أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أمجد شبيطة - في مسكة المهجرة..يمارسون حق العودة















المزيد.....

في مسكة المهجرة..يمارسون حق العودة


أمجد شبيطة

الحوار المتمدن-العدد: 1205 - 2005 / 5 / 22 - 11:30
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


صادروا الكريك فأنبت زيتونة وتوتة
في زيارة الاسبوع المنصرم لقرية مسكة المهجرة كان لحاجبيك أن يرتفعا منعقدين مرتين على الأقل في ذات الحين.
الأولى: عند دخول بناية المدرسة القديمة، والتي انقلبت أحوالها رأسا على عَقب عِقب حملة ترميمات واسعة قام بها، في الأسابيع الأخيرة، أبناء هذه القرية، ورب ابن لم تلده أمه، فاستوت أرضيتها ودعم سقفها وابيضت حيطانها.
الثانية: عندما تلمح عيناك ورقة وقحة البياض، معلقة بعناية فائقة على باب المدرسة المدهون للتو، وقد ثبتت بشريطين أسودين، تماما كاعلانات النعي، وجاء فيها تحذير من مديرية أراضي اسرائيل، لأولئك الشباب الآتين "لإحياء الموات واماتة الحيّات" (الحقوق محفوظة للمعلم الساخر، اميل حبيبي) من التلاعب بممتلكات الدولة وتمهلهم 48 ساعة لافراغ البناية..
سينفلق حاجباك انعقادا، عندما يخبرك الشباب ذاتهم بأن المديرية نفسها لم تصبر حتى نفاذ المهلة، وسارعت مستنجدة بناطور راقب البناية يومين أو ثلاثة، وصام وصام فأفطر كريكا..
وأما الكريك فقد صادروه لينبت بعد أيام توتة وزيتونة على الأقل، وأما الناطور ، فـ"واوي..واوي وبلع كريك"..
عذرا، قاموس الجدة!!
**
هي- كيف يقولون؟- "حزرا بشئلاه"!!
وما البناية المرممة الا غرفة واحدة هي ربع ما ظل من أبنية المغدورة، وهي حتما ستظل تذكر هذا التاريخ 12.5.05 حتى أمد بعيد، كيف لا وهي تحتضن للمرة الأولى أبناء قريتها بعد غياب طال 57 عاما؟ كيف لا ويرافقهم عدد من أبناء شقيقتها الطيرة، ومن اليهود التقدميين أعضاء جمعية زوخروت التقدمية الهادفة الى تعريف المجتمع الاسرائيلي على حقيقة "حرب الاستقلال"؟
كيف لا وهي زيارة من نوع آخر تتجاوز سابقاتها المجاملات الخجولات، وقد قام الحضور وبأجواء احتفائية بغرس التوتة والزيتونة اللتين أنبتهما الكريك ذاته عند مدخل بناية المدرسة..
ومن هناك انتقلوا الى غرفة المدرسة، للاستماع الى رواية القرية، حكاها لهم، المربي محمد سمارة، موسى شبيطة (أبو حسن)، محمد شبيطة (أبو عميد) والحاجة صفية شبيطة..
وتوالت الأسئلة..
وسألت احداهن بلغة عبرية لا تبدو نغمتها بريئة من الاتهام، "أكان مجرد التهديد كافيا لتغادروا القرية؟"
وقبل أن يستوعب الخطباء الترجمة قام المؤرخ التقدمي تيدي كاتس ليوضح لها ان التهديد لم يكن مجرد تهديد، مشيرا الى خطورة الحرب النفسية، ولكنه لم يقنعها..
فقد كان جوابها مهيئا له ومباشرا كأنها تسحبه من تحت أباطها "لم آت لسماع المؤرخين، أريد أن أسمع من الناس"، وفيما انشغل "الناس" بتبرير ما أسموه "صلافة" من جانب السائلة أخذت الصورة تتضح أكثر، فهي ابنة أحد مسلحي كتائب الايتسل الصهيونية المحتلة، وكانت الى أمد غير بعيد ابنة أبيها، فخورة به، حتى بدأت تدرك هول النكبة، ويريعها التفكير بأن يكون والدها وصحبه قد "مروا من هنا"..وهي ليست وحيدة..
هي عودة البراعم الحكيمة الى الجذور
**
زرعوا الرعب فحصدنا الشعير
ما كان القمح لينضج في نيسان، لم ينضج، بعد، سوى الرعب والشعير..
"قللي موسى، أنا شايف هالدنيا بتروج ولازم نحتاط ع اشي نوكله، اشي نبيعه.. ووالله بالفعل أخذت خمسة ستة ونزلنا ثاني يوم نحصد بخور برهم، القمح بقاش مستوي محصدناش غير الشعير.."
