أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو اسماعيل - الأخوان والتقية السياسية















المزيد.....

الأخوان والتقية السياسية


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1205 - 2005 / 5 / 22 - 11:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يعلو صوت أنصار تيار الاسلام السياسي وعلي راسهم جماعة الأخوان هذه الأيام ويقومون بدور مرسوم لكل منهم بعناية... جزء يرهب الآخرين فكريا باتهامات التكفير والعمالة وجزء يدعي الاعتدال ويصرح علنا بما يختلف تماما عن مباديء وأهداف الاخوان الحقيقية والتي يحاولون طمس معالمها كنوع من التقية السياسية اعتمادا علي ضعف ذاكرة الشعوب واستغلالا لحب الشعب المصري الحقيقي والفطري للأسلام.. وفي محاولة فجة لمد أواصر الود مع الغرب.. ولهذا أتمني أن يتوقف أنصار هذا التيار عن التقية السياسية التي يمكن قبولها من حزب سياسي ولكن لا يمكن قبولها من جماعة تدعي أنها تمثل الأسلام.. وليقل لنا أنصار هذا التيار بوضوح لا يقبل الجدل ماهو شكل الدولة التي يريدونها بالضبط..

ماهي طريقة اختيار الحاكم ومدة حكمه وكيفية تغييره دوريا وسلميا أم أنه سيصبح مثل منصب المرشد العام.. حتي يتدخل عزرائيل.. وكيفية الفصل بين السلطات واختيار المجلس التشريعي الذي يسن القوانين وماهية هذه القوانين.. وماهو موقفهم الحقيقي من الاحزاب العلمانية في مصر مثل حزب التجمع والحزب الناصري وحزب الغد.. أم أنهم يؤجلون هذه القضية لحين التمكن ثم القضاء علي كل مخالف في الرأي السياسي بحجة أنهم يتعارضون مع تفسيرهم للدين والاسلام..

أم ان القوانين عندهم جاهزة واقتصرت علي رجم الزانية و قطع يد السارق دون أن يكون هناك تعريفا محددا للسرقة التي تقطع يد من يقوم بها.. وهل اختلاس أموال الدولة والشعب تدخل في السرقة التي تستحق أن تقطع يد من يقوم بها وهم يعلمون كما نعلم جميعا أن هذه النقطة فيها اختلاف فقهي كبير.. أم أن نسبة العاملون عليها حلال مباح..

ليقولوا لنا أي فقه سيعتمدون.. فقه أبو حنيفة أم مالك أم الشافعي.. أم فقه ابن حنبل..

وهم يعرفون كما نعرف جميعا.. أنه هناك اختلاف بينهم حتي في أحكام الطلاق.. وهل عندهم الشجاعة ليقوموا بما تقاعس عنه السابقون ايام الخديوي اسماعيل وكان السبب في تبني مصر القانون المدني الفرنسي لعدم قدرة أو خوف علماء الأزهر حينئذ من تحويل الفقه الاسلامي الي قوانين واضحة يسهل تطبيقها وفهمها في دولة عصرية ولا يوجد حولها اختلاف فقهي..

ثم يقولون لنا بوضوح ما هو موقفهم من الاقتصاد العالمي الذي يقوم علي النظام المصرفي الذي يعتبرونه نظاما ربويا،،، وهل يمكن التوقف عن التعامل معه.ز أم سيقاطعونه..

ليقولوا لنا ما هو موقفهم الحقيقي من المؤسسات الدولية ومواثيقها التي تنص علي احترام حقوق الانسان واحترام حرية العقيدة والدين واحترام حقوق المرأة ومساواتها التامة مع الرجل.. وهي مواثيق تتعارض تماما مع ما ينادون به،، هل سينسحبون من هذه المؤسسات احتراما لمصداقيتهم.. أم يستمرون في عضويتها وبالتالي يضطرون الي تنفيذ القوانين الدولية ويفقدون مبرر وجودهم اساسا.. هل سيقبلون أن تترشح امرأة أو قبطي لمنصب الحاكم..

