أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - أحلام














المزيد.....

أحلام


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 10:48
المحور: كتابات ساخرة
    


الفراغ والشعور بالوحدة والهروب من التعامُل مع تفاصيل الحياة اليومية .. كُل ذلك يدفعني أحياناً ، الى الإنزواء والإبحار مع سَيل الأفكار المُتلاطمة ، وتَخّيُل الأحلام المُستحيلة وهي تتحّقَق . فكم من مّرَةٍ .. أعدتُ تشكيل الأحداث القديمةِ ، كما أشتهي وليسَ كما كانتْ ! .
وكَمْ إرتديتُ زَي الرجل الخارق ، فكنتُ أطيرُ لكي أنقذ شاباً من الغرق " أنا الذي في الواقع لم أتعّلم السباحة أبداً " ، أو اُخّلِص ولداً من الإعتداء .. وطبعاً أشبع المعتدين ضرباً وركلاً ! " أنا الذي أتحاشى المواجهة في الواقع " . كَمْ مرةٍ كنتُ في حلم اليقظةِ ، ذاك الخطيب المُفّوَه الذي يُبهِر المستمعين ، بمنطقهِ المتين والذي لايخشى في الحق لومة لائم ، ويفضح الفاسدين والسُراق ! " أنا الذي أرتبك في التجمُعات وأتلعثم في العادة " . كَمْ مرةٍ أوقفتُ الزمن وأرجعتُ عقارب الساعة الى الوراء ، لكي أصرخَ في وجه المُتحّدث : كلا .. أنتَ تكذُب ! " في حين أنني أسكتُ في أحيانٍ كثيرة ولا سيما إذا كنتُ اخاف من المتحدث " .
كَمْ تخّيلتُ أنني أمتلك إمكانيات الرجل العنكبوت .. فأمُد يدي القوية وأنا جالسٌ في منزلي أشاهد التلفزيون ، لكي أصفع المسؤول الكبير الذي ينثر وعوده الكاذبة أمامَ حشدٍ من الناس في دعايةٍ إنتخابية ! .. مَهما كان بعيداً .. فسوف أمُد يدي وأمُدها حتى أصل اليهِ فأغلق فمه وأصفعه بقوة ! .. يا إلهي ، كَم سيكون ذاك المنظر جميلاً ! .
ثم أعود فأصبح الرجل الخارق .. الذي يرى ويسمع كل شئ وفي كل مكان ، فأكتشفُ كيفَ يقوم المسؤولون ، بعمليات النهب المُنّظَم وكيف يُوّزعون الحصص وكأنهم عصابة وليسوا رجال دولة .. فأقوم بالقبض عليهم واحداً واحداً وأجمع الأدلة والإثباتات وأقدمهم الى العدالة لينالوا جزاءهم بعد ان تُحجَز كل أموالهم وممتلكاتهم ! .. طبعاً من السهل عليّ فعل ذلك ، ألستُ سوبرمان ؟ من الطبيعي ، لن يستطيع أحد من أولئك السفلة ، الإفلات مني والهرب ، سواء الى الأردن او اوروبا او امريكا ، ففي لحظةٍ واحدة ، أستطيع الطيران وإحضارهم مُكّبَلين . يا ألله .. ما أروع ذلك ! .
وما المانع ، ان أكون خليطاً من كَرين دايزر والرجل الوطواط وروبن هود أيضاً ؟ .. فخلال يومَين فقط ، سأجعل الأمن مُستتباً في بلدي .. اليوم الأول كافٍ ، لتنظيف الأجهزة الأمنية من المندسين والمتعاملين والمتعاونين مع جماعات العنف ، وتقديمهم الى المحاكمة .. واليوم الثاني للقضاء المبرم ، على الإرهابيين وتجفيف مصادرهم ..
وسأشكل لجنة بقيادة روبن هود ، للإستيلاء على الأموال الهائلة التي إستحوذ عليها اللصوص الكبار طيلة السنين الماضية في بغداد وأربيل ، وإعادة توزيع هذه الثروات الخرافية ، على الناس ، بعدالة وإنصاف . يا رَبي .. يالهُ من حلمٍ رائع .
......................
إستيقظتُ من هذه الأحلام الوردية .. على صياح زوجتي التي قّرعَتْني وأمرَتْني ، بأخذ أكياس القمامة الى الخارج سريعاً ، قبل مُغادرة السيارة المُخصصة .! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُفارَقة .. والإختيار الحُر
- إنتخابات الأقليم ، والعودة الى الصَف الوطني
- الوكيحون .. والعُقلاء ، في إنتخابات الأقليم
- إفتراضات إنتخابية
- قُبيلَ إنتخابات أقليم كردستان
- المُدير
- الموت الرحيم
- المالكي يُدافع عن السُراق
- لِمَنْ أعطي صَوتي ؟
- ضوءٌ على إنتخابات أقليم كردستان
- حتى الأموات .. ينتخبون
- أيها المصريون .. لاتُبالغوا في إمتداح السعودية
- لا تَقُل : حَجي ولا أبو فلان !
- هزيمة اليمين الديني في مصر
- ما أغبانا .. ما أغبانا !
- المُشكلة في : الثلج
- تداعيات إعتزال مُقتدى الصدر
- كُرد سوريا .. بين الخنادِق والفنادِق
- المدينة الصائمة
- لا يمكن تبديل الجيران


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - أحلام