تسترجع الحاجة صفية شبيطة، يومها الأخير في قرية مسكة، الثامن عشر من نيسان العام 48، ولا زالت تكرر بالدقة ذاتها تهدج صوت محمود الجيوسي وبكاء الانيس، وتوبيخ الوالدة وسيارة أبو عواد التي لم تحظ بركوبها..
"أجانا محمود الجيوسي، باقو يقلولو أبو زهران، وقلنا "روحن..روحن البلد رحلت"، بس مصدقناش وكملنا حصاد واجا الأنيس وقالنا "روحن روحن مظلش حدا في البلد" قال وحندل يعيط ومصقدناش الا تا أجا موسى ورجعنا ع البلد وملقيناش الا المناضلين وأمي، قالتلنا "اطلعن يا خايبات اطلعن"..
لم تطلق من تلك القرية ولو رصاصة واحدة، أو "فشكة" حسب أهلها، فالرعب دب في القلوب واليأس عشش، "المشاكل بدت مع التقسيم، واليهود بدوا يتمرحشوا والناس خافوا" تقول صفية وتستدرك "الخوف بدا مع الثورة العتيقة في الـ39 بدوا مسلحين يدوروا بين الكروم، وعملوا اليهود والانجليز مجزرة في البلد.. طخو ستة، والله قموهم من عز النوم" بصعوبة تتذكر محدثتنا أولئك الستة، لكن ما لا تنساه قط هو ذاك الرعب الذي تركته هذه الجريمة بحق القرية كافة وضحاياها "حسن عبد الحفيظ، بقلولوا أبو الامين، وأخوه وحسين ابن عثمان وعبد الله السياجي، اللي بقى حراث عمي أحمد هظول راحو واسماعيل الحوراني، قطعوا ايده، واحمد الزريقي انقطعت رجله"
كانت تقول ان الأوضاع بعد قرار التقسيم بشكل خاص كانت بوتيرة تصعيد مستمر، خاصة بعدما قتل مستوطنون يهود عددا من أبناء قرية سلمة في نفس العام وهم في طريقهم من بيارتهم المجاورة لمسكة..
كانت تقول ان الاوضاع توترت "وبدوا يطخوا من كنايات أبو صلاح لحد ما أجا صاحبنا شلومو بن طوف، وقال بدنا نعقد اتفاقية بينكم وبين كوفيش وصوفيت والبصرة" وكان من المفروض أن تستمر تلك الهدنة ستة أشهر، وخلال الهدنة قدم الى القرية ضابط سوري "طلع ع دار ابراهيم العلي، هي الوحيدة اللي باقت من طابقين، اطّلع شامة قبلة، شرقة غربة وقال انتو مطوقين ولازم تطلعوا، نط محمود الطاهر وقال ول احنا نطلع واحنا اكثر منهم، هاي مؤامرة.." وبتأثر بالغ الحنق وصفت كيف انقض نحوه جنود سوريون وكادوا يقتلونه لتطاوله على الضابط الذي يشبه اسمه اسم شاعر سوري كان معروفا لكنها نسيت اسمه..
وما عاد أبناء القرية يعولون على الجيوش العربية وما عادت تنفعهم الا الهدنة..ولكن "بعد شهر شهرين، ودت كوفيش لابراهيم العلي وقالوله بدنا نفسخ الاتفاقية لأنهم الهجانا جايين من دير ياسين، وهظول موسى ديان وبن غوريون بلتزموش باشي.. وطلعت البلد.."
ومحصدناش غير الشعير..
غير الشعير..
شعيرة..
***
قلنا نرجع وقالوا نفكر، فهدوا البلد..
وكانت المحطة الأولى في هجرتهم قرية الطيرة المجاورة، وفيها شارك المقاتلون في الدفاع عن القرية أما الاطفال والنساء فرحلوا مع أطفال ونساء الطيرة الى جبال حنوتا حتى تنتهي الحروب في الطيرة. "دار بن طوف أعطونا شادر وقعدنا فيه وبدا الناس يشردوا من زيق الشادر، قالو هاظ بدلّ الطيارة علينا، بس ابو عصام قلهم تبعدوش عنا، خليكم واحنا بنبعد، بقينا في الشادر حوالي 35 واحد، دار شبيطة كلهم..العيلة بالليلة"، واستمرت الحال أشهرا عدة قضاها أبناء هذه القرى في العراء، يجابهون كل يوم الموت والرعب، يخافون ضربة العربيد كخشيتهم من الغارات، الى أن جاء المطر فافرنقع الناس شذر مذر، وتشتت أبناء مسكة الى عدد من القرى، وفي مركزها قلقيلية وجيوس واستقروا هناك حتى تسربت الاحاديث عن توقيع اتفاقية رودس والتي سيتم بموجبها تسليم قلقيلية وجيوس وغيرها للسيادة الاردنية، بينما ترزح مسكة تحت سيادة الدولة الرضيعة فبدأت المحاولات المستميتة للعودة الى الطيرة للبقاء تحت سيادة هذه التي