرة ... وبدأ يلعن أبوه لأنه لم يرسله إلى معلم اللغات ليتعلم نهيق الحمير أو حتى نبح الكلاب حتى أذا ما أقترب من المشترى يتخفى بلنباح متخفياً فى نباح الكلاب أو نهيق الحمير أو حتى زئير الأسد ...

وبينما هو غارق فى رعبه، تتصبب رأسه عرق خوفه سمع هرج ومرج وصوت شجار وسباب بأغلظ الشتائم صاعداً من الشارع ...

طل " فوفو " رافعاً رأسه فوق جدار الفرندة و إذ بالأسطي توتو العجلاتي يمسك بتلبيب الأوسطي شيشه المكوجي ويشده من قفطانه وهو يصرخ فى وجهه قائلاً :

" وحياة النبي منا سايبك إلا فى القسم ... لازم تقولي سرقت كلبي الوَلف ، ووديته فين ؟

" ... ويضحك " فوفو " وهو يقول " حقاً أن شر البلية مايضحك " ... وتختفي الأصوات ويمر وقت طويلاً ...

فجأة يدق جرس الباب ...

بعدها يسمع فوفو صوت الحاج وهو يضرب كف على كف ويقول لآم أحمد :

" لا إله إلا الله ... ده من علامات الساعة

ياساتر أستر يارب ،

أرحم ياللي بترحم ...

تتصورى يا حاجة الواد شيشه سرق الكلب الولف بتاع توتو وذبحه ...

والناس لقوا فروته فى صندوق الزبالة فى العزبة إللى جانبينا ..

وراحوا القسم ... حاجه تقطع القلب ... الواد شيشه كان بيعيط بشده وهو بيقول " أعمل أيه بس كان لازم أجيب للولاد لحمه علشان العيد ومالقيتش حد يسلفنى علشان أجيب لحمه ... أعمل أيه بس ؟ ...

مصاريف المدارس ومعاه فجعة شهر رمضان وبعديه جاء عيد الفطر وبعده عيد الأضحى وبعده ... خمس أفواه ياعالم " وبكى شيشه ونَاح وندب حظه السئ ولطم على فضيحته ...

تخرج أم أحمد منديلها وقد رغرغت عينيها بالدموع وتقول : " الرحمة من عند الله ياحاج " ... ثم تمسح عينيها ... وهي تقول :

" قولي يا حاج " ...

قاطعها الحاج بحدة وقال لها " ليه هو انت دكر علشان أقولك ياحاج " ...

ترد أم أحمد وهى تضحك :

" ههههئ ياحاج بلاش هزار ياخويا أنا بتكلم جد يا خويا .. هو الجزار هايجى أمتى ؟ "

الصباح رباح يا ستي ... وبعدين مانا جايب ليكى عشرة كيلو لحم أمبارح " ...

ترد أم أحمد قائله :

" أيوه ياخويا بس أوعك تكون سارق لنا كلب زي الواد شيشه ... ههههئ "

يضحك الحاج وهو يقول :

" والنبي الكلاب أختفت من الشوارع ... الناس جاعت يا أم أحمد ...

ثم يخلع النظارة ويضحك ويقترب من أم أحمد وهو يهمس قائلاً والنبي لأطلع اللحمة على جتتك بالليل ... علشان أعرفك الفرق بين الكلب والخروف ..

ويضحك الحاج عثمان ويسعل ويكح والست غندورة زوجته غارقة فى همساتها ودلالها ... بينما فوفو ترتجف ليَته متأوهاً قائلاً مااااااااااااااااااااء ...

شقشق الفجر وبدءت أصوات مكبرات الصوت تدوى وتكسر سكون الليل والكل يصرخ " لبيك اللهما لبيك ... لبيك ... لا شريك لك ..."

الكل يُلبك منفجرين كالقنابل ...

بعدها رجع الحاج عثمان إلى البيت ومعه الجزار ...

دخل نُحنح الجزار ومعه سكينه والمَسن والحبال وهو يقول : " ياساتر يارب " ...

بدأت كوارع فوفو تهتز مرتعدة وتتمرمر كليتاه ويبكي وهو يثغئ بصوت عالى وكأنه يقول لهم :

" ياعالم أنا ليس الذِبح العظيم ...

أنا كنت رمز ومن ظلال الرموز


أنا لا أستطيع أن أفدي أنسان ...

أنتم أعظم من الخراف ...

" لأنه لا يمكن أن دم ثيران و تيوس يرفع خطايا " ...

" و ليس بدم تيوس و عجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً "

أنه دم الانسان يسوع المسيح الله الظاهر فى الجسد ...

القادر على كل شيئ ...

ياعالم " فوفو " ماينفعش يكون الدَية ولا الثمن اللى أندفع لأنقاذ الانسان من جهنم وبئس المصير ...

ياعالم ... أنتم تدوسون الدم الذكى ...

دم يسوع المسيح أبنه الذى يطهر من كل خطية ...