ليقولوا لنا بوضوح ماهو موقفهم من الفن سواء كان الموسيقي والسينما والغناء وحتي الرقص.. وما موقفهم من الادب والابداع الفكري..وهل سيكممون الافواه ويصادرون حق كل من يكتب كلمة لا ترضيهم كما حدث من قبل مع كل مفكرينا و أدبائنا ابتداءا من طه حسين ومرورا بنجيب محفوظ..أم سيفرقون كل من يفكر مخالفا لما يعتقدون عن زوجته كما حدث مع نصر أبو زيد أم ينفذون فيه حد الردة كما حدث مع فرج فودة....

وليقولوا لنا موقفهم من العلم وقضايا البحث العلمي التي لا تتوقف عن النمو وما تثيره من قضايا مع الدين..ألا يكفيهم انه بسبب البعض منهم مصر اصبحت من البلاد القليلة التي لا تجري فيها عمليات زرع الاعضاء من المتوفيين حديثا رغم ما في هذه العمليات من مساعدة لمرضي كثيرين منهم من هم في عمر الشباب ولأسباب غير منطقية وغير مقنعة ولكنها دليل علي تأثير قلة ممن يستخدمون الدين وسيلة لارهاب ومصادرة حق الآخرين في التفكير...

أن القانون في مصر يمنع قيام الأحزاب علي اساس ديني سواء كانت أحزاب اسلامية أو مسيحية وهو قانون صائب وسيظل ساري المفعول الي أجل غير مسمي... وبالتالي آن الاوان لكل جماعات التيار الاسلامي السياسي أن تعي الحقيقة وتتوقف فعلا عن هذا العبث وتعرف أنها بمحاولة أقحام الاسلام في السياسة تضر الاسلام كدين ولا تفيد السياسة.. وآن الاوان أن تعرف هذه الجماعات ويعرف الشعب أن الدولة التي ينادي بها هؤلاء في النهاية لن تختلف عن نظام طالبان في شيء أو في أحسن الاوضاع لن تختلف عن النظام الموجود في جزيرة العرب او في ايران..قلة تستخدم الدين لتتحكم في باقي الشعب وعقله وتصادر حقه الطبيعي في التفكير والاختيار المستقل و الاستمتاع بمباهج الحياة البريئة.. ولايهمها كما عبر البعض في زلة لسان انتشار البطالة بين الشباب أو غلاء الاسعار أو عدم القدرة علي توظيف الخريجين طالما تتحجب المرأة وتنتشر مظاهر الاسلام الطقوسي في المجتمع...

واقول لهم ولجميع ناشطي هذا التيار وعلي راسهم جماعة الاخوان المسلمين فلتتوقفوا فعلا عن هذا العبث.. ولترجعوا الي دوركم الحقيقي وهو الدعوة لبناء الفرد المسلم الحق.. الفرد الذي يؤمن يالاسلام الوسطي المعتدل المتسامح ويتحلي بمكارم الاخلاق،، أقول لهم فلتتوقفوا عن هذا العبث وارفعوا أيديكم عن التدخل في السياسة واطمئنهم أن الاسلام كدين هو قوي في نفوس اتباعه و أنهم في الحقيقة بنظرتهم الضيقة للأمور ومحاولة فرض أنفسهم سياسيا هم من يلحقون أكبر الضرر به.

كفانا تقية.. وكفانا صراخا وارهابا لكل مخالف في الراي.. أن حرية الاختيار وحرية العقيدة وقوانين حقوق الانسان التي يمثلها الاعلان العالمي لحقوق الانسان.. اصبحت هي القانون الدولي التي يجب ان تحترمها اي دولة وألا عرضت نفسها للعقوبات بل والتدخل العسكري من قبل المجتمع الدولي..