رضعت دماء شعبنا وقراه، ونجح معظم أبناء عائلة شبيطة بالبقاء في الطيرة، بعدما ابدى أهلها استعدادا لاستقبالهم وبعد توسط من صديقهم القديم، شلومو بن طوف وصهره يعقوب دوري. "مهو بقى بينا وبين دار بن طوف السلك، ومرة يعقوب، اخته لشلومو ربيت بدارنا، وابنها اميل والله باقى ييجي يعبر ع الخم كل ما يطلع صوص جديد".. وكان يعقوب هذا يلعب الدور الموازي لدور الحمار الذي بفضله ظل سعيد ابن النحس المتشائل في البلاد، واما الأغلبية فقد ظلت في الشتات والمخيمات..
وسيتضح بعد حين بأن العودة لم تكن بتلك السهولة. تقول صفية "خمس سنين واحنا قاعدين بدار أبو عدنان، كانت شرقة غربة عشرتمتار وشامة قبلة ست متار كانت الدار بلا ابواب ولا شبابيك" وقد تعرض المهجرون الى أكثر من محاولة تهجير وفي كل مرة يفزع لهم أبناء الطيرة وابن طوف فبقوا وأخذت أحلام العودة تدغدغهم..
قال أحدهم، في كتاب "مسكة-الكتاب رقم 10" (اصدار جامعة بير زيت، 1991) "كنا ليل نهار نتشاور مع بعضنا ونقعد في ديوان أبو علي الشبيطة، كان المستشار تبع بن غوريون واحد اسمو يوشع بالمون وكان يعرف علي القاسم. المهم أبو عصام الشبيطة قويت عينه وقال لازم نرجع ع مسكة وقال طالما استقرينا ومعنا هويات ودونا ع بلدنا وبنوخذ اللي ع ذيال البلد، يوم عينوا مراجعة رسمية في القدس وراح من عنا ابو علي وأبو عصام واتصلوا في مكتب رئيس حكومة اسرائيل وقتها ابن غوريون، استقبلهم مستشاره وقعد معهم وقلهم ابنبنيلكم مدرسة غرب الطيرة وبنعطيكم ارض والكو تكونو فيها مرتاحين ومستقلين. قالوله لأبدنا نرجع ع مسكة ومسكة لسا موجودة. بعد نقاش طويل عريض وكان ودي قلهم المستشار يشوع انا اللي مفوض بيه قلتو والباقي بقدرش اقول اشي، هاظ هو الختيار بن غوريون فوتوا عليه قالوله اذن اعطينا اياه نحكي معاه، فات يسأل قال شو قلتلهم، بس هيك زي ما قلت بالزبط، ظلوا متأملين يرجعوا وقالوا هي مطلنا واحنا مش ممكن نتخلى عنه، اضرب اطرح، اسبوع والا الجرافات بتهدم في البلد وماكنش مهدوم منها اول ولا بيت، هدموها كلها ومضلش فيها الا توالي المدرسة والجامع القديم وشوية من المقبرة والبير اللي كنا نملي منه موجودة أثاره لحد هسا"..
أيهما ألعن:أن تسرق دارك أم أن تجاورها قسرا!!
ستحكي الحاجة أم عاصم عن السنوات الأولى العجاف، عن كيف عادت لتضمن أرضها وتزرعها بالبازيلاء، وكيف طرد أحد المقاولين المرحومة أم دحمس، عندما تجرأت ذات مرة على التأشير نحو دارها لتقول بأنها كانت هناك ذات مرة، ستتحدث كذلك عن توجه العائلة الى محكمة الصلح في كفار سابا في سنوات الخمسين الاولى من أجل العودة، تلك المحكمة التي أقرت بحقهم لكنها قالت ان التنفيذ يظل بيد العليا، فتنازل الاهل عن التوجه لها لقصر ذات اليد.
سيستذكر أبو العميد، حواري القرية حاروة حارة وأين كان كل منزل، سيذكر حتى أين جلس هو، على أي مقعد في المدرسة وأين جلس "حياة أبو فلاح وأبو النعمان"..
ستتحدث الحاجة صفية، عن أول زيارة مشتركة لأهل القرية الى قريتهم، في يوم الاستقلال الثالث، وكيف جاء ذات مرة بن طوف، ومعه أناس آخرون قالوا لهم "انسوا الرجعة محدا برجعكو، بس المباي أصلح الموجود، وهو ع الاقل بخليكو" فصوت أبناء مسكة في الطيرة في الانتخابات الاولى للمباي، والعيلة بالليلة..
"أما بعدها لما الاحزاب صارت تيجي، صرنا نصوت للشوعية، صح عانينا والشباب تلاحقو، بس قاومنا وظلينا مع الشوعية.."