أجدادى كانوا رمز للذبيح العظيم

وهو أتولد فى المذود علشان يقول للعالم كله أنه هو الذبيح الحقيقي الغير محدود لكل خطية العالم ...

لأنه إن كان دم ثيران و تيوس و رماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس إلى طهارة الجسد "

فأنتم تهتمون بغسل الجسد ولا تهتمون بحياة الروح ...

ياعالم حرام عليكم ...

يسوع فقط هو حمل الله الذى رفع حطية العالم ...


يتنبه نحنح الجزار لثغاء ( لصوت ) الخروف ويقول للحاج عثمان :

" الخروف ده منظره مريض ... أسمع ثغائه ياحاج " ...

يسمع الحاج عثمان ويقرر قائلاً :

" لازم نسأل الشيخ شردوح عن شرعية ذبح الإضحية وهي مريضة ؟ " ...

أخرج الحاج تليفونه الجوال وطلب رقم الشيخ شردوح وسأله ووصف له ماحدث ...

طلب الشيخ من الحاج أن يسمعه صوت الخروف ...

وضع الحاج الموبايل التليفون بجوار فم " فوفو" ... بينما أصر " فوفو " على الصمت الرهيب ...

طلب الحاج من أولاده أن يشدوا فروة الخروف حتى يسمع الشيخ شردوح ثغاء الخروف ... دون جدوى ...

زهق الشيخ شردوح وقال للحاج

- " هل للخروف عينان سليمتان ؟ ...

- قال نعم .

هل أرجله سليمة ؟

- قال له الحاج " نعم " ...

- وهل أذنيه سليمتان ؟

- قال الحاج " نعم "

- فقال له الشيخ " أبشر ياحاج أنه حلالاً حلالاً وذبحه حلالاً والله يتقبل منك "...

- كبر الحاج عثمان وقال : الله أكبر أذبح يا نحنح أنه حلالاً مقبول

هلل الأولاد وشد نحنح الخروف وداس على رجليه الأمامية وأمسك الحاج بالأرجل الخلفية ورقد الأولاد فوق جسد فوفو وأستل نحنح سكينه بعد أن ضربها فى المَسن ثلاثاً وقال " الله أكبر " ...

الحاج يردد سورة الكوثر :

" إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ " ...

تقترب أم أحمد من الحاج وتهمس فى أذنيه قائلة :

قولي ياخويا " يعنى أيه " أبتر" ؟

فيقول الحاج " يعنى مقطوع الأثر " ...

تقول غندوره " مافهمتش ياخويا " ...

فيقول لها الحاج عثمان :

" نبقى نسأل الشيخ شردوح لما نخلص يا ستى " ...

- طيب ياخويا ...

سالت دموع ودماء " فوفو" وصمت للأبد ...

بينما غمس الحاج عثمان يده فى الدم ووضعها على رأس أولاده ثم وضع يده المغموسة بالدم على الحائط وقال :

" ماشاء الله و لا حول ولا قوة إلا بالله " ...

كفاره عن بيتي وأهل بيتي ...

اللهم تقبل منا يارب العالمين ...

اللهم أمين .



#رشا_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل إله القرآن توقف عن حفظ الذِكر القرأني
- هل إله القرآن توقف عن حفظ الذِكر القرأني
- التخاريف التفسيريه للنصوص القرآنية -الملكة الفرعونية المؤمنة ...
- التخاريف التفسيريه للنصوص القرآنية -الملكة الفرعونية المؤمنة ...
- التفسيرات الخرافية للنصوص القرآنية - الحجاب و خرم الباب
- التفسيرات الخرافيه للنصوص القرآنية - بنات عائشة والحصان ذو ا ...
- التفسيرات الخرافيه للنصوص القرآنية - الوسواس الخناس وخرطوم ا ...
- إحذروا من هذا الكتاب المدمر لحياتكم اخوتي المسلمين
- خطف و قتل أقباط بالقوصية و دلجا
- الداعية ناصر العمر: يحق «جهاد النكاح» مع المحارم وسبي نساء ا ...
- بالأدلة.. إله الإسلام هو المسؤل الأول عن الإرهاب الدولي -الج ...
- كاتب القرآن يقر ويعترف أن إله الإسلام هو المسئول الأول عن كل ...
- جهاد المناكحة و تحذير للمرشد بديع بعد ظهوره بالنقاب
- اهلاً رمضان سارق التراث ..وحوي يا وحوي إياحة. الأنشودة الفرع ...
- كاتب القرآن يقر ويعترف بأن إله الإسلام يدندن فى الجنة قائلاً ...
- هام العثور على “خطة حماس” لنشر الفوضى في مصر
- غور يعني أرحل هذا ما نقوله لمرشد الضلال ومرسي العياط وكل عشي ...
- كاتب القرآن يقر ويعترف بأنه يلهم العباد بالفجور ويلزمهم به
- نداء لموتى القبور .. يسوع المسيح حي
- كاتب القرآن يقر ويعترف أن عيسى المسيح إله الأرض يدفع الكفارة ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشا نور - بمناسبة شراء خروف العيد.. مذكرات فوفو خرفان