أن مجال عمل الدين.. أي دين والاسلام لايختلف في ذلك هو علي مستوي الدعوة السلمية وعلي مستوي الفرد..

لقد مضي الوقت الذي يستطيع أي فرد أو جماعة أو حتي حكومة ان تجبر أنسانا آخر علي شيء.. طالما لم يخالف القانون المدني..

ألا تنظرون حولكم..

هل يستطيع أحد أن يجبر فيفي عبده عن التوقف عن الرقص أو نانسي عجرم عن التوقف عن الغناء أو ايناس الدغيدي عن التوقف عن أخراج الأفلام ألا بشنقهن في الميادين العامة.. أم الأسهل كان أجبار نجيب محفوظ عن التوقف عن الكتابة.. ورغم منع روايته أولاد حارتنا فقد قرأها الملايين في العالم العربي..

وأخذ عنها جائزة نوبل.. ولو نجحت محاولة قتله لانتشرت أكثر وحظي اسمه علي تقدير عالمي أكبر..

الحقيقة أحيانا مؤلمة.. ولكن الحقيقة التي لا يعيها البعض أنه لن يسمح في مصر بقيام حزب علي أساس ديني وستظل جماعة الاخوان جماعة محظورة قانونا أن لم ترجع الي دورها الذي أخذت علي اساسه تصريحا عند قيامها.. جماعة دعوة دينية... ليس لها أن تتدخل في السياسة.. وهي لا تعي أنها لو كانت استمرت في أداء دورها الذي أخذت عليه التصريح ولم تحاول التحول الي السياسة والوثوب الي السلطة لكانت نجحت أكثر في تحقيق أهدافها الغير معلنة.. أنه قصر نظر سياسي..

وفي النهاية.. أريد أن أقول أنه بعد حرب 73 لم أكن أتخيل أن هذا سيكون حالنا.. مازلنا نناقش قضايا تم حسمها في أوائل القرن العشرين عندما تبنت مصر فكرة الدولة المدنية ونجح ساستها ومفكريها في أجهاض محاولة الملك فؤاد في وراثة مايسمي بالخلافة العثمانية التي انهارت علي يد الزمن والتقدم وأجهز عليها كمال أتاتورك.. لقد عبرنا القناة.. ولكن للأسف رجعنا للخلف سياسيا وفكريا وحضاريا.. والسبب للأسف كان محاولة السادات القضاء علي بقايا الناصرية عن طريق احياء هذه التيارات والجماعات ففقد حياته ثمنا لقصر النظر السياسي وثمنا لغيرته من عبد الناصر وشعبيته..



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة البرلمان .. هي الحل
- من هو اللاديني ..هو من يهلل لجريمة الحلة النكراء
- كفاية .. أريد حقوقي ...
- الأرهاب الفكري ... كاتب متأسلم نموذجا ..
- الفرق بين الفدائي والأرهابي ..
- صراع الأصوليات ..
- حول الأرهاب و مكافحة الارهاب ..
- هل الديمقراطية وحدها كافية ؟؟ ..
- تساؤل وتحية للشعب العراقي العظيم
- ستنتصر الحرية في العراق ..في أهم انتخابات في التاريخ ..
- ردا علي توماس فريدمان ..لا نريد حبكم.. أحبوا الأنسانية أولا. ...
- الجهاد ضد صناديق الانتخابات
- الديمقراطية ..وسبب نجاحها بين النظرية والواقع
- الي كل امرأة
- حكاية قرية تتكرر في كل زمان ومكان
- أمير المؤمنين يزيد بن معاوية .. ما أشبه اليوم بالبارحة
- نريد حلا .. الحل واضح ولا نراه
- الحربة و ازدهار الحضارة الاسلامية
- ظاهرة تستحق التأمل ..والبحث عن حل
- التطرف والتعصب .. محاولة للفهم


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عمرو اسماعيل - الأخوان والتقية السياسية