قصص كثيرة حكاها ويحكيها مسنو هذه القرية، وقد انقسما فريقين، فريق لا يكف عن استرجاع الذاكرة والتغني بأيام العز، وفريق يتكتم على أبسط التفاصيل، متخذا له سياسة باقية وسعيد أبي النحس في رواية المتشائل، وأما الغريب هنا، بأن لدى الفريقين ما ينأون عن ذكره وكأنهما اتفقا عليه.. المتحدثون يخافون إن صمتوا أن يتذكروا الحكايات المظلمة، أو أن يسأل المستمعون عن تلك الحكايات، وأما المتكتمون فيخافون زلة اللسان نحو تلك الحكايات الكوابيس، ومنها..
لا، لن تجد رواية واحدة، فهذه ستقول "الدار المهدودة، بقينا نكمل عليها ونجيب حجارها ع الطيرة" وكانت تلك قمة المأساة، أن تهدم دارك لتبني بها الدار الجديدة، وأخرى ستعترف ولكن بخجل، سترتسم ابتسامة محرجة عند طرف فمها، وتقول ان تلك الحجارة كانت قليلة، وأما الثالث فسيقطع أغلظ الايمان، ان أبناء القرية لم يهدموا ولو شبرا من خرائب بلدهم.. ربما استأجروا عمالا، لكن قلوبهم لم تطاوعهم لهدمها بأيديهم..
تلك هي المأساة، أن تخجل بمأساتك..
ولكن، عفوا، ما الفائدة؟!
**
"مسكة أولا" أصر ملحا وطلب "بكفي عياط"
"تعيطش كثير" طلب الي وافي شبيطة ساعة اعداد التقرير، وهو المبادر الى حملة الترميمات تلك، والذي أخذ على عاتقه، وبرفقته عدد من الشباب أبناء القرية وأصدقائهم، التواجد اليومي المتواصل في القرية "ترميم المدرسة هو المرحلة الأولى، فنحن نهدف الى تحويلها مركزا ثقافيا عامرا بالنشاطات، كما بدأنا نعمل على جمع وتوثيق الشهادات من أبناء جيل النكبة الأول، ووفق شهاداتهم سنحاول بناء مجسم يصور حياة القرية وحواريها وبيوتها كما وسنعمل قريبا على ترميم المقبرة التي سويت هي أيضا بالأرض، وصيانة ما تبقى من جدران الجامع". وبتساؤل لا يخلو من المكر يسأل "لا أعرف ان صح التعبير بأننا نمارس حق العودة على الأرض لكن هذا ما نريد أن نصنعه فعلا، ومسكة أولا، أي اننا سنبدأ من مسكة، وسنحاول الاتصال بلجان المهجرين من كافة القرى بمحاولة لاعادة اعمارها وزرع الأمل في أهلها."
ولكن ما الهدف؟!
"إعادة فتح ملف المهجرين من جديد وبقوة، وأمامنا هدفان، على المستوى القريب، نهدف الى توثيق الرواية والحفاظ عليها، لتتناقلها الأجيال، فالنكبة حقيقة تاريخية مطلقة لا تجوز المساومة عليها، ببساطة، منعا لتكرارها، ومن اجل زرع الأمل في الناس ومحاربة اليأس الذي أدى بالبعض الى القبول بالتعويضات وتصفية الأرض"..
وهنا يمس وافي ومعه أبناء الجيل الثالث من المهجرين العائدين الى الجذور بقامات فارعة الانتصاب، موضوعا في غاية الحساسية والدقة، فهنالك اتفاق ان التفريط بالارض خطيئة لا تهاون معها، حتى وان كانت هنالك ضرورة لقراءة هذه الخطيئة ضمن السياق التاريخي، وحتى ان هزم الحكم العسكري البغيض والنكسة الكبرى من لم تهزمه النكبة، وحتى ان كانت لقمة الصغار هي من هزمت من لم تهزمه النفس الضعيفة وضيق الأمل أو خبث السماسرة (آه يا سوس الخشب!!)..
"هذا المسلسل انتهى، وكلي ثقة بأن نشاطنا سيعيد الأمل ويعززه ويمنع أي محاولة من هذا النوع في المستقبل، فكل شبر غال وهو ملك للجميع والتفريط به طعن بالجميع"..
وهنا أيضا يجيء الطعن بشرعية هذه الصفقات "أعتقد ان هذه الصفقات غير شرعية، انها كأن يجيء لص الى دارك، يستوطن بها سنوات ويشغل ضدك حربا نفسية وبعد سنوات يقترح عليك شيئا من التعويضات"
"وأما على المدى البعيد، فهمنا العودة الى قرانا، ليس فقط عبر المطالب والشعارات الشرعية والنضالات المتبعة، انما بممارسة هذه الشعارات على الأرض، ببساطة أن نعود الى الأرض والقرية، أن نعود الى المستقبل.."
يترك الشاي ليركد في الابريق، يأخذ نفسا عميقا، تلمع عيناه ويقول بالعبرية، تلك الجملة التي طالما كررها في الآونة الأخيرة "إن شئتم فهذه ليست اسطورة!!"


