أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - وصايا لسياسي مبتدئ!!














المزيد.....

وصايا لسياسي مبتدئ!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 13:06
المحور: كتابات ساخرة
    


من المؤكد أنك طموح جداً ولديك نظرة ثاقبة حين اخترت السياسة مهنةً، لأنّها قد تكون الوحيدة ـ من بين مهن عديدة سواها ـ لا تحتاج لإحترافها كدّاً وتعباً ودراسةً أو ذكاءً لامعاً. بالرغم من ذلك، فإنّها تدرّ على ممتهنها أموالاً طائلةً ومكانةً مرموقة وحصانةً من الإعتقال والمساءلة، مهمّا ارتكب من الجرائم أو ابتلع من ثروة البلاد وتسبب بإزهاق أرواح العباد، فللسياسة ضروراتها التي تبيح أيّ محظور.. المحظورات والقوانين، سيدي الكريم، وُضعت سيفاً على رقاب المحكومين فقط!!
بدءاً، عليك الانتساب لحزبٍ أو تكتلٍ سياسي تدرك أنّه ارتقى واشتهر وأخذ مكانه ومكانته بفضل نَفَسٍ طائفيّ تلبّس سلوك أفراده. دعْ عنك الانتساب أو تمثيل حزبٍ وتكتلٍّ يسعى، فعلاً لا قولاً، لخدمة الوطن وأبنائه ويدعو لوحدتهم وتكاتفهم.. مَنْ يسعَ لخدمة الوطن ووحدته لن تجد معه هدفك الغالي ولن يتحقق لك فيه طموحك الكبير. تحدث بصوتٍ عالٍ ـ بمناسبةٍ أو من دونها ـ عن طائفتك التي هُضمت حقوقُها وقُتل أبناؤها وهُجِّر أفرادها، ولا تلتفت إلى حقيقة أنّ هضم الحقوق والقتل والتهجير توزّعَ على الجميع بعدالة صارمة.. ليس على السياسيّ أن يقول الحقائق، فإنْ قال حقيقةً سقط من زمرة الناجحين!!
حين ترى أنك أصبتَ نجاحاً ونلتَ حظوةً ومكانةً تلمسُ منها أنّ المناصب المهمة دنت إليك، إخترْ لك شهادةً دراسيةً ولقباً علمياً من المهم أن يسبق اسمك وعشيرتك.. الشهادة الدراسية لم تعدْ تعني التمكّن من اختصاص ما، إذ أن كثيرين نالوها بطرق شتّى ليس من بينها ـ طبعاً ـ الكدّ والسهر والإجتهاد.. ليس عليك الخشية لو اشتريتَ شهادة أستاذ في الأدب وأنت لا تعلم إنْ كان محمد مهدي البصير شاعراً وزعيماً وطنيّاً أم طبيب عيون. ولو شئتَ نصيحةً أقترحُ عليك شهادةً في التربية الرياضية فحينها لن يسألك أحد ـ مهما كان وقحاً ـ بأيّ قدمٍ يمكن تسديدُ (الجلاق)!!
إقبلْ بأيّ منصبٍ تفرضه المحاصصة عليك. ليس هناك من منصب، مهما كان مهمّاً وعظيماً وحساساً، لا يمكنك ارتداؤه، إذ علّمنا أهلنا الطيبون أن نقتني من الملابس ما لا يناسبنا إلاّ حين نكبر ونزداد بدانةً وسمنةً.. لا يُفترض بالقائد العسكري أن يعرف شيئاً من العلوم العسكرية، فالبس البزّة العسكرية ولتتألق النجوم الذهبية على كتفيك حتى إنْ كنت لا تعرف (اليس يم).. وافقْ على أن (تتسنم)، معاليك، وزارة التربية وإنْ كنتَ أميّاً، ولن يعترضَ أحدٌ لو عُرضت الثقافة عليك لمجرد ظنّك أنّها لا تعني إلاّ بضعة دارميات وأبوذيات تعلمتها بمتابعة برنامجك المفضل (أكو فد واحد).. المهمّ في إشغال أيّ منصب أنك واجد، لا محالة، منْ يفتح الطريق أمامك لدرب الثراء السريع ويعلّمك كيف تُبرم عقود لمشاريع استراتيجية عملاقة لا وجود لها إلاّ على الورق!!
الخطر الذي يمكن أن يواجهك ليس انكشاف أمرك فهذا سهل هين، وأيّ إدانة مهمّا كانت دلائلها مثبتة يمكن ردّها بالاستهداف السياسي والطائفي ومحاولة التهميش والإقصاء.. الخطر الحقيقي يأتي منك أنت فقط لو أن ضميرك ـ لا قدّر الله ـ صحا من غفوته وبُعث من موته، وسوّلت لك نفسك العمل بإخلاص ونزاهة وزيّنت لك حبّ الوطن والخشية على حاضره ومستقبله، حينها ستخسر ثراءك وسمعتك ومكانك ومكانتك بين إخوة لا يجدون سعادتهم وخلاصهم إلاّ في خراب الوطن واحتراب أبنائه!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق المنافي والمهاجر
- رمضانهم كريم!!
- صحف لقراءة الأبراج!!
- سلام القلوب
- أمنية ابتدائي!!
- محنة المشتكي
- ورق.. ورق
- عبقريّة معلمة!!
- أرائك الفاكهين!!
- وهمُ البطالة!!
- قرطاسية كلّ عام!
- بشائر النصر.. مقدمات الهزيمة!
- أحوال مدنية!!
- وصايا لتعيش!!
- نحيب الأرصفة
- للموت عشاقه ايضاً!!
- مقابر عمّاتنا
- الهدر.. ثقافتنا!!
- ديمقراطية العم سام!!
- كهرباؤنا الغيورة!!


المزيد.....




- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب
- تردد قناة سبونج بوب على النايل سات …. أجدد الأفلام وأغاني ال ...
- الكشف عن القائمة القصيرة لجائزة -PublisHer-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - وصايا لسياسي مبتدئ!!