رعد اطياف
الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 17:03
المحور:
المجتمع المدني
حدثني ذات مرة صديق عن قصة حدثت في روسيا لإمرأة أرادت صرف قائمة الدواء من إحدى صيدليات موسكو لأبنها سيرجي، وبعد إكمال قائمة الدواء، أنتبه صاحب الصيدلية وهو يصرخ بأعلى صوته : لقد أعطيتها الدواء الخاطئ!.. يا ألهي سيموت.. خرج يهرول في الشارع كالمجنون ويصرخ: يا أم سيرجي... يا أم سيرجي!.. سمعته الناس وظلت تردد معه،ثم ضجّت شوارع موسكو بالهتاف... يا أم سيرجي.. يا أم سيرجي!... وهكذا ينتقل الهتاف من شحصٍ لأخر..تلتفت أخيراً أم سيرجي لهذه الهتافات، لترجع للصيدلية، لتستبدل الدواء.
وأنا اتذكر هذه القصة أخذتني الذكريات لكارثة مفاعل تشيرنوبل.. لا زلت أتذكر هذه اللقطات المذهلة، لعلماء يدخون سيجارة ،ويرد أحدهم: هذه أخر سيجارة ندخنها ربما لا نخرج، ثم دخلوا إلى المفاعل ولم يخرجوا بعدها!.. وماذا لو استحضرنا الكارثة الاخيرة في اليابان، والنشاط الأنساني الغريب الذي قامت به العوائل اليابانية ، وهي تتسوق على مقدار اليوم الواحد بلا زيادة لضمان حصة باقي العوائل !..
كذلك، يذكر أحد الصحفيين العراقيين وهو يتجول في شوارع باريس، وأرصفتها المليئة ببائعي الورود، ليرمق فتاة جميلة.. أراد ان يغازلها: على ماذا انظر؟.. لجمال عينيك أم جمال الورود؟... ردت الشابة بعفوية أنثوية عذبة: سيدي شكراً لإطرائك الجميل.. هل تعرف بأني لست محتاجة لهذه النقود؟!... كلما في الإمر، يُوجد هناك ملجأ للأيتام بالقرب منّا، ووددت مساعدة هؤلاء الأيتام، وذلك عن طريق بيع الورود واعطائهم نتاج ماأبيعه!.
مايمكن الأستفادة وأخذ العبرة من هذه الدروس الأنسانية،ويدعونا للتساؤل حول ماهية العمل الانساني،ومدى أشتراطه بسلسلة من الوعّاض والحكواتية،لنفهم قيمتة هذا العمل ؟. لاأتصور شخصاً ما في هذا العالم لا يعرف معنى الخير والرحمة،ولا أدل على ذلك ماتتركه هذه المعاني من انطباعات جميلة، من سلام ورضى وحالة من الفرح، تلامس الفطرة الأنسانية.
أقول ..هل استطعنا بكل مانتبجح به، - من أفضليتنا على العالم؟!- ، أن نخلق نماذج انسانية،مشابهة لصاحب الصيدلية الروسي، أو (مجاهدي) تشيرنوبل،أو ملائكة اليابان، او بائعة الورد الباريسية، ونحن(خير أَمة........)؟.
#رعد_اطياف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