مسكة*:
تقع قرية مسكة المهجرة في السهل الساحلي لأرض فلسطين التاريخية، على بعد 15 كيلومترا جنوب غربي مدينة طولكرم، وتحدها شمالا مدينة الطيرة، وقرية كفر سابا المهجرة جنوبا وقرية الحرم (سيدنا علي) المهجرة من الغرب.
وبلغت مساحة أرضها 8076 دونما اضافة الى 5882 دونما، هي ما عرف بـ"غابة مسكة".
وبلغ عدد سكان القرية في العام 1922 حوالي 440 نسمة بينما ارتفع في العام 45 الى 880 نسمة، وفي العام 48 الى 1021 نسمة.
وشردت القرية في 18.4.48، عقب تهديد سكانها بتفيذ مجزرة مشابهة لمجزرة دير ياسين وشن حرب نفسية رهيبة ضدهم، وخرج آخر المحاربين منها في 20.4.48، ليتشتتوا في كافة أصقاع الارض، وبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام1998 حوالي (6269) نسمة!!
يذكر بأن السلطات الاسرائيلية أقدمت على هدم القرية في العام 51، أي بعد انتهاء ما تسميه بـ"حرب الاستقلال" وقد سويت بالارض البنايات والقبور على حد سواء، ولم يبق منها سوى غرفتان من أصل ثلاث شكلن ذات مرة مدرسة القرية الابتدائية، وجدارا ونصف من المسجد القديم، والبئر.
هذا ولا زالت معظم أراضي القرية غير مستغلة، الا لزراعة الحمضيات.

المصادر:
• 1991."مسكة الكتاب العاشر"، اصدار جامعة بير زيت
http://www.palestineremembered.com


* الكاتب، ابن قرية مسكة المهجرة ومراسل لصحيفة الاتحاد الصادرة في حيفا.



#أمجد_شبيطة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا كوبا
- نابلس، بين العصا والقصبة


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أمجد شبيطة - في مسكة المهجرة..يمارسون حق